د. منصور خالد يقول :الفريق عبود (فقط) هو رجل السياسة الخارجية !

نعى اليم ...... سودانيز اون لاين دوت كم تحتسب الزميل فتحي البحيري فى رحمه الله
وداعاً فتحي البحيري
مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-28-2024, 04:01 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الاول للعام 2012م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
03-10-2012, 06:04 PM

Saifeldin Gibreel
<aSaifeldin Gibreel
تاريخ التسجيل: 03-25-2004
مجموع المشاركات: 4084

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: د. منصور خالد يقول :الفريق عبود (فقط) هو رجل السياسة الخارجية ! (Re: دينا خالد)

    أحمد خير المحامي (1902- 1995م)

    عندما أشرقت شمس القرن الماضي من الألفية الثانية على العالم كان السودانيون قد افاقوا على تغيرات دراماتيكية مست حياتهم بشكل مباشر، فقد وجدوا انفسهم وجهاً لوجة امام عهد جديد ونمط حكم لم يألفوا ألياته ولا شخوصه الذين جاءوا بسحنتهم البيضاء ولسانهم الأعجمي وعصاهم الغليظة.وكانت دولة المهدية عندئذ قد أفل نجمها وانطوت صفحتها بعد معارك دامية ضد معارضيها من ناحية وفي محاولاتها لصدالغزاة الجدد من ناحية أخرى.ولم يكن الغزاة الذين وفدوا على البلاد غداة ذلك الوقت هم أول من غزا هذه الديار فقد سبقتهم إليها قبل وقت قصير جيوش الدولة العثمانية التي كان يدير امورها في مصر (محمد علي باشا) وقد سمى السودانيون ذلك العهد بالتركية السابقة ربما لأن الغزاة الجدد (الأنجليز) شاركتهم جيوش باشا مصر(الخديوي عباس حلمي الثاني 1892- 1914م) ومن ثم إعتبروا العهد الجديد والذى سمي بالحكم الثنائي (1899م 1956م) تركية أخرى وإمتداد لتلك التركية "السابقة".وبينما لم يجد جيش الفتح الإنجليزي مقاومة إلا من مناوشات قوات الخليفة عبدالله التعايشي على الطريق قبل المعركة المفصلية في أمدرمان ثم من فلول هذه القوات في كرري وأم دبيكرات، حدثنا التاريخ ان جيش التركية السابقة وجد مقاومة شرسة من قبيلة الشايقية في المعركة التي سميت في التاريخ بموقعة كورتي، رغم عدم تكافؤ أدواتها، هذا التفاوت في ميزان القوى في وسائل الدفاع والهجوم عجل بهزيمة الشايقية وأنهى المعركة لصالح الغازي الذي لابد انه ثمن غالياً شجاعة مقاتلي هذه القبيلة وبسالتهم في القتال ويظهر ذلك في حرصه على تجنيد عدد كبير من هؤلاء في قوته واستخدمهم فيما بعد كشرطة لحفظ النظام في دولته التي استمرت تحكم السودان حتى قضت عليها الثورة المهدية بعد سلسلة من الحروب والغارات إنتهت بإستيلاء الثوار على عاصمتهم الخرطوم في 26 يناير1885م.وكان من بين الذين إنخرطوا في خدمة الجندية في دولة التركية السابقة من جيوش الشايقية بعد هزيمتهم في معركة كورتي الجد المباشر للراحل المقيم الأستاذ/ أحمد خير الذي أستقر به المقام شرطياًً في منطقة سنجة والتي لم تكن آنذئذَ سوى قرية كبيرة.وعندما شب والد احمد خير واكتمل رجلاً ورث الجندية عن ابيه وانخرط في خدمة دولة الأتراك كرجل أمن.وعند ظهور المهدية كان والد أحمد خير يؤدي واجبة لحفظ النظام بكل ما تفرضه عليه موجبات عمله كشرطي، وعندما إنطلقت الحركة المهدية وبدأت تقوى شوكتها وقبل أن تتحول إلى ثورة عارمة كان والد الراحل أحمد خير ينفذ التعليمات الصادرة له لحفظ النظام ضمن خطط دولة التركية السابقة لضبط الأمن من تفلتات الثوار والإضطرابات الأمنية المصاحبة بغية القضاء على الثورة الوليدة في مهدها وقبل ان يستفحل أمرها. ولكن بدلاً من نجاح خطط الدولة التركية للقضاء على الثورة الوليدة قويت شوكتها كما حدثنا التاريخ وتبدل الحال ودارت الدائرة على دولة التركية السابقة وبدأت تترنح تحت هجمات الثوار وضرباتهم هنا وهناك .وعندما دانت الأمور للأمام المهدي واحكمت دولته قبضتها على زمام الامور في البلاد أحس والد أحمد خير بالخطر عليه وعلى أسرته من إنتقام مناصري المهدي وبطش خليفته من بعده، ولذلك عمد إلى التخفي عن أنصارها وعيونهم فغادر منطقة سنجة سراً متنقلاً من قرية إلى أخرى في ترقب وحذر إلى ان استقر به المقام في منطقة فداسي الحليماب بالجزيرة.
    ويحكي الأستاذ/ أحمد خير عن أبيه مالاقاه من معاناة في سبيل النجاة من قبضة الثوار وما لقيه واسرته في سبيل تامين حياتهم ويصفها بانها كانت معاناة حقيقية، إلى ان وصل بهم المسير إلى منطقة (فداسي الحليماب) حيث أمن من ملاحقة عسس وعيون المهدية.وطاب لوالد احمد خير المقام بقرية فداسي الحليماب واصبحت مقراً له ولأسرته حتى بعد قدوم المستعمر الجديد بقيادة كتشنر باشا، ولكنه لم ينقطع عن منطقة سنجة حيث أرضهم ومزارعهم لاتزال قائمة هناك ويقوم برعايتها حالياً العقيد معاش سعد أحمد خير.

    أحمد خير المولد والنشأة والكفاح
    وفي فداسي الحليماب ولد الأستاذ/ أحمد خير رحمه الله.
    تقول المستندات الرسمية (شهادة التسنين) أن الاستاذ أحمد خير من مواليد عام 1904م ولكنة شخصياً يرجح عام 1902م تاريخاً لميلاده.
    نشأ الاستاذ/ احمد خير وترعرع في كنف والده الذي كان يدين بالولاء للطريقة الهندية وشيخها أنذاك الشريف يوسف الهندي الذي صاهر والد أحمد خير بزواجه من ابنته (شقيقة احمد خير) هذه المصاهرة هي التي أثمرت الراحلين الشريف حسين الهندي والشريف زين العابدين الهندي اللذين سيكون لهما دور كبير في الحياة السياسية فيما بعد.
    حرص والد أحمد خير أن يلحق أبنه أحمد بركب التعليم الذي كان نظاماً لا يزال جديداً على المجتمع، وقد وجد الراحل أحمد خير نفسه في الدراسة وأنكب على التحصيل إلى ان دخل كلية غردون التذكارية قسم المحاسبين ، وكانت كلية غوردون التذكارية آنئذِ مدرسة ثانوية لإعداد صغار الموظفين لسد حاجة الدولة من الموظفين والتي أسس لها المستعمر نظام خدمة مدنية غاية في الدقة والإنضباطً، وهي الكلية التي أصبحت فيما بعد نواةًً لجامعة الخرطوم.والخرطوم التي وفد إليها أحمد خير للدراسة في ذلك الزمان ليست هي خرطوم اليوم كما يقول أحمد خير، فهي بالنسبة له لم تتعدى مجتمع كلية غوردون ودائرة الطريقة الهندية في بري، فلم تكن الحياة الإجتماعة بهذا الإتساع الذي نشهده اليوم.تخرج أحمد خير محاسباً من كلية غوردون عام 1925م، وهو العام الذي أعقب ثورة 1924م.
    يصف الاستاذ/ أحمد خير رحمه الله العام الذي تخرج فيه بأنه من اسوأ المواسم التي مرت عليه في تاريخ حياته فقد أعقب إنكسار ثورة 1924م التي قادتها جمعية اللواء الابيض وهي المنظمة الوطنية التي أسسها مجموعة من شباب السودان المشبع بالوطنية على رأسهم البطل على عبداللطيف وعبيد حاج الامين وعبد الفضيل ألماظ وحسن شريف وصالح عبد القادر وصحبهم، هذه المنظمة التي سرعان ما سرت مبادئها واهدافها بين الشباب وملأتهم بالتفاؤل والحماس وكان لها أثر كبير في شحذ هممهم للعمل الوطني ومقاومة المستعمر الاجنبي الذي جثم على صدر البلاد.
    وكان لتسارع الاحداث إعتباراً من مقتل سردار عام السودان السير لي ستاك بالقاهرة وتدهور العلاقة بين السلطات الإنجليزية وحكام مصر وما تبعها من إصدار الاوامر بطرد القوات المصرية من السودان وهو ما عده السودانيون تنفيذا لخطط بريطانيا للإنفراد بحكم السودان، الأمر الذي أثار حفيظة الثوار الذين كانوا يؤمنون بوحدة وادي النيل وعجل بأحداث ثورة عام 1924م.
    وكان لإحجام القوات المصرية الموجودة في الخرطوم عن القيام بدور متفق عليه مع الثوار أثر كبير في نهاية حركة اللواء الأبيض بالطريقة المأساوية التي إنتهت بها مما ترك أسوا الأثر في نفوس جيل الأستاذ/ أحمد خير وكانت أحداثها قاسية على الشعب السوداني، حيث تم التنكيل بقادة جمعية اللواء الابيض، فاستشهد أثناء الاحداث البطل عبدالفضيل ألماظ وتم إعدام ثلاثة ضباط هم حسن فضل المولى و ثابت عبدالرحيم و سليمان محمد وسجن الثائران على عبداللطيف وعبيد حاج الامين بسجن واو حيث مات الاخير فيه.وقد أدت دموية هذه الاحداث ونهاية جمعية اللواء الأبيض إلى إنكسار الحركة الوطنية وأصابها بركود ووهن عظيمين، أضف إلى ذلك إستغلال سلطة المستعمر لهذه الاحداث لمنع التجمعات وفرض قيود على الحياة السياسية والتضييق عليهم بما في ذلك منعهم من السفر إلى مصر لتلقي التعليم فيها.
    ولم تفق البلاد من أثار هذه الاحداث إلا على إثر أحداث الكساد الإقتصادي الذي ضرب العالم عام 1929م وما بعدها حيث بدأت تتجمع قوى الوطنيين من أبناء السودان، فأحتجوا على تخفيض رواتبهم وعدم مساواتهم بأقرانهم من الموظفين الأجانب وشيئاً فشيئاً بدات تدب روح المقاومة في شرايين العمل السياسي المناهض للمستعمر.وكان الأستاذ/ أحمد خير قد إلتحق إثر تخرجه بالخدمة المدنية محاسباً في داووين الحكومة فعمل أول ماعمل بالخرطوم ثم نقل إلى ود مدني ثاني مدن السودان وهناك بدأت مرحلة جديدة من العمل الوطني قوامها خريجي كلية غردون التذكارية من الموظفين، حيث بزغ نجم أحمد خير السياسي.
    كانت أندية الخريجين في ذلك الزمان من ثلاثينيات القرن الماضي قد إنتشرت في ربوع الوطن وأخذت أعداد الخريجين تتزايد وأخذ المد الوطني في إتساع.وكان الأستاذ/ أحمد خير رحمه الله قد تزوج وانجب أبناءه سعد الذي سيصبح عقيداً في القوات البحرية قبل ان تبعده سلطة مايو من القوات المسلحة في بداية السبيعات من القرن الماضي ثم إبنه صلاح الذي سينال شهادة الدكتوراة في الإقتصاد ويعمل بالمصرف العربي للتنمية الإقتصادية في أفريقيا قبل ان يتقاعد إختيارياً ثم ينتقل باكراً إلى رحمة الله وشقيقتهم التي ستتزوج من القاضي ورئيس القضاء فيما بعد مولانا / خلف الله الرشيد محمد أحمد.
    وكانت مدينة ود مدني مسرحاً مهماً للعمل السياسي في ذلك الزمان حيث الليالي السياسية الملتهبة والخطب الحماسية التي تحرك وجدان الوطنيين والليالي الأدبية التي كانت تغذي عقولهم وتحفزهم للمزيد من الإطلاع ، وكان الأستاذ/ أحمد خير نجماً من نجوم كل هذا الإبداع الوطني الكبير واحد قادته الذين كان لهم دور رائد في إذكاء جذوته وتحريك فعالياته.لم يكن أحمد خير يفرط في عمله أو يترك ثغرة لرؤسائه من البريطانيين ليأخذوا عليه مأخذاً أو يحقروه وهو الذي ظل يرفع لواء الكبرياء الوطني عالياً بكل عنف وثبات، لا يتراجع عن مبادئه و لا يتزحزح عن مواقفه. ولم تثن أحمد خير الإلتزامات الأسرية والمسئوليات الإجتماعية الكبيرة الملقاة على عاتقه ولا الحرص على الوظيفة التي كان لها بريق ووهج كبيرين في ذلك الزمان عن مناكفة المستعمر أو التخاذل عن واجبه الوطني وهو الذي عرف بعناده وحدته في مواقفه وعدم القبول بأنصاف الحلول.كان التنافس بين الخريجين حاداً على تولي لجان اندية الخريجين وكانت إجتماعاتها السنوية مناسبة يتنادى لها الخريجون دون تقاعس وموسم يلتقون فيه يتدارسون اوضاعهم وتطلعاتهم، وكان الهم الوطني يأخذ القسط الاكبر من إهتماماتهم .وفي هذا الجو المفعم بالوطنية والمترع بالآمال والتطلعات جاءت دعوة الاستاذ/ احمد خير واسماعيل العتباني من ود مدني لقيام مؤتمر عام للخريجين يعقد في العام القادم في أبو أندية الخريجين بأم درمان يكون هدفه تنظيم المستنيرين من أبناء السودان لانفسهم في رابطة او مؤتمر يضعون له برنامجاً قومياً ويحددون واجباتهم السياسية بعيداً عن الطائفة والقبيلة، وهو المؤتمر الذي عقد بنجاح في فبراير من عام 1938م وكان أستاذنا أحمد خير أحد أعمدته ونجومه البارزين.وفي ظل هذه الأجواء الملتهبة بالمواقف الرافضة للمستعمر والمتدفقة بالوطنية، وفي ظل تنامي العمل السياسي المكشوف في معاداة الحاكم الأجنبي الذي يملك ادوات البطش والتنكيل، ظل جيل أحمد خير يزداد سفوراً في مواقفه العدائية تجاه الحكومة معتداًَ بكبريائه معبراً بذلك عن شموخ وعزة السودان وأهل السودان.في عام 1939م وهو العام التالي لإنعقاد مؤتمر الخريجين العام والذي كان أحمد خير ألمع نجومه، وبينما البلاد لا تزال تموج بهذه الأجواء السياسية الساخنة، المنتشية بقيام المؤتمر العام للخريجين وما علق عليه من آمال، أعلنت مدرسة الحقوق عن حاجتها لدفعة جديدة من الراغبين في دراسة القانون، وكانت مدرسة الحقوق في ذلك الزمان تقبل على فترت متباعدة عدد قليل من الدارسين لسد أحتياجات البلاد من القانونيين.