|
عبدالعاطي البيروقراطي
|
في البدء أود أن أنوه بأن المقصود ليس هو الزميل الأديب عادل عبدالعاطي وإنما العنوان يعود إلى أواخر ستينات او بدايات سبعينات القرن الماضي لمقال رائع – إن لم تخني الذاكرة – للأديب الكبير (حساس محمد حساس) يمارس فيه سخريته المعهودة والمحببة لممارسات موظفي الخدمة المدنية آنذاك . وكان من أوضح المظاهر السالبة حينذاك عدم قضاء مصالح العباد في وقتها واشتهرت عبارات ( إن شاء الله - بكرة – معليش ) حتى أطلق عليها بعض الفكهين ، اختصارا ، في الحروف الإنجليزية (IBM) . هذا إضافة إلى عدم بقاء الموظفين في مكاتبهم أثناء ساعات العمل وخروجهم لقضاء مصالحهم الخاصة في الوزارات الأخرى ، زيارة المرضى في المستشفيات ، الذهاب إلى بيوت العزاء ، استقبال أصدقائهم في مكاتبهم والونسة معهم لساعات طويلة مع شرب الشاي والقهوة ..الخ وكل ذلك أثناء ساعات العمل الرسمية . وكان راتب الموظف آنذاك مجزيا فما كان يحتاج للرشوة أو أداء أي عمل إضافي لزيادة دخله مما يتعارض مع أداء وظيفته . ومع هذا كان هنالك محاسبة للحالات الواضحة من التقصير . خلال إجازاتي السنوية لوطننا الحبيب السودان أدهشني جدا السوء الذي وصل إليه أداء الخدمة المدنية من حيث انتشار الرشوة والإهمال في أداء الوظيفة ..تجد في بعض الوزارات إعلان بأن البص سيتحرك في الساعة (كذا) إلى القرية أو الحي او المدينة (الفلانية ) بضواحي العاصمة لتقديم واجب العزاء لزميل العمل ...الغياب لعدة ساعات بل أيام من المكتب ..استمرار نفس الممارسة القبيحة في الخروج لأداء المصالح الخاصة على حساب ساعات العمل الرسمية ( بعضهم يعمل سائق تاكسي أثناء النهار) . يترتب على هذه الممارسات اهدار الوقت وضياع حقوق المواطنين إذ يستحيل لأي إنسان أن يقضي حاجاته حسبما يخطط وخاصة المغتربين الذين تجدهم دائما في صراع مع الزمن لقضاء شئونهم والعودة إلى مقر أعمالهم في دول المهجر قبل انتهاء إجازاتهم . صحيح هنالك عدد من الموظفين يؤدون واجباتهم بكل أمانة واخلاص وتفان ولكنهم للأسف الشديد قليلون جدا. الكمبيوترات احد معينات العمل الضرورية في هذا العصر . وحسنا فعلت الحكومة بتوفيرها في مكاتب الدولة ولكن وجدت بعض الموظفين يعتبرونها وسيلة للتسلية اثناء ساعات العمل . بعض المكاتب تعاني من شح الأدوات المكتبية ...الخ أما الرشوة فحدث ولا حرج إذ لا يستطيع المرء في أكثر الأحوال أن يقضي اموره دون أن يدفع (بالتي هي أحسن)..في الحقيقة يدفع المرء وهو مكره لا بطل . والأغرب من كل هذا أن الرشوة تتم على (عينك يا تاجر) كما يقول المثل الشعبي ، أي امام الناظرين بدون خجل او حياء او خوف من محاسبة . من طرائف قصص السلف حول حرص الإنجليز على أداء واجباتهم خلال حقبة الاستعمار : يقال أن احد الموظفين لم تشمله الترقية إلى درجة عليا فذهب للمفتش الانجليزي شاكيا وقال له ( يا جنابو أنا مظلوم ظلم الحسن والحسين ) فنادى المفتش الباشكاتب وقال له ( هات لي ملف الحسن والحسين ) ..طبعا الخواجة كان ما ناقش منو الحسن والحسين ولكنه حرص على أن ينظر في امرهما . ليت القائمين على الأمر يلتفتون قليلا لإصلاح الخدمة المعدنية والتي هي من اهم أعمدة تقدم الدول.
|
|
|
|
|
|
|
العنوان |
الكاتب |
Date |
عبدالعاطي البيروقراطي | Gaafar Ismail | 01-02-12, 07:26 AM |
Re: عبدالعاطي البيروقراطي | الفاتح ميرغني | 01-02-12, 07:48 AM |
Re: عبدالعاطي البيروقراطي | saadeldin abdelrahman | 01-02-12, 02:22 PM |
Re: عبدالعاطي البيروقراطي | قيقراوي | 01-02-12, 02:37 PM |
Re: عبدالعاطي البيروقراطي | Gaafar Ismail | 01-02-12, 03:29 PM |
Re: عبدالعاطي البيروقراطي | الفاتح ميرغني | 01-02-12, 02:44 PM |
Re: عبدالعاطي البيروقراطي | saadeldin abdelrahman | 01-02-12, 02:56 PM |
Re: عبدالعاطي البيروقراطي | Gaafar Ismail | 01-02-12, 03:56 PM |
Re: عبدالعاطي البيروقراطي | الطيب شيقوق | 01-02-12, 03:00 PM |
Re: عبدالعاطي البيروقراطي | Gaafar Ismail | 01-02-12, 04:03 PM |
Re: عبدالعاطي البيروقراطي | Gaafar Ismail | 01-02-12, 03:15 PM |
Re: عبدالعاطي البيروقراطي | الطيب شيقوق | 01-02-12, 05:43 PM |
Re: عبدالعاطي البيروقراطي | Gaafar Ismail | 01-03-12, 02:35 PM |
Re: عبدالعاطي البيروقراطي | الفاتح ميرغني | 01-03-12, 03:42 PM |
Re: عبدالعاطي البيروقراطي | الفاتح ميرغني | 01-04-12, 01:20 PM |
Re: عبدالعاطي البيروقراطي | Gaafar Ismail | 01-05-12, 04:22 PM |
|
|
|