|
ليالي الشريف !!!
|
الفنان يحي أدروب الشرقاوى الصميم رجل يعشق التسفار والسياحة فى أقاليم السودان وأقانيمه المختلفه ... هو طاقة هائله وحضور مدهش وهو يقترب بثقافته وفنه من كل الشرائح الاجتماعية والأشخاص على اختلاف مشاربهم الثقافية .. تراث أهل السودان يستبيه = أدروب = ويمزج البجاوية مع الطمبور والدلوكه ويطرب,,, السيدان مسلم محمدعبدالقيوم وجمال الطاهر ألفا السير فى ثقة واطمئنان عصر كل خميس عبر طريق يشق الجزيرة المروية من جهة البطانة الخصيبة عبر الاسفلت الجديد يغذان السرى تلقاء مسيد (الشريف ) شرق مدنى الجميلة.. المحبة هى طريق العارفين و (الماعندو محبه.. ماعندو الحبه ) وجمال ومسلم ينضوان عن نفسيهما أثواب الحياة فى المدينة بصخبها وضوضائها وأثقالها المادية ويهيمان فى بحبوحة من السحر والجمال والهواء نقيا فى طلاقة وحبور... المؤسسة الصوفية فى السودان عبر التاريخ كانت مثالا لتدين الناس فى بساطة ويسر وعمق .. هي لاتتهم النيات ولا تتلصص مايعيب فى سر الناس ونجواهم ولا تتقحم مايشين .. هنالك ....يجلس (الشريف ) فى سماحته يستقبل أضيافه بوجه طليق .... السماحة صفة تميز بها السادة الصوفيين فى معاملاتهم دون غلظة أوفظاظة ولذا التف حولهم الناس ,, الشريف عبدالله محمد الامين وداللبييض فى مسيده الساحر يخرج الى الناس من (النباه الأول ) يستفسر أحوالهم وينظر حاجاتهم ويرفع يديه بالدعاء .. يدعو لهم دعاء عريضا بسر اسمه الأعظم لتقضى الحاجات وبسر الصلاة الأنسية ويحض على أن الثقة برب عظيم عظيمة .. الاصدقاء الاعزاء مسلم وجمال ..تلاميذه النجباء وخلصائه يستمدون من طاقة أبيهم ويمشون بين الناس فى حال من الاشراق والعمل والعطاء.. هما ومثلهم خلق كثير يعرفون أن (الطريق ) هو بسط المحبة ونزع لسخائم النفس الحرون وافشاء للسلام ,, الشريف عبدالله وكذا أشياخنا الصوفيين قوم جعلوا بيوتهم قبلة للقصاد وطلاب الحاجات وسدنة للذكر الحكيم.. ينفقون سرا وعلانية .. يقف الشريف بنفسه على قرى الضيف ... .تلك الأماكن المباركة تعرف عظمة تقديم الطعام الى بطن ساغب أو فك ضائقة محتاج وهى من ضروريات الدين الملحة ... مئات التلاميذ من جهات السودان يتلقون العلوم ويتكفل المسيد باعانتهم ومؤؤنتهم وسكنهم بمايقيهم الحر والبرد.. ثم ..( المسيد ) فى السودان عبر السنين ظل مرشدا للناس وناشرا للعلوم وبوتقة تتوحد عنده الامم من كل قبيل دون تمييز أو عدوان ,,, الخميس الماضى دلفت الى باحة مسيد الشريف عبدالله وداللبيض وهالنى جمهرة الناس يتوسطهم الرجل يقوم بنفسه بتوزيع أقداح العصيدة الساخنة والجميع صيام يرقبون رفع الآذان رجاء دعائه.. والشريف عبدالله رجل ترجي بركة دعائه ,, صورته = الشريف = تلمع فى مخيلتى وتعود بى الى صور باهرة حيث تستحثنى جدتى (اليسر بت على ) لنخطو من مسيد وبيت جدى الشيخ الزين ودالفكى ابراهيم الفضللابى بحى العباسية غرب لزيارة جدى لامى الخليفة عبدالرحمن وديوسف مقدم الشيخ دفع الله الغرقان خصوصا أيام الموالد والمناسبات الدينية والحوليات الراتبة حيث حلق الذكر وأماديح الشعراء ورنة الطار والنوبة ترجحن,, الصور تتزاحم فى طفولة شقية ثم هى تتكثف فى زيارات متصلة الى والدنا الشيخ الطيب راجل أم مرح ثانى أيام عيدالفطر رفقة آبائى والمريدين ... الحال هنا وهناك لم يتبدل قيد أنملة .. اكرام الضيف واطعام المساكين..قبول الناس جميعا بلا استثناء .. تجليات يسر الدين وسماحته..الحض على مكارم الأخلاق ..التواضع الجم ..العلم والمعرفة ,, وفى باب العلم هنا فان الشريف عبدالله ينهض ابنه ياسين بربط معرفته الأكاديمية فى الطب النفسى بالمعرفة الروحية والطب النبوى من خلال دراساته العليا مستفيدا من مشاهداته ومعايشته لحالات العلاج النافعه فى مسيد أبيه .. لقاء (الشريف ) سانحة لقضاء يوم بعيدا عن رهق الحياة وزحمة الأشياء ... دعوة للخروج من المألوف ودخول وهاج فى حضرة عرفانية وحال شفيف من القوة وما بالارواح من جمال يسمو بالوقت والحياة !!! [email protected] ______________________________________________ صحيفة الوطن 1=2=2012
|
|
|
|
|
|
|
|
|