|
Re: 中國新娘(عـــــروسة صـــينية) (Re: محمد ابو القاسم)
|
مقالة نقدية لنص عروسة صينية وائل عبدالخالق مالك -----------------------------------
ما الذي يحدد شكل النص لا، أعني ما الذي يمنح النص صفته وتصنيفه النوعي، كأن نقول عن هذه المادة قصة أو مسرحية أو قصيدة أو مقالة ؟ أكثر من هذا ، كيف استقر لنا أن نعتبر ملامح معينة في النص حداً فنياً يجعل الكتابة قصة أو قصيدة أو غير ذلك؟ لكن، قبل هذا كله، كيف حدث أن تبلورت هذه الملامح، لتصير عناصر مكونة، ثم حدوداً واضحة، لتستقر أخيرا وتصبح قانوناً وفي الأصل من الذي اقترح علينا تلك العناصر، عبر تحولات التاريخ الأدبي في الحضارة الإنسانية؟ أعترف، إن هذه الأسئلة ليست بريئة بشكل مطلق إنها ذهاب مباشر ومنحاز للغاية لمصلحة ولتصنيف هذا النص الذى لن اطلق عليه صفة الشعرى او النثرى بل هو نص أدبى بكل ما تحمل الكلمة من معنى .. فكيف جاز لهذا النص أن يصير حدا مقدسا ؟ من الذي قال به، ومن وضعه، وكيف تأتى لى اعتباره بمثابة الأواني غير المستطرقة التي توضع متجاورة متجابهة دون أن يتصل محتوى كل منها بمحتوى الآنية الأخرى؟ من قال : الشعر شعر والنثر نثر والقصة قصة ولا يلتقون ؟ في المراحل المبكرة، لتكوين الحضارة الإنسانية ، سوف نصادف غالبا نزوعا جنينياً لصياغة أشكال القول الأدبي لتبدو هذه الأشكال مكتشفات فطرية، عفوية، تبلورها حركة الحياة والثقافة، وتمنحها ابتكارات المبدعين ملامح غاية في التنوع والتحول ومن حظنا في هذا الكون أن الكتب والنصوص الدينية قد تحدثت عن كل شؤون الإنسان والحياة، ووضعت لها معايير وضوابط، غير أن الشيئ الوحيد، الذي لا يستطيع أي شارح أو مفسر الزعم بأن الأديان قد أفتت فيه وطرحت حوله الحدود، هو فن الكتابة وأشكال التعبير الأدبي من هنا يأخذ هذه المقترح الفني الذى نحن بصدد نقاشه موقعه المقدس فى الأدب الشبابى المعاصر ( عروسة صينية ) أنا وكما أسلفت أجدنى منحازاً وغير محايد ألبتة تجاه تمجيد هذا الجهد فى كافة جوانبه الفنية سوى على صعيد الفكرة أو الخيال الخصب للكاتب أو اجادة الالقاء الأدبى للشاعر الذى اعطى النص روحاً تجعلك تعيش بين جنبات القصة وتتجول فى كل محطاتها حتى وكأنك أحد شخوصها أو من خلال تداخل الصوت ألاخر للقاص معاوية عبدالحميد فى شخصية ماو افندى مما اسبق على النص حيوية مطلوبة لاحياءه واعطاءه بعداً أكثر واقعية من واقع التناول الحياتى لجوهر النص المتمثل فى مشاركة الأصدقاء لمراسم واجراءات الزواج فى مجتمعاتنا السودانية .. ومن ناحية أخرى فان الموسيقى الخلفية والمتفقة مزاجاً ومنطقاً مع مراحل التطور فى النص وتأكيدها على العناصر الذاتية والموضوعية فى عادات وتقاليد الزواج لدى مجتمعنا تؤكد أن روح الابداع الفنى فى الجهد الاخراجى لا يقل عن بقية الابداع فى النص ككل . كل ما تقدم ذكره يأتى فى اطار النص واجادته بامتياز كعمل فنى من ناحية – ومن ناحية أخرى – فان النص يطرح مشكلة اجتماعية غاية فى التعقيد وهى مشكلة الزواج واختيار شريكة العمر فى ظل الاشكالات الاقتصادية التى تعانى منها أجيالنا الشبابية وما يلازم هذه الاشكالات من نتائج تتمثل فى العطالة او فى محدودية الدخل