ندوة...الاستاذ فتحي الضوء يسقط بعض الاقنعة بمدينة تورنتو الكندية

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-03-2024, 03:24 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مكتبة شمس الدين عثمان السنوسى(Shams eldin Alsanosi)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
06-28-2007, 01:46 AM

Lucky


للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ندوة...الاستاذ فتحي الضوء يسقط بعض الاقنعة بمدينة تورنتو الكندية (Re: Lucky)

    اطلاق سلاح التدمير الشامل ضد زعيمى الحزبين التاريخيين! (2)

    [email protected]

    د.على حمد إبراهيم

    قلت فى الحلقة الاولى من هذه السلسلة إن الاستاذ فتحى الضوقد أطلق سلاح التدمير الشامل ضد زعيمى الحزبين التاريخيين ، السيدين الصادق المهدى والسيد محمد عثمان الميرغن بما كاله لهما من انتقادات واتهامات جارحة فى كتابه المسمى " سقوط الاقنعة- سنوات الخيبة والأمل". وقد خصّ الاستاذ فتحى رئيس الوزراء السيد الصادق المهدى بصورة خاصة ، خصّه بالقدر الاعظم والاقسى من هذه الانتقادات والاتهامات ، ربما لأنه كان رجل الدولة التنفيذى الذى تأتى اليه وتنتهى عنده امور الدولة خصوصا فى اللحظات الحرجة ، وعند المنعطفات الحادة التى تستلزم اصدار القرار السريع والحاسم تلافيا لخطر محدق او تصويبا لخطأ جسيم او ترشيدا يصحح المائل مما يقوم به عادة التنفيذى الأول.وقد اوردت فى فاتحة المقال الأول بعض ملاحظات المنتقدين للمؤلف وللكتاب كحق مكفول لهم .

