|
Re: كلمة الإمام في ميلاد اتحاد الكتاب الثاني التي أثارت غضب كمير (Re: محمد حسن العمدة)
|
أ. عمقت التنقاض بين حزبي التفاوض والقوى السياسية الأخرى فخلقت استقطاب سياسيا حادا. ب. فصلت في بعض بنودها وحرصت على توقيت محدد بأسابيع وشهور لتحقيقها. أما في أمر التحول الديمقراطي فقد تركت الأمر بالنسبة لمواعيد الانتخابات وضوابطها في يد أصحاب التمكين. وسمحت للمؤتمر الوطني أن يماطل في استمرار قوانين القهر الشمولية وأن يحميها بأغلبيته الميكانيكية بصورة تذكرنا بوعود هند لعمر بن أبي ربيعة: كلما قلت متى موعدنا؟ ضحكت هند وقالت بعد غد!! ورشة الاصلاح القانوني المتزامنة مع هذا المؤتمر فصلت الاصلاح القانوني المطلوب في السودان الآن. ولكن الامتيازات التي حصل عليها المؤتمر الوطني بموجب اتفاقية نيفاشا وعدم وجود ضوابط في الوقت سمحت له أن يواصل حكمه الشمولي عاما ونصف بعد الاتفاقية ومازال يفعل! • ذكرت الورقة أن الفصل بين الدين والدولة من مبادئ السودان الجديد. واعتذرت الورقة لبروتوكول ميشاكوس الذي وافق على أن تكون الشريعة الإسلامية والاجماع مصادر التشريع في الشمال والعرف والاجماع مصادر التشريع في الجنوب بأن هذا التنازل كان ضروريا لتجنب العودة لمربع الحرب. بالنسبة للشمال الخطأ ليس في قبول مصدرية الشريعة ولكن الخطأ في قبول الشريعة وفق رؤية المؤتمر الوطني لا رؤية أغلبية مسلمي الشمال الاتفاقية رزأت أهل شمال السودان بتجربة الجبهة الإسلامية القومية المختلف عليها على نطاق واسع بين المسلمين. أما اعتبار التشريع في الجنوب القائم على العرف والاجماع فصلا للدين عن الدولة فادعاء لا أساس له. القبائل الجنوبية لا سيما النيلية من أكثر القبائل السودانية تدينا ودينها هو أساس أعرافها. العرف هو شريعتهم. فصل الدين عن الدولة التي تناي به بعض النخب السودانية وتتطلع إليه في نداء السودان الجديد لم يتحقق في اتفاقية ينفاشا لا في الشمال ولا في الجنوب. نعم نحن محتاجون لتقييم للتجربة السودانية في عهود الشمولية في عهد الديمقراطية بصورة موضوعية تمكننا من معرفة أضرار الأيديولوجيات الواهمة التي عزت النظم الشمولية لكن نلتمس لبلادنا حصانة من تلك الأيديولوجيات الواهمة ومن النظم الشمولية الجائرة. ولكي نحص محاسن وعيوب النظم الديمقراطية اللبرالية بما يكرس المحاسن ويزيل العيوب. أما ما ورد من تصوير للسودان الجديد في الورقة فإنه مشروع استقطاب جديد!. • أول من استخدم عبارة سودان جديد هوأبو الصحافة السودانية الأستاذ أحمد يوسف هاشم وأطلق العبارة على صحيفته. ثم عرفت البلاد نداءات تجديدية كثيرة بعضها حميد في عهود الديمقراطية وبعضها خبيث في عهود الشمولية إذ أعلن نظام مايو شعار إعادة هندسة الإنسان السوداني كذلك فعل نظام يونيو وفي الحالتين صارت الصياغات الجديدة التي أتوا بها كارثة على السودان. وتجنبا لمغامرة مماثلة ينبغي ضبط المصطلح وتحديد معانيه في الإطار التجديدي الصحيح. ختاما: أن أداء البشر دائما ناقضا وإذا توافرت الديمقراطية فإن الأداء الناقص يستطيع أن يصحح نفسه. السودان اليوم أمام تحد ألا يكون والتدابير الثنائية في نيفاشا وأبوجا مها توافر فيها من حسن النوايا حلت بعض التأزم ولكنها عمقت بقية أزمات السودان بصورة غير مسبوقة لذلك صار الجميع يشهدون زحف التمزق والتدويل وضياع الوطن. إن التجمعات السودانية ذات التكوين الديمقراطي والحس الوطنى في الخط الأمامى من المسئولية عن البحث عن الخلاص الوطنى. إنى أرجو لاتحاد الكُتاب السودانيين نجاحا في مولده الثاني ودورا في مجال لمّ الشعث السودانى. التأزم السودانى اليوم أشقى الشعب وشغل جيراننا بل أثار هموم العالم أجمع وجعلنا في حال مثير للحزن والغضب وصفه الأخ هاشم صديق في آخر اصداراته: " أعاين الأرض من فوق رأيت كشف الحساب مدفوع و رأس شرف الخصام مجدوع ورأس كل البلد مقطوع! " كل منا ومن موقعه وبقدر إمكاناته مطالب أن نعمل على استرداد الوطن الذي ضاع.
مرفقات: 1. مشروع الميثاق الثقافي. 2. مشروع الميثاق الدينى.
|
|
|
|
|
|
|
|
|