ولما كان أحمد خير ممن تنطبق عليهم شروط القبول لهذه الدفعة فقد حرص ان يتخذ من الرفض المتوقع لقبوله - لأسباب سياسة - مناسبة للهجوم على الحكومة وعلى الإستعمار بإعتباره يعاقب معارضيه بحرمانهم من الفرص التعليمية والوظيفية، ولكن سرعان ما أسقط في يده إذ أعلن اسمه من بين المقبولين للدراسة وهو امر لم يكن في آخر حساباته وعندها (لعب الفأر في عبه) كما يقول، وجاء إلى روعه أن قبوله تم بذكاء خبيث من المستعمر ليحقق منه هدفين الأول ان يفوت عليه وعلى زملائه فرصة إستغلال عدم قبوله مناسبة للتشهير به كمستعمر، والثاني هو استدراج أحمد خير لإغتيال شخصيته السياسية وذلك من خلال طرده راسباً في دراسته من ثم التشهير به فاشلاً مفصولاً من الكلية لأسباب اكاديمية لا سياسية وخاصة وأن الفشل الاكاديمي في ذلك الزمان كاف لقتل رجل في مثل هامة وكبرياء أحمد خير.وفي ظل هذا التوجس دخل أحمد خير مدرسة الحقوق ضمن أكبر دفعة تدخل مدرسة الحقوق في تاريخها، هذا الحدث الهام الذي سيحول مجرى وسيرة وحياة الرجل فيما بعد.
    وبينما أحمد خير وزملاؤة على أعتاب الدراسة إندلعت الحرب العالمية الثانية سبتمبر 1939م، وقد أبلى فيها الجيش السوداني بلاء حسناً لصالح دول التحالف في ظل الوعد الإنجليزي بمكافئة المستعمرات التي تقف إلى جانب الحلف في حربه على دول المحور وذلك بمنحها إستقلالها.وكان مؤتمر الخريجين قد إزداد نشاطه السياسي وتوالت مؤتمراته السنوية وظل يقدم المذكرة تلو الأخري للحاكم العام يطالب فيها بمكاسب سياسية للسودانيين ولكن أحمد خير ظل بعيدا في هذه الأثناء عن المواقع التنفيذية للمؤتمر فقد كان عنها في شغل بدراسته وهمومه التي وجد نفسه فيها وإن كان يتابع اخباره عن كثب.
    إذن دخل أحمد خير مدرسة الحقوق في ظل حالة من الخوف من الفشل والتوجس من الإستهداف، ولكن هذا الخوف لم يزد أحمد خير إلا إصراراً على النحاج، وأقبل على الدراسة في مدرسة الحقوق بكل جد وإجتهاد الأمر الذي جعله يحافظ على ترتيبه بين زملائه في الدراسة وكان مركزه الرابع بعد زميله بابكر عوض الله الذي حافظ على المركز الأول طيلة سني الدراسة ثم مبارك زروق ثم الريح الأمين ثم أحمد خير فعثمان الطيب في المركز الخامس، ويذكر أحمد خير ان زميله بابكر عوض الله (أمد الله في أيامه) هو الوحيد من بينهم الذي حفظ عن ظهر قلب إلفية إبن مالك كاملة حيث كان مقرراً عليهم حفظ مائتين وخمسين بيتاً كل سنة من سني الدراسة الأربعة وحفظ أحمد خير وزميله مبارك زروق سبعمائة وخمسين بيتاً من هذه الألفية، ويقول أحمد خير عن زميله الريح الامين (رئيس القضاء 1967-1969م) الذي حافظ على المركز الثالث طيلة سني دراستهم بانه كان من الذين قدموا إلى مدرسة الحقوق من المدارس مباشرة – ولعله الوحيد من بينهم- حيث أن البقية أتوها موظفين من المصالح الحكومية المختلفة، وقال أن (الريح الامين) الوحيد الذي ظل يحافظ على كتبه نظيفة ليس عليها آثار مذاكرة خالية من التهميشات التي كانت تسود كتب البقية، فقد كان يعتمد على ذاكرة فتوغرافية في التحصيل مباشرة من المحاضرات، ويحكي أحمد خير أن أحد اساتذتهم وقد كان شاباً أسكتلانديا معتداً بنفسه وبمقدرته القانونية بسبب ظهور اسمه في سابقة قضائية نشرت في مجلة الأحكام القضائية البريطانية وهو سبب كاف للإعتداد بالنفس (ولعله عمل سكرتيراً قضائياً لحكومة السودان) سألهم هذا الأستاذ الشاب عن معلومه قانونية وردت في محاضرة في بداية العام لم يستطيع أن يجيب عليها إلا الريح الامين الذي أقالته سلطة مايو أول 1969ممن رئاسة القضاء لتعين زميله عثمان الطيب في رئاسة القضاء حتى عام 1972م ليخلفه صهر أحمد خير خلف الله الرشيد حتى عام 1983م.لم يتراجع أحمد خير عن ترتيبه الرابع من بين زملائه إلا مرة واحدة عندما منع في السنة الثالثة من الدراسة لأسباب سياسية هو وأحد زملائه ولعله زيادة أرباب وفصلا من داخلية الكلية ايضاً- وهو مبنى وحيد لا يزال قائماً أسفل كوبرى الخرطوم بحري مباشرة.إضطر أحمد خير وزميله لقضاء فترة الفصل من الدراسة والداخلية - وهي الفترة المتبقية من العام الدراسي الثالث- في مكاتب صحيفة صوت السودان في ضيافة صديقهم اسماعيل العتباني الذي كان يتولى آنئذ رئاسة تحريرها، ويصف أحمد خير مقر الصحيفة بأنه عبارة عن مكتبين في إحدى البنايات في السوق العربي. ظل أحمد خير ورفيقه خلال هذه الفترة يعملان في تحرير الصحيفة ليوفرا مصروفهما نهاراً ويذاكران ليلاً وينومان في مكاتبها ويصف أحمد خير قسوة تلك الأيام وشدتها بأنها كانت تجربة مفيدة، وكان تراجعه عن مركزه الرابع لصالح زميله عثمان الطيب الذي حافظ على المركز الخامس قبل ان يتجاوز احمد خير هذه المرة ثم يعود كل منهما إلى موقعه، ولاحقا سيلتحق عثمان الطيب بالقضاء وسيقلب عليه أحمد خير المحامي طاولة المحكمة في مدينة كسلا إثر مشادة قانونية حادة، مع ذلك ظل حبل الود والأخاء بينهما متصلاً، وعثمان الطيب هذا سيصبح رئيساً للقضاء بعد إنقلاب مايو 1969م خلفاً لمولانا الريح الأمين، ويذكر أحمد خير أن عثمان الطيب تجاوب مع موقف بابكر عوض وعرض عليه إستقالته عندما قرر بابكر عوض الله الإستقالة عن رئاسة القضاء عام 1967م إحتجاجاً على عدم إحترام السلطة التنفيذية لحكم المحكمة العليا ببطلان تعديل المادة الخامسة من الدستور، وهو التعديل الذي أدخلته الجمعية التأسيسية بغرض إسقاط عضوية الحزب الشيوعي في البرلمان تمهيداً لحل الحزب ومصادرة ممتلكاته، وقد تضمنت استقالة بابكر عوض الله الموجهة لمجلس السيادة ما يلي (إنني لا شك مقدر كل التقدير انكم الهيئة التي نص الدستور على أن القضاء مسؤول أمامها وحدها في أداء مهامه ولكنه يؤسفني انكم بمعالجتكم للمشاكل التي أثيرت حول هذه القضية لم تقيموا مسؤوليتكم التقييم الصحيح ولم تدركوا حدود هذه المسؤولية).ومن الذين تردد على لسان أحمد خير من زملاء الدراسة ود المبارك والذي عمل قاضياً قبل ان يتوفى باكراً ولم اجد له مرجعاً. ومن دفعة أحمد خير أيضاً القاضي الشهيرعبد المجيد إمام قاضي المحكمة العليا الذي لمع نجمه أبان أحداث ثورة اكتوبر 1964م التي اطاحت بنظام الفريق إبراهيم عبود (1958-1964م) والذي كان أحمد خير وزير خارجيته، وقد أبعدته سلطة مايو عند مجيئها في عام 1969م ضمن عدد من القضاء ثم إبعادهم منهم جلال علي لطفي وعبدالعزيز شدو وغيرهم .أكملت دفعة احمد خير دراستها في مدرسة الحقوق في عام 1943م، والتحق عدد من وزملائه في سلك القضاء هم بابكر عوض الله والريح الامين وعثمان الطيب وقد تنابوا فيما بعد على رئاسة القضاء بنفس هذا الترتيب ثم عبد المجيد أمام و المبارك. ولكن أحمد خير فضل ان يعمل بالمحاماه ليتحرر من قيود الوظيفة العامة خاصة وكان الجو العام يزداد التهاباً وهو يرجو ان يكون له دور فيه، وقد إختار المحاماه أيضاً زميله مبارك زروق ولنفس الاسباب.واصل أحمد خير كفاحه الوطني بعد تخرجه من مدرسة الحقوق ضمن التيار الإتحادي الذي كان يمثل قبيلة الوسط والمستنيرين من أبناء من السودان .ولكن أحمد خير جمد نشاطه السياسي في الحزب الوطني الإتحادي لإعتراضه على إدارة الحزب، وإحتجاجاً على سياسة عفا الله عما سلف التي إنتهجها رئيس الحزب أنذاك الرئيس الراحل إسماعيل الأزهري عقب الإستقلال لصالح من كانوا أعواناً للمستعمر من الموظفين الذين لم يتخذوا مواقف وطنية أسوة بزملائهم الموظفين من الخريجين وحسب، بل عادوا مؤتمر الخريجين في سبيل إرضاء المستعمر، واعترض على هذه السياسة مع احمد خير آخرون منهم الأستاذ/ عفان أحمد عمر الذي نشط في تنفيذ سياسة مؤتمر الخريجين القاضية بالتوسع في التعليم الأهلي، وقد ترك العمل السياسي وتحول من التعليم الأهلي إلى الخدمة المدنية وقام بسودنة قسم كبير من مشروع الجزيرة.