الترابى إبليس عصره ... كاريكاتير

Quote: : ولد خالد فتح الرحمن وروضة الحاج بعد أن ارتحل كل شعراء الجيل الأول وكثير من شعراء العقد الثاني.. جرى كثير من الماء تحت الجسر في هذه الفترة .. تهاوت النظريات ولم يتبق من البداوة إلا اسمها (بعد أن غزت ثقافة أم درمان) واختفى صاحب الربابة بل صار كثير من زعماء الصوفية من خريجي جامعات أكسفورد وكمبردج وأدنبرة . خالد وروضة يبعثان بإشارات مستقبل سيلحق بركاب الشعر المعاصر الذي يسعى للعالمية مما ستفتقد معه المحلية والقومية التي كان يجيش بها شعر العباسي والتجاني والمجذوب وصلاح أحمد ابراهيم. انقشع الغموض من القصيدة الذي وجدنا طرفاً منه عند التجاني وكثيراً منه عند محمد عبد الحي، وبزوال الغموض ترجلت القصيدة التي تحتاج إلى شروح الهوامش ، بيد أن القصيدة مازالت تتكل على التداعي الداخلي للشاعر وشيء من الهلامية .. يتعثر الوزن كثيراً وترتد المفردات اللغوية إلى لغة الصحف ولا يجد الشاعر بأساً من تضمين العامية وقد يُكثر من هذا حتى لتكاد تصبح القصيدة عامية. قصيدة خالد فتح الرحمن «غير هذا البريق لك» والتي تحمل اسم الديوان تجد فيها شيئاً من هذا التداعي والهلامية. الشاعر اجتهد جداً أن يجد له وزناً يميزه خارج محصور أوزان التفعيلة الموحدة: غيرُ هذا البريقِ لكْ والذي جَنْدلكْ في احتفال المفازاتِ صوتُـكَ الذي أثملكْ غير هذا البريق لكْ والذي أعْجَلكْ عن قطاف الزنابقِ آخرَ الأمسياتِ وجدُكَ الذي أذهلكْ.