قانون سوبا و الهجوم الغير مسبوق تاريخياً من مجموعة أنينيموس

Quote: أعلنت الشرطة الفدرالية الأمريكية «FBI» أن التحقيقات التي قامت بها حول مجموعة قراصنة المعلوماتية «أنونيموس» أي "مجهول" الاسم باللغة العربية، أدت إلى اعتقال 16 شخصا في الولايات المتحدة، و5 آخرين في بريطانيا وهولندا، والتهمة هي التورط المزعوم في هجوم معلوماتي على موقع «Pay-pal» للتسديد على الإنترنت، وهي عملية تبنتها بالفعل مجموعة«أنونيموس »، وقامت بها في ديسمبر / كانون الأول الماضي انتقاما من «Pay-pal» بعد إقفاله للحساب الذي يسمح بالتبرع لموقع «ويكيليكس» الشهير، الذي أثار فضيحة كبرى بكشفه لمضمون كم هائل من البرقيات الدبلوماسية الأمريكية السرية. عملية واسعة قامت بها الشرطة الفيدرالية امتدت من كاليفورنيا في غرب الولايات المتحدة إلى العاصمة واشنطن وأريزونا وماساشوستس، وشملت إصدار 35 مذكرة تفتيش. ويبدو انه من بين المعتقلين شخصا يقيم في نيومكسيكو وينتمي إلى مجموعة «لولز سك» التي أعلنت مسؤوليتها عن عمليات استهدفت مواقع لمجموعة "نيوز كورب" الإعلامية المملوكة لروبيرت مردوك. يواجه المعتقلون أحكاما تصل إلى السجن لعشر سنوات وغرامات تصل إلى250ألف دولار، وإذا عدنا بالذاكرة فقد تعرضت مواقع أخرى مثل «Mastercard» و«Visa» وغيرها من شركات الدفع عبر الانترنت للهجوم العام الماضي وتعطلت لفترة قصيرة بعد أن فرضت حظرا اقتصاديا على موقع «ويكيليكس»، إجراء لم تطبقه هذه الشركات على إمبراطورية «مردوك» الإعلامية، المتهمة بالتجسس على الحياة الشخصية لأعداد كبيرة من الناس ومن المسؤولين . أبدت الشرطة الفيدرالية الأمريكية في هذه التحقيقات كفاءة كبيرة، ومن المؤكد أن التنسيق كان ناجحا مع أجهزة الأمن الأوروبية أيضا، مما يدفعنا للتساؤل عما إذا كان لهذا النشاط علاقة بما أعلنه مسؤولون أمريكيون عن الرغبة في الانتقام من «جوليان أسانج» مؤسس موقع «ويكيليكس» وكل من يناصره في أوساط الإنترنت وقراصنة المعلوماتية، ولماذا تقوم ألمافيا الروسية والمحتالون في آسيا وإفريقيا، وحتى في الولايات المتحدة وأوروبا بممارسة عمليات الاحتيال عبر الشبكة وعلى نطاق واسع ويومي، دون أن تواجه هذه الكفاءة عالية المستوى؟ ولكن من هم قراصنة « أنونيموس » ؟ هل هي مجموعة من المجرمين والمحتالين على الشبكة الدولية ؟ أم أنهم يعملون وفقا لمبادئ مختلفة ؟ ولنبدأ بما تقوله المجموعة عن نفسها، اختارت « أنونيموس » طريقها وفريقها:" سنقدم معونتنا لمن يناضلون من اجل حرية التعبير، حرية التجمع و حرية الاتصال ونرى أن الحقوق المدنية أمر ضروري بالنسبة للشعوب لكي تبني المستقبل لن نسامح، لن ننسى ... احذرونا". هذه كلمات « أنونيموس »، فماذا عن أفعالها ؟ ظهرت المجموعة قبل ثلاث سنوات، إلا أن قراصنة « أنونيموس » يثيرون الكثير من المخاوف في أروقة السلطة سواء في الولايات المتحدة أو إيران أو العواصم الأوروبية، وأيضا في مقار الشركات الكبرى متعددة الجنسيات. استهدفت أولى عمليات المجموعة طائفة السيانتولوجيا أو العِلمولوجيا عام 2008، وهي الطائفة أمريكية الأصل، والتي أصبحت عالمية، ومتهمة باستغلال الضعف النفسي لمئات الآلاف والاحتيال عليهم للحصول على أموالهم، عملية أكسبت المجموعة شهرة كبيرة ومنذ الضربة الأولى، إلا أن المجموعة أصبحت خصما حقيقيا للقوى المختلفة عندما قدمت دعمها لموقع "ويكيليكس" الذي فضح البرقيات الدبلوماسية الأمريكية السرية وأثار ضجة هائلة في العالم، وتحت الضغوط قامت مواقع التسديد عبر الإنترنت مثل «Pay-pal»، «Mastercard» و«Visa» التي كانت تنقل تبرعات مستخدمي الإنترنت بقطع العلاقة مع الموقع وفرض الحظر الاقتصادي عليه، وهنا قامت « أنونيموس» بسلسلة هجمات على هذه المواقع، أشهرها الهجوم الذي أدى العام الماضي إلى تعطيل موقع «Pay-pal» وأدى لعملية الشرطة الفيدرالية الأمريكية واسعة النطاق وسلسلة الاعتقالات الأخيرة. الربيع العربي كان ميدان عمل مكثف لأعضاء فريق « أنونيموس »، حيث قدموا دعما فوريا للثورات الشعبية في تونس ومصر عبر شن هجمات قوية ضد المواقع الحكومية للبلدين. ولكن من هم أعضاء « أنونيموس »، وما هي هويتهم السياسية ؟ هم يستخدمون القناع الشهير لفيلم «V الانتقام» وبطله شخصية تحمل هذا القناع، فوضوي مثقف يعمل لتحرير شعبه من حكومة قمعية عبر بث الوعي في صفوفه ،البعض يصفهم بالثوريين الحالمين، والبعض الآخر بالفوضوية، ويذهب آخرون لاعتبارهم "عدميين"، ولكن الواضح أنهم يثيرون قلق وانزعاج حكومات القوى العظمى وإدارات الشركات العالمية حتى أنهم أصبحوا هدفا رئيسيا لأجهزة الطرفين الأمنية.