الترابى إبليس عصره ... كاريكاتير

Quote: ارتفاع سعر صرف الدولار له عدة أسباب، أهمها:- طباعة كتلة نقدية ضخمة بواسطة الحكومة في الفترة الأخيرة، وذلك لمقابلة دفع أجور ورواتب جهازها المترهل من شاغلي وظائف الصف الأول، بالإضافة للعبء المترتب جراء اندلاع الحروب في كلا من جبال النوبة والنيل الأزرق، ما ترتب عليها من حوافز ورشا وإغراءات لتجنيد وتجيش مزيداً من مليشيات جديدة للحرب، خاصة في ظل التقهقر وانعدام الثقة في جنود وضباط صف الجيش النظامي وعدم تحمسهم لخوض المعارك الضارية، ما يترتب على ذلك من هزائم واستنزاف للآليات والعتاد الحربي في شكل غنائم للثوار. السبب الثاني، هو الحصار غير المعلن على المؤتمر الوطني حتى من طرف جيرانه وحلفاءه العرب، وبالتالي تدهور الصادرات، وما قرار السعودية الأخير بعدم استيراد الهدي من السودان إلا جزء من هذا الحصار غير المعلن والذي من المتوقع أن يمتد إلى سلع أخرى ودول أخرى. السبب الثالث، هو خروج كثير من مناطق الإنتاج الرئيسية في دارفور، جنوب كردفان والنيل الأزرق من سيطرة الحكومة وبالتالي خروج عوائد الضرائب والجبايات من ميزانيتها. كما أن ما يصل للأسواق المحلية من مناطق الإنتاج أنخفض بصورة كبيرة، وربما أصبح أقل من تغطية الطلب المحلي ناهيك عن التصدير، وما إعلان الصحف المحلية عن استيراد أبقار من أثيوبيا، إلا تأكيداً لهذه النقص والشح للوارد من مناطق الإنتاج الرئيسية. عليه، فمن المتوقع أن تقابل الحكومة الصرف المتنامي على أجهزتها في الأشهر القليلة القادمة، بطباعة مزيد من العملة، وهي بالضرورة ستكون على حساب ودائع ومدخرات المواطنين، والتضييق عليهم في السلع والخدمات الأساسية. أضف إلى ذلك، فأن أتباع الحكومة لسياسة طباعة العملة لتغطية مصروفتها، سيفتح مجالاً لأعضائها المتنفذين لطباعة مزيد من العملة لحساباتهم الخاصة وبالتالي أحداث انفلات في الكتلة النقدية المتداولة في السوق في ظل انعدام سلع وخدمات تقابل هذا الكم الضخم من الكتلة النقدية، وهو ما يعني الانهيار الشامل. احمد البقاري