    - فى هذه الحلقة وفى الحلقات التى تليها ساعرض ما ساقه الكاتب من انتقادات وبما فيها من تفاصيل وتهم جارحة ضد السيد زعيم حزب الأمة قبل أن اعطى حيزا مما ثلا لما تعرض له السيد زعيم الحزب الاتحادى الديمقراطى حذوا بحذو ونعلا بنعل كما يقول المثل كأن الكاتب يقول أن ليس أحدا بأحسن من أحد. يبدأ الكاتب بالتركيزعلى السيد رئيس الوزراء وبصورة تجعله المسئول الاول والاخير عن ضياع دولة الديمقراطية الثالثة أو ربما جاز للبعض من خصوم السيد الصادق أن يجعلوه المسئول الأول عن كل شر حدث فى السودان بعد أن يروا أن المؤلف لم يكد يجد فضيلة واحدة يذكرها له فى هذا السفر الضخم الملئ بالاحداث. وبزعم الكاتب ، فان السيد رئيس الوزراء اضاع دولة الديمقراطية ليس لأنه قام بانقلاب ضدها ، ولكن لأنه تقاعس عن حمايتها بالتقصير الخطير فى اتخاذ القرارات الحاسمة والسريعة عندما اصبحت المعلومات التى تتحدث عن وقوع انقلاب وشيك ضد تلك الدولة لم تكن سرا مكتوما يتداوله المتآمرون خلف الابواب المغلقة ، انما كانت حديثا مشاعا فى قارعة الطريق يتداوله غمار الناس وخاصتهم. أعرض هذه الاتهامات التى ساقها المؤلف ضد السيد رئيس الوزراء وهو شحص له فى قلبى معزة يعرفها الكثيرون. وهى معزة ليست سرا مكتوما. فكاتب هذه السطور ينحدر من اسرة انصارية جهادية عريقة لبى جدودها الاوائل دعوة الامام المهدى الاولى فى مهد الثورة الاول الجزيرة أبا وخاضوا معه معركته الاولى ضد ( أبو السعود) واصبحوا أمراء للثورة فى بواديهم يبشرون بالدعوة الجديدة السامقة ويزودون عن حياضها بالرخيص والغالى.وكان من الامراء جدودى الامير ابوعسل امير البوادى القوى الشكيمة والامير بخيت عبيد ن و الامير موسى احمد البشير الفقيه صاحب تقابة القرآن الوجواجة التى كانت تشعا نورا فى القلوب على مدار الزمن الكسول ، يتقاطر نحوها الناس طلبا لنجدة من ولى الله بجاهه عند خالقه . هذا اولا . ثم اننى نشأت على تقدير خاص للسيد رئيس الوزراء تعاظم فى قلبى منذ كنت صبيا فى السياسة و لا افهم فيها كثيرا . ولكن جذبتنى اليه سيرته الوضيئة فى طهارة اليد ونظافة السريرة ونبل الاخلاق والخلق مما يعرفه عارفوه وقاصدوه . وتلك محامد تعز فى سياسىّ العالم الثالث الذين يسرقون الكحل من العين ، أو يسرقون جنا العاقر كما تقول جدتى بت وداعة رغم حرص العاقر الشديد على مولود ياتى بعد ضنك الانتظار الطويل. قصدت من هذه المقدمة أن اقول أننى أعرض فى هذه الحلقات ملخصا لانتقادات حادة ضد رجل يجل فى قلبى وزنه وأفعل ذلك وحالى يشبه حال من يقدم على الجمر يطأه وهو يعلم أن ذلك الجمر حارقه لا محالة. ولكن لا بأس . فالتداوى من الاسقام يجبر المتداوون على تجرع مر العلقم . وأول وصفات التداوى السياسى تبدأ بنقد الذات مهما كان فى ذلك من مرارة . فان صدقت اتهامات الكاتب ، فان السكوت عليها أو تجاهلها لايخدم قضية لأحد. بل ربما هدّم هذا السكوت ما تبقى وأطلق عليه عاديات رياح السموم " التى تخلى دياره عويش" على تعبير احد شعراء باديتنا الفحول . نحن قوم بدويون نلتحف الصدق مع النفس ومع الناس . ولا ننافق ،لأننا نعتبر النفاق تحقيرا للنفس وتحقيرا للذى ننافقه . لقد كنت من المتذمرين الناقدين عشية الانقلاب بسبب ما كنت أرى من نتوءات تقشعر لها الابدان على جسم النظام الديمقراطى . وكنت أضع يدى على قلبى خوفا عليه. ويوم اعلن الانقلاب لم يكن ذلك خبرا بالنسبة لى . وتلك قصة ربما احتاجت حيزا غير هذا ووقتا غير هذا. لقد اعتبرت ما قال المؤلف عن السيد الصادق المهدى نوعا من اطلاق اسلحة التدمير الشامل عليه . لأن المؤلف لم يكد يجد فضيلة واحدة يثبتها للرجل الذى تسمو مكانته فى قلبى لنظافة يده وطهارتها ولسمو نادر فى خلقه واخلاقه وتلك صفات تجلب للانسان حب الناس وتقديرهم . وكنت واحدا من هؤلاء الذين يقدرون الرجل لوجه الله ، وبلا طمع فى نيل يقدمه وقد اصبح منذ زمن طويل غير قادر على افادة نفسه ناهيك عن افادة الآخرين اذا كنت من المرضى الباحثين عن المقابل جراء مواقفهم . والحمد لله كثيرا أن عافانى من هذا الداء الخبيث واصاب به آخرين .أعرض أقوال الكاتب الصديق فتحى الضو و لا املك حق نفى ما يقول ، ولا حق تثبيت ما يقول . ولكنى اتوقع أن لا يسكت الذين بيدهم هذا الحق.اتوقع أن يجد ما أورد الكاتب اما قبولا واعترافا وتوضيحا وتبريرا .و اما رفضا واستنكارا . اما السكوت والتجاهل فلا . لأن أثر ذلك لا يقل عن تأثير ما قيل فى الكتاب الذى هو – فى يقينى بمثابة سلاح تدمير شامل ضد كل المعسكر الديمقراطى. ولكن ماذا جاء فى الكتاب؟



    - " دخل عليه ضابط من ذوى الرتب الوسيطة فى القوات المسلحة، وكان يتأبط خبرا مزعجا ، تشيب له الولدان، وقد جاء تحديدا لابلاغ المهدى به، فقال الضابط :" هناك ترتيبات تجرى لتنفيذ انقلاب عسكرى لتغيير السلطة الديمقراطية!". سأله المهدى عن مصدر معلوماته. فقال الضابط : ليس هناك مصدر معين.لكنه التقط كثيرا من الهمس الذى يدور وسط ضباط المؤسسة العسكرية لدرجة اصبح ذلك فى حكم اليقين. ولكن المهدى باغته بسؤال استنكارى:" هل تفتكر ممكن ضابط يغامر ويهد الشرعية الدستورية ؟! ويجيب الضابط: ياسيد الصادق الضابط المغامر عندما يركب الدبابة لا يعرف المؤسسة الشرعية ، وكل تفكيره يكون مركزا فى اتجاه ان حياته فى خطر ، مما يحفزه لتنفيذ تلك المهمة فقط ."غير ان المهدى عاجل الضابط بسؤال آخر ينضح تواضعا:تفتكر مالذى يمكن عمله؟ ويجيب الضابط: قادة الوحدات يجب ان يكونوا ملازمين فى وحداتهم بدرجة استعداد قصوى ،وتأهب كامل.كما يمكن أن توضع كتيبةأو اكثر فى منطقة فتاشة"

    - يورد المؤلف هذا الحوار الذى دار بين السيد الصادق والضابط ذى الرتبة الصغيرة الذى واضح انه جاء متطوعا لتبليغ رئيس الوزراء ببعض ما يدور من لغط ، يورده بين غابات من علامات التعجب والاستغراب، استنكافا واستغرابا أن يسأل رئيس الوزراء الضابط الصغير الرتبة ان كان يعتقد أن ضابطا ما يمكن أن يغامر و يهد الشرعية الدستورية؟ أو يسأله عما يمكن عمله لتفادى وقوع الانقلاب. والكاتب محق فى حشد علامات الاستغراب والتعجب. إذ أن عدد المرات التى قام فيها ضباط مغامرون بهد الشرعية الدستورية ، أو بمحاولات هدها ، لا تكاد تحصى! أما السؤال عما يمكن عمله ، فيبدو سؤالا فى غير مكانه . اذ أن رئيس الوزراء فى هذه الحالة بالذات هو صاحب الأمر والنهى الذى يتوقف على تصرفه السريع والحاسم أمر موت أو حياة النظام الديمقراطى الذى هو مكلف بحمايته ، ولا يمكن أن ينتظر النصيحة من ضابط صغير غير مكلف حتى لينقل ما نقل لرئيس الوزراء من معلومات ، ويمكن أن يعاقب عليها من باب الانضباط العسكرى اذا اكتشف رؤساؤه تبرعه بنقل هذه المعلومات لرئيس الوزراء لأنه خالف أسس التسلسل القيادى _ .chain of command

