ياربي أشكو إليك.. .ذلي .....هواني ..عجزي.....ضعفي .....وضعف المعارضه!!

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-18-2024, 09:45 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الاول للعام 2012م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
02-24-2012, 03:02 AM

Sabri Elshareef

تاريخ التسجيل: 12-30-2004
مجموع المشاركات: 21142

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ياربي أشكو إليك.. .ذلي .....هواني ..عجزي.....ضعفي .....وضعف المعار (Re: Sabri Elshareef)

    * تطورات الخريطة السياسية: (7) ظلت الاحزاب الاساسية (الاشقاء والأمة) تركز على الصراع حول مستقبل السودان (الاستقلال او الاتحاد مع مصر) وتتجاهل قضايا التغيير الاقتصادي الاجتماعي، وذلك بحكم أولوية قضايا التحرر وطبيعة القوى المرتبطة بهذه الاحزاب. ومع ذلك، كانت هناك تيارات يسارية وتقدمية في داخلها، تركزت بشكل خاص وسط الاحزاب الاتحادية، وبالذات وسط الاتحاديين والاشقاء، ومن أبرزها حركة شباب الاشقاء وامتدادات جمعية ابوروف، كانت تطرح قضايا التغيير الاقتصادي والاجتماعي ومحاربة الطائفية والقبلية، تحت التأثير العام للحركة الوطنية المصرية والعربية وافكار الجمعية الفابية ومنشورات نادي الكتاب اليساري البريطاني. ولعبت هذه التيارات دوراً كبيراً في قيام النقابات والاتحادات في تلك الفترة. وبعد وحدة الاحزاب الاتحادية في عام 1952 استمرت هذه التيارات تصارع داخل الحزب الوطني الاتحادي الموحد. وأدى ذلك في النهاية الى انقسام 55/1956 وتكوين حزب الشعب الديمقراطي الموالي لطائفة الختمية (1956م). وهذه التيارات تشكل امتداداً لتوجهات فكرية ظلت حية وسط حركة الخريجين منذ حركة اللواء الأبيض وثورة 1924 والجمعيات الأدبية حتى قيام مؤتمر الخريجين في 1938 – واستمرت بعد ذلك، رغم سيطرة الاتجاهات البراجماتية والطائفية وسط قيادات المؤتمر والاحزاب الاتحادية. ووصلت قمتها في توجهات الحزب الوطني الاتحادي، العلمانية والديمقراطية والتقدمية، في الخمسينات حتى انقلاب نوفمبر 1958. بجانب ذلك ظهرت مجموع يسارية مستقلة في منتصف الاربعينيات، باسم (الحركة السودانية للتحرر الوطني) وهي حركة ماركسية تشكلت في احضان الحركة الماركسية المصرية (حدتو) وسط الطلاب السودانيين في مصر، وتطورت بعد ذلك الى الحزب الشيوعي السوداني (1956) ومن الناحية السياسية، كانت هذه الحركة تقف في يسار حزب الاشقاء، في اطار المجرى العام للحركة الاتحادية. ففي مواجهة شعار وحدة وادي النيل المسيطر وقتها، طرحت شعار (الكفاح المشترك بين شعبي وادي النيل) ويشير نبلوك الى تداخلها مع التيارات الاتحادية المختلفة، وبالذات حزب الاحرار الاتحاديين، الذي ارتبطت بعض قياداته بالحزب الشيوعي في الفترة اللاحقة. وفي فتراتها الأولى تعرضت الحركة لانقسامات عديدة تركزت كلها حول العلاقة مع الاحزاب الاتحادية وضرورة قيام حزب شيوعي في بلاد متخلفة مثل السودان. ويشير الصراع بين تيار عوض عبدالرازق وتيار عبدالخالق محجوب، خلال الاعوام 49/1951، الى وجود تيارين أساسيين، تيار منشفيكي وآخر بولشفيكي، يتصارعان حول من يقود مرحلة الثورة الوطنية الديمقراطية ؟ الاحزاب البرجوازية والطبقة الوسطى ؟ ام الحزب الشيوعي والطبقة العاملة ؟ المهم أدت هزيمة التيار الأول وانتصار الثاني الى بناء الحركة على أسس ماركسية مستقلة وبعيدة عن الحركة الاتحادية، اذا لم تكن في مواجهتها. وفي هذا الاطار قامت بدور في تنظيم النقابات والاتحادات وسط العمال والمزارعين والموظفين والطلاب والنساء، أكثر من الاحزاب الاخرى، وشاركت في النشاط السياسي العام، وبالذات ضد الجمعية التشريعية. وبحكم توجهها (الثوري) وتأثرها بالثورة الصينية وقتها وقفت ضد اتفاقية الحكم الذاتي (1953)، ولكنها تراجعت عن ذلك بعد فترة قصيرة. وفي عام 1953 شكلت حزب الجبهة المعادية للاستعمار كواجهة سياسية. وأعلنت وقوفها مع الاستقلال والتحالف مع حزب الأمة. وبرز الحزب الشيوعي كقوة سياسية مؤثرة بعد ثورة اكتوبر 1964 خلال فترة الديمقراطية الثانية (1965 – 1969) وتميز بطرح قضايا التنمية والتغيير الاقتصادي الاجتماعي ولعب دوراً كبيراً في انقلاب 25 مايو 1969. وكرد فعل لظهور الحركة الشيوعية ظهرت في نفس تلك الفترة البذور الأولى لحركة الاخوان المسلمين وسط طلاب المدارس الثانوية وجامعة الخرطوم، باسم حركة التحرير الاسلامي. ومنذ البداية برز الصراع بين تيار يدعو الى استقلالية الحركة عن حركة الأخوان في مصر والتجاوب مع مناخات الحركة الوطنية السودانية، وتيار آخر يدعو للارتباط بالحركة المصرية. وكان بعض الطلاب السودانيين في مصر قد انضموا لحركة الأخوان الناشطة وقتها، وقاموا بتكوين تنظيم مماثل في السودان. وفي 1953 انشأ التيار الأول تنظيماً باسم (الجماعة الاسلامية) بقيادة بابكر كرار وميرغني النصري، واعلنوا انحيازهم للعمال والمزارعين والطلاب ورفعوا شعارات (الاشتراكية الاسلامية) وطالبوا بتأميم مرافق الانتاج الاساسية وطرحوا شعار (الأرض لمن يفلحها) وبعد 1964 ظلوا يعملون تحت اسم (الحزب الاشتراكي الاسلامي) وفي الجانب الآخر، قام التيار الثاني في 1954 بابعاد هذه المجموعة وتكوين تنظيم باسم حركة الاخوان المسلمين ومرتبط بالحركة الأم في مصر – وتركزت اهدافه في تحكيم الاسلام ومحاربة الشيوعية. وبعد حلِّ الجماعة في مصر (1954) اصبحت الحركة معادية للثورة المصرية وحركة التحرر القومي العربية وموالية للحكومات الرجعية في المنطقة. وبرزت الحركة كقوة سياسية مؤثرة بعد ثورة اكتوبر 1964 خلال فترة الديمقراطية الثانية، تحت اسم (جبهة الميثاق الاسلامي) بقيادة د. حسن الترابي. وفي هذا الاطار بدأت حركة الاسلام السياسي تنمو وتتطور من خلال التحالف مع حزبي الأمة والاتحادي الديمقراطي وشعارات الدستور الاسلامي ومعاداة الشيوعية وعلاقاتها ا########دة مع السعودية وبلدان الخليج. ورغم صغر حجمها كانت تلعب دوراً مؤثراً في فترة الديمقراطية الثانية من خلال التحالف مع الحزبين الاساسيين وشعارات الاسلام السياسي. وبجانب ذلك شهدت فترة ثورة اكتوبر 1964 ظهور تنظيمات سياسية جديدة عديدة، كانت كلها تطرح شعارات (التنمية والاشتراكية والديمقراطية الشعبية)، وكانت، في معظمها، امتداداً لتيارات فكرية سياسية، لها توجهات اشتراكية عامة وترفض العمل في الحزب الشيوعي، برزت في الوسط الطلابي خلال فترة الحكم العسكري الاول، نتيجة لتأثيرات حركة التحرر القومي العربية والافريقية ونداءات الواقع الوطني في تلك الفترة، وتمثل ابرزها في التيار الاشتراكي الديمقراطي والتيار القومي الاشتراكي، البعثي والناصري – ومن بين هذه التيارات كانت حركة التيار القومي الاشتراكي، وبالذات حزب البعث، هي الوحيدة التي واصلت نشاطها ونموها وتطورها في الفترات اللاحقة وحتى الآن. وهي تمثل امتداداً لحركات وتوجهات ظلت تعكس البعد العربي في الحركة الوطنية في مراحلها السابقة، أشرنا اليها في صفحات سابقة. وفي وقت لاحق اصبحت تعمل باسم حزب البعث والحزب الناصري ولم تنجح في توحيد نفسها. وظلت تطرح شعارات التنمية والاشتراكية والوحدة الوطنية والتحالف مع حركة التحرر القومي العربية. ولكنها، مع ذلك، ظلت محدودة التأثير ومرتبطة بالمجرى العام للحركة التقدمية واليسارية في البلاد طوال فترة الديمقراطية الثانية، وبرز حزب البعث كقوة سياسية فاعلة في فترة معارضة نظام مايو انتفاضة 1985 وفترة الديمقراطية الثالثة. ومن جهة أخرى، بذلت جهود كبيرة لانشاء حزب اشتراكي ديمقراطي (جماهيري) ولكنها لم تنجح، نتيجة خلافات وصراعات المجموعات التي تصدَّت لتلك المهمة، وايضاً نتيجة للاستقطاب السياسي الجاري في البلاد، ودور الحزب الشيوعي في عرقلة اي محاولة في هذا الاتجاه بهدف تكريس قيادته للتيار الاشتراكي العام. وبعد حل الحزب في 1966 اتجهت قيادته لبناء حزب اشتراكي يضم الشيوعيين وكافة القوى الاشتراكية الاخرى. ورغم ان المحاولة قطعت شوطاً مقدراً الا انها توقفت بشكل مفاجئ بعد عودة سكرتير الحزب من رحلة في الخارج في تلك الفترة. وبدلاً عن ذلك طُرح العمل المشترك بين كافة القوى التقدمية في اطار جبهة اشتراكية واسعة لمواجهة التحالف الرجعي (حزبي الأمة والاتحادي والاخوان). (8) تأثيرات ثورة اكتوبر 1964 لم تنحصر في اتساع دوائر الوعي الاشتراكي والتقدمي في مناطق القطاع الحديث، بل امتدت الى القطاع التقليدي وتحريك جماهيره للمطالبة بحقوقها، وبالذات في المناطق الأكثر تخلفاً في الجنوب والشرق والغرب. ومن خلال ذلك ظهرت الحركات الاقليمية في الشمال اضافة الى الحركات الجهوية والقبلية. وهذه الحركات جميعها كانت تنطلق من حقيقة واقع التفاوت الواسع في مستوى النمو الاقتصادي/الاجتماعي بين الاقاليم المختلفة، الذي صنعته سياسات الحكم الثنائي وكرسته سياسات حكومات ما بعد الاستقلال. لذلك كان لابد ان تظهر حركات سياسية تدافع عن مطالب هذه المناطق الاكثر تخلفاً. ففي الشمال ظهرت حركة مؤتمر البجا في 1953، اي قبل الاستقلال، بهدف تطوير المنطقة ومنحها حكماً لا مركزياً واسعاً، وتكونت الحركة رسمياً في 1958. وبعد انقلاب نوفمبر 1958 اعتقلت قياداتها مع قيادات قوى المعارضة الاخرى. وعادت الحركة لتمارس نشاطها بعد ثورة اكتوبر 1964 في فترة الديمقراطية الثانية وظلت تواصل نشاطها في الفترات اللاحقة. وفي الغرب تكون اتحاد عام جبال النوبة بهدف تحقيق اهداف مماثلة، وفي فترة الديمقراطية الثالثة ظهر الحزب القومي السوداني، بقيادة فيليب عباس غبوش، وظل يمارس نشاطه حتى الآن. وفي بداية الستينات ظهرت عدة حركات سرّية في دارفور بهدف الدفاع عن حقوق ومطالب المنطقة. وبعد ثورة اكتوبر 1964 ظهرت (جبهة نهضة دارفور) معلنة ظهور الحركة الاقليمية الدارفورية. وهذه الحركات تشترك جميعها في تركيزها على التنمية والخدمات والحكم اللامركزي، ولم تطرح اي مطالب بالانفصال او الحكم الفيدرالي، كما هو حال الحركة الاقليمية الجنوبية. وهي حركات سياسية ترتكز الى مجموعات أثنية محددة. وظهورها في تلك الفترة كان يعبر عن رفض لسياسات الاحزاب الكبيرة وعدم اهتمامها بتنمية المناطق الاكثر تخلفاً وعن رفض واضح لنظام الحكم المركزي والتوزيع غير العادل للسلطة والثروة بين الاقاليم المختلفة. وفي الجنوب نشأت الحركة الاقليمية في وقت مبكر ولظروف واسباب مختلفة. فقد أدت السياسة الجنوبية، التي انتهجها الحكم الثنائي، الى عزل الجنوب عن الشمال والعمل على فصله وضمه لمنطقة شرق افريقيا. وارتبط ذلك باهمال المنطقة وتكريس تخلفها الاقتصادي والاجتماعي. وعندما قرر الحكم الثنائي في مؤتمر جوبا (1947) دمج الجنوب في سودان موحد ومشاركته في الجمعية التشريعية، كانت الحركة الوطنية الشمالية وقتها تقترب من تحقيق الاستقلال، وكانت السياسة التعليمية والادارية البريطانية كما يقول عبدالغفار محمد احمد قد نجحت في تكوين صفوة جنوبية مختلفة في تركيبتها الثقافية وتوجهها السياسي عن الصفوة الشمالية. وفي الوقت نفسه كان التفاوت في مستوى النمو الاقتصادي والاجتماعي بين الشمال والجنوب قد قطع شوطاً كبيراً واصبح يعكس ظاهرة بارزة لا يمكن معالجتها بسهولة. وكانت الحركة الوطنية الشمالية أسيرة نظرة تبسيطية لمشكلة الجنوب، تربطها فقط بالسياسة البريطانية وتتجاهل أسبابها العميقة، وخاصة الاختلافات التاريخية والثقافية بين الشمال والجنوب. ونتيجة لكل ذلك ظهرت الحركة السياسية الجنوبية في وقت متأخر، مقارنة بالحركة السياسية الشمالية، وبالتحديد في نهاية الاربعينات، بسبب ظروف التخلف وضعف التعليم. وجاء تكوينها من صغار الموظفين وكرد فعل للحركة الوطنية الشمالية، بل وفي مواجهتها. ولذلك تركزت مطالبها في توفير الوظائف للمتعلمين والمشاركة في الحكومة المركزية والدفاع عن خصوصية الجنوب في مواجهة الشمال. وفي 1953 تكون حزب الاحرار الجنوبي بعد تجاهل الجنوب في مشاورات اتفاقية الحكم الذاتي (1953) وتفاعلت عدة عوامل سياسية وتاريخية لتؤدي الى انفجار احداث تمرد 1955 قبيل شهور قليلة من اعلان استقلال البلاد. ونتيجة لذلك شهدت علاقات الشمال والجنوب هزَّة عنيفة أدت الى ولادة البذور الأولى لحركة المقاومة الجنوبية المسلحة، ووضع الطرفين لأول مرة في تاريخهما في مجرى الصراع والاقتتال بدلاً من التعايش المشترك. ومنذ ذلك الوقت ظلت الحركة السياسية الجنوبية تعمل على الدفاع عن خصوصية الجنوب في مواجهة الشمال والقوى المسيطرة على المركز، وذلك عن طريق المطالبة بحكم فيدرالي في اطار سودان موحد. ونتيجة لذلك رفضت الموافقة على اعلان الاستقلال الا بعد ان اصدر البرلمان قراراً بوضع الاعتبار الكافي لمطالب الجنوب في الحكم الفيدرالي عند صياغة دستور دائم في البلاد. ولكن الاحزاب الشمالية لم تلتزم بما وعدت به – وفي هذ الفترة نشطت الحركة السياسية الجنوبية وتكونت كتلة الجنوب الفيدرالية، بعد انتخابات 1958، وتمكنت من طرح مشكلة الجنوب بعمق ووضوح في المسرح السياسي. وبعض الكتاب والسياسيين الجنوبيين يعتبر ذلك أحد الأسباب التي أدت الى انقلاب 1958. وفي بداية الستينات برزت حركة المقاومة الجنوبية من وسط مجموعات تمرد 1955، وتحولت الى عامل اساسي في السياسة السودانية في الفترة اللاحقة. وفي هذه الفترة قام وليم دينق بتكوين حزب سانو في الخارج، وكان يدعو للحكم الفيدرالي، وقام مثقفون جنوبيون في الداخل بتكوين جبهة الجنوب بعد ثورة اكتوبر 1964، وكانت تطرح شعارات اكثر تشدداً وتطرفاً. وهناك ايضاً حركة الانيانيا التي كانت تطرح شعارات الانفصال. ومع ان حكومة ثورة اكتوبر 1964 قامت بتنظيم مؤتمر المائدة المستديرة (1965) لحل مشكلة الجنوب، الا ان خلافات السياسيين الجنوبيين بين الانفصال والوحدة والفيدرالية، ورفض الاحزاب الشمالية المؤثرة للحكم الفيدرالي، لم تسمح بالوصول الى تسوية ملائمة. ولذلك ظلت الحرب الأهلية مستمرة وظلت المشكلة قائمة تنتظر ظروفاً ملائمة لحلها عن طريق اتفاقية اديس ابابا 1972 التي منحت الجنوب الحكم الذاتي في اطار سودان موحد. وبعد فشل تجربة الحكم الذاتي لأسباب عديدة تجددت الحرب الأهلية في الجنوب بقيادة الحركة الشعبية لتحرير السودان في 1983 بزعامة العقيد جون قرنق، وأعلنت انها حركة اشتراكية تناضل ليس لفصل الجنوب عن الشمال، كما ظلت تعمل الحركة الجنوبية السابقة، وانما من أجل سودان اشتراكي موحد. ومع انها ظلت تطرح شعارات السودان الجديد الموحد الا انها كانت تعبر، في أحيان كثيرة، كما يشير بشير بيتر ودوارد، عن تطلعات وآمال الأقليم الجنوبي في الحكم الذاتي والتنمية والدفاع عن خصوصيته الثقافية في مواجهة الحكومة المركزية والشمال والثقافة العربية الاسلامية بشكل عام. * صورة اجمالية: (9) لقد نشأت الاحزاب في السودان، اذن، كما في كل المنطقة العربية، نتيجة للاحتكاك بالحضارة الغربية، جنباً الى جنب مع مؤسسات الدولة الحديثة الاخرى، وذلك في خضم الموجة الثانية للحركة الوطنية، ونمت وتطورت بشكلها الراهن في فترة مابعد الحرب العالمية الثانية. وارتبط ذلك بنمو وتطور وصعود الفئات الوسطى، التي ظلت تلعب دوراً قيادياً في مناهضة الاستعمار وفي قيادة نشاط الاحزاب السياسية، ومن اوساطها ظهرت كافة التيارات والحركات السياسية السائدة الآن في البلاد (الليبرالية، الاسلامية، القومية، الاشتراكية) وكذلك الحركات الاقليمية والجهوية. ويلاحظ ان كل التيارات والحركات السياسية والفكرية الاساسية جاءت عن طريق مصر والحركة الوطنية المصرية والعربية وتحت تأثيرها العام (الاتحاديون، الاخوان، الشيوعيون، البعثيون، الناصريون، الاشتراكيون الديمقراطيون.. الخ) وحتى حزب الأمة، المرتبط بالذاتية السودانية والثورة المهدية، كان في الواقع صدى لحزب الأمة المصري، وشعار (السودان للسودانيين) كان صدى لشعار (مصر للمصريين) وفي ذلك يشير عبدالخالق محجوب الى انه بالرغم من وجود السودان في قلب القارة الافريقية الا ان حركته الوطنية ظلت أكثر ارتباطاً بالحركات الوطنية في المنطقة العربية، وان نضال هذه الحركات، والروابط التي تجمع بين الشعوب العربية والقومية العربية في السودان، ذات الأثر الفعال في حركته الوطنية، ظلت تشكل مصادر لوعي وطني اكثر تقدماً من الظروف المادية في السودان، وان هذه الحركات استطاعت ان تطبع الحركة الوطنية السودانية بطابعها (...) وهذا الارتباط والتفاعل مع هذه الحركات ظل يزداد ويتسع في فترة ما بعد الاستقلال وصعود حركة التحرر القومي العربية في الخسمينات والستينات. وانعكس، ذلك، بشكل بارز، في توجهات وبرامج معظم الاحزاب الوطنية في تلك الفترة. ومن جهة أخرى أدت ظروف الحكم الذاتي والاستقلال الى فتح الطريق بشكل واسع لنمو وتطور وصعود الفئات الوسطى وتشكُّل ملامح طبقة رأسمالية نشطة في اوساطها. وهذه الفئات، في مجموعها، هي التي تحملت قيادة الاحزاب السياسية في فترة ما قبل الاستقلال والفترات اللاحقة. ويشير د. عدلان الحردلو الى ان هذه الاحزاب نشأت كبناء فوقي للمجتمع في وقت لم يستكمل فيه بناء القاعدة الاقتصادية/الاجتماعية التي تقوم عليها الاحزاب الحديثة، كما في التجربة الاوروبية. ولذلك جاء تكوينها مزيجاً عضوياً بين التكوينات الحديثة والتقليدية، وظلت تشكل احزاباً عامة تجمع في داخلها فئات اجتماعية متعددة وليس طبقة واحدة فقط (...) ونتيجة لذلك ظل تركيبها مرتبطاً بخصوصية المجتمع السوداني واوضاعه الاجتماعية والاقتصادية والثقافية، وظل نشاطها محكوماً بظروفه وشروطه، تمثل أهمها في العوامل التالية: * ضعف الاندماج الوطني، بحكم سيطرة اوضاع التخلف والتكوينات التقليدية والتركيبة المزدوجة (العربية والافريقية) للهوية الوطنية المرتبطة بتنوع وتعدد ثقافي وأثني وتاريخي بين الشمال والجنوب، بشكل خاص، وفي البلاد بشكل عام. * حداثة الدولة المركزية في السودان. فقد جاء الحكم الثنائي، على انقاض دولة المهدية ليسير في نفس نهج الحكم التركي المصري السابق في حكم البلاد من خلال حكم عسكري مركزي. وبحكم ضعفه وغربته ظل يعمل على بناء تحالفات متنوعة مع القوى الاجتماعية المسيطرة في المدن والارياف (زعماء القبائل والطوائف، والمتعلمين، والفئات التجارية والاحزاب)، وفي فترة ما بعد الاستقلال ظلت الحكومات المدنية والعسكرية تسير في نفس هذا النهج. وبذلك اصبح يميز الدولة السودانية حتى الآن ويعمل على عرقلة الاندماج الوطني بين مكوناتها. * ضعف القطاع الاقتصادي الحديث مقابل الثقل الكبير للقطاع التقليدي، الزراعي والرعوي. وبحكم سياسات الحكم الثنائي ظل هذا القطاع محصوراً في مثلث الوسط (الخرطوم، كوستي، سنار) مع امتدادات محدودة في خارجه. وبعد الاستقلال استمرت هذه الوضعية. ولذلك لم تجد مناطق الجنوب والشرق والغرب والشمال البعيدة اي اهتمام يذكر حتى الآن. * نمط التطور الرأسمالي التبعي، الذي فرضته سلطات الحكم الثنائي، والسائد حتى الآن، أدى الى نشوء فئات وسطى ضعيفة ومفككة لم تتمكن حتى الآن من التحوّل الى طبقة وسطى متماسكة. وفي بداية الاستقلال كانت فئاتها العليا تشكل ملامح طبقة رأسمالية في طور التكوين، ولكن تطورها العملي، هو الآخر، لم يؤدي الى ظهور طبقة رأسمالية موحدة ومتماسكة، بحكم غلبة النشاط التجاري في اوساطها وعدم ارتكازها الى عمود فقري زراعي/صناعي، اضافة الى تعدد وتنوع جذور ومصالح هذه الفئات في عمومها. ومن هنا كان ضعفها وتفككها وخضوعها للولاءات الأسرية والقبلية والطائفية المسيطرة. هذه العوامل وغيرها ظلت تتحكم في نمو وتطور الاحزاب وتنظيمات المجتمع المدني الاخرى، وكان لها تأثير كبير في نشاطها طوال تاريخها الممتد. وابرز نتائجها تمثلت في عجز مؤتمر الخريجين عن التحول الى حركة سياسية موحدة، وانقسامه الى احزاب مرتبطة بالتكوينات التقليدية، وفي قيام الحزبين الأساسيين على أسس طائفية وقبلية وفي تأخر نشوء الحركة السياسية الجنوبية وظهورها كرد فعل وفي مواجهة الحركة السياسية الشمالية. وذلك اضافة الى ظهور الحركات الاقليمية في الشمال. وأهم من كل ذلك هناك ظاهرة الانقسامات المستوطنة في كافة الاحزاب السياسية التقليدية والحديثة والاقليمية على السواء. وفي ذلك تشير بعض الدراسات الى تأثير النزاعات العرقية والاثنية والجهوية بشكل واسع في السياسة السودانية واحزابها. ويرجع د. حيدر ابراهيم علي هذه الظاهرة الى طبيعة المجتمع السوداني ككيان يميل الى الانشطارات والانقسامات اكثر من العمل على بناء كيانات كبيرة.