وفي نوفمبر 1958م فاجأ أحمد خير الوسط السياسي بمشاركته ضمن طاقم حكومة الفريق إبراهيم عبود كوزير للخارجية. وظل احمد خير في موقعه هذا طيلة فترة حكم الفريق إبراهيم عبود رحمه الله. ومن المفارقات في مواقف أحمد خير السياسية انه كان خصماً شرساً لحكومة مايو العسكرية التي أتت إلى السلطة برئاسة الرئيس السابق جعفر نميري في 1969م رحمه الله، على الرغم من أنه شارك في حكومة الفريق عبود وهي عسكرية أيضاَ.لم يتحدث أحمد خير عن فترة حكم الفريق إبراهيم عبود ولم أشأ أن أسأله عن أسباب مشاركته فيها وإن حاولت إستدراجه بطريق غير مباشر للحديث عن هذه الحقبة، فقلت له على الرغم من أني لم أكن شاهد على عهد حكم الفريق إبراهيم عبود ولكن من متابعتي أحس بأن الحاكم الفعلي لتلك الفترة كان هو اللواء حسن بشير نصر، فأجابني على الفور من حيث الشكل وتعابير الوجه فقط، وأضاف أن حسن بشير نصر كان يتمتع بشخصية قوية وقدرة عسكرية وقيادية فذة ولكن الفريق إبراهيم عبود هو الذي كان يمسك بزمام الأمور وكان يتمتع بإمكانيات قيادية كبيرة وقدرة عالية على المتابعة وإدارة شئون الدولة والحرص على الإنجاز.قلت له من الواضح أن أحداث عبدالرحيم شنان ومحي الدين أحمد عبدالله كانت مرتبة للتخلص من اللواء أحمد عبدالوهاب، قال لي هذه الامور والصراعات لم تكن تخصني ولم أكن لأدخل نفسي فيها فهي شأن عسكري خالص.
    قلت له من كنت تكلفه في الوزارة بإعداد مسودات ما تود كتابته.قال أثنان هما مهدي مصطفى الهادى وآخر (ضاع اسمه مني) بدلاً عن أحد الدبلوماسين ممن كلفوا بهذه المهمة من قبل الوزارة وكان يميل إلى الفلسفة في الكتابة لدرجة يتوه فيها المتلقي في إتون اللغة التي يستخدمها.قلت له بغض النظر عن الأثر والتقييم السياسي لحكومة نوفمبر إلا أن فترة حكم الفريق إبراهيم عبود عرفت بأنها كانت فترة خصبة إقتصادياً وفي مجال الفن والرياضة، قال لي العالم نفسة لم يكن كما تراه اليوم (كان الإتحاد السوفياتي وقت حديثه لا يزال قائماًً) وفي السودان كان توجد خدمة مدنية عالية الكفاءة والإنضباط ولم يكن هناك إهتمام بالمصالح الخاصة، فالمصلحة العامة فوق كل إعتبار لدى الكبير والصغير من موظفي الدولة .قلت له يصفك الكثيرون بأنك من أنجح الوزراء الذين تعاقبوا على وزارة الخارجية ... ما هي في تقديركم أسباب هذا النجاح؟ قال هذا الذي تقول هو مجرد إنطباعات، هناك من يرى العكس ونحن هنا ما عندنا معايير موضوعية لقياس الفشل والنجاح وذكر ان النجاح في مثل هذه المؤسسات لا يصنعه فرد وقال ان الخدمة المدنية كانت تقوم على درجة عالية من الإنضباط في ذلك العهد وأن وزارة الخارجية كانت جزء من هذا الإنضباط، ومن حسن حظ وزارة الخارجية أن أول من تولاها مبارك زروق وهو في تقدير أحمد خير دبلوماسي بطبعه ويتمتع بمقدرات عالية كقانوني وكسياسي ولم يكن متعالياً كما يعتقد كثير ممن لا يعرفونه ولكنه كان يحب التميز.قلت له أريد أن اكون في المستقبل وزير خارجية، بماذا تنصحني، جاء رده (التجرد وعدم المجاملة في الحق لأن الذي يعمل بتجرد وإخلاص يقدر، والذي لا يجامل في الحق يهاب) وقال كانت وصيتي للدبلوماسيين أن يعملوا على ان تكون سفارات السودان في الخارج مظلة وبيت يجد فيها السوداني غي الغربة العون السند عند حاجته إليها، وأن تساعدهم في حل مشاكلهم لأن المواطن السوداني في الخارج هو الدبلوماسي الأول ولأن الدبلوماسيين لأسباب وتعقيدات أمنية وسياسية كثيرة لا يمكنه الإختلاط اوالتعامل بحرية مع عامة الناس في الدولة المضيفة ولذلك فإن المواطن العادي هوالذي يعكس صورة وسمعة البلد ومن خلال سلوكه وتصرفاته يكوِن الآخرون أنطباعاً عن بلده وعن مجتمعه.
