بسم الله .. بسم الوطن ....بسم الديموقراطية نفتتح المؤتمر الرابع لحركة القوى الجديدة الديموقراطية (حق)- التحية و الشكر اجزله لكل الضيوف من ممثلي الاحزاب السياسية و منظمات المجتمع المدني نفتتح المؤتمر الرابع لحركة (حق) بعد اكثر من 15 عشر عاما من عمرها .بدأت فيها (حق) كمشروعا للاستنارة و الوعي ..و نواة لوحدة القوى الجديدة يرتكز على قيم الديموقراطية و الاخاء و احترام الشعب . و نحن على ابواب الاحتفال بذكرى الاستقلال المجيدة و قد اصبح الوطن و طنيين و انقسم الشعب الواحد الى شعبين و ضاعت فرحة الاستقلال بمرارة الانفصال و الهوان الذي يرزح تحته ابناء الشعب السوداني ، ومصادرة وتضييق فى الحريات العامة والعمل الصحفى الحر والنزيه وانعدام استقلال القضاء وضياع هيبته، وانفراط فى الامن ، و غلاء الاسعار الذي اثقل كاهله ،و انعدام الخدمات بكل انواعها حتى وصل الأمر بأن يولد ابناء هذا الشعب على قارعة الطريق في داخل العاصمة لتوقف اقسام النساء و التوليد عن العمل في المستشفيات الحكومية. نبدأ مؤتمرنا و الحكومة تحتفل رسميا بمناسبة نجاحها في قتل احد ابناء الشعب السوداني و معها من كانوا يتسترون بالديموقراطية قناعا لتهافتهم على السلطة و سقطوا بأقل الاغراءات ليسارعوا للمشاركة في الحكومة التى طالما اكدوا على عدم شرعيتها و رفضهم نتائج الانتخابات .و اثبتت الايام ان عدم الشرعية بالنسبة لهم هو عدم مشاركتهم في الحكومة و ليس نزاهة الانتخابات . تزداد الاوضاع في الوطن سوءا يوما بعد يوم والمعارك في جهاته الاربعة لم تتوقف بعد ان اظهرت الايام ان الحلول التى يطرحها النظام تتمثل في اتفاقيات عقيمة لا تستهدف حلولا عملية لقضية التقسيم العادل للسلطة والثروة ولا لقضية الاعتراف بالخصوصية الثقافية للهامش بتنوعه المعروف وتمايزه عن المركز، بل ما هى الا استراتجيات البقاء لهذا النظام يستخدمها ليقسم بها حركات الهامش التى تحمل السلاح ليستطيل زمن بقاؤه على سدة الحكم . و هو زمن مخصوم من مستقبل نهضة الشعب السوداني و تطوره . قد آن الآوان لمغادرة نظام الانقاذ و من يشاركه الحكم من فصائل المعارضة التى باعت مبادئها وخذلت شعبها الذى يطحنه القهر والغلاء بابخس الاثمان وذلك فى وقت نشهد فيه الربيع العربي من حولنا وكيف تستبسل هذه الشعوب من اجل الحرية و الخلاص . نفتتح هذا المؤتمر و نحن نسترجع تاريخ الحركة نقدا و تحليلا . شهدت (حق) لحظات عصيبة في تاريخها و مرت بتجارب من الصراع ادت الى انفصال الحركة اكثر من مرة مما اقعد مسيرتها نحو تحقيق اهدافها الاساسية . و نحن حين نأتى على ذكر هذه الاحداث ليس من باب تجريم اطراف او القاء اللوم على جهات انما نستعيدها كدروس تعلمناها . و اهم هذه الدروس ان بناء المؤسسات السياسية و الاجتماعية على قيم الديموقراطية و المؤسسية ليس بالمهمة السهلة، بل هو امر فى غاية التعقيد والصعوبة لان التربية الديموقراطية هي أساس بناء هذه المؤسسات .ان احترام الرأي الاخر و تقبله ليس بالثقافة السهلة فهى تحتاج لكثير من الجهد والممارسة والصبر وهو صبر مستحق ما دامت الاهداف الوطنية النبيلة هى المراد. نفتتح هذا المؤتمر بحضور رفاقنا من القوى الجديدة والديمقراطية بمختلف مشاربها . نتشرف بمشاركتهم لنا، ونرى فيهم حليفا مؤتمنا فى نشاطنا السياسى . و نتطلع للعمل معا لبناء كيان واحد للقوى الجديدة، كيان قوى و قادر على ان يطرح نفسه كبديل سياسي للشمولية و الطائفية السياسة، كيان قادر على الانتشار لينشر معه قيم وسلوك ديمقراطية حقيقية ومشروع الاستنارة والحداثة ، قوى قادرة على الوصول لابناء الشعب السوداني بكل اختلافته . قوى ملتزمة تجاه الديموقراطية كنظام سياسي و اجتماعي، قوى تستطيع فى النهاية المساهمة بفعالية من اجل تحقيق نهضة الوطن المؤجلة. الشكر لعضوية (حق) التي عملت بجد من أجل انعقاد هذا المؤتمر في ظل هذه الظروف الصعبة و تخصيصهم من وقتهم و اقتطاعهم من مالهم فى ظروف يعلم صعوبتها الجميع لاتمام هذا العمل . في الختام لابد ان نتذكر رفقاء لنا فارقونا في السنيين الماضية . كانوا علامات فارقة في تاريخ (حق) عملوا بجد لبناء الحركة فالنترحم على ذكرى الاخوان الاخ د.نزار ايوب - و الاخ عمر كانديك ، ونعاهدهم بأن ما بدأوه من عمل عمل سياسى ومن غرس طيب لا بد ان يأتى اكله.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة