لأول مرة رياضي على غلاف التايم , الاعجوبة ميسي ( صور)

Quote: ويطرح هذا سؤالا مهما للغاية وهو: إذا كانت مجلة «تايم» لم تقم قبل ذلك بوضع صورة أي رياضي على غلافها وإذا لم يكن هناك سبب قوي لوضع صورة ميسي على الغلاف الأسبوع الماضي تحديدا، فلماذا قامت بذلك؟ هل تحاول المجلة من خلال ذلك الوصول إلى فئة الشباب التي تعشق ميسي؟ وإذا كان الأمر كذلك، أعتقد أنه اختيار ذكي للغاية لأن ميسي يحظي بشعبية طاغية في أوساط الشباب، ويكفي أن تعرف أنه عندما أطلق صفحته على موقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك» في شهر أبريل (نيسان) عام 2011، حظيت الصفحة بـ«إعجاب» سبعة ملايين شخص في غضون بضع ساعات، وهو تقريبا نصف العدد الذي تواصل مع صفحة الرئيس أوباما في صباح أحد الأيام. وعلاوة على ذلك، هناك حساب على «تويتر» لميسي، ولكنه لم يقم بكتابة تعليق واحد، على الرغم من أن هناك عددا كبيرا من عشاقه ينتظرون تعليقا له بفارغ الصبر. وإذا كانت «تايم» تغازل سوق الشباب الذين يعشقون ميسي، فلم تكن هذه هي المرة الأولي التي تلجأ فيها المجلة إلى هذا التكتيك، حيث قامت العام الماضي باستغلال الشهرة الكبيرة لشركة «أكتيفجن» الأميركية لتطوير ونشر ألعاب الفيديو والتي قامت بنشر لعبة «نداء الواجب»، وسمحت باستخدام نموذج لغلاف المجلة في الترويج للعبة «نداء الواجب الجزء الثالث». وقد أظهر نموذج الغلاف، الذي ظهر في محلات «غيمستوب» لألعاب الفيديو في الولايات المتحدة، مشهدا مروعا: تصاعد الأدخنة من «وول ستريت» المدمر بشكل شبه كامل وعنوان يقول «العالم يقف على حافة الهاوية». وكانت هناك عناوين أخرى تقول: «القوات الخاصة لسلاح الجو لا تزال في العراء بعد مطاردة عالمية» و«الرئيس الروسي يوقف محادثات السلام بسبب اختفاء فتاة» و«قوات التحالف في حالة تأهب قصوى والأمم المتحدة تدعو لعقد قمة طارئة». وقد حصل العملاء الذين قاموا بشراء لعبة الكومبيوتر على نسخة مجانية من نموذج الغلاف. وعلقت صحيفة «نيويورك تايمز» على ذلك بالقول: «قالت صحيفة (تايم) إنه قد تم النظر في تلك المسألة بعناية ووافق المحررون والمسؤولون التنفيذيون على ذلك للوصول إلى الفئات التي يتعذر على المجلات الإخبارية الوصول إليها وبالتحديد فئة الشباب». وقالت كيم كيليهر من مجلة «تايم»، إنها «طريقة رائعة للتواصل مع ملايين الأشخاص الذين ربما لن نتمكن من التواصل معهم سوى بتلك الطريقة». وقد أدى هذا إلى إثارة جدل كبير على شبكة الإنترنت، حيث قال ألان هنري من موقع «geek.com»: «يتساءل البعض عما إذا كان يتعين على مجلة (تايم) أن تلجأ إلى لعبة فيديو من أجل الحصول على مقابل على المدى القصير على حساب تاريخها الطويل». وتعد قضية الوصول إلى فئة الشباب هي الشغل الشاغل لمحرري وناشري المجلات في جميع أنحاء العالم، حيث لم يعد من السهل إقناع الشباب، الذين نشأوا في عهد يمكنهم من الدخول بسهولة وبصورة مجانية على المواقع الإلكترونية، بشراء نسخ مطبوعة من المجلات من محلات بيع الصحف أو أي شيء قد بطل استعماله وعفا عليه الزمن من وجهة نظرهم. وتقول سارا كوبر، وهي أكاديمية ومحاضرة في قسم وسائل الإعلام بجامعة ساوثهامبتون سولنت، إنها ترى هذا التحول في اهتمامات الطلاب، وتضيف: «الشيء الوحيد