    وفي أوائل شهر يناير 1982م طلب الشريف الحسين الهندي من أحمد خير مقابلته بشكل عاجل في أثينا باليونان ـ وكأن الرجل كان يحس بدنو أجله ـ وبالفعل غادر احمد خير الخرطوم متوجهاً إلى أثينا حيث مكان اللقاء، الذي لم يتم ، فقد وصل احمد خير في التاسع من يناير مطار أثينا وهناك علم بوفاة أبن اخته الشريف الحسين الهندي (رحمه الله) وعاد في نفس الطائرة التي كانت تقل جثمانه ليوارى الثرى في مقابر أسرته في بري. وعند سلم الطائرة بمطار الخرطوم استقبله رجال أمن الرئيس الراحل جعفر نميري (رحمه الله) وأقتادوه إلى مبانيهم وأفرج عنه بعد عصر نفس اليوم عقب إنتهاء مراسم دفن الشريف حسين وأعادوه مباشرة إلى دارة بالخرطوم (2).وكان أداء واجب العزاء في الشريف حسين ومساعدة أبنه د/ صلاح في خدمة المعزين في داره بداية علاقتي المباشرة مع أحمد خير، رغم علاقة الجيرة التي ربطنا به قبلها بفترة ليست قصيرة فقد كنا نتحاشاه لما يبدو على قسمات وجهه من صرامة وشدة يحسبها الذي لا يعرفه قسوة، ثم جاءت الامطار التي ضربت الخرطوم بشدة في شهر اغسطس من عام 1988م وأصابت منزل أحمد خير بتصدعات كبيرة (وهو منزل عادي من الطوب الاحمر واللبن) ولتقادمه لم يحتمل المبنى تلك الامطار وأذكر اني ذهبت والدكتور الشاعر محمد بادي لتفقده في داره بعد فجر ذلك اليوم وجدنا المنزل قد تاثر بشكل كبير واتلفت الأمطار نسبة كبيرة من الفرش واحتقن الحوش بالماء ولم نستطع إفراغه من الماء إلا بعد عناء وجهد كبيرين.وفي عام 1990م أصبح المنزل غير صالح للسكن، وقتها فقط عرفت أن أحمد خير لا يملك المنزل وإنما يستاجره من أسرة مرزا المشهورة في عالم التجارة، واضطر أحمد خير إلى الرحيل عنه إلى مدينة الرياض شرق الخرطوم حيث أستاجر أبنه الدكتور صلاح منزل أكبر للأسرة.وفي يناير عام 1995م رحل أحمد خير رحيله الأبدي عن هذه الفانية تاركاً وراءه سجلاً حافلاً بالمواقف الوطنية وتاريخ مجيد تتناقله الأجيال بفخر وإعتزاز وحفر اسمه بقوة في سجل الخالدين بين عظماء أمته رحمه الله واحسن
    إليه.