    أما ما نصح به الضابط رئيس الوزراء من اجراءات فهى من باب البديهيات التى لا ينتظرها رئيس الوزراء من أحد .إنه القائد التنفيذى فى هذه الحالة ، وهو الذى يقرر الذى يجب عمله بالسرعة المطلوبة.أملى أن لا تكون الرواية صحيحة فى اطلاقها .اذ يكبر عندى وكبر عندى بالفعل أن يطلب رئيس الوزراء النصح من ناصح هو من مرؤوسيه الصغار جدا والذين يجب ان يكونوا لا فى العير ولا فى النفير لما يجب أن يكون فى علم وتقدير السيد رئيس الوزراء. وصف الكاتب لسؤال السيد رئيس لوزراء بالتواضع هو وصف دقيق وبليغ وجارح ويملا صفحات . يقينى ان المؤلف أورد ما اورد من مصادره الخاصة .ولا حجة عندى لكى أشكك فى صحة هذه الروايات.ولكنها تصيب من النفس مقتلا وتجعلك احيانا تقف عاجزا عن التفسير وعن الاجابة.مثل عجزى فى الاجابة على سؤال قريبى الانصارى الذى وقف منفعلا ومنتفضا حين سمع المارش العسكرى ينطلق من الراديو فى الثلاثين من يونيو وقال موجها سؤاله لى : يعنى عملوها للمرة الثالثة ؟ يعنى كل مرة نحن نخدم ونفوز ، ويجو دول مثل غربان النحس ويخطفوها مننا ومايكون عندنا غير الجعير ؟ ولم ينتظر قريبى الغاضب اجابة منى ، فقد قرر الاجابة على سؤاله مسبقا حين قال انه لن يكون عندنا غير الجعير. والجعير هى لغة بدوية تعبر عن ثغاء الخراف والنعاج وهى تمد رقابها مستسلمة للقصاب! ومثل قريبى ذهلت للبساطة الغريبة التى نفذ بها الانقلاب الانقاذى مما تداوله الاعلام المندهش والفرح والشامت.وتمضى الحكايات:

    "فى يوم 25 من يونيو 1989 ، أى قبل انقلاب الانقاذ بست ايام فقط ، كانت مجموعة من ضباط الأمن ترصد اجتماعا لعدد من قيادات الجبهة القومية الاسلامية فى منزل ربيع حسن احمد فى ضاحية المنشية شرقى الخرطوم. وشاءت الصدف أن يمر السيد عبد الرحمن فرح رئيس جهاز الأمن الوطنى بالمكان فى طريقه الى منزله فى المنشية. وحرص احد الضباط أن يطلعه على مهمتهم المتلخصة فى مراقبة اجتماع مجموعة الجبهة القومية الاسلامية فى منزل السيد ربيع حسن احمد لاعتقادهم أن هذه المجموعة تخطط لانقلاب . ضحك السيد عبد الرحمن فرح وقال باستخفاف : ديل يعملوا انقلاب ؟ وتابع حديثه مع ضابط الأمن قائلا :" انتو مشغولين بالفارغة! انتو عينكم فى المايويين وهم يخططون لانقلاب وتراقبوا ناس الجبهة!وانتهى الحوار بأن أمر رئيس جهاز الأمن ضباطه بالإنصراف والاهتمام بالمايويين ."سؤال رئيس جهاز الأمن الوطنى الاستخفافى " ديل يعملو انقلاب؟" أجاب عليه الجبهجيون بأن عملوا الانقلاب فى اللحظة التى نام فيها رئيس جهاز الأمن ونام معه كل العاجزين عن فعل التمام. والدليل على انهم قادرون على القيام بانقلاب هو وجودنا هنا فى هذا الزمهرير القارص. ولا عزاء للحزانى.

    حدثنى المؤلف كثيرا عن احترامه وتقديره للسيد الصادق فى معرض نفيه للاتهام بأنه تحامل كثيرا على السيد الصادق فى هذا الكتاب . وأنه كتب ما كتب بروح من التشفى المقصود لذاته.وقد رددت كوادر حزب الأمة المنتشرة فى الولايات المتحدة هذا الاتهام بقوة. وقال انه ابلغ السيد الصادق شخصيا فى احدى مقابلاته معه- ابلغه بأنه انتقده فى هذا الكتاب لحرصه على ضرورة أن نمارس جميعا فضيلة نقد الذات وضرورة أن يقبل قادتنا هذه الفضيلة .واضاف بطرافة " أن السيد الصادق رجل ديمقراطى ، ولانه كذلك فقد تفهم هذا النقد ، وقبل فضيلة ممارسة نقد الذات كضرورة من ضرورات الاصلاح . وذكر لى ضاحكا انههم كصحفيين يحبون مناكفة السيد الصادق ويحسون بأن انتقادهم له اصبح من المشهيات أو مثل الملح يضاف الى الملاح حتى لا يكون مسيخا أو (مرخيا ) بلغة ربات البيوت. بعد قراءتى الاولى للكتاب أيقنت أن الاستاذ فتحى أضاف لما كتب عن السيد الصادق ملحا كثيرا قد تجعل الكثيرين من انصاره غير قادرين على ابتلاع لقمة واحدة من ذلك الطعام الذى حرص على ألا يكون مسيخا. ولكن يقينى أن ذلك لن يغضب السيد الصادق لأن السيد الصادق شخص محصن ضد الغضب السلبى .أقول هذا ومبلغ علمى ان كوادر حزب الامة الغاضبة ترى أن الكاتب خصص كتابه للهجوم على حزبها وعلى زعيمها وأن المؤلف كتب ما كتب بلغة غاضبة وليست ناقدة كأن بينه وبين السيد الصادق خلافا شخصيا أو ثأرا قديما . احدهم اشار الى فقرة محددة فى الكتاب علمها ورقمها ووضع تحتها خطوطا حمراء كثيرة و ينتقد فيها المؤلف السيد الصادق بحدة شديدة على حديث صحفى أدلى به ذات يوم تحدث فيه عن قدرته على حماية النظام الديمقراطى اذا قبل أن يتبع اسلوبا غير قانونى كأن ينشئ مليشيات مسلحة لتكون جيشا ضاربا موازيا للجيش القومى و قال فيه تحديدا أن لديه خمسون الف مقاتل جاهزون عند الطلب فى اشارة واضحة كما يبدو الى قواعده الانصارية. المؤلف رد على هذه الجزئية من الحديث المنسوب الى السيد الصادق ،رد عليها بحدة شديدة خرجت عن المألوف وبدا كما لو كان فى مبارزة سياسية مع صاحب الحديث. فهو يصف السيد الصادق فى هذا المنعطف بأنه ينسخ أقواله ، ويجعل لكل مقام مقالا . و يتصرف مثل لاعب سيرك متمرس يتلاعب بالارقام. وذكره بغير قليل من السخرية كيف أن أنصاره لم يلبوا دعوته لهم للهجرة اليه فى الشرق عندما وصل اليه بعد تهتدون .

    ويتطرق المؤلف لواقعة سرد فيها السيد الصادق ا دار بينه وبين السيد احمد سليمان اقترح فيها الاخير أن يتضامن الحزبان – الامة والجبهة القومية الاسلامية- ويقيمان معا نظاما رئاسيا عن طريق الانقلاب والقوة اذا لم يمكن ذلك بالوسائل الديمقراطية. الكاتب وصف حديث السيد الصادق باللولبية. ويصف مذكرات السيد الصادق التى جاءت فى سياقها هذه القصة ، يصفها بأنها لن تحرك شعرة واحدة فى رأس أى احد من الناس . بالفعل الكاتب اعطى نفسه هنا حقا لا يملكه جزم بأن مذكرات السيد الصادق لن تحرك ساكنا فى رأس أحد .من منا يمكن أن يجزم نيابة عن قراء بالملايين .احد الغاضبين علق بأن المؤلف تفسح كثيرا تحت الهواء الطلق واصبح يفتى كما يفتى التكفيريون فهو يعدم هذه المذكرات لأنها لم تعجبه وما لم يعجبه ، فهو لا يعجب الآخرين .