الذي يدفع الشباب لشراء المجلات المطبوعة هو أن تكون هذه المجلات تحتوي على موضوع معين يحظى باهتمامهم يقوم عشاق الموضة بشراء مجلة (فوغ) للموضة، كما يقوم الشباب المهووسون بالتكنولوجيا بشراء مجلة (وايرد)، أما الذين يريدون معرفة الأخبار فيلجأون إلى الإنترنت». وقالت كوبر، إن الإنترنت يتميز على الصحف المطبوعة بوجود نوع من أنواع التفاعل والتواصل. وأضافت أن الشباب «لديهم شغف كبير بالتفاعل والتواصل، لأنهم يشعرون بنوع من المتعة والمصداقية من خلال كتابة التعليقات وتبادل المواد مع بعضهم البعض من خلال وسائل الإعلام الاجتماعية». ولذلك، أصبح الوصول لهذه الفئة التي تعشق وسائل الإعلام الرقمية وتحقيق مكاسب مادية من خلال الوصول إليها هو الهدف الرئيسي والتحدي الأكبر لوسائل الإعلام المطبوعة في عالم اليوم. وتقول كوبر عن ذلك: «تواجه الصناعة برمتها تحديا كبيرا فيما يتعلق بكيفية تقديم نفسها في كافة المنابر بشكل حكيم وكيفية تحقيق الأرباح. ولذا، إذا كانت مجلة (تايم) تعتقد أن هذا النهج (نشر صورة ميسي على الغلاف) سوف يزيد من عدد قرائها ويجذب الشباب ويساعدها في تنمية مواردها، فأنا على يقين من أننا سوف نرى الكثير من هذه التكتيكات في المستقبل». ومن الصعوبة بمكان أن نعرف الآن مدى تأثير مثل هذه التكتيكات على مجلة «تايم» على المدى البعيد. وفي الوقت الذي تتراجع فيه مبيعات المطبوعات الأخرى بشكل كبير، لا تزال مجلة «تايم» تحتفظ بمكانتها الكبيرة، حيث أشار تقرير «وسائل الإعلام في عام 2011» الصادر عن مركز «بيو للأبحاث» إلى أن «مجلة (تايم) قد قطعت شوطا طويلا خلال العامين الماضيين في طريق الاستقرار وأصبحت هي الناجي الوحيد من الثلاث صحف التقليدية («تايم» و«نيوزويك» و«يو إس نيوز آند وورلد ريبورت»)، حيث فقدت مجلة (تايم) 1.1 في المائة فقط من إجمالي مبيعاتها في عام 2010 و0.7 في المائة في عام 2009». ومما لا شك فيه أن وجود صورة النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي على غلاف مجلة «تايم» كان له تأثير قصير المدى على مبيعات المجلة، سواء من خلال عدد المبيعات الكبيرة للشباب وعشاق كرة القدم أو من خلال سعادة القراء العاديين للمجلة بسبب وجود نوع من أنواع التغيير ووضع صورة لاعب كرة قدم على الغلاف بدلا من القادة السياسيين التقليديين. والشيء المثير للاهتمام حقا هو أن صورة ميسي على الغلاف لم تكن موجودة في الأعداد التي تم توزيعها في الولايات المتحدة، ولكنها كانت على غلاف المجلة في كل من أوروبا وآسيا وجنوب المحيط الهادي. وبدلا من ذلك، كان غلاف المجلة في الولايات المتحدة يحمل موضوعا عن «الخجل» والتناقض بين الانطوائيين والانبساطيين، وربما يعود السبب في ذلك إلى أن كرة القدم لا تحظى باهتمام كبير داخل الولايات المتحدة (على الرغم من أن شعبيتها قد زادت كثيرا في الآونة الأخيرة). ومن المؤكد أن محللي عمليات التوزيع بالمجلة سوف يلاحظون زيادة مبيعات المجلة بصورة كبيرة في أوروبا وآسيا وجنوب المحيط الهادي الأسبوع الماضي، وهو ما يجعلني أتوقع أن نرى صورا لرياضيين آخرين على غلاف المجلة في الولايات المتحدة قريبا، وذلك بسبب التأثير الكبير الذي أحدثه النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي.