لأول مرة رياضي على غلاف التايم , الاعجوبة ميسي ( صور)

Quote: «تايم» تغازل سوق الشباب بوضع صورة ميسي على غلاف عددها المجلات الإخبارية الكبرى تلجأ إلى نجوم الرياضة لزيادة مبيعاتها الخميـس 17 ربيـع الاول 1433 هـ 9 فبراير 2012 العدد 12126 جريدة الشرق الاوسط الصفحة: الإعــــــــلام لندن: روب أوريتشارد حدث لي موقف غريب وأنا في طريقي لمكتبي الأسبوع الماضي، حيث توقفت أمام محل لبيع الصحف والمجلات لكي أشتري منه مجلة «تايم» الأسبوعية، وهو الأمر الذي اعتدت عليه طيلة الخمس سنوات الماضية، ولكني لم أجد أي نسخة من المجلة. وانتقلت إلى محل آخر لبيع الصحف، ولكني لم أجد المجلة أيضا، وبحثت عن محل ثالث وتمكنت من الحصول على آخر نسخة، وعندما سألت عن السبب وراء نفاد كل الأعداد، هز الرجل الذي يبيع المجلات كتفيه وأشار إلى غلاف المجلة الذي كان يحمل صورة النجم الأرجنتيني الكبير ليونيل ميسي الحائز على جائزة أفضل لاعب في العالم للعام الثالث على التوالي. وانتابني شعور بالدهشة، ليس فقط لأن هذه هي المرة الأولى التي أفشل فيها في العثور على نسخة من المجلة، ولكن أيضا لأن غلاف المجلة يحمل صورة لرياضي في مشهد لم أره في حياتي من قبل. ودفعني هذا الشعور الغريب إلى البحث في أغلفة المجلة خلال العام الماضي لأرى ما إذا كان هناك غلاف يحمل صورة رياضي أم لا، واتضح أنه قد تم تخصيص 11 غلافا للقادة السياسيين (بما في ذلك 3 لمعمر القذافي)، و18 غلافا للدول (بما في ذلك 8 عن الولايات المتحدة الأميركية وحدها)، و4 أغلفة لرجال الأعمال، ولذا كان الأسطورة الأرجنتينية ليونيل ميسي هو الرياضي الوحيد الذي احتل الصفحة الأولى لمجلة «تايم» الأسبوعية. ولم تقم المجلة بوضع صورة النجم الأرجنتيني على غلافها بسبب عدم وجود أحداث تستحق أن تكون في الصفحة الأولى خلال ذلك الأسبوع الحافل بالأحداث المهمة، مثل سباق الحزب الجمهوري على اختيار مرشح للرئاسة، والمحاولات الإسرائيلية لاحتواء الطموحات النووية الإيرانية، ومستقبل الرأسمالية الذي تتم مناقشته في دافوس، ولذا فما هو السبب الذي جعل المجلة تنحي كل ذلك جانبا وتخصص صفحتها الأول لميسي؟ لقد خصصت المجلة 6 صفحات كاملة للحديث عن حياة النجم الأرجنتيني ومسيرته في عالم الساحرة المستديرة. كل منا يعرف أن ميسي يبلغ من العمر 24 عاما وأنه يتمتع ببنية جسدية هزيلة (يلقب بالبرغوث وتلقى علاج بالهرمونات وهو في سن المراهقة حتى يساعده ذلك على النمو) وأنه قد التحق بالعملاق الكتالوني «برشلونة» وهو في الثالثة عشرة من عمره، ويقدم الآن مستوى منقطع النظير ويسجل أهدافا خرافية ويصنع تاريخا ومجدا لا يضاهى في النادي الإسباني، وحصل على جائزة أفضل لاعب في العالم ثلاث مرات متتالية. ومع ذلك، ركزت المجلة على حقيقة أن النجم الأرجنتيني الذي يعد المعشوق الأول لجمهور كرة القدم في جميع أنحاء المعمورة لا يحظى بالقدر الكافي من الاهتمام والحب في الأرجنتين، وذلك لأن ميسي قد صنع تاريخه بالكامل في الخارج، علاوة على أنه لا يلعب بنفس القوة عندما يرتدي قميص التانغو الأرجنتيني. وعلى الرغم من كل ذلك، ما زلت لا أرى سببا مقنعا يجعل المجلة الشهيرة تخصص عددها الحالي لميسي وأن تضع صورته على غلاف المجلة. وفي الحقيقة، ربما لا أكون قادرا على الحكم في هذه المسألة لأنني غير متابع جيد لكرة القدم، ولذا اتصلت بجيمس مونتاج، وهو صحافي متخصص في شؤون كرة القدم ومؤلف كتاب «عندما يأتي يوم السبت، تكون كرة القدم في منطقة عسكرية» وصاحب الكتاب الذي سيصدر قريبا بعنوان «واحد وثلاثون صفر: من أفغانستان إلى زامبيا، قصة تصفيات كأس العالم التي لا تصدق»، وسألته عما إذا كان ميسي يستحق أن يكون على غلاف المجلة أم لا، فقال: «تضع مجلة (تايم) على غلافها صور الأشخاص الذين يتركون بصمة كبيرة على الساحة العالمية، ولا توجد رياضة أو لعبة تحظى بتلك الجماهيرية التي تتمتع بها كرة القدم في جميع أنحاء العالم. ولذلك، يستحق ميسي بالطبع أن يكون على غلاف مجلة (تايم) لأنه أفضل لاعب في العالم دون منازع. في الواقع، يرى ميسي ملعب كرة القدم بطريقة مختلفة تماما عن أي شخص آخر، وكأنه يعلم مسبقا ما سيحدث داخل المستطيل الأخضر. إنه يجعلك تشعر وكأنه محترف بارز في لعبة الشطرنج يعلم ما سيحدث في المباراة بعد عشرة تحركات، ولذا فإنه يتحكم في سير المباراة كيفما أراد. ولا يخطئ ميسي أبدا عندما يكون أمام المرمى». وأضاف مونتاج: «وثمة شيء آخر يجعل من ميسي أسطورة استثنائية، وهي أنه من السهل أن يعشقه الجميع ويتعاطف معه، لأنه ليس لاعبا فذا فحسب، ولكنه شاب مهذب للغاية لم يتأثر بالنجومية والشهرة الكبيرة التي يتمتع بها، على الرغم من أن مثل هذه الشهرة قد تدمر لاعبين آخرين. ودائما ما يتم عقد مقارنة بينه وبين مارادونا الذي يحظى بحب جارف في الأرجنتين، على الرغم من وجود بعض علامات الاستفهام حول أخلاقياته وسلوكه خلال مسيرته في عالم الساحرة المستديرة، ودائما ما يقال إن ميسي هو امتداد مارادونا في ملاعب كرة القدم». والسؤال الآن هو، هل وضع صورة ميسي على غلاف مجلة «تايم» التي تعد أكثر المجلات الأسبوعية توزيعا في جميع أرجاء المعمورة وتجذب ملايين القراء في شتى أنحاء العالم، يمكن أن يزيد من قيمة هذا اللاعب الكبير؟ في الحقيقة، من المفترض أن يؤدي ذلك إلى تحسين صورته في وسائل الإعلام وزيادة شعبيته، الجارفة بالفعل، في كل مكان، ولكن مونتاج يرى عكس ذلك، حيث يقول: «إذا كان لديك لوحة فنية رائعة ووضعتها على غلاف مجلة (تايم)، ما الذي يحدث؟ إنها لا تقدر بثمن في واقع الأمر ولن يؤثر ذلك في قيمتها كثيرا، ونفس الأمر ينطبق على ميسي الذي يعد جوهرة لا تقدر بثمن، ولذا أعتقد أن ذلك لن يكون له تأثير كبير عليه».