|
Re: (غرب المانش) رواية جديدة (Re: اشرف السر)
|
. .
.
دوماً تبدو ساعات يوم الجمعة أقصر قامةً من بقية أيام العمل الأسبوعي لأنها تسبق يومي الراحة. أعتدت قضاء مساء الجمعة في الاستماع لحكايات حسين التي تشبه حكايات نارنيا وهي حكايات لا تنضب عن أناس عاشرهم في بلدان عدة، وعن تفاصيل حياته في السودان، ومشاريعه وطموحاته المستقبلية. من أكثر الأشياء التي قرَّبتني وجدانياً من حسين - عدا صراحته – هو طموحاته الكبيرة رغم واقعه القبيح. فحسين تكوين مختلف عن البقية الذين أتوا يجذبهم الحلم ذو القوى الثلاثية للنفاق، حلم البيت والسيارة والزوجة، نادراً ما تجد من يعترف بهذه الحقيقة، والغالبية ترتدي قناع النضال، النضال الذي لا يتعدى وقفات احتجاجية من حين إلى حين أمام السفارة، أو مشاركات إسفيرية في شأن السياسة والوطن أقصى ما تفقده فيها هو ثمن اشتراكك في خدمة الانترنت. يختلف حسين عن هؤلاء تماماً فكل حياته هي عبارة عن نتاج لاستجابته لمنطق لمعادلة متوالية صدف غيبية لا أكثر، يمثل مصير حسين فيها دائماً الحد "س" المجهول القيمة. حين سألته عن دوافع هجرته إلى هذا البلد في أيام إقامتي الأولى معه عرفت قصته المليئة بالمفاجآت فقد حكي لي عن قريته الصغيرة بنواحي عطبره، بؤس القرية الذي يتنفسه الجميع كغبار الطلع، محدودية الحياة هناك، وتفاصيلها المتآكلة على الدوام فهي لم تغير أوضاع إنسانها منذ ما قبل العهد المروى والى الآن، دائرة وجودها دائرة قيصرية، تمدهم بقيصرهم الجديد على الدوام، مهما تغير الحكم، فمن العمدة والناظر، إلى المجالس الريفية ثم اللجان الشعبية، إمام القرية، كل تفاصيل الهيمنة التقليدية التي لا تنظر أبعد من أخمص قدم مصلحتها الخاصة. حدثني عن هجرته للخرطوم عند بلوغه سن الخامسة عشرة، مدفوعاً بكرهه للزراعة والرعي ومدفوعاً بحلم غامض لا يدرك كنهه، ثم تقلبه في الكثير من الأعمال الصغيرة في السوق ابتداءً ببيع الماء المُبرَّد للسابلة في موقف المواصلات، وصولاً لدخوله عالم التجار المعتبرين وامتلاكه ثلاجة فواكه في السوق المركزي، وصداقاته مع كبار تجار الخرطوم، أصدقه في كل ما قال، لصدق عرفته فيه من سكناته فقط، فحسين حينما يحكي عن شيء في الماضي، يحكيه وكأنه شيء يحدث الآن فلا تبدو عليه سيماء التذكر والاسترجاع من شرود النظر والانفصال عن الآن أو تحريك العيون للأعلى ولجهة اليسار أو اليمين، فحسين يتكلم مباشرة من حسه الآني وليس من ذاكرة قد تُحور أو تُجمِل الأحداث، تعرفها بداهة فطرية فيه، لم ألتق بأحد مثل حسين .
.
. يتبع
|
|
|
|
|
|
|
العنوان |
الكاتب |
Date |
(غرب المانش) رواية جديدة | اشرف السر | 10-16-11, 07:56 PM |
Re: (غرب المانش) رواية جديدة | اشرف السر | 10-16-11, 08:06 PM |
Re: (غرب المانش) رواية جديدة | اشرف السر | 10-16-11, 08:09 PM |
Re: (غرب المانش) رواية جديدة | اشرف السر | 10-16-11, 08:14 PM |
Re: (غرب المانش) رواية جديدة | اشرف السر | 10-16-11, 08:16 PM |
Re: (غرب المانش) رواية جديدة | اشرف السر | 10-16-11, 08:22 PM |
Re: (غرب المانش) رواية جديدة | اشرف السر | 10-17-11, 11:48 AM |
Re: (غرب المانش) رواية جديدة | اشرف السر | 10-18-11, 08:36 PM |
Re: (غرب المانش) رواية جديدة | اشرف السر | 10-18-11, 08:46 PM |
Re: (غرب المانش) رواية جديدة | ناصر يوسف | 10-18-11, 10:31 PM |
Re: (غرب المانش) رواية جديدة | اشرف السر | 10-19-11, 02:40 PM |
Re: (غرب المانش) رواية جديدة | Abuzar Omer | 10-19-11, 06:27 PM |
Re: (غرب المانش) رواية جديدة | اشرف السر | 10-20-11, 10:09 AM |
|
|
|