الشى الذى أقعد الكثير من الشباب عن القيام بخطوة جادة فى حياتهم وهى الزواج ، وطالما أن الواقع الحياتى والاشكالات المعيشية اليومية التى يعانيها شعبنا ووطننا لا تنفصل عن بعضها فان التدنى فى مستويات الانتاج واتجاه السوق المحلى الغير منتج – اتجاهه – لاستهلاك كل ما قل ثمنه حتى وان لم تتوفر فيه شروط الجودة مثل البضائع الصينية فقد طرح النص فكرة عروس بأقل التكاليف تستورد من الصين أسوة بباقى احتياجاتنا الحياتية ذات الماركة الصينية بنسبة تكاد تصل لل 100% .. اذن قراءة النص يجب ان تأخذنا فى سياحة فكرية حول مشكلة الزواج وما يرتبط بها من مشاكل اقتصادية واجتماعية عديدة ومن ثم تدلف بنا الى واقع مرير وهو اعتمادنا بنسبة كبيرة على البضائع والمنتجات الصينية ذات السعر الرخيص والجودة القليلة ... وتأتى اللحظة الحاسمة فى خاتمة النص بالتأكيد على أن المرأة السودانية لا بديل لها وهى الأمثل والأكثر جودة وفاعلية فى حياتنا وفى هذه النقطة بالذات اعلاء لقيمة المرأة ووضعها فى مصاف أن لا تجد لها بديلاً مهما غلا مهرها او جعلت العادات والتقاليد الارتباط بها من الصعوبة بمكان وهذا انتصار للمرأة ليس فقط فى مسألة الزواج وانما فى أنها عزة ومهيرة حسبما جاء فى خاتمة النص وفى هذين الاسمين اشارة لرمزية المرأة كفكر وكفراسة وكقوة دافعة وملهمة لحركة المجتمعات الانسانية .. ومثلما جعل النص فى روحه يقارن بين المرأة والاحتياجات الحياتية اليومية التى اصبحنا نستوردها من الصين فان فى التاكيد الذى جاء فى خاتمة النص دلالات أخرى لا يجب اهمالها وهو التأكيد على أن المجتمعات لا بد لها من الاعتماد على ذاتها ومواردها الوطنية كشرط من شروط نهوضها وتقدمها ورفعتها .. ألم اقل سابقاً بأن هذا النص ليس نصاً شعرياً ولا نثراً ولا قصة وانما هو نص أدبى .. الأن أعترف بأن وصفى اياه بالنص الأدبى جاء كاستهلال فقط ولفائدة هذه الرؤية النقدية فهو أكبر من النص الأدبى .. هذا النص فى رؤيتى يصلح كأساس لمشروع مدرسة فنية وأدبية جديدة تمزج بين الفنى والأدبى فى قوالب تعالج مشاكلنا الاجتماعية والاقتصادية .... الخ من مجالات الفاعلية الانسانية .. وتمتد الرؤيا بعد الرؤيا الى الأبد
|
|
|
|
|
|
|
العنوان |
الكاتب |
Date |
中國新娘(عـــــروسة صـــينية) | محمد ابو القاسم | 02-14-12, 03:12 PM |
Re: 中國新娘(عـــــروسة صـــينية) | محمد ابو القاسم | 02-16-12, 00:30 AM |
Re: 中國新娘(عـــــروسة صـــينية) | محمد ابو القاسم | 02-18-12, 01:54 AM |
Re: 中國新娘(عـــــروسة صـــينية) | Dalal Ezzaldin | 02-18-12, 08:58 AM |
Re: 中國新娘(عـــــروسة صـــينية) | ود الخليفه | 02-18-12, 12:05 PM |
Re: 中國新娘(عـــــروسة صـــينية) | ود الخليفه | 02-18-12, 12:38 PM |
Re: 中國新娘(عـــــروسة صـــينية) | ود الخليفه | 02-18-12, 01:14 PM |
Re: 中國新娘(عـــــروسة صـــينية) | محمد ابو القاسم | 03-04-12, 00:54 AM |
Re: 中國新娘(عـــــروسة صـــينية) | ود الخليفه | 03-04-12, 08:12 AM |
Re: 中國新娘(عـــــروسة صـــينية) | محمد ابو القاسم | 03-04-12, 11:02 AM |
Re: 中國新娘(عـــــروسة صـــينية) | محمد ابو القاسم | 03-05-12, 10:12 PM |
|
|
|