فى رحاب مدينة (بربر) وضواحيها !!!

Quote: كل ما استيقظ صباحا على صوت ثلاث عصافير تغرد فى نافذة الفصل الذي اتخذه مسكننا فى مدرسة على تخوم قرية فى سهول تهامة فى اليمن ، قرية مظلمةحسبها من الحضارة ان تظهر على الخارطة ولكنهاتضى ء بقلوب اهلها الطيبين ..اسال نفسى(لماذا انا هنا؟؟...واتداعى كان يعمل خفيرا في مدرسة بربر الثانوية للبنات ..رجل نحيف فارع الطول اشبه بعصا ابنوس سيئة التكوين...لا يمكن ان تراه دون ان يخطر في بالك مقولة في موسم الهجرة الى الشمال(ان جدي كان كشجرة السيال حادة الاشواك صغيرة الاوراق تصارع الموت لانها لا تسرف في الحياة)..عندما اعود من مدرسة بربر الاميرية انذاك امر به ويدعوني للعب الدومنيو معه.وكانت للعبة الدومنيو مذاق خاص..فهذا الرجل له قدرة غير عادية عل المرح وتقليد الاصوات والغناء الفتان ايضا 1- اللعب يا ود الناظر يا ال كلك مناظر وتستمر اللعبة واني موقن تماما ان لهزيمة النكراء قادمة لا محالة ..خاصة عندما يصدح بصوته الجهوري الرخيم باحدى اغنيات الحقيبة والتي يحفظها عن ظهر قلب - مع الالام هاجت شجوني اطبا الكون ما عالجوني ليالي هناي جد عاكسوني... ثم يقلد صوت الديك ثم صوت والدي ثم الطباخين وثم يطلق ضحكته المجلجلة..كان الرجل موسوعي اخبرنى الكثير فن الحقيبة وعن تاريخ المدينة وعن الشيخ حاج حمد في كدباس وكراماته وعن اولاد حاج الماحي اللذين ياتون بانتظام الي مولد بربر بعد سنين عرفت سر الهزائم المتكررة في لعبة الدومنيو كان يحفظ النقوش على ظهر القطع عن ظهر قلب وباصابعه الرشيقة التي تشبه اصابع عازف البيانو يسحب خمس من باب ويدفع لي الشيش والدبش والبياضة ..وهذا السر اكتشفته لاحقا عندما كنت العب الدومنيو مع عم شنقر الله يرحمه خفير مدرسة عطبره العليا للبنات تم عرفت السر الاعظم من احد ابناء بربر..فقد كان العم ود المر فردة عبدالعزيز محمد دواؤد في بربر ويشكلان ثنائي رائع في اغاني الحقيبة..غير ان القطار والقدر غيرا مجرى حياة ابو داود وجاء به من الهامش الي المركز لتطبق شهرته الافق وبقي ود المر في الهامش ككل كائنات الهامش السوداني في جهاته الاربعة ومثلي ايضا...يعيشون ويموتون..كالغجر.... لا الزمان يعرف احد منهم وليسو بقايا المكان ......................... كل ما استيقظ صباحا على صوت ثلاث عصافير تغرد فى نافذة الفصل الذي اتخذه مسكننا فى مدرسة على تخوم قرية فى سهول تهامة فى اليمن ، قرية مظلمةحسبها من الحضارة ان تظهر على الخارطة ولكنهاتضى ء بقلوب اهلها الطيبين ..اسال نفسى(لماذا انا هنا؟؟ واتداعى..... الحديدة 1995