|
تحية لروح خليل اٍبراهيم فقد سَرَف عُمْرة القيادة لي حدّها
|
العُمْرة هى اٍناء يستخدم فى نقل اللبن لدي أهل الارياف و البادية، بغرض حفظه، او تقديمه للضيوف او تسويقه، و سَرَفُ الاناء هو ملئه الى سعته، اى ملء مُسرف، و سرف العمرة فى لغة أهل البادية كناية قوية عن سعة المال و الكرم. فاذا كانت قيادة المنظمات السياسية العسكرية هى اشبه بعمرة اللبن فأن خليل اٍبراهيم قد سَرَف عُمْرة القيادة بفيض و فير من الاتساق مع النفس و الجسارة المبهرة.
قد يختلف الناس حول تأريخ الرجل و نشاطه السابق ضمن جماعة الانقاذ، كذلك لدى البعض تحفظات كثيرة حول مشروعه الحالى و علاقته بزعيم عصابة الانقاذ التاريخي حسن الترابى لكن مع كل هذه التحفظات و الخلافات لا يستطيع أحد ان ينكر موقفه القوي بنسلاخه من عصابة الانقاذ و منازلتها بجسارة هزت عروش الطاغية و ادخلت الرعب فى نفوسهم.
بقيادته لقوات و تواجدهم مع جنوده على الارض و فى الميدان على الدوام قدّم خليل درس كبير فى كيف يكون القائد الحق الذى يتقدم جنوده و لا تخفى فى البروج الامنة المشيدة و يرسلهم للجحيم. هذه تجربة مُعلّمة و هى بالتأكيد ترفع سقف التوقعات فى كيف يكون القائد او لا يكون. و هو بهذه الروح المقدامة عجزت الانقاذ بكل غضها و غضيدها فى النيل منه الى ان استعانت عليه بالاجانب فى سلوك رخيص يشبه أهل الانقاذ تماماً. فسوف تدفع فاتورة مقتله مزيد من الخضوع للقوي الاستعمارية الجديدة و سوف تدفع ثمن خليل اٍبراهيم مزيد من الاهدار لموراد السودان فى ارضاء اولياء نعمتهم الجدد.
أغتيال القائد خليل اٍبراهيم بقدر ما هو خسارة كبيرة لحركة العدل و المساواة و خسارة لكل الصف الوطنى الساعي لبناء دولة العدل و الحرية الا انه ايضا من جهة أخري خسارة مثمرة و ملهمة للالاف. خسارة كبيرة تزرع فى النفوس ثقة كبيرة بالقضايا التى مات أجلها خليل اٍبراهيم، خسارة تفضح جرائم الانقاذ و روحها الشريرة. سوف تبقى ذكري خليل اٍبراهيم ملهمة و معلم على طريق النضال للكتيرين. فلترقد روحك بسلام أيها القلب الشجاع و خالص العزاء للرفاق فى حركة العدل و المساواة و التعازي الصادقه لاسرته الكبيرة و الصغيرة.
!.
|
|
|
|
|
|
|
|
|