|
Re: تماضر ثم الجندرية في حسنة بت محمود . (Re: تراث)
|
هــواية قتــل الشــاهدات: اٍســــتدراك عن مشــروع أمــاني عبــد الجليــل النقــدي
1. في تقالـــيد قتــل الشــاهدات:
لســتُ بشــاهد نقد عـدل ، و لكني أدعي بأني قارئ ، قد تفوت عني بعض الأشياء ، و قد أمســك بالبعض منها. و لا أسعى ، هنا ، الى تقديم قراءة ممتازة ، و لكني أقنع بقراءة ، أرجو فيها ، أن تكون مختلفة و مفيدة بعض الشئ . و أتســائل ، لماذا لا نحتفل ، كمشهد ثقافي ســوداني ، بالمشــاريع النقدية التي تلبس روح التحــدي و الريادة و محاولة تقديم المختلف؟ تحــديدا ، لماذا نتجاهل مشروع أماني عبد الجليل ( الجندرية ) النقدي؟
أســتوقفتني الإشــارة الذكية ، التي صـدرت عن عثمان تراث ، و ربطه بين تماضر و الجندرية و حســنى بت محمود. و هي فكرة مختصرة و غنية بدلالاتها الواسعة ، و تحوي الكثير الكثير عن ملامح قتل الشاهدات التي نقول بها هنا . العلاقة بين الشاهدة و القاتل ، هي علاقة بين ضحية و جاني في وجه من وجوهها. لأن ، الضحية تملك من الإفادات / الشهادات ما قد يؤدي بحياة الجاني ، أو على الأقل لا يحبذ سماع قولها. لذلك ، يجب أن تختفي ، تمارس الصمت الدائم ، على الأقل من وجهة نظر الجاني ( و قد يكون مجتمع .. واقع .. تقاليد .. الخ) . و فعل محو الشاهدات ، لا يكتفي فقط بالوجه أو الخصيصة المادية ، و لكنه قد يتجاوز ذلك الى ممارسة القتل/ المحو الرمزي ، و هو ما نرتكبه في مشهدنا الثقافي السوداني بقصد واضح و سبق اٍصـرار متعنت . و مثل ذلك الفعل ، فعل القتل الرمزي ، له صـور / وجوه عديدة ، منها التجاهل التام و عدم الإعتراف بالجهد المقدر من قبل المبدعة السودانية ، خصوصا في مســألة تقديم قراءات و تحاليل مختلفة لمنتوج ابداع الذات السودانية، كما فعلت و تفعل أماني .
2. هــل هــو مشـــروع ؟
الراهــن ، زمن مهموم جدا بتقديم الإصطلاحات و الحرص على ضرورة تعريفها. و لا يهمنــي ، هنا ، كثيرا تقديم شرح لمفهوم " مشروع أماني النقدي " ، و لكني تجاوزا ، أتســائل ، ماهي الخصائص التي يجب توفر الحد المناسب منها ، لنقول عن ســلسلة أعمال نقدية " مشـــروع" ؟
معاينة ما تقول / تفعل أماني في المشهد الثقافي السوداني ( و العربي ) ، قد تســاعد كثيرا في تبيان بعض الخصائص ، و بالتالي ، صياغة مبررات تسمح لنا ، بتسميّة تحاليلها/قراءاتها بمشـروع نقدي ، و ان كان لازال في طور البلورة و التكـّون . نكتفي هنا بتلمس ثلاثة خصــائص : الأرضية النظرية ، الريادة ، و روح التحدي .. آملين أن يتصدى البعض لإستخلاص خصائص أخرى ، ترفد مســألة اٍضــاءة هذا المشروع.
