|
Re: ندوة : قراءة فى توصيات المؤتمر القومى للتعليم (مُلخص + صور) . (Re: مركز الخاتم عدلان)
|
المتحدث الثانى أستاذ حسين الخليفة الحسن , رئيس المجلس الاستشارى لوزير التربية والتعليم بولاية الخرطوم , معلم بالمعاش , عضو المنتدى التربوى , كاتب صحفى بعدد من الصحف , تخرج من بخت الرضا شعبة اللغة الانجليزية , كان نائب السكرتير العام لامتحانات السودان .
أ/ حسين الخليفة :- هذه سانحة طيبة للغاية فى مركز الخاتم عدلان , وقد عودنا على تناول الكثير من القضايا القومية التى تهم المواطن والوطن . قبل التعليم النظامى فى السودان , كان هناك التعليم بالخلاوى , وبعدها قفز التعليم قفزة عالية عندما قيام معهد بخت الرضا 1934 , فى عهد معهد بخت الرضا توجه التعليم الى التعليم النظامى المؤسس والمنهجى , لديه اهداف محددة فى مصلحة المواطن , وكانت هناك قومية فى التعليم بدون تدخل سياسى او جهوى او قبلى على الاطلاق , وكانت هناك نخبة من ابناء السودان انخرطوا فى سلك المهنة المقدسة والهدف الاساسى كان الاخلاق 0ومبادىء التربية الناضجة للمواطن . المناهج فى ذلك الوقت كانت تغرس فى نفس الطالب الروح الدينى اولاً بطريقة قويمة وصحيحة , وكانت تتطرق لقضايا تخص الريف وتخص صقل الانسان نفسه , كان الهدف تربية الانسان , ولهذا لم يكن هناك حديث عن المناهج او السلم التعليمى او البيئة المدرسية او الحقيبة التى يحملها الطالب , حيث ان كل تلك الامور كانت مُرتبة ومُنظمة بطريقة علمية بحتة تُفيد الطالب . هذا الملمح تغير جداً فى الظروف الاخيرة وهناك اسباب كثيرة للغاية منها , ان التربويين لم تتم مُشاركتهم فى القضايا التعليمية المهمة . منذ البداية كان عندى رأى فى هذا المؤتمر , بل عندى اعتقاد جازم انه لا داعى على الاطلاق لقيام مؤتمر , وقد كتبت الكثير من المقالات فى هذا الصدد وقابلت الوزيرة وتحدثت معها حول هذا الامر , والسبب ان قضايا التعليم واضحة للغاية وتمت مناقشتها فى سمنارات وورش عمل وفى بخت الرضا كثيراً جداً , فنحن نعرف قضية السلم التعليمى وانه يجب ان يتوافق مع الفئات العمرية المختلفة , كان لدينا سلم 4 , 4 , 4 وتم شطبه بجرة قلم لاسباب سياسية فى ذلك الوقت رغم انه سلم خالى من العيوب . هذه القضايا جملةً وتفصيلاً لا تحتاج لمثل هذا المؤتمر , وقد ذهبت فى الجلسة الافتتاحية وذهلت من هذا الكم البشرى , هل نحتاج لكل هذا الزخم البشرى من اجل ايجاد حلول للتعليم ؟ , واقول بامانة ان البعض قد تناول وجبة الافطار وذهب لحال سبيله ! , كان يجب ان تتم الاستعانة بخبرات المعلمين ورجال التربية دون حاجة للاستعانة بشخصيات خارجية . المحاور التى تطرق لها المؤتمر كانت بائسة للغاية وتم اختيارها بواسطة اشخاص كان لهم غرض فى تأتى هذه المحاور بهذه الكيفية , لقد كتبت كثيراً جداً عن تدهور اللغة الانجليزية فى السودان , وكل الذى تمخض عنه المؤتمر هو اعادة النظر فى مقرر اللغة الانجليزية , كذلك كتبت وكتب الكثيرين عن السلم التعليمى وضرورة تعديله مع طرح المبرر لذلك وان يكون 4 , 4 , 4 , وكانت توصية المؤتمر عن السلم توصية فطيرة واعتقد ان الدولة خجلت من اعادة المرحلة المتوسطة لانهم هم من قاموا بالغائها لذلك فقد تحدثوا عن ان تكون مرحلة الاساس 8 سنوات واضافة سنة للثانوى , وهذا شوق للمرحلة المتوسطة بطريقة غير مباشرة . رغم ان هذا المؤتمر قد ناقش قضايا تمت مناقشتها بالفعل , فان توصياته كانت من البديهيات المعروفة ولم يكن هناك داعى لصرف وخسارة 5 او 6 مليار جنيه وكان من الاجدى منح هذا المبلغ لمنطقة شرق النيل على سبيل المثال والتى زرت واحدة من مدارسها ووجدت طالبة تأكل فى (دومة) واخبرتنى ان هذا هو افطارها . التعليم حق ديمقراطى لكل شخص , ذكر او اثنى , هو مثل الماء والهواء ضرورة قصوى , ويجب ان يتم تعديل السلم والمناهج واصلاح المسيرة التعليمية واقصد بها الزى المدرسى والحقيبة المدرسية والرسوم الباهظة وتدريب المعلم واختيار الاجود , وطبعاً لا يمكن ان يحدث هذا بين يوم وليلة هى مسيرة تتطلب فترة زمنية طويلة والمناهج وحدها قد تحتاج لـ 5 سنوات كاملة من اجل اصلاحها , وهكذا ايضاً بالنسبة للسلم التعليمى والقضايا الأخرى . التعليم لن يتقدم فى هذا البلد الا بواسطة 1/ الاهتمام من الدولة 2/ توفير الدعم المالى . من ايجابيات هذا المؤتمر , الاهتمام بموضوع التعليم ولا اعلم السبب , وهى اشراقة للمؤتمر , وكذلك رفع سن المعاش الى 65 عام , وكذلك توصية اعادة بخت الرضا لسيرتها الاولى فى تأهيل وتدريب المعلم , ونحن نعرف ان المعلم الان يمر بوضع اقتصادى وتأهيلى متردى .
|
|
|
|
|
|