    ويدلق المؤلف حبرا كثيرا فيما يسميه تأزيم السيد الصادق للواقع السياسى فى السودان عقب توليه لمسئولياته مباشرة ويتهمه بالقيام بالعديد من الممارسات السالبة التى سببت هذا التأزيم. ويورد امثلة لذلك ، ويذكر ما اسماه تنكره لبرنامجه الانتخابى وغض الطرف عن قوانين قوانين سبتمبر و عقد التحالفات وفضها لاسباب لا علاقة لها بنبض الشارع. وشخصنة المسائل مع الحزب الشريك مثل ماحدث فى موضوعى دكتور ابوحريرة ودكتور احمد السيد حمد. ويمضى المؤلف خطوات أبعد فى هجومه على السيد رئيس الوزراء ويتهمه بالهروب الى الامام. وتمثل الهروب الى الامام برأى الكاتب فى التستر على ما اسماه الكاتب بممارسات السيد مبارك الفاضل فى الفساد ونقله من وزارة الى اخرى برشاقة الفراشات. الصورة القاطعة التى يتحدث بها عن فساد السيد مبارك الفاضل لا تخلو من مجازفة . فماذا لوتقدم السيد مبارك بشكوى قانونية ضد المؤلف . ماهو دليل الاثبات حصوصا أن الانقاذ بعد انقلابها قتلت الوقت بحثا وتنقيبا فى ملفات السيد مبارك وغيره ولم تجد غير قطعة ارض منحها وزير لمواطن لكى يبنى عليها منزلا لاسرته. وبعد سرده الطويل لمثالب السيد الصادق الداخلية ، يقول المؤلف أن السيد الصادق قرر الهروب الى الامام وذلك بمد يده الى علاقات السودان الخارجية بهدف تدميرها . ويذكر أنه خرّب علاقة السودان مع مصر .و زعم أنه اسقط ثورة جده الامام المهدى على العلاقات مع مصر واورد لذلك معتمدا على قول السيد الصادق " هناك قطاع من أهلنا فى مصر يصر على رفض فهم الشعب السودانى. وهذا القطاع فشل فى فهماكبر الثورات القرن الماضى بالسودان وكذلك ثورة اكتوبر وثورة رجب"ويقول الكاتب أن مصر بادلت السيد المهدى نفس (العداء!) وأن ذلك يحدث للمرة الأولى! وأن ذلك هو أمر نشاز فى العلاقات بين الدول . بالطبع الكاتب تمدد هنا ونسى التاريخ القديم والحديث سواء بالنسبة للعلاقات بين مصر والسودان او العلاقات بين الدول. فهناك دماء سالت وتسيل وهناك اراضى احتلت واراضى ما زالت محتلة. اما العلاقات بين الدول فهى ليست دائما وردية وليست دائما أزلية كما يوحى تحليل المؤلف.

    ويورد الكاتب ملابسات تشير الى تحركات دبلوماسى عربى مشبوهة عشية الانقلاب . ثم لا يلبث حتى يدلف للوضوح بدلا من الترميز ، فيقول أن السيد رئيس الوزراء كان مسئولا عن الملابسات التى أدت الى أن تكون (0مصر) هكذا بالاسم، طرفا فى هذا الحدث .أى طرفا فى الانقلاب .هكذا ورط الكاتب مصر صراحة فى ما حدث فى الثلاثين من يونيو . ولا اعتقد أن كشف هذا الأمر ، وبهذا الوضوح ، يمكن أن يسعد مصر . ولا أعتقد أنه يسعدها القول انها عادت السيد الصادق الى درجة القيام بدور( فى الحدث )مهما كانت درجة علاقاتها السالبة مع السيد الصادق.

    ويواصل الكاتب سرده ، فيضيف أن السيد الصادق أزم علاقات السودان مع السعودية والكويت والعراق وبقية دول الخليج وكذلك دول الجوار الافريقى. احد الذين قرأوا الكتاب استوقفته هذه الفقرة .سألنى مستغربا ،وهو ليس من انصار السيد الصادق، سألنى "ان كانت مرّت علىّ فى عملى الدبلوماسى الطويل حالة يكون فيها رجل دولة بحجم السيد الصادق بلا فضيلة واحدة سواء فى داخل بلده او فى خارجها كما يزعم هذا الكاتب ، وهو يقيّم زعيما يجئ دائما الى السلطة على رأس الفائزين عن طريق الانتخاب الديمقراطى ". واضاف : "هل اصيبت كل الملايين التى اعتادت ان تنتخب هذا الزعيم كل مرة باصوات اعلى من جميع الفائزين؟

    بالقطع الجماهير لا يصيبها الرمد الجمعى.