أ- الأرضيـة النظــرية :
لا تدعي العملية النقدية ، الإبتداع من عدم . و هي دوما ، فعل اٍنســاني لاحق ، بمعنى أن النقد يبني خلاصاته على قول ســابق ، و بالتالي ، تكون أوضح ملامحه أن نوصفه بأنه اٍعادة اٍنتاج ما . ذلك الإجتراح ، يؤكد حقيقة واحدة ، أن ممارسة النقد ، ليست بالضرورة اٍبداع نظرية جديدة ، و اٍنما تقديم قراءاة مبنية على جهد سابق ، سواءا كان خلاصات فلسفية ، سيكولوجية ، ســوسيولوجية ، دينية ، أخلاقية .. الخ . و لكن ، ما يهمنا هنا ، ثبات أو اٍتساق القول بين النظرية و تطبيقاتها ، و مثل هذا الثبات ، يخبر كثيرا عن الخلفية التي ينطلق منها من ت/يتصدى لممارسة النقد . اٍهتمام أماني الواضح ، هو تأسيس قراءات نقدية بناءا على تحليل علاقات الجندر في مشهد الكتابة الســودانية ( و العربية) . و قدمت ، هي ، شــروحات نظرية مفيدة عن علاقات الجندر ، و بالتالي ، كانت تهدف ، بكل صرامة ، الى تبيان الأرضية التي تنطلق منها في تحليلها لأعمال اٍبداعية . و دليلنا على ذلك ، جهدها المقدر في كتاباتها المنشورة في سودانيز أو لاين ، و مقالها عن أعمال نبيلة الزبير ( شاعرة من اليمن ) و المنشور في شبكة الذاكرة الثقافية ، اٍضافة لكتابها القيم " رذاذ النيل : النص التسعيني ( العربي) عند الشعراء و الشاعرات السودانين/ ات ، نماذج و قراءات" و الذي يعتبر ثورة في نوعه . في كل تلك الإعمال ، و غيرها ، كانت أماني ، و لازالت ، مهمومة بترسيخ مفاهيم معينة ، تحديدا مفهومي الهوية الجندرية (Gender Identity ) و الدور الجندري ( Gender Role) ، و منها كانت تؤسس لملامح ممارسة نقدية ، تبني خلاصاتها و قراءاتهاعلى تحليل علاقات الجندر و أثرها في الإنتاج الأدبي .
ب- الريــادة :
من الملاحظات العامة ، أن المشهد الثقافي السوداني ( و العربي ) لم يهتم كثيرا بتطبيق تحليل علاقات الجندر في اٍنتاج الكتابة ، أو اٍعادة انتاجها عبر عملية النقد. و ريادة مشروع أماني النقدي ، تكمن في اٍســتقدامها لمفاهيم تحليل علاقات الجندر و سحبها الى المشهد النقدي ، و هي ممارسة مشروعة لحد الإبتكار. نقول بذلك ، بناء على ما نشهده من غياب مثل هذا المنهج في ساحتنا الثقافية . نعم ، كثيرون /كثيرات قد قرأوا / قرأن عن مفاهيم الجندر ، و حاول البعض منهم/منهن تطبيق تحليل علاقات الجندر لفهم كثير من الظواهر السيوسولوجية ، و تحديد بنيات الذهنيات المنتجة لها ، و لكن ، لم يتقدم أحدهم / احداهن بمحاولة التصدي لمســألة بناء منهج نقدي أدبي ، مؤسس على تلك الخلاصات. من هنا يجئ توصيفنا لمشروع أماني النقدي بالريادة و الإبتكار ، و التنبيه الى اٍمكانية التقاطعات بين مناهج التحليل المختلفة ، خصوصا خلاصات علم السيوسولوجيا و النقد الأدبي .
ج- روح التحــــدي :
تتعلق هذه الخاصية بعدة خواص جانبية ، و نرصد بعضها هنا بقليل من التفصيل . خاصية أولى : فكرة تطبيق تحاليل علاقات الجندر في المشهد الثقافي السوداني ، هي من الفضاءات المجهولة على مستوى الثقافة السودانية و غيرها من الثقافات الشرقية ، مثل الثقافة العربية و الثقافة الإسلامية . و يرجع ذلك الى عدة أسباب ، منها على الأقل ، التقيمات الأخلاقية المسبقة ( Moral Pre-Judgments) تجاه الأمر برمته . و أحد تحديات مشروع أماني النقدي ، تجاوز عمليات التنميط المسبقة ، و قبول التحدي ، و التقيد بالحفر و الصبر على ذلك الحفر الشاق و الشائك .
خاصية ثانية: ترتبط هذه الخاصية بوضع أماني الإنســاني . و روح التحدي تكمن في صفة وجودها الكبرى ، كاٍمرأة منجـزة. و مثل تلك هي فكرة واضحة في كافة المجتمعات ذوات الثقافات البطرياركية . فبالرغم من المشاغل اليومية الطاحنة ( الأسرة ، العمل .. الخ ) حفرت أماني ملامح مشروعها بصبر تحسد عليه. نقول بذلك ، ليس من باب الإستغراب في أن تكون المرأة منجزة لمشروع نقدي ، و لكن الإستغراب يجئ من القدرة و الإصرار على تجاوز الوضعية الإجتماعية و ما يترتب عليها من تقسيمات هويات و أدوار ( تحديدا هوية و دور الجندر ) . و في اٍعتقادي ، أن روح التحدي تلك ، بالرغم من أنها ميزة تحسب لصالح مشروع أماني ، اٍلا أنها ســاهمت في رفد خاصية التجاهل تجاه هذا المشروع ، خصوصا من قبل الذهنية الذكورية التي تستعجب من هذه الجرأة المتحدية . و هي نفسها الخاصية التي تصلح لقراءة و تأمل الإنسحابات و التوارب الخجول الذي مارسته أماني في قرار غيابها عن منتدى سودانيز اون لاين ، و كذلك غياب اشراقة مصطفى ، و نجاة محمد على ، و غيرهن من الأقلام التي جاءت بحماس برئ للحوار و محاولة تجاوز شروط اللعبة التقليدية .. و كل ذلك يؤسس باٍمتياز لتقاليد قتل الشاهدات التي قلنا بها في صدر هذا الكلام .
و هل يفيد هذا الإستــدراك ؟
كبر
|
|
|
|
|
|
|
العنوان |
الكاتب |
Date |
تماضر ثم الجندرية في حسنة بت محمود . | تراث | 03-04-05, 10:24 AM |
Re: تماضر ثم الجندرية في حسنة بت محمود . | تراث | 03-04-05, 10:56 AM |
Re: تماضر ثم الجندرية في حسنة بت محمود . | Raja | 03-04-05, 11:25 AM |
Re: تماضر ثم الجندرية في حسنة بت محمود . | تراث | 03-04-05, 12:39 PM |
Re: تماضر ثم الجندرية في حسنة بت محمود . | محمد عبدالرحمن | 03-04-05, 01:55 PM |
Re: تماضر ثم الجندرية في حسنة بت محمود . | Ibrahim Algrefwi | 03-05-05, 05:27 AM |
Re: تماضر ثم الجندرية في حسنة بت محمود . | ودقاسم | 03-06-05, 01:13 AM |
Re: تماضر ثم الجندرية في حسنة بت محمود . | لؤى | 03-06-05, 07:31 AM |
Re: تماضر ثم الجندرية في حسنة بت محمود . | أبو ساندرا | 03-07-05, 09:11 AM |
Re: تماضر ثم الجندرية في حسنة بت محمود . | Tumadir | 03-07-05, 09:32 AM |
Re: تماضر ثم الجندرية في حسنة بت محمود . | Adil Osman | 03-07-05, 10:19 AM |
Re: تماضر ثم الجندرية في حسنة بت محمود . | لؤى | 03-07-05, 11:09 AM |
Re: تماضر ثم الجندرية في حسنة بت محمود . | nada ali | 03-07-05, 11:13 AM |
Re: تماضر ثم الجندرية في حسنة بت محمود . | Kabar | 03-07-05, 04:23 PM |
Re: تماضر ثم الجندرية في حسنة بت محمود . | تراث | 03-08-05, 01:01 PM |
Re: تماضر ثم الجندرية في حسنة بت محمود . | الجندرية | 03-23-05, 02:50 PM |
Re: تماضر ثم الجندرية في حسنة بت محمود . | Tumadir | 03-23-05, 04:35 PM |
Re: تماضر ثم الجندرية في حسنة بت محمود . | تراث | 03-26-05, 12:58 PM |
Re: تماضر ثم الجندرية في حسنة بت محمود . | الجندرية | 04-17-05, 09:37 AM |
Re: تماضر ثم الجندرية في حسنة بت محمود . | الجندرية | 05-08-05, 01:52 PM |
Re: تماضر ثم الجندرية في حسنة بت محمود . | Bushra Elfadil | 05-08-05, 04:13 PM |
Re: تماضر ثم الجندرية في حسنة بت محمود . | الجندرية | 05-12-05, 01:26 AM |
Re: تماضر ثم الجندرية في حسنة بت محمود . | osama elkhawad | 05-08-05, 11:37 PM |
عن "القشرة المنبرية " بباختين | osama elkhawad | 05-08-05, 11:58 PM |
العدمية "البشرفاضلية" | osama elkhawad | 05-09-05, 00:28 AM |
|
|
|