|
Re: شبه جزيرة الغياب (Re: osama elkhawad)
|
أدناه مقال عن : لذة المكان وهو يندرج في ما قلنا به عن الاهتما العربي النقدي ب:
لذة المكان للكاتب: أحمد حيدر والذي نشر في موقع الحوار المتمدن وهو يندرج ضمن المساهمة التي قدمها باشلار للثقافة العربية عبر ترجمته من قبل غالب هلسا
أخذ الاهتمام بالمكان - ومضامينه الدلالية - يأخذ منحى مغايرا ، في ظل المعطيات الجديدة التي تمخضت عنها الدراسات النقدية في الفلسفة ، وعلم الاجتماع ، وعلم النفس ، والانتروبولوجيا ، ن بعد أن ظل ردحا من الزمن تابعا ، وعنصرا غائبا ، لا تتعدى وظيفته حدود التأطير ، يخضع للرؤية المنهجية المتبعة في الدراسات التحليلية في الرواية ( كما هو شأن التابعية ) واسترد هيمنته ، وبدا طاغيا في العديد من الأبحاث - المستقلة -ن تناولت المكان من جميع جوانبه ( كاننا إزاء حقيقة أولية في كل فهم يروم النزول إلى أغوار الذات الإنسانية : شخصية ، وفردا ، ووجودا ، وهوية ، وفكرة ...! ) وغدا المكان امتدادا للجسد عند المفكرين الاجتماعيين ، والنفسانيين ، فقد قارن عالم الاجتماع أ. ت. هل ( هذا الحيز بالفقاعة التي يعيش الفرد بداخلها ، ويحملها أينما ذهب ) وصارت المقابلة ( الإنسان المكان ) بديهة ، وركيزة رئيسة لأية دراسة تحاول ملا مسة المكان ( فالمكان الذي يعيش فيه البشر مكان ثقافي ، أي ