عطـــــبرة رواية لسعيد

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-30-2024, 01:17 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مكتبة عثمان تراث(تراث)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
02-22-2005, 12:39 PM

تراث
<aتراث
تاريخ التسجيل: 11-03-2002
مجموع المشاركات: 1588

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عطـــــبرة رواية لسعيد (Re: تراث)

    تقــــديـــم
    عطبره رواية الحب والعطاء
    رواية عطبره وثيقة فنيه لقيم إنسانية كاد المجتمع أن يفقدها.. أو لنقل قيم بدأت تنأى عن حياة البشر في تلك البقعة من الأرض.. ليغتصب مكانها – أي تلك القيم – زحف من القبح وجد سنده في أسمال التخلف وبقايا الغرائز الوحشية. فالرواية تبدو وكأنها نداء يستغيث بالجمال من عواصف ظلمات العصور الحجرية التي تحاول شد الحياة إلى الخلف بحبالها المتهرئة التي ما عادت صالحه حتى للاستخدام الحيواني.. وهي – عطبــره – صورة للحب والخير والجمال.
    - ينقل الدكتور جابر عصفور عن (بوتشر) قوله (إن اللذة التي يقدمها أي عمل فني للمتلقي هي غاية الفن.. ولكن هذه اللذة التخيلية لها صلتها الضمنية بالإنسان. لا باعتباره فرداً منعزلاً ولكن باعتباره كائناً موجوداً داخل كيان اجتماعي عضوي. فالفن (من وجهة النظر الأرسطية واليونانية) عنصر في حياة أكثر سمواً للجماعة.. واللذة التي يقدمها هي لذة دائمة)( ). وعطبره مثال حي تجسد فيه ذلك التوصيف.. وفوق هذا هي ملحمة سودانية استقصت أو استقرأت مسيرة السودان الحديث كما وأنها أطلَّت بشكل شفيف على فاعلية الحركات السياسية الحديثة بألوانها المختلفة يميناً ويساراً ووسطاً. وأوحت عطبره الرواية بما وصلت إليه عطبره المدينة تحت سنابك الاستبداد الذي كان نكبة على المنطقة العربية بعمومها.. وكان وريثاً غير شرعي للاستعمار ووجهاً كالحاً كخلفٍ بائسٍ. وقد ألمحت الرواية من طرف خفي إلى ما مرَّ به السودان من تعرجات في مسيرته الحديثة.. والتجاذب الفكري والسياسي الذي ساد مراحل ما بعد الاستقلال!! ثم رنت إلى المستقبل مفعمة بما يجب أن يكون عليه السودان المتعدد الأعراق والديانات والموروث الثقافي. ويبدو أن من يطلع على تجربة الهند الحية يعي كيف استطاعت أن تستوعب تعددها وتخلق منه حالةً من التناغم الإنساني وأدارته بما يحقق مصالح الجميع واحترام حقوقهم - طبعاً هناك بعض النتوءات في هذه التجربة لكن الأساس قوي ويحمل بداخله قدرة الإصلاح والتطوير – وحبذا لو درس الأخوة السودانيون تلك التجربة ربما تفيدهم.. فأوجه الشبه قائمه.. وقبول السودانيين وغيرهم بالآخر في الحياة المشتركة قيمة مهمة للشخصية السوية التي يجب أن تقود هذا المتعدد السوداني.
    - عطبره مدينة مسقط رأس الكاتب ومدينة مسقط رأس التحديث في السودان إنها لوحة تجسد في حركة ألوانها السودان السياسي والفكري والاجتماعي والصوفي. وكأن السودان الكبير بخصائصه المتنوعة جمع بمقياس رسم مصغر ليكون عطبـره. كما وان السودان تكاد تلمس في لوحته التنوع الأفريقي.. هذا التعدد والتنوع هو ما يمنح السودان جماله وعظمته وتميزه عن باقي الدول العربية.. ولكي أرضي نفسي والقارئ وبدون استرسال ممل سوف اسمح لنفسي بقراءة عطبره الرواية قراءة تأويليه استقيها من الأحداث والإيحاءات التي جادت بها الرواية.. مجسداً ذلك في مميزات فنية ودلالية تتمثل في :-
    1- القدرة الفنية الفائقة على صياغة حبكة السرد.. ففي لحظة وصول الكاتب من الغربة وقف في محراب "قيسي – حب قيس" وهو يصور لحظات اللقاء ولوعة المشتاق الغائب مما جعل دموعي تنساب تضامناً مع تلك العاطفة التي سبك معانيها وهو يستكشف مشاعر الواصل ومشاعر المستقبلين. بلغة عالية الوجد نقلت بفنية رائعة المشهد الحسي مع مشهد جيشان العواطف فتحول السرد إلى طاقة من نور وجداني منحت القارئ صوراً بدت وكأنها تحدث أمام ناظريه. لذلك أخذتني الرواية عنوة من نفسي لأشارك في وقائع تلك اللحظات فانهمرت الدموع وكأنني أحد أولئك الحاضرين وواحد من مستقبلي الواصل. ولم أشعر لحظتها أني أقرأ، إخباراً عما حدث إنه جمال فني أسبل رداءه على الجمال الموضوعي فكان جمالاً إبداعياً مركباً تكاملت فيه المشاهد فاشرق قوة تأثيريه احتلت مشاعري كمتلقٍ وأصبحتُ شئتُ أو أبيتُ جزءاً من تلك الحالة الوجدانية التي سادت تلك اللحظات.
