أنا بحب الكمساري

أتمنى أن لا يتهمنى أحد بالجنون...فهم فئه من المجتمع لا يجدون من يهتم لأمرهم...الكمساري شاب فى عمر الزهور دفعته الظروف المعيشيه الصعبه التى تمر بها أسرته إلى ترك الدراسه والعمل ككمساري...يعمل ويكدح طول النهار واليل ويعود فى آخر اليوم حتى يعطى أمه مصاريف المدرسه لإخوته...اللبن...الخضار...
ربما لو سمحت له الظروف بمواصلة تعليمه لكان طبيبا...مهندسا أو مبرمج كمبيوتر...

عندما زرت السودان مؤخرا بعد سنين طويله قابلت إحدى الفتيات...شابه طيبه وبسيطه تعمل حنانه فى كوفير وفى المنازل...ذكرت لى أن لديها أربعه أخوات فى مراحل دراسيه مختلفه...وهى التى تعمل مع والتها حتى تعولهم...تألمت جدا...

لماذا لا يوجد ضمان إجتماعى فى السودان؟
لماذا لا توجد منح دراسيه للطلاب من الأسر الفقيره؟
لماذا لا توجد محليات لدراسة ما إذا كان دخل الأسره يتناسب مع إحتياجاتها الأساسيه؟
أين هى أبسط حقوق الفرد فى الأكل..التعليم والعلاج؟

هل دائما نجد المبرر لأنفسنا بأن السودان دوله فقيره...ناميه...لديه مشاكل...الخ؟

وإلى متى يستمر هذا؟

فإذا كنا لا نملك أن نقدم لهم حلولا عمليه...فإننا نستطيع بالطبع أن نتعاطف معهم..أتمنى أن يأتى اليوم الذى ينعمون فيه بظروف أفضل ويحسون فيه بإنسانيتهم فى ظل حكومات تعرف الإنسانيه...

مليون زهره وفله للكمساري...بائعة الشاى...الحنانه....عامل النظافه...بتاع الورنيش...العتالى...الصبيه الصغار الذين يعملون كباعه متجولون...وكل المسحوقين فى بلادي...

لكم الله وحده يرعاكم ولكم أيضا حبى وإحترامى

مع معزتى