الفاتح جبرا .. في ذمة الله
نعى اليم ...... سودانيز اون لاين دوت كم تحتسب د. الفاتح يوسف جبرا فى رحمه الله
|
Re: تراتيل على أنغام سودانية في وداع وندي هسبند (Re: الأمين عبد الرحمن عيسى)
|
تقدم العمر بالسيدة وندي وحيدة بعد فقد زوجها ، لكن برفقة صديقهما المستر أشر .. تجاوزت الثمانين .. قالت لأشر .. أجد نفسي عاجزة عن العناية بنفسي، لعلي أصبحت في حاجة للإنضمام إلى أحد دور المسنين.. وفي يوم من الأيام وبعد ترتيبات توجهت السيدة وندي إلى غرفة صغيرة بدار للمسنين .. لا تحمل معها من مقتنياتها سوى لوحة جميلة رسمت بالألوان الزيتية، أبدع في رسمها التشكيلي السوداني العريفي. لم تكن السيدة هسبند تتلقي معاشا من الدولة ، ولم تكن تملك إلا نذرا قليلا من المال ورثته عن والدها ، إضافة إلى ما آل إليها من بيع منزلها.. ويذكر أشر أنه كان دوما يتحسس محفظته في حياء كلما احتاجت وندي شيئا ما.
في نوفمبر من العام 2005 أسلمت السيدة وندي الروح .. قام أشر بكل ما يلزم من إجراءات لمواراتها الثرى، وذكر أن أنغام سودانية للفنان عبدالعزيز المبارك عزفت لها في مراسم دفنها ..
تركت السيدة هسبند وصيتها لدى محاميها.
في ذلك الصباح الدافيء في حديقة دار ضيافة جامعة الخرطوم ببري إقترب مني محدثي المستر أشر مبتسما وقال سأبوح لك بسر .. لقد أخبرني المحامي أن السيدة وندي هسبند قد أوصت لي بكل إرثها، وأنها للعجب لم تترك شيئا قليلا، بل أوصت لي بما يقارب المليون جنيه!!
إدخرت وندي هسبند ما يربو على التسعمائة ألف جنيه أسترليني وهبتها كلها لمستر أشر ...
وأشرق وجه مستر أشر وقال .. ما كنت لأستطيع زيارة السودان مرة أخرى لولا هبة وندي هذه..ويقول أشر قررت أن ثروة وندي لابد لها أن تذهب إلى أعمال خيرية وأنه الآن قد شرع في التبرع بها إلى عده منظمات وهيئات، فقد تبرع بمائتي وخمسين ألف جنيه لمنظمة أطباء بلا حدود (وهي تعادل أكثر من مليار جنيه سوداني قديم ) وتبرع أيضا بعشرين ألف جنيه لمنظمة ( فارم آفريكا ) ومبلغ مماثل لمنظمة المتطوعين بالسودان، وما يزال لديه الكثير لينفقه فهو يعتقد أن ذلك سيسعدها كثيرا في قبرها.
أخبرني أشر في اليوم التالي سوف يغادر إلى كردفان وأنه سيتوقف لساعات في كوستي، يقول أنه في شوق لزيارة الأبيض ولرؤية خورطقت، وربما يمر على المنزل الذي كانت تقطنه أسرة هسبند بالأبيض..
وودعت الرجل وأنا أدعو الله أن يتقبل منه ، بل دعوت الله أن يشرح صدره للإسلام حتى يجعل الله أعماله كلها في ميزان حسناته ، في يوم لا ينفع فيه مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم. دعوت أيضا للجراح المستر هسبند والسيدة وندي هسبند اللذان أمضيا أكثر من عشرين عاما في خدمة أهل كردفان.
|
|
|
|
|
|
|
|
|