                  

العنوان الكاتب Date
د. منصور خالد يقول :الفريق عبود (فقط) هو رجل السياسة الخارجية ! دينا خالد03-10-12, 08:29 AM
  Re: د. منصور خالد يقول :الفريق عبود (فقط) هو رجل السياسة الخارجية ! دينا خالد03-10-12, 08:33 AM
    Re: د. منصور خالد يقول :الفريق عبود (فقط) هو رجل السياسة الخارجية ! دينا خالد03-10-12, 09:04 AM
    Re: د. منصور خالد يقول :الفريق عبود (فقط) هو رجل السياسة الخارجية ! قيقراوي03-10-12, 09:06 AM
    Re: د. منصور خالد يقول :الفريق عبود (فقط) هو رجل السياسة الخارجية ! دينا خالد03-10-12, 09:21 AM
      Re: د. منصور خالد يقول :الفريق عبود (فقط) هو رجل السياسة الخارجية ! دينا خالد03-10-12, 09:35 AM
        Re: د. منصور خالد يقول :الفريق عبود (فقط) هو رجل السياسة الخارجية ! قيقراوي03-10-12, 09:49 AM
          Re: د. منصور خالد يقول :الفريق عبود (فقط) هو رجل السياسة الخارجية ! قاسم المهداوى03-10-12, 10:11 AM
    Re: د. منصور خالد يقول :الفريق عبود (فقط) هو رجل السياسة الخارجية ! دينا خالد03-10-12, 10:13 AM
      Re: د. منصور خالد يقول :الفريق عبود (فقط) هو رجل السياسة الخارجية ! الأمين عبد الرحمن عيسى03-10-12, 11:51 AM
        Re: د. منصور خالد يقول :الفريق عبود (فقط) هو رجل السياسة الخارجية ! الأمين عبد الرحمن عيسى03-10-12, 12:11 PM
        Re: د. منصور خالد يقول :الفريق عبود (فقط) هو رجل السياسة الخارجية ! الفاضل يسن عثمان03-10-12, 12:32 PM
          Re: د. منصور خالد يقول :الفريق عبود (فقط) هو رجل السياسة الخارجية ! نادر الفضلى03-10-12, 04:01 PM
          Re: د. منصور خالد يقول :الفريق عبود (فقط) هو رجل السياسة الخارجية ! دينا خالد03-10-12, 05:18 PM
            Re: د. منصور خالد يقول :الفريق عبود (فقط) هو رجل السياسة الخارجية ! قيقراوي03-10-12, 05:35 PM
          Re: د. منصور خالد يقول :الفريق عبود (فقط) هو رجل السياسة الخارجية ! دينا خالد03-10-12, 05:27 PM
            Re: د. منصور خالد يقول :الفريق عبود (فقط) هو رجل السياسة الخارجية ! محمد على طه الملك03-10-12, 05:50 PM
          Re: د. منصور خالد يقول :الفريق عبود (فقط) هو رجل السياسة الخارجية ! دينا خالد03-10-12, 05:34 PM
            Re: د. منصور خالد يقول :الفريق عبود (فقط) هو رجل السياسة الخارجية ! Saifeldin Gibreel03-10-12, 06:04 PM
              Re: د. منصور خالد يقول :الفريق عبود (فقط) هو رجل السياسة الخارجية ! نادر الفضلى03-10-12, 08:50 PM
              Re: د. منصور خالد يقول :الفريق عبود (فقط) هو رجل السياسة الخارجية ! الأمين عبد الرحمن عيسى03-10-12, 09:33 PM
                Re: د. منصور خالد يقول :الفريق عبود (فقط) هو رجل السياسة الخارجية ! الأمين عبد الرحمن عيسى03-10-12, 09:51 PM
                  Re: د. منصور خالد يقول :الفريق عبود (فقط) هو رجل السياسة الخارجية ! Saifeldin Gibreel03-11-12, 02:07 AM
                    Re: د. منصور خالد يقول :الفريق عبود (فقط) هو رجل السياسة الخارجية ! دينا خالد03-11-12, 07:40 AM
                      Re: د. منصور خالد يقول :الفريق عبود (فقط) هو رجل السياسة الخارجية ! دينا خالد03-11-12, 05:06 PM
                        Re: د. منصور خالد يقول :الفريق عبود (فقط) هو رجل السياسة الخارجية ! Saifeldin Gibreel03-11-12, 06:12 PM
                          Re: د. منصور خالد يقول :الفريق عبود (فقط) هو رجل السياسة الخارجية ! دينا خالد03-13-12, 08:40 PM
                            Re: د. منصور خالد يقول :الفريق عبود (فقط) هو رجل السياسة الخارجية ! Saifeldin Gibreel03-13-12, 11:53 PM
                              Re: د. منصور خالد يقول :الفريق عبود (فقط) هو رجل السياسة الخارجية ! دينا خالد03-14-12, 07:57 AM
                                Re: د. منصور خالد يقول :الفريق عبود (فقط) هو رجل السياسة الخارجية ! jini03-14-12, 08:31 AM
                              Re: د. منصور خالد يقول :الفريق عبود (فقط) هو رجل السياسة الخارجية ! دينا خالد03-14-12, 08:48 AM
                                Re: د. منصور خالد يقول :الفريق عبود (فقط) هو رجل السياسة الخارجية ! jini03-14-12, 09:04 AM
                                  Re: د. منصور خالد يقول :الفريق عبود (فقط) هو رجل السياسة الخارجية ! دينا خالد03-30-12, 10:57 AM
                                    Re: د. منصور خالد يقول :الفريق عبود (فقط) هو رجل السياسة الخارجية ! محمد عبدالرحمن03-30-12, 02:55 PM
                                      Re: د. منصور خالد يقول :الفريق عبود (فقط) هو رجل السياسة الخارجية ! قيقراوي03-31-12, 10:15 AM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de