|
Re: عادل عبدالرحمن:شكرا على إهداء "حكمة الحب" (Re: osama elkhawad)
|
لالقاء مزيد من الضوء على أثر الالقاء الجيد لمجايلي من الشعراء المبدعين،أبسط هذه المداخلة نقلا عن"ديوان شعري اسفيري".
حين تقف الشاعرة على المنصة وهي تواجه جمهورها,فانها مطالبة بان تجسد نصها المكتوب عبر الصوت على الاقل. وهذا يقتضي من الشاعرة اما ان تكون بارعة في الالقاء بالفطرة او ان تتلقى تدريبا عمليا حول ذلك. وكنت في بداياتي الشعرية,لا اعرف الالقاء ,وهذا كان سببا من اسباب انصراف الناس عن شعري في وقت من الاوقات وقد وصلتني ملاحظات كثيرة حول ضعف وبؤس القائي الشعري, وقد جعلتني تلك الملاحظات ادخل في متاهة نفسية صعبة ولم أكن ادري كيف اعالج هذا الامر, خاصة انني كنت القي مع شعراء من جيلي يمتازون بالقاء شعري مدهش مثل حميد والقدال ومحمد محيي الدين,عادل عبدالرحمن ,والذي كانت له طريقته المميزة في الالقاء, وربما انه استفاد من فترة وجوده في دمشق في اواخر السبعينيات,واحتكاكه واستماعه للشعراء العرب من كل الاقطار,فقد كانت دمشق والى الان هي مركز اتحاد الكتاب العرب, وهي اي دمشق من المراكز الثقافية العربية المهمة,ومثلها في ذلك القاهرة وبيروت وبغداد في ذلك الوقت السبعيني وقد اكتشفت –اثناء متاهتي النفسية تلك حول بؤس وضعف القائي الشعري ", أن شاعرا مثل القدال له القدرة على ان "يمدح" من خلال القائه الشعري, كما حدث في لقاء تلفزيوني شهير معه ,مدح فيه,او قل انه حاول ان يجسد ما قاله في نصه:
Quote: يا سيد جمال الكون عاقل وانا المجنون يا حاجنا وينها |
وهو قد "تناص" مع المدحة الشهيرة,ولكنه لم يقم بالقائها صوتيا فقط ,وانما حاول أن "يمدحها",وفعلا نجح في ذلك,واكتشفنا حينها ان القدال له صوت مميز وقد كنت مع القدال قبيل ذهابه للتسجيل في التلفزيون في مكان واحد,ضمن تشردنا المشهور واندهشت عندما استمعت له وهو "يمدح" بطريقة" جميلة اسرة,فهو لم يفعل ذلك في الامسيات الشعرية التي حضرتها وهو يلقي شعره. المهم نرجع لموضوع الالقاء الشعري وعلاقتي به,والتي بدأت متوترة كما قلت, وادخلتني في "أمرن ضيق". ولم استطع معالجته الا بعد ان ذهبت الى اليمن, وكان ان تذكرت ما قالته لنا مرة -ونحن ندرس اللغة البلغارية في صوفيا-, احدى مدرسات اللغة فهي قد اشارت الينا بان نسجل ما نقوله في شريط ثم نستمع اليه بعد ذلك وفعلا قمت بشراء مسجل بالدين. وحملته الى "جحري الريفي" في قرية النجيبة من ضواحي "تعز" وساعدني ذلك في ان اطور القائي الشعري بدرجة كبيرة,خلصتني مما كنت اشعر به في السودان من انني غير قادر على ايصال نصي الشعري من خلال الصوت,على الاقل. ومما ساعدني في تذكر ما قالته لنا مدرسة اللغة البلغارية, ما تذكرته من ان محمد الحسن سالم حميد كان ايضا يعاني من هذه المشكلة, اي ايصال نصه الشعري,بالطريقة التي يعتقد انها مناسبة للمستمعين وقد كنا نلتقي به تحت "الكرة الارضية" المقابلة ل: قاعة الصداقة وكان يلقي علينا شعره ,بطريقة احسن من طريقتي,ولكنها ايضا تعاني من مشاكل كثيرة. فكان ان قام "حميد" بمحاولة مستمرة ودؤوبة لتحسين القائه الشعري. فاهتدى الى كتاب عن الخطابة،واستفاد منه حرفيا,بحيث انه,وبحسب ما يقول به الكتاب,ذهب الى الخلاء,وتخيل انه امام جمهور, وابتدأ يلقي شعره, وكان يلقي مغمض العينين. وهذا ما لازمه في القائه الشعري المتميز,بعد ذلك , اذ ان "حميد " يلقي شعره وهو مغمض العينين, وكان كلام "اغماض العينين" مرتبطا بان تتخيل ان قطعان الماعز التي امامك في الخلاء هي الجمهور, ولهذا فعليك ان تغمض عينيك حتى لا يشوش منظر "قطيع الماعز",على القائك. المهم تحسن القائي الشعري الى الدرجة التي فكرت فيها بان يكون مصحوبا بموسيقى. وكان ان اشتريت كي بورد للموسيقى من مؤسسة راديو شاك المعروفة وحاولت ان اتلقى دروسا في الموسيقى مدفوعة الاجر من خلال استاذ للموسيقى وكان لاعبا لكرة السلة, وتعرفت عليه من خلال شريكي في السكن في فيلاديلفيا "الرومميت" وصديقي العزيز جدا عصام محمد فضل من مدني,والمشهور بعصام جاكسون في امريكا. ولم استطع اكمال الدروس الموسيقية حين وصلنا لمرحلة "الكوردات" فتركت الدروس الموسيقية,لكنني ما ازال من حين لاخر اعزف على الكي بورد الموسيقي, واصبح عزفي على الاقل "مقبولا" للاغاني السودانية او قل بعضها. وسأعود لمواصلة كلامي عن علاقتي بالالقاء الشعري, لفائدة الشاعرات الجديدات والشعراء الجدد المشاء
|
|
|
|
|
|