    ونواصل باذن الله.

                  

العنوان الكاتب Date
ندوة...الاستاذ فتحي الضوء يسقط بعض الاقنعة بمدينة تورنتو الكندية Shams eldin Alsanosi06-26-07, 09:44 PM
  Re: ندوة...الاستاذ فتحي الضوء يسقط بعض الاقنعة بمدينة تورنتو الكندية Atif Makkawi06-26-07, 09:57 PM
    Re: ندوة...الاستاذ فتحي الضوء يسقط بعض الاقنعة بمدينة تورنتو الكندية Shams eldin Alsanosi06-27-07, 01:45 PM
  Re: ندوة...الاستاذ فتحي الضوء يسقط بعض الاقنعة بمدينة تورنتو الكندية Shams eldin Alsanosi06-27-07, 00:53 AM
  Re: ندوة...الاستاذ فتحي الضوء يسقط بعض الاقنعة بمدينة تورنتو الكندية Adil Osman06-27-07, 11:06 AM
    Re: ندوة...الاستاذ فتحي الضوء يسقط بعض الاقنعة بمدينة تورنتو الكندية Shams eldin Alsanosi06-27-07, 09:00 PM
  Re: ندوة...الاستاذ فتحي الضوء يسقط بعض الاقنعة بمدينة تورنتو الكندية السمؤال بدرالدين06-27-07, 02:00 PM
    Re: ندوة...الاستاذ فتحي الضوء يسقط بعض الاقنعة بمدينة تورنتو الكندية Shams eldin Alsanosi06-28-07, 12:45 PM
  Re: ندوة...الاستاذ فتحي الضوء يسقط بعض الاقنعة بمدينة تورنتو الكندية ابوالقاسم ابراهيم الحاج06-27-07, 03:57 PM
    Re: ندوة...الاستاذ فتحي الضوء يسقط بعض الاقنعة بمدينة تورنتو الكندية Lucky06-28-07, 00:40 AM
      Re: ندوة...الاستاذ فتحي الضوء يسقط بعض الاقنعة بمدينة تورنتو الكندية Lucky06-28-07, 01:46 AM
    Re: ندوة...الاستاذ فتحي الضوء يسقط بعض الاقنعة بمدينة تورنتو الكندية Shams eldin Alsanosi06-29-07, 11:07 AM
  Re: ندوة...الاستاذ فتحي الضوء يسقط بعض الاقنعة بمدينة تورنتو الكندية السمؤال بدرالدين06-28-07, 11:52 AM
  Re: ندوة...الاستاذ فتحي الضوء يسقط بعض الاقنعة بمدينة تورنتو الكندية Shams eldin Alsanosi06-28-07, 07:11 PM
  Re: ندوة...الاستاذ فتحي الضوء يسقط بعض الاقنعة بمدينة تورنتو الكندية Shams eldin Alsanosi06-29-07, 05:36 PM
  Re: ندوة...الاستاذ فتحي الضوء يسقط بعض الاقنعة بمدينة تورنتو الكندية ابوالقاسم ابراهيم الحاج06-29-07, 06:43 PM
  Re: ندوة...الاستاذ فتحي الضوء يسقط بعض الاقنعة بمدينة تورنتو الكندية Shams eldin Alsanosi06-30-07, 01:41 PM
  Re: ندوة...الاستاذ فتحي الضوء يسقط بعض الاقنعة بمدينة تورنتو الكندية Shams eldin Alsanosi06-30-07, 04:59 PM
    Re: ندوة...الاستاذ فتحي الضوء يسقط بعض الاقنعة بمدينة تورنتو الكندية Mekki M Alhassan06-30-07, 06:18 PM
    Re: ندوة...الاستاذ فتحي الضوء يسقط بعض الاقنعة بمدينة تورنتو الكندية ابن النخيل06-30-07, 06:18 PM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de