|
Re: الكاتب المغربي / عمر حميري ..يكتب للمنبر : ويبكي الرجال ..وأشياء اخرى (Re: omer abdelsalam)
|
عمر حيمري : يكتب عن الشخصية ************************************
Quote:
من الدلالات إلى الإشكالية: (1) الدلالة اليومية : في المتداول اليومي، كثير ما نربط مفهوم الشخصية، بالقيمة التي يتمتع بها فرد ما ، داخل مجموعته ،ومن ثم نطلق لفض شخصية ،على كل من كان متميزا عن أقرانه ،مثيرا للانتباه ، بسبب أناقته ، أو جماله ، أو قوة جسده أو حديثه الجذاب ، أو ثروته ...أو له مكانة اقتصادية ،أونفوذ سياسي ،أو ديني داخل مجتمعه ...وأحيانا أخرى نطلق كلمة شخصية على الضعيف، الخنوع، المستسلم، المحتقر داخل مجتمعه بقصد التحقير، والاستهزاء بمن لا شخصية له (منعدم الشخصية)، ولا قيمة له، طبقا للمعايير المتعارف عليها ،والتي حددها مجتمعه سلفا للشخصية .وقد نستعمل لفض الشخص، كمرادف للشخصية عندما نعجب بفرد ما لتأثيره الاجتماعي ،أو لمعارضته للظالم، أو لموقفه السياسي... لكن هل صحيح أن لفض الشخصية مرادف فعلا لمفهوم الشخص؟ وهل تتعدد الشخصية بتعدد المظاهر الخارجية ؟ لا يمكن الإجابة عن هذه الأسئلة دون تحديد دقيق لمدلول الشخصية ، لغويا وفلسفيا . الدلالة اللغوية : ورد مفهوم شخص في قاموس العرب بمعنى بدن ، وضخم. (السمنة الزائدة عن الحد المتعارف ) والشخص: هو الجسيم ،والسيد ،والمشخاص هو : المختلف . و في لسان العرب ،جاء مصطلح الشخص بمعنى سواد الإنسان أو غيره من بعيد ، أي ظل الإنسان أو أي جسم آخر له ارتفاع ويظهر من بعيد . ومن هنا كان الرجل الشخيص هوا لجسيم أو السيد المرتفع الظاهر .( نلاحظ أن التحديدات المعجمية بدورها ، تركز على المظهر الخارجي، كالبروز ، والعظمة، والضخامة ... ،القابل للمشاهدة والمعاينة وهذا ما يجعلها قريبة من الدلالة اليومية للفظ . أما المعاجم الفرنسية (لاروس – روبير – لالاند ). فقد أعطت لمفهوم الشخصية معنيين : الأول مجرد عام يجعل من الشخصية مسؤولا أخلاقيا وقانونيا. والثاني مادي محسوس ويتمثل في كل المميزات والمظاهر الأصيلة و الثابتة في الفرد، والتي يختلف بها عن غيره .وعلى هذا الأساس يكون المعنى الأول عاما مشتركا بين بني البشر. (لأن كل فرد مسؤولا عن سلوكاته الأخلاقية والقانونية بغض النظر عن مكانته الاجتماعية.) والثاني خاص بالفرد ، باعتبار خصوصياته المنفردة والمعترف بها اجتماعيا .ومن هنا نستنتج أن الشخصية تكون في نفس الوقت عامة ،وخاصة ، أي مشتركة بين الأفراد، ومتمايزة فردية ،مختلفة من فرد إلى آخر.وهذا ما يؤدي إلى تعددها وتنوعها .ولقد أحصى غردون ج البورت سنة 1937 خمسين تعريفا مختلفا للشخصية .أذكر منها : { إن الشخصية هي التنظيم الدينامي ، للأنظمة السيكوفزيولوجية، التي تحدد تكيف الفرد بشكل أصيل مع محيطه}. نلاحظ أن تعريف غوردن اهتم بثلاثة عناصر هي : (1)الفرد كذات فاعلة (2) التنظيم والحركية التي تقوم بها الفرد .(3) المظهر الخارجي الذي يميز الفرد . إذن لتحديد الشخصية ، فلا بد من التعامل معها كبنية متحركة يتفاعل فيها الخاص بالمشترك . الدلالة الفلسفية لم تكن الفلسفة وهي أم العلوم، أن تدير ظهرها لمدلول الشخصية . وإن كان المصطلح يستقي مفهومه ومعناه من الفلسفة، التي يتموقع داخلها . فكانط مثلا يعرف الشخصية ، بناء على التمييز بين مصطلح الشخص ، والشخصية .( فالشخص بالنسبة إليه هو الذات أو الفرد، الذي تنيب إليه مسؤولية أفعاله ،ويتحملها .أما الشخصية ،فهي الكائن العاقل الذي يعي ويدرك نفسه وحريته، في إطار الواجب من أجل الواجب .) أما هيجل، فيربط الشخصية ، بالوعي بالحركة المطلقة للوجود ، ومن ثم فهي لا تبدأ إلا عندما تعي الذات نفسها غير محسوسة ،ولا يحدها مكان ، ولا يحتويها زمان ، بل مجردة تجريدا خالصا . والفيلسوف ديكارت ،لا يرى لظواهر الجسم وخصائصه الخارجية ، دورا في تحديد الشخصية .لأن الوجود عنده متوقف على التفكير، الذي لا يقبل الشك،.كما هو واضح في الكوجيطو: { أنا أفكر إذن أنا موجود}. فالفكر إذن هو الخاصية الأساسية والوحيدة، التي تميز الشخصية.لأن انقطاع الذات أو الأنا عن التفكير، معناه انقطاعها عن الوجود . وداروين فقد ربط الشخصية ، بالعوامل الغريزية الحيوانية ، التي اكتسبها الإنسان وطورها من خلال الصراع على البقاء. إذن إن الدلالة الفلسفية لمفهوم الشخصية ، تنبني على النظرة، والتصور الفلسفي للإنسان ،كذات واعية ، وكينونة مفكرة لها وجود، وحرية ،وإرادة ،وتدرك مسؤوليتها ،ولها مظهر خارجي يعبر عن حقيقتها .يتبع) هناك العديد من النظريات الفلسفية ،والسيكولوجية، والسوسيوثقافية ،التي اهتمت بتحديد شخصية الإنسان ، وهي تبدو مختلفة ، وغير متفقة في الظاهر. ولكنها في الواقع، تنطلق من نفس العوامل الأساسية،المكونة للشخصية والمحدد ة لها. كبنية الجسم ، وبنية العقل، والدين، والبيئة : (الأسرة – المدرسة – المجتمع الاقتصاد – السياسة ) . والعلوم الإنسانية لا تخرج عن هذا الإطار ، فهي الأخرى حاولت أن تحدد الشخصية ، انطلاقا من ثلاث منظومات أساسية هي : (1) الفرد كموجود بيولوجي مسؤول أخلاقيا، واجتماعيا ، وقانونيا (2)الفرد كبناء نفسي خاضع للنمو، وللتغير، والالتأثيرات والتجارب الذاتية والموضوعية (3) الفرد كعضو في المجتمع خاضع للتأثير والتأثر . إن طبيعة الفرد ، معقدة ومركبة ،ومتنوعة .فهو كيان أو عضو بيولوجي ،وفي نفس الوقت أنا ، أو ذات مفكرة واعية ،تتحمل مسؤولية أفعالها ،الأخلاقية والقانونية ،وهو أيضا حياة نفسية ، تنمو، وتتطور، وتتغير. تبعا لمراحل النمو الجسمي والنفسي، ولبنية الجسم ، والعقل ، ولتأثير البيئة الاجتماعية ،والسياسة والاقتصادية ،لأن الفرد يعيش وسط مجتمع يضم العديد من المؤسسات الاجتماعية ،والثقافية ،والدينية ،والسياسة ... ومن ثم فهو يؤثر فيها ويتأثر بها .وهذا ما يجعل الشخصية بنية معقدة ، ومتداخلة الأبعاد ، و مصطلحا متعدد الدلالات والمفاهيم بتعدد أنواع الخطاب ، بل أحيانا نجد دلالة مفهوم الشخصية ،تتعدد حتى داخل الخطاب الواحد . كالخطاب الفلسفي ، والخطاب السوسيولوجي، والخطاب السيكولوجي. إن هذه التقابلات ،والمفارقات ، تجعل تحديد حقيقة الشخصية مجالا يتجاذبه الفطري والمكتسب ، الطبيعي والثقافي ، والفردي والاجتماعي ، الذاتي والموضوعي ، الثابت والمتغير ، الحقيقي والمجرد ، الحتمية والحرية ،الفعل والانفعال و الخضوع والاستقلالية ... طرح الإشكالية فكيف تتكون أيضا الشخصية ؟ هل تتكون من خلال السلوك الخارجي ؟ أم في الواقع الخفي السري ؟ وهل تفسر الشخصية اعتمادا على مقومات النظام النفسي؟ أم على مقومات النظام الاجتماعي ؟ أم على أساس التوفيق بين كل هذه الأنظمة ؟ وهل الإنسان حر في اختيار شخصيته، أو ما يمكن أن يكون عليه ، وفق النموذج الذي يريده ؟ وهل بإمكانه تغيير شخصيته متى شاء؟ أم أن شخصية الإنسان تتحكم فيها الشروط النفسية الذاتية ، والاجتماعية الموضوعية؟ ما علاقة الشخصية بالغير وبالزمان والمكان ؟ وهل هي فطرية وراثية أم مكتسبة ؟ وهل الإنسان مخير أم مجبر في تكوين شخصيته ؟ ...؟ الشخصية وأنظمة بنائها (1) الأطروحة الفلسفية : إن الحديث عن الشخصية قديم ، بدأ مع أبي قراط اليوناني ،الذي أرجع اختلاف الشخصية بين بني البشر، راجع إلى اختلاف نسب السوائل الحيوية بالجسم .( كالدم – المادة الصفراء – المادة السوداء – البلغم .. ) أما أرسطوا فيرى أن الاختلاف يعود إلى قسمات الوجه ، والبناء الجسدي مثلا ذو البنية النحيفة يكون خجولا .(تبع) ******* عمر حيمري وجدة - المغرب
|
|
|
|
|
|
|
|
العنوان |
الكاتب |
Date |
الكاتب المغربي / عمر حميري ..يكتب للمنبر : ويبكي الرجال ..وأشياء اخرى | omer abdelsalam | 05-01-08, 07:09 PM |
Re: الكاتب المغربي / عمر حميري ..يكتب للمنبر : ويبكي الرجال ..وأشياء اخرى | omer abdelsalam | 05-02-08, 06:06 PM |
Re: الكاتب المغربي / عمر حميري ..يكتب للمنبر : ويبكي الرجال ..وأشياء اخرى | omer abdelsalam | 05-04-08, 11:11 AM |
Re: الكاتب المغربي / عمر حميري ..يكتب للمنبر : ويبكي الرجال ..وأشياء اخرى | omer abdelsalam | 05-11-08, 10:57 AM |
Re: الكاتب المغربي / عمر حميري ..يكتب للمنبر : ويبكي الرجال ..وأشياء اخرى | omer abdelsalam | 05-12-08, 09:28 PM |
Re: الكاتب المغربي / عمر حميري ..يكتب للمنبر : ويبكي الرجال ..وأشياء اخرى | omer abdelsalam | 05-13-08, 06:30 PM |
Re: الكاتب المغربي / عمر حميري ..يكتب للمنبر : ويبكي الرجال ..وأشياء اخرى | omer abdelsalam | 05-17-08, 12:50 PM |
Re: الكاتب المغربي / عمر حميري ..يكتب للمنبر : ويبكي الرجال ..وأشياء اخرى | omer abdelsalam | 05-17-08, 12:54 PM |
Re: الكاتب المغربي / عمر حميري ..يكتب للمنبر : ويبكي الرجال ..وأشياء اخرى | omer abdelsalam | 05-19-08, 06:44 PM |
Re: الكاتب المغربي / عمر حميري ..يكتب للمنبر : ويبكي الرجال ..وأشياء اخرى | omer abdelsalam | 05-21-08, 09:47 PM |
Re: الكاتب المغربي / عمر حميري ..يكتب للمنبر : ويبكي الرجال ..وأشياء اخرى | omer abdelsalam | 05-26-08, 08:58 PM |
Re: الكاتب المغربي / عمر حميري ..يكتب للمنبر : ويبكي الرجال ..وأشياء اخرى | omer abdelsalam | 06-04-08, 08:22 PM |
Re: الكاتب المغربي / عمر حميري ..يكتب للمنبر : ويبكي الرجال ..وأشياء اخرى | omer abdelsalam | 06-06-08, 07:38 PM |
Re: الكاتب المغربي / عمر حميري ..يكتب للمنبر : ويبكي الرجال ..وأشياء اخرى | omer abdelsalam | 06-15-08, 05:59 PM |
|
|
|