مابين الحزب الشيوعي والتصوف

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-30-2024, 01:55 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مكتبة عثمان تراث(تراث)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
07-04-2003, 02:37 AM

تراث
<aتراث
تاريخ التسجيل: 11-03-2002
مجموع المشاركات: 1588

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
مابين الحزب الشيوعي والتصوف


    صديق حميم كتب هذه الورقة في العام الماضي ، وظل يسعى لمن يحاورونه فيها ، وعندما تعرف على هذا المنتدى شعر بقوة انه وجد المكان الأنسب لطرحها ، ولكن ولأنه غير مشترك في البورد ، طلب مني ان انزلها له واختار إسماً حركياً طلب مني ان انسب الورقة اليه وهو (درويش الصوفي) . ويسرني جداً ان اقدم اليكم هذا الصديق العزيز عبر ورقته هذه .

    ما بين الحزب الشيوعي والتصوف

    تمهيد

    السودانيون يتميزون بقيم سلوكية وأخلاقية ميستزيمية تصوفيه تسامحية
    في بلد شاسع متعدد الأعرق لابد من الاستعانة بالحوار الهادئ الرصين مشفوعاً بقبول الأخر وباتساع الصدر بقدر اتساع وعلو هامة الوطن "هذا يجعل الحياة ممكنة ومحتملة " .
    في هذه الورقة نعلن ان رحلة الحزب الشيوعي السوداني نحو الانسانية قد جعلت هذا الحزب يطرق ابواب التصوف . وهي جدلية فكرية .
    هامش : (المستزيمية : نزعة انسانية ، وأداة تصالحية ، تجمع ولا تفرق ، تستصحب معها الديمقراطية والإخاء والسلم وحقوق الانسان والجمال . وتستصحب كذلك مفردة التصوف المرتبط بالفكر) .
    نص الورقة :
    ليست هذه دعوة لأن يتبنى الحزب الشيوعي السوداني منهج الحزب الديني . ولكنها دعوة إلى أن يستلهم الحزب إيجابيات الطرق الصوفية والتصوف في كل العالم باجمعه ، وأن ينقب في المواصفات النبيلة التي لا تتقاطع مع منهاج الحزب. وإذا انفتح الحزب في الجانب الفكري على إيجابيات كل الإرث الإنساني بذهن منفتح فإنه لن يتوحش وينأى عن قبول الفكر الصوفي ، أو بعضه ، إذا كان لا يرتكز على قواعد متحجرة. وأرى ان جدلية الانفتاح تعتمد على توفر الشيء نفسه في الفكر المنفتح عليه.

    الفكر الصوفي في البرنامج:

    الانفتاح على التراث الإنساني يجعل التفكير مُبدعاً وخلاقا ونائياً عن الجمود. وحتى لو كان هذا الحزب نخبوياً فإن النخبة تخجل أن يحتجب عنها جانب من جوانب المعرفة . ان الفكر الصوفي يستند على التأمل وعلى فتح النصوص ، وبالتالي الانفتاح على كل المعاني الممكنة والمحتملة والرمزية . الصوفي يتفقه ثم يعتزل . والمنهاج الصوفي نزعة عالمية تاريخية إرتبطت بالإنسان وإمتدت مع دياناته .
    في التصوف الإسلامي قد يبدأ المنهاج بالتفكير في سلوك وأخلاق النبي الكريم ، ويلوذ المتصوف بالرحمة الظاهرة والكامنة في كلمات النبي المبشرة بالسلام عملاً لا قولاً. وهنا نتوجه مع الصوفي في الوعي بأحاديث النبي المرتبطة بحقوق الإنسان .. بل وبالحيوان . وبالتالي تتطور كثيرأ رحلة بحثنا عن حقوق الضعفاء .
    وهذا المنهاج لا يبأ بالإيمان و تلقي الفتاوى ، بل يبدأ بالتفكير وإحسان الظن بخُلق النبي الكريم الذي معه ظهرت دعوة للتغيير في بيئة صحراوية قاحلة ، ودعا إلى استلهام العصر وقيمه لئلا يصير الإنسان إلى خسر، وانتهج أسلوب مخاطبة الناس بقدر عقولها (الشروط الموضوعية) والى عدم تفسير النص والإفساح للزمان ليفعل ذلك . إنه منهج أركانه الإحساس والذوق والفكر لأن نصوصه مرئية في الآفاق وليس في أضابير مغلقة لمن يفهمها ، فذلك النبي أكد أنه الأفصح . إنه فكرُ لا يدعو إلى إنشاء دولة دينية . بل فكر يهتم بتهذيب النفوس ، وليس بعقاب الناس على جرائمهم .
    إن ركناً عصرياً من أركان هذا الفكر يقول في قصيده:
    رغيفاً يابساً في بطن جايع
    أفضل من بناء ألف جامع .
    و يبدأ المنهج الصوفي المسيحي من حيث تتفكك قيود الدولة الدينية ولا تبقى إلا شريعة الحب . نجد آفاق المنهج في مسيرة المسيح مع الصالحين والخاطئين . لقد نشأ المسيح في وسط من الشرائع والأوامر والحكام المتحكمين ، فبشر ببضاعة أخرى غير بضاعة السلطان المعتمدة على العقوبات . بشر بالغفران والتوبة . وتمثلت شريعته في "من كان بلا خطيئة فليرمها بحجر" "وأعطوا ما لقيصر لقيصر وما لله لله" . وكانت معاني صوفيته تنفذ إلى ما وراء الألفاظ.
    الجامدون يفخرون بمعرفتهم للنصوص والشرائع فيتجمدون ليغلقوا منافذ النجاة . إنهم عند المسيح قبور بيضاء خارجها طلاء جميل وداخلها عظام نخرة .
    المنهاج البوذي يعتمد أيضاً على أساليب صوفية في السلوك وتدريب على التركيز والتأمل ، والأخلاق فيه تعتمد على الاستنارة والحكمة في مسعى نحو الكمال النفسي . وهنا نلحظ أن لا قيود.
    إن التأمل لا يصدر من صدر جامد . لن نطلب أن نمد يدنا إلى هذا المتأمل ولكن لنمنحه من حبنا مثقال ذرة . إن من صاغ للإنسانية فكراً وكان ذلك الفكر يهتم بحق الفقراء كان ولياً صوفياً . ومن يتمدد متماهياً مع واقعية ماركيز السحرية يفتنه الأدب الصوفي . ذهننا المفتوح على الجمال لن يبخس الناس أشياءهم . وعشقنا الشعري لن يضير عملنا الحزبي لأننا نريد له أن يكون في حالة حركة تستوعب التنوع وتحتفي بالزميل وبالآخر ، نعشق كما يعشق محمود درويش كل الطبيعة لأن "الطبيعة كلها روح" .. وهنا تتماسك منظومتنا فنسعى نحو حقوق كل ما يعاني من إنحسار في تلك الحقوق. ولمثل هذا السبب تقترب أحزاب الخضر في أروقة السياسة من الأحزاب التي دعو لتمكين البشر حقوقهم ؟
    إنه فكر غير متسلط يرتكز على مفهوم "إنا علينا بيانه" ، وهو فكر يرفض واسطة الآخرين، وهو فكر يستند على أن الوهب والعطاء لا حظر فيه لأي فرد .
    إنسانياً وفلسفياً ، للنفس نزوعها وخياراتها ، وسياسياً نحن بين خيارين .. دين ساكن وآخر متحرك … الموقف الانسحابي لا يجدي .. لأن الساكن يشاكسنا .. والمتحرك يرمقنا ولا يدعونا .. وأنا أقول انظروا وتأملوا واستخرجوا جواهره . وعبئوا به أرض الفكر .. نعم التركة ثقيلة ونحن مسكونين بفوبيا الدين .. أو قد لا نكون، ولكننا لم نجرب إقامة الصلة مع التصوف الديني .
    سينتقدني المنتقدون . سيقولون لي : هذا تفكير مثالي .. تريد أن تبني الجمهورية الفاضلة وأن تقضي على الفساد والجشع بإصلاح النفوس . إنك تخلط بين السياسة والأخلاق . إن تفكيرك نحو العدالة طوباوي ..
    وهذا الهجوم يقع ضمن إطار الجمود .. سيقاطعونني : لا تجعل الجمود شماعة مثل شماعة محاربة الإرهاب ! .
    فأقول: ابتدع أفلاطون فكرة المثل لكي لا يأسرنا التفكير فقط فيما نفكر فيه .. ولنفكر فيما لا نفكر فيه .. نحتفي بتلاقح الأفكار ونتأمل وجود احتمالات أخرى ثم نعود لنعتد بأنفسنا مرة أخرى . ندخل أفكارنا مختبر الجدل ولا نعتبرها نهائية . لن أدعو لإصلاح نفوس الآخرين ولكني أتحدث عن دائرة نفوذي التي أسيطر عليها.. وفي التصوف والفكر يقولون : "عليك بخويصة نفسك" .
    أخاطب أفراد الحزب . النتيجة التي أنشدها أن نكون نموذجاً متسقاً مع النفس أولاً. والنموذج يتبعه الآخرون . أما حكومة حكومتي الفاضلة (حكومة افلاطون) فهي تنشد الديمقراطية منهجاً وسلوكاً . ولا أعتقد ان بيننا من يريد سياسة بلا اخلاق .
    نواصل ما بدأه المفكر حسين مروه ، نبحث ونجد معاني الألفاظ الصوفية بالتأمل في المفردات بدون أن نتوسل إلى بمعاجم وأقوال المفسرين . ننقب في صوفية فلاسفة ما قبل الميلاد لكي نتابع رحلة العقل البشري . نلج إلى الصوفية في المسيحية .. صوفية المحبة التي من كوثرها شربت الحضارة الإنسانية . وصوفية البوذية ، و التصوف الإسلامي غير الفقهي، والتصوف الفطري لدى الإنسان .. قد نجد اشتراكاً حينما نرسم ملامح المشهد .. قد نلاقي شهداً .. ربما نجد ملامح للجمال . من يطلب الجمال يفكك الأفكار الشائهة التي لا تستقيم مع النفس. هذه النظرة في الجمال ليست تعسفية .. إنها ملامح يتم متابعة مفاصلها المتسقة في منظومة كاملة . لا يخطر على بال ذلك الفكر غير اصطفاف الوجدان الفردي لسماع معزوفة الجمال .. ولا مكان للقبح في هذه المنظومة .. كل ما لا يتفق مع الفكر الإنساني النبيل والعقل البشري في تطوره تذروه رياح التصوف .
    أرغب أن أضيء ما يلي :
    - إن برنامجنا السياسي أساسه إرساء السلام في وطننا الحبيب . ولن نألوا جهداً في استصحاب الفكر الصوفي لأصالة السلام في الديانة المحمدية , و أصالة التسامح في صوفية الديانة العيسوية ، ونبحث عنها في كريم المعتقدات وفي الفكر الإنساني0 هذه الآلية لن نتركها لذوي الأفق القبيح يعبثون بها ويلوون عنق النصوص من إطارها الإبداعي المتفجر لتتحول إلى قوانين . وبرنامجنا لابد أن يلعب دوراً لم في ترسخ ثقافة السلام . في قلب التصوف نظرة عميقة تستصحب اندماج الفكر الإنساني ودياناته في تسامح فريد لا مكان فيه للنزاع والغزو والجهاد بمعناه البائس .
    - إننا نسهم بجهدنا في فكرة قبول كل فكر وكل تداين يتداين به الناس وكل فكر يستند على التأمل الذهني سواء كان خالص التعقل أو يستند على تراث نصي . وأرى ان هذه الاطروحة تحاول التصالح مع الانسان الى اقصى حد ممكن .
    - أن نشير أن ذهننا منفتح على التصوف كعنصر للخير والجمال والسلام والأمان والتأمل .
    - أن نشير إلى أننا نفهم اختلاف الناس في مفاهيمهم للمصطلحات والأفكار ، ونفهم أن هناك قراءات للنصوص الدينية ذات مستويات متعددة . وأن الديانات وكريم المعتقدات ذات طاقات تتفجر وتنقسم وتشع وتتصالح مع النفس ومع العشيرة البشرية ومع كتاب الكون .
    إنها جدلية تفكك خيلاء كل نوع من الأفكار المتسلطة المسطرة برطانة يستعصي على النفس السوية بفطرتها أن تستصحبه في خضم صلاتها بالإنسان في كل مكان وليس في حدود وطنية محدودة . ولأنهم لن يتمكنوا من صياغة الإنسان كما يريدون .. فنحن أيضاً لن ندخل إلى نفس المأزق ونقول أننا نستطيع هندسة الإنسان . إن أجّل ما يمكن أن نقدمه أن نبدع في صياغة أنفسنا . ولن نترك لهم الساحة إن أرادوا أن يحجبوا عنا همتنا نحو صياغة النموذج .. أو أن يحولوا بيننا وبين تأمل ساعةٍ .. أو بيننا وبين صوفية المحبة المسيحية أو صوفية راما كرشنا .
    نتأمل ما سماه سبينوزا وحدة الوجود وما سماه عبقري القرن آينشتاين بالديانة الكونية . إن التصوف هو المعادلة الكونية الواحدة التي تصف كل تنوع الظواهر الإيمانية والدينية وتتصالح معها ومع العشيرة البشرية .
    نريده حزباً مشبعاً بالنزعة الإنسانية .. في نضاله للبحث عن العدالة وحقوق الفقراء تمتد رحلتنا للبحث عن حقوق الآخرين كل الآخرين بما فيهم الأعداء والشعور بما يشعرونه .
    نواصل أدناه
                  

العنوان الكاتب Date
مابين الحزب الشيوعي والتصوف تراث07-04-03, 02:37 AM
  Re: مابين الحزب الشيوعي والتصوف تراث07-04-03, 03:00 AM
    Re: مابين الحزب الشيوعي والتصوف تراث07-04-03, 03:05 AM
  Re: مابين الحزب الشيوعي والتصوف Agab Alfaya07-04-03, 12:23 PM
    Re: مابين الحزب الشيوعي والتصوف nadus200007-04-03, 12:37 PM
      Re: مابين الحزب الشيوعي والتصوف تراث07-04-03, 09:41 PM
  Re: مابين الحزب الشيوعي والتصوف حسن الجزولي07-05-03, 01:59 AM
    Re: مابين الحزب الشيوعي والتصوف أبو ساندرا07-05-03, 07:42 AM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de