العد العكسي : مسلسل الانتقام والمضاد : إخلاء العاصمة ومدنها (روح خليل)

Quote: الأخ الرفاعى، تحياتى اذا كان المؤتمر الوطنى حريصاً علي سلامة البلد و المواطنيين، فالحل بيده، و هو ترك هذه السلطة و تسليمها الي سلطة انتقالية تمهد الى قيام دولة ديمقراطية فى السودان. و يسبق قيام الديمقراطية مؤتمر شامل يضم كل الاطراف و الكيانات السياسية، و من ضمنها التى تحارب فى اطراف البلد، لتحقيق المصالحة الوطنية، و كتابة عقد اجتماعى و سياسى جديد، علي ضوءه يتم أرساء نهج سليم للممارسة السياسية فى السودان و تدوال السلطة،كما يُلتزم فيه باتاحة الحريات و احترام حقوق الانسان و انصاف كل المتضررين من ظلم الماضى. و انا متأكد أن كل الذين يحاربون الآن فى الأطراف، سوف يستجيبون لمثل هذه الدعوة، و تخبو أو تموت كل بؤر الصراع الحالية فى السودان. غير هذا فالبلد سوف تواصل انحدراها الي مستنقع الحروب القبلية و الاثنية، مصاحباً هذا بالكثير من الازمات الداخلية المتتالية نتيجة لانهيار الاقتصاد و انعدام الحريات و ظلم الحكومة المركزية لكافة أهل السودان. حتي يلتئم الشمل مرة أخري، و تسود الطمأنينة فى المجتمع السودانى و يتحقق استقراراً سياسياً و اقتصادياً و اجتماعياً بصورة مستدامة، لابد من ذهاب أس الأزمة، و صانع التوتر العرقى و الاثنى، و سبب كل المعضلات الجبّارة التى تواجه السودان اليوم، اي بعبارة أخري لابد من ذهاب المؤتمر الوطنى الي غير رجعة، حتى يتحقق الاستقرار فى هذا البلد الأمين. فى اعتقادى أن المؤتمر الوطنى سوف لن يقبل بمثل هذه الافكار التى تطالبه بترك السلطة، بل سوف يحاول بكل السبل الممكنة، الاستمرار علي سدة السلطة قابضاً علي الثروة و مهمشاً لجميع من هم لا يوالونه، و خالقاً بين كل فترة و الأخري أزمة فى كل المستويات الحياتية لاهل السودان - وهو ديدن كل الحكومات الشمولية فى العالم- و هذا مما يقود الي نتائج كارثية سوف تدمر كل مقومات الحياة فى السودان و تخلق فتنة عظيمة تسفك فيها دماء الابرياء علي قارعة الطريق، و تهدر كرامة الشرفاء، و تستباح الحرمات ،و يسود ظلام كثيف فى الافق السياسي للبلد يصعب معه رؤية اي ضوء لحل كل الأزمات التى تستفحل يوماً بعد يوم.