قصص اقرب للاسطوره عن سيد شهداء الامه السودانيه د.خليل ابراهيم!

Quote: د.خليل لم يخف يوماً من مواجهة الموت من أجل مايؤمن به.. لم يكن ليتنازل أبداً عن أهدافه العظيمة ولو بقي وحيداً. أول ماتنظر إليه سوف تتأكد .. من أنك إما ستراه أول مرة أو آخر مرة. ظني أن رسالته التي كان يحملها في رأسه ولم يقلها لأحد هي : غداً عندما أموت من أجل هذا سوف تصدقون ولكن حينها فقط واصلوا السير. تباً لسخرية القدر الذي يدفع البعض منا للموت من أجل إثبات شئ ما. وما أقسي أن يموت إنسان في قامة د.خليل ومازال في صدره أمل لم يتحقق. أو قل عندما يتحقق لن يكون هو من يقف هناك مبتسماً متقلداً أوسمة النصر ومتنسماً عبير الورود. مشي د. خليل إلي ما يؤمن به إلي آخر مايمكن أن يتوقعه إنسان. قابلته في 2007 في القاهرة - وكانت مسؤليتي هي تنسيق دخول الصحفيين والإعلاميين المصريين والسودانيين لإجراء مقابلات معه. بعد أن سلمت عليه سألني : إنت من وين؟ قلت ليه أنا من نيالا؟؟ قال لي من وين في نيالا؟؟ قلت ليه أنا مولود في نيالا لكن أهلي علي ما أظن ينحدرون من بلبل تمبسكو أو ما شاكل ذلك. علي الفور عرف بقية التفاصيل وبدأ يذكر لي الناس الذين يعرفهم فرداً فرداً. ما لاحظته: طليلة فترة إقامتنا في الفندق أن الدكتور خليل يحمل شنطة صغيرة وخفيفة جداً كانت له بدلة واحدة وكرفتة واحدة (ذات اللون الرمادي) هذي التي ترونها في الصور وجزمة واحدة. وكان عنده مكواة صغيرة - عرفت أن هذه المكواة لا تفارقة أبداً لا يأكل كثيراً.. ولا يأكل وحده.. لا يحمل نقود علي الإطلاق - وحكي لي أحد أقربائه أن د. خليل لم يفتح حساب بنكي طيلة فترة حياته. حتي أنه لا يستلم مرتبه بل يقوم بإستلامه جبريل ويوزعه علي إحتياجات الأسرة. كان يحب التواصل مع الناس بلطف وتواضع وحكمة.. ولكن في نهاية قصة هذا البطل الشجاع.. أنه لم يهدي شرف إغتياله لذبانية المؤتمر الوطني - وما أستطاعت كل آلة الحرب الإنقاذية أن تنال منه .. وأنه أستشهد مبتسماً لنصره الذاتي العظيم - والمؤتمر الوطني مهزوم حتي في موت د.خليل ألم تروا ذلك في تلك الوجوه العابثة؟؟؟؟ ولحياة الشهيد بقية...