نرحب بالخواض .. ونردد قصائده

انا لست رامبو 1 كي اري عدناً خراباً
اهاجر مثل أسلافي إلي حلمٍ بعيدٍ استحثُّ بهِ
خطاي إلي مواقيت الغوايِة
اقتفي انفاسهمْ
وأحسُّ نبضهم علي الصخر العنيد
احسُّ وقع خطاهم - والسد 2 منهارََ- أري:
قمريّة 3 لألاءة وسط الميا -
حضارةً خفضتْ قوائمها -
حنيناً تائها من الف عام -
شهوةً سقطتْ - مصادفهً - من امرأٍ عجولٍ -
غصّةُ نفضت عن الأحلام ريش الارتباكِ

انا لست ُ رامبو كي اري عدناً غيابا
... ولكني ّ انا امشّاءُ
أمشي من خريف العُمْر
نحو ربيع قامتها
اشدُّ وقائع ألايامِ نحو فضاء
قيثاري الحزينِ

انا لستُ رامبو كي اري ذهباً علي سُرر الغرابة
... ولكني ّ انا امشّاءُ
ألبس جُبّة الزهادِ
أفتّشُ عنْ يقينٍ ضاع في تُرابِ البلادِ
وعن بهاءٍ ضاع من أيام عادِ
أنا لست رامبو كي أري عدناً هديراً من كآبة
ولكنُّ الفتي كجدودهِ وحنينه أبداً لاوّل منزلِ
ارنو الي الخرطوم - عزَّ الظهر والتخزين 4 ادنو
من تلال الحُْلم ادنومن صحابي
وبركتينمن الغموض نفضّ ايماضاتِ دهشتنا
نفكّرُ ما اشتهينا من مصائر نحتفي بكلام سيّدة
البطاقات الملونةِ الجميلة هذه الخرطوم ما خلقت لافغان العرب
وما دُهنت ْ لتجار المنابر
ما ازدهت بجلافة الريفي والوعّاظ

ماسُئِلتْ
وما قُتِلتْ
وما بسطتْ لتكديس السلاُح
وماأضيئتْ للذقون وللظنون وللمتون وللحواشي

الأ ليت اللحي كانت حشيشا
فنطعمها خيول الانكماشِ 5

أنا لست رامبو كي أري وطني سراباً
ولكني ّانا المشاءِ

أحمل وردتي الخرطوم من منفي إلي
مبغيً وأصرخ
(إنهاالخرطوم تركض في مسامي وانتصاري و انكساري)

هي للغناء

وللدعاء

وللصلاة

وللنشيد

لضحك' الفتيات في افق العناق
لصرخة الدرويش تصرعهُ
فرادبس الجمال
للدعه العراق المعتق في جرار الانعتاق
لهاجس الاِنسان والشيطان والرحمن
شيء ، من
عجينِ الروح يطلعُ ،
من سديم الُحزن يبزغُ،
حاملاُ صمت البراري

أنا المشّاء ، أحمل صُرةً من حرقة الخرطوم ، اصرخُ
هاتكاُ صمت الشوارع والأزقةِ
((دثريني ، قبليني ، دثريني ، وانثري ورْد اليقين علي نهاري))

فكم من فكْرة خضراء أو حمراء أو رعناء أو قدسيّةٍ عبرتْ سماءك كي تهذُب شعبنا
جاء الفلاسفةُ *الأباطرةُ * الجهابذةُ انتفضو أمخاخهمْ ،
وأتو بمحراث التقدّم ، والالوهيةٍ والعجائب ،
وحنطوها في اضابير الشعار

فباسم الله والقرآن بخترعون مملكة من الافاظ ....
شعباً من ركام ،
باسمه القدوس يبتكرون آلهة من الكابوس ،
يغتالون شعباُ صادحاُ ومسامحاُ
ومدينة خلقتْ من
الأبنوس والاهوتِ ، والناسوت
باسم الله يعتقلون زهرة حبّنا
يرمون نهرأ من
حنان المواعظِ
يشترون الله بالدولار
باسم العصر
ينتهكون حُرمه حزننا المدني
ياسم الحرب يختلقون
حلماٍ من بوار

أنا المشّاء نْبضُ البغضْ نبض ال قد
قد يذهب التاريخ نحو الجّب
قد يذهب الاجدادُ نحو الرّبْ
قد يذهب الأحفاد نحو الجُبْ
قد تذهب الخرطوم نحو اللُب
قدهاجر المشاءُ نحو الحرْب
أنا المشاء انبح في المدائن والقفار:
لابد من حرب لافهم شكل بؤسي في المسارج والظلالِ
لابدًّ من حرب ٍ لأدراك عمق روحي وامتدادي في فضاءتِ
البراعةِ والكمالِ

لأبدَّ من حربٍ تعيد صياغة الموتي وتعريف الحياةِ
لأبد من حرب لأيقاظ الطغاةِ
لأبد من حربٍ تغير عادة النسيان والنوم
الطويل علي سراب الاكتمالِ
... لثقافة الحرب انتمينا
واحتمينا بالثقافة كي نري

حرب الحروب مطلة فوق انصوص ، وفوق آفاق الخيالِ
لابدّ من حرب تعلمنا الرحيل الي الرحيل علي غواياتِ المحالِ
لابدّ من حربِ ستنبت من شظاياها ضفائر من
سيقبلن الزواج بموجه النيل اليتيمة ،
وانهماراتِ الجلال
لابدّ من (لابدّ من حربِ) لنكسر حلقه الصمتِ
المخيمِ في خلايانا ،
ونشهدَ مولدِ الرؤيا الجديدة
من جماجمناوجمجةالسؤالِ
اناالمشاءُ
هل أقعي طويلاً كي اري حرباُ تفسّرُ
لؤمَ أخوتنا الكبار وبؤسَ هذا الارتحال ؟؟؟

تعز ..26 مايو 1996


_________________________________

1. هو الشاعر الفرنسي الكبير ارثر رامبو
2. أشارة إلي سد مأرب في اليمن
3. زجاج ملون بعكس الضوء بوضع فوق النوافذ في اليمن
4. جلسه مضغ القات في اليمن
5. البيت الأصلي قله الشاعر اليمني يذيد بن المفرع ساخراُ من ليحة الامير عباد بي يذيذ بن ابيه
ونصه كالتي:
ألا ليت اللحي كانت حشيشاُ فنطعمها خيول المسلمينا