تداعيات الحرب في جبال النوبة/جنوب كردفان

Quote: حرب جنوب كردفان ...أحزان بلا شواطي !! .. مشاهدات : مها التلب الثلاثاء, 14 شباط/فبراير 2012 12:11 Share أنها الحرب باوجاعها وبألأمها التي لا تنته بعد و لو ان من يرفعون البندقية يعلمون ان رصاصها لا تحده حدود لما رفعوها ولبحثوا عن الية جديدة تتنتزع بها الحقوق دون ان تؤثر علي الاخرين . الناس يحملون عصاء ترحالهم في اتجاه مكان جديد فقط يكون بعيدا عن مرمي النيران ولكن قدرهم كتب عليهم ان يستظلوا من الرمضاء بالنار . حكايات بالدموع التي يذرفونها هم علي ايام السلام والاستقرار علي الحقول التي تنبت الخضرة وعلي الابتسامات التي تكتسي بها العيون التي اصبحت غائرة الان واتجاه النظر غير محدد فاقدة للبوصلة . هل من ثمة سبيل لتحقيق طموحات البقاء في الكرسي او الوصول اليه غير الصعود علي اشلائنا . تبا للحرب ولمن اشعل نارها ولمن احضر لها وقود الاشتعال تبا للجميع . لسان الحال غلب هكذا نطق الصمت فيها امراة تجاوزت بعمرها الاربعون تجلس من خلف (طشت) الملابس لازالة البقع علي الملابس في احياء مدينة الابيض ولكن التساؤل من يزيل الذي علق بها من خوف و حزن؟؟ مجموعة ممن دفعت بهم الحرب المشتعلة في جنوب كردفان للعبور شمالا لم يجدوا من ملجاء سوي الابيض او لنكن اكثر تحديدا اطراف المدينة للاستيطان هناك في وضع (يصعب علي كل انسان ) ويصعب في الوقت نفسه وصفه . الانفاس اللاهثة والايادي التي تتسابق للحصول علي خرقة بالية تقي الراقدون تحتها زمهرير البرد وانواء الرياح اطفالا ونساء وشيوخ وقليل من الرجال هم سكان المعسكر . لاشئ سوي الفراغ والاراضي المنبسطة كاحزان من اجبروا علي البقاء فيها مجموعة من المشمعات وضعت كيفما اتفق وعناقريب البرقد الواحد هناك يحمل الاسرة كلها فدفء العائلة وانفاسها قد يكون بديلا لبرد الشتاء المصنوع بفعلهم . في حضني السلوي هكذا قالت لي فاطمة حين سالتها عن الواقع وعن حال الاطفال هي ام لستة لا يملكون غطاء مما جعلها تضطرلان تمنحهم الدفء بالدور فارتجافات البرد تجعلها تحتضنهم بالدور طوال ساعات الليل الذي لا ينتهي قبل ان يهل الصباح لاكمال رحلة الكفاح من اجل الحصول علي ما تطعمهم به دموعها كانت هي الرسالة الاكثر بلاغة ومعها عبارة (الله كريم علينا) الحكومة كانت هناك في اول ايام عيد الاضحي وهي تشاركهم الفرحة بذبح الابقار وكانها تعيد تلك الدماء التي اريقت حين ذهب الجنوب لحال سبيله وتعيد في الوقت نفسه شعارات يا فيها يا نطفيها النجمة او الهجمة وهارون ولا القيامة تقوم دماء الابقار هي فقط ما استطاعت حكومة شمال كردفان اليه سبيلا وهو الامر الذي يرتبط بقرارات الحكومة بانها لا سبيل لاقامة معسكرات نزوح تعيد اوجاع دارفور بدمائها النازفة وتفتح بوابات الولوج للمنظمات التي تنطلق من اغراضها الذاتية في البلاد تعيد ازمة (كلمة) في جنوب كردفان الا ان الامر يجب ان تقال فيه الكلمات عبارة رددها علي مسامعي شيخ تجاوز الستون من عمره وهو يبكي علي الموسم الزراعي الذي فاته حين لم تكن دماء السودانين بديلا لمياه الامطار ويبكي حالة الاستقرار التي كانوا يعيشونها بعد ان كانوا يمنحون الاخرين خيرهم هاهم الان يتوسدون العراء وينتظرون هباتهم التي لن تاتي ليضيف سريعا وبكرامة الزول السوداني (نحنا عايزين نرجع بلدنا واردف سريعا ونعيش في امان زي زمان وكانه يستعيد شريط اصوات البنادق التي دفعت بهم الي هنا دون ان يحملوا معهم شئ عن الوضع الصحي حدث ولا حرج فاي مكان بعيدا عن اعين الناس هو مكان لقضاء الحاجة ولا خدمات صحية تذكر بالاضافة الي التعليم الّذي تركوه حيث كانوا كل الذي يفعلونه هو الذهاب مع شروق الشمس تلقاء سوق الابيض والعمل في اي مهنة توفر في نهاية المطاف قدحا من الفول وبعض الرغائف لمن لا يستطيعون مغادرة البيت الجديد او الملجأ الجديد .