    2- القدرة على الصياغة الفنية لتعايش البشر وقبولهم ببعضهم دونما تعصب أو إقصاء كحالة النقابي قاسم أمين ذلك اليساري الذي تربطه علاقة ودٍ بوالد السارد ذلك العامل في أحد مصانع عطبره وصاحب الولاء الروحي للسيد على المرغني.. والذي يقف حائراً أيام الانتخابات بين أن يعطي صوته لصديقه اليساري أو لزعيمه الروحي ومع ذلك يصوت للسيد وتبقى مودته لقاسم أمين قائمه. إنه التعايش الإنساني النبيل فالاختلاف في الهوى السياسي لا يفسد للود قضية.. وكم نحن أمة العرب اليوم بحاجة ماسة إلى ثقافة التسامح واحترام حق الاختلاف.. هذا الباب الذي اقفل زمناً طويلاً في وجه أبناء الأمة ومن ثم في وجه التنوير وبدون فتح هذا الباب أو كسره يستحيل تحقيق أي تقدم في حياة الأمة. وقد أصبح من الضرورة بمكان الخروج من نفق الإلغاء والإقصاء، وإلا فسوف نزداد وهناً على وهن.
    3- عطبـره وابن عوف والحب والاستبداد: ابن عوف شخصية نموذجية.. في الدأب والنشاط والعطاء وقوة العزم وصدق المشاعر وطهارة الروح استقينا تلك الخصال من خلال أحداث الرواية.. لكن أيضاً ومن وجه آخر قالت الرواية أن فيروس الاستبداد قد قتل تلك الموهبة وحولها إلى خرقة بالية مع أنها طاقة جبارة وعقلية فذة لو عاشت حياتها الطبيعية لكانت أبدعت وأثرت الحياة إيجـابا.. لكن لم يكتب لها ذلك. بدأت مأساة ابن عوف "عندما فقد الحب الحقيقي الذي أخصب حياته بفعل ممارسات الاستبداد والسجون وما يرافقهما مما نعلمه من الشراسة والقهر التي تصب على رؤوس المجتمعات وبالذات الشرائح الأكثر وعياً وفاعلية في الحياة العامة وابن عوف كان من هذه الشريحة وكان مشروع إنسان سوي ومفيد في كل المجالات التي تعامل معها سواء في الرياضة أو السياسة أو الالتزام الفكري والأخلاقي وكان الحب الذي جمعه بتلك الفتاة الأثيوبية التي كان لها هي الأخرى قضيتها النضالية في بلدها قد زادت من اطلاعه وديناميكيته وإقباله بكل جوارحه لتغيير حياة بلاده إلى الأفضل والأجمل في العدل والحرية..
    كان ذلك الحب حسب الرواية مصدر الهام بل يكاد يكون صانع المعجزات الإنسانية، وطاقةً خلاقة يتهاوى أمام زخمها كلما يبدو مستحيلاً وكما قال الكاتب السوري نبيل سليمان (الذي يعجز عن حب امرأة فهو لاشك عاجز عن حب أي شيء في الحياة.. ومن يستطيع ذلك فإنه يستطيع أن يصنع المعجزات)( ). عندما خرج ابن عوف من السجن كانت روحه عالية وعزيمته لا تعرف الوهن.. فصدم برحيل / سهايتو / عن البلاد تلك الفتاة التي كانت وهو، بطلين إنسانيين حقيقيين، جمعهما السمو الروحي والأهداف النبيلة. ولكن في واقع قاتل لكل ما هو إنساني وجميل.. كم هو كريه ذلك الاستبداد وما يشيعه من بشاعة وفساد.. يقول الأستاذ عبد الرحمن الكواكبي (إن فساد الاستبداد لا يقتصر على الحياة بل يصل إلى الأجنة في الأرحام)( ).
    - عطبره الرواية أوحت لنا نحن القراء بأن الإنسان بدون الحرية والكرامة ليس أكثر من حيوان ناطق بل وحيوان قليل الفائدة وربما كثير الضرر، ابن عوف في الرواية نموذج حي ودليل صارخ على بشاعة الاستبداد أنه كما قالت الرواية ذلك الذي (كان في قلب الحشود البشرية في الملاعب وفي المظاهرات وفي صفحات المنشورات والصحف يحس به الجميع قائداً فذاً يحرك الجماهير كما يشاء وكيفما يشاء.. لكن ذات ليل عبثي ٍ انفض السامر من حوله فأصبح كالسيف وحده)( ).
    هذا ما اختتمت به الرواية في أسطرها الأخيرة.. لتطل بنا على غابة من الأسئلة تدفع أبناء هذه الأمة حاكمين ومحكومين للبحث الجدي عن سبل تفضي إلى بناء حياة يتحقق فيها العدل والحرية والازدهار ويحفظ فيها للإنسان كرامته.. فلقد طال ليل التخلف وكادت الأمة أن تخرج من كينونة التاريخ البشري.. لتستقر في أحد متاحف الانثروبولجيا.. وهذا ما لا نتمناه لهذه الأمة.
    ويمكن للقارئ الحصيف أن يستخلص من عطبره الرواية برنامجاً سياسياً لسودان حديث أساسه التسامح والاعتراف بالتنوع.
    ولك الشكر أيها الحسن محمد سعيد.

    عبد الرحمن حسن الأهدل
                  

العنوان الكاتب Date
عطـــــبرة رواية لسعيد تراث02-22-05, 12:35 PM
  Re: عطـــــبرة رواية لسعيد تراث02-22-05, 12:37 PM
    Re: عطـــــبرة رواية لسعيد تراث02-22-05, 12:39 PM
      Re: عطـــــبرة رواية لسعيد تراث02-22-05, 12:41 PM
        Re: عطـــــبرة رواية لسعيد تراث02-22-05, 12:43 PM
          Re: عطـــــبرة رواية لسعيد تراث02-22-05, 12:44 PM
            Re: عطـــــبرة رواية لسعيد تراث02-22-05, 12:46 PM
              Re: عطـــــبرة رواية لسعيد تراث02-22-05, 12:48 PM
                Re: عطـــــبرة رواية لسعيد تراث02-22-05, 12:49 PM
                  Re: عطـــــبرة رواية لسعيد تراث02-22-05, 12:51 PM
                    Re: عطـــــبرة رواية لسعيد تراث02-22-05, 12:53 PM
                      Re: عطـــــبرة رواية لسعيد تراث02-22-05, 12:54 PM
                        Re: عطـــــبرة رواية لسعيد تراث02-22-05, 12:56 PM
                          Re: عطـــــبرة رواية لسعيد تراث02-22-05, 12:57 PM
                            Re: عطـــــبرة رواية لسعيد تراث02-22-05, 12:59 PM
                              Re: عطـــــبرة رواية لسعيد تراث02-22-05, 01:01 PM
                                Re: عطـــــبرة رواية لسعيد تراث02-22-05, 01:02 PM
                                  Re: عطـــــبرة رواية لسعيد تراث02-22-05, 01:03 PM
                                    Re: عطـــــبرة رواية لسعيد تراث02-22-05, 01:05 PM
                                      Re: عطـــــبرة رواية لسعيد تراث02-22-05, 01:06 PM
                                        Re: عطـــــبرة رواية لسعيد تراث02-22-05, 01:09 PM
                                          Re: عطـــــبرة رواية لسعيد تراث02-22-05, 01:11 PM
                                            Re: عطـــــبرة رواية لسعيد تراث02-22-05, 01:12 PM
                                              Re: عطـــــبرة رواية لسعيد تراث02-22-05, 01:13 PM
                                                Re: عطـــــبرة رواية لسعيد تراث02-22-05, 01:15 PM
                                                  Re: عطـــــبرة رواية لسعيد تراث02-22-05, 01:17 PM
                                                    Re: عطـــــبرة رواية لسعيد تراث02-22-05, 01:19 PM
                                                      Re: عطـــــبرة رواية لسعيد تراث02-22-05, 01:21 PM
                                                        Re: عطـــــبرة رواية لسعيد تراث02-22-05, 01:23 PM
                                                          Re: عطـــــبرة رواية لسعيد تراث02-22-05, 01:24 PM
                                                            Re: عطـــــبرة رواية لسعيد تراث02-22-05, 01:25 PM
                                                              Re: عطـــــبرة رواية لسعيد تراث02-22-05, 01:26 PM
                                                                Re: عطـــــبرة رواية لسعيد تراث02-22-05, 01:28 PM
                                                                  Re: عطـــــبرة رواية لسعيد تراث02-22-05, 01:31 PM
                                                                    Re: عطـــــبرة رواية لسعيد تراث02-24-05, 03:09 PM
                                                                  Re: عطـــــبرة رواية لسعيد تراث03-18-05, 12:26 PM
  Re: عطـــــبرة رواية لسعيد Amin Elsayed02-24-05, 04:23 PM
    Re: عطـــــبرة رواية لسعيد Tumadir02-25-05, 06:35 AM
  Re: عطـــــبرة رواية لسعيد AlRa7mabi02-25-05, 09:16 AM
  Re: عطـــــبرة رواية لسعيد adel alsaed02-28-05, 02:11 AM
    Re: عطـــــبرة رواية لسعيد تراث03-18-05, 01:06 PM
      Re: عطـــــبرة رواية لسعيد تراث03-22-05, 03:01 PM
        Re: عطـــــبرة رواية لسعيد صلاح الدين عبدالله محمد03-23-05, 03:20 AM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de