    نواصل
                  

العنوان الكاتب Date
ياربي أشكو إليك.. .ذلي .....هواني ..عجزي.....ضعفي .....وضعف المعارضه!! Magdi Is'hag02-22-12, 11:27 PM
  Re: ياربي أشكو إليك.. .ذلي .....هواني ..عجزي.....ضعفي .....وضعف المعار Amani Al Ajab02-22-12, 11:53 PM
    Re: ياربي أشكو إليك.. .ذلي .....هواني ..عجزي.....ضعفي .....وضعف المعار Sabri Elshareef02-22-12, 11:58 PM
      Re: ياربي أشكو إليك.. .ذلي .....هواني ..عجزي.....ضعفي .....وضعف المعار Magdi Is'hag02-23-12, 10:17 AM
      Re: ياربي أشكو إليك.. .ذلي .....هواني ..عجزي.....ضعفي .....وضعف المعار Sabri Elshareef03-06-12, 04:45 AM
  Re: ياربي أشكو إليك.. .ذلي .....هواني ..عجزي.....ضعفي .....وضعف المعار الفاضل يسن عثمان02-23-12, 00:33 AM
    Re: ياربي أشكو إليك.. .ذلي .....هواني ..عجزي.....ضعفي .....وضعف المعار EBTIHAL OSMAN02-23-12, 01:25 AM
      Re: ياربي أشكو إليك.. .ذلي .....هواني ..عجزي.....ضعفي .....وضعف المعار Rawia02-23-12, 01:30 AM
        Re: ياربي أشكو إليك.. .ذلي .....هواني ..عجزي.....ضعفي .....وضعف المعار مريم الطيب02-23-12, 01:40 AM
          Re: ياربي أشكو إليك.. .ذلي .....هواني ..عجزي.....ضعفي .....وضعف المعار د.نجاة محمود02-23-12, 02:25 AM
            Re: ياربي أشكو إليك.. .ذلي .....هواني ..عجزي.....ضعفي .....وضعف المعار NEWSUDANI02-23-12, 04:57 AM
              Re: ياربي أشكو إليك.. .ذلي .....هواني ..عجزي.....ضعفي .....وضعف المعار Magdi Is'hag02-23-12, 10:27 AM
                Re: ياربي أشكو إليك.. .ذلي .....هواني ..عجزي.....ضعفي .....وضعف المعار Magdi Is'hag02-23-12, 10:39 AM
                  Re: ياربي أشكو إليك.. .ذلي .....هواني ..عجزي.....ضعفي .....وضعف المعار Magdi Is'hag02-23-12, 10:52 AM
                    Re: ياربي أشكو إليك.. .ذلي .....هواني ..عجزي.....ضعفي .....وضعف المعار Magdi Is'hag02-23-12, 11:23 AM
                      Re: ياربي أشكو إليك.. .ذلي .....هواني ..عجزي.....ضعفي .....وضعف المعار مريم الطيب02-23-12, 06:45 PM
                        Re: ياربي أشكو إليك.. .ذلي .....هواني ..عجزي.....ضعفي .....وضعف المعار Sabri Elshareef02-23-12, 08:15 PM
                          Re: ياربي أشكو إليك.. .ذلي .....هواني ..عجزي.....ضعفي .....وضعف المعار Sabri Elshareef02-24-12, 02:16 AM
                            Re: ياربي أشكو إليك.. .ذلي .....هواني ..عجزي.....ضعفي .....وضعف المعار Sabri Elshareef02-24-12, 03:00 AM
                              Re: ياربي أشكو إليك.. .ذلي .....هواني ..عجزي.....ضعفي .....وضعف المعار Sabri Elshareef02-24-12, 03:02 AM
                                Re: ياربي أشكو إليك.. .ذلي .....هواني ..عجزي.....ضعفي .....وضعف المعار Sabri Elshareef02-24-12, 03:05 AM
                                  Re: ياربي أشكو إليك.. .ذلي .....هواني ..عجزي.....ضعفي .....وضعف المعار Sabri Elshareef02-24-12, 03:13 AM
                                    Re: ياربي أشكو إليك.. .ذلي .....هواني ..عجزي.....ضعفي .....وضعف المعار Sabri Elshareef02-24-12, 01:29 PM
                                      Re: ياربي أشكو إليك.. .ذلي .....هواني ..عجزي.....ضعفي .....وضعف المعار Sabri Elshareef02-24-12, 04:20 PM
                                        Re: ياربي أشكو إليك.. .ذلي .....هواني ..عجزي.....ضعفي .....وضعف المعار Magdi Is'hag03-08-12, 01:15 AM
                                          Re: ياربي أشكو إليك.. .ذلي .....هواني ..عجزي.....ضعفي .....وضعف المعار Sabri Elshareef03-08-12, 04:37 AM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de