أبحث عن مساحة دافئة

غريبة أنا رغم الإلفة... وحيدة رغم هؤلاء اللذين يحيطون بى...مولعة بالحب..بالجمال...بالمطر...بقوس قزح...بالبنفسج...بالإشراق...بهديل الحمام...وهمس العصافير..بالرحيق والندى..
أحاول أن أحلق من واقع يخنقني الي آفاق أرحب لا يدهس قطار الماديات فيها أحلام عمرى..
طفلة خرقاء..أمارس تلك الطفوليّة بدهشة و محبة و غرابة..
أسرق ضوء القمر لأخبئه فى عينيّ...أبحث عن مساحة من الارض أمارس فيها اللعب بعد ركود الامطار...
أراقب الأزاهر التى تتفتق فى فصل الخريف و الحشائش وهى تضج بالخضرة و النماء في أخريات آب...دائما أحتار فى سر إحتدام التذكر و إحتشاد الذكريات في ذلك الوقت من العام...ثم كل ذلك وهو يستحيل إلى الإصفرار عند حلول الشتاء و لياليه المشحونة بذلك الحزن الأليم و الشجن الدفين..
منذ زمن أدركت ان الحزن هو سيد المشاعر...و حتى الفرح فإنه يكون نابعا من عمق هذا الحزن...حالة التعود على السعادة ليست متاحة بالنسبة لى...عندما تشتد بي دائرة الأحزان الجأ الى الفرح القاطن في أعماقي...أستمد منه لأمنحه للأخرين الأكثر إحتياجا له..
إعتنقت الوحده منذ زمن...دائما متلبسة بالعزلة..أرتاد التسكع والتخبط ما بين ذاتي النقيّه و ضجيج العالم الخارجى...
هميم حبي فى شهر يناير لذكرى الأب الروحي الأستاذ محمود محمد طه والأستاذ الرائع مصطفي سيد أحمد بقدر ما منحاه للإنسانية في زمن اللا إنسان...
فائق حزنى علي اللاجئين السودانيين اللذين قتلوا في مصر...
كل عام والجميع بخير...عيد سعيد

عيديّة
مهما توارى الحلم فى عينى و أرقنى الأجل
مازلت ألمح فى رماد العمر شيئا من أمل
فغدا ستنبت فى جبين الأفق نجمات جديدة
وغدا ستورق فى ليالى الحزن أيام سعيدة
وغدا أراك علي المدى شمسا تضىء ظلام أيامى وإن كانت بعيدة

فاروق جويدة