|
نرحب بالخواض .. ونردد قصائده
|
بشرنا محمد سيد أحمد بانضمام أسامة الخواض الى هذا المنتدى الرحيم . أربكتني البشارة بجمالها , أردت الاحتفاء بها ، فلجأت الى ديوان أسامة (انقلابات عاطفة) أعيد قراءته قصيدة قصيدة ، وكلمة كلمة . وتيقنت مجدداً ان الخواض من القلائل جداً الذين يكتبون الشعر كما ينبغي أن يكتب ، أولئك النادرين القادرين دائماًُ على تجديد حميمية العلاقة مع هذا الفن الجميل بعد الكسل الذي يصيب تلك الحميمية كثيراً بسبب الغث الكثير المكرر باسم الشعر . وأسامه كما يعرفه الكثيرون منكم مثقف موسوعي جاد ، وناقد عارف متميز , وكان مع عبد اللطيف علي الفكي أول من بشرنا في السودان بمناهج النقد النصي الحديثة وعرفنا بها تنظيراً وتطبيقاً . اعلم ان من الذوق والأوتوكيت أن أضمّن ترحيبي باسامه الخواض في البوست الذي انزله محمد سيد احمد . ولكني أرى ان وجود اسامة بيننا يستحق أكثر من بوست ترحيب واحد : الف ألف مرحب ياسامه يا :
قامة الوردة الكوكبية , بوح الندى في الأصايص , عمق العلاقة بين القصائد والحلم .
أهلين لـ :
هذا البهاء المكوكب , ذاك النداء اللطيف .
ها نحن نتحفي بقدومك الجميل ونسعد بحقك الكامل في :
مناداة عصفورة الانسجام , وسرب الندى , وهديل الحمام الى شجر من مواعيد ساحرة .
ونبتهج مع (ابتهاج) . وابتهاج ياأخوتي في البورد
ستطربكم بنشيد مفاتنها , وستجمعكم في أصابعها لتدلككم بطراوتها ,
شكراً اسامة , فبحضورك البهي :
نعلن الآن – عصياننا العاطفي على الوتر المتردد في حفلة العالم المتماسك , نلبس تكتيك تفاحة تتأنق عز الجفاف , ونهبط في مطر يتقبلنا "ويقالدنا" فيهلُ فصيلُ من العنبر المتمهل في مشيه , وشعوب القرنفل والياسمين تؤدي تحيتها العسكرية جداً , تحيط الرّذاذ بصوت الكمان ، وبوح الكناريا ، فندخل في الزعفران , وننشيء بنك الشذى .
اسامه شكراً للقائنا ثانية : شكراً لهذا المنتدى الذي جمعنا فـ :
هكذا نخرج من قبو الكتابة الى صخب الحياة , هكذا نرفد فورة الكتابة بصخب الحياة , هكذا نحس العالم , ونشربه , ونأكله , وننام معه على سرير الشك الدوار , ننتمي الى وسوسة البداية , نردم بالكتابة فجوة الغياب , ونصنع من قوة الكتابة وهم الحضور , فيمسك كل منا بزمام الأخر , ونتشبث بالجمال الهدام , واللذة المنهدمة بقوة الغياب .
ونردد :
نحن الذين تبعثرت أرواحهم فوق المنافي والقذى , نحن الذين توهجت أحزانهم في الشارع السري قرب الائتلاف , نقر انا سوف نخرج من سراديب المراثي والأسى , برهافة النسيان نمسح ما تناثر من فجائع فوق مائدة الرحيل , نهب , نصرخُ في المدى الكوني : "مشاؤون , مشاؤون , خواضون في الهذيان , مشتاقون , مشتاقون , مشتاقون , يا خرطوم , يا خرطوم , يا خرطوم , يا أبنوس , يا ناسوت , يا لاهوت , مشتاقون , مشتاقون , مشتاقون , يا سودان , يا نادوس يا بيضان , يا فريس , يا قديس , ياعربي , يازنجي , ياوثني , ياصوفي , يا سني , مشتاقون , مشتاقون , من نسياننا نعدو الى غثياننا الروحي , يا خرطوم , يا خرطوم , يا كبريت , يا كبريت , يا كابروت , يا رحموت , يا رهبوت , مشتاقون , مشتاقون , نقذف قبعات الشوق , نمسح دمعة الترحال , خطاؤون , توابون , نساؤون , بكاؤون , مشتاقون , يا "حميد" , يا "قدال" , يا "محجوب" , نمشي من مصائرنا الى نسياننا حبواً , لنحرق غابة المعنى , ونكسر غصة المنفى , ونهدم حائط الشكوى , ونشرب دمعنا , نسقي الكلام جسارة الأحلام , أهتف : "يا مدى أحلامنا" . يا غابة المعنى المدلك بالوسائس , والهواجس , هل سنحصد راحة من مشهد النسيان , يا وطني أضاعوني ، أضاعوني , واي فتى اضاعوا , لعصر فضائح وقراع قهر , أدخلوا الإرهاق في روحي ، "ومنديل التقزز في دمي" ، فلمن سنزرع غرسة النسيان يا وطني , لمن ستدق أجراس التسامح , من سيأخذ – يا أصيل – بثارنا ؟؟ ومن سيعيد "من" لحظيرة التكوين – يا وطني الجميل , متى سأصرخ مثل "حمزاتوف" (داغستان يا بلدي) فتهتف مثل داغستان "حمزاتوف ياولدي , وياسندي , ويا كبدي" ؟؟ ... وأهمي راعفاً "يا أيها الوطن المزجج بالأذى" ، قل انك الفرح المكرس للنساء وصن فضاءك للأرامل , والسكارى , واليتامى , مد ساعدك الفتي لأجمل الغرقى أنا , أنا "إرميا" السودان ، نكاح الدروب , فآه يا وطني القمامة , هل ستبقى وأحداً متعدداُ ؟؟ متأكداً , متوجساً ؟؟ متفرداً , متجذراً ؟؟ هل سوف تمنح سمتك الزنجي قامات الورود الكوكبية , أم سنشرب "بيرة" النسيان في بار الحزانى الساذجين ؟؟
هامش : - كل النصوص باللون الأحمر من ديوان المحتفى به اسامة الخواض (انقلابات عاطفية) .
|
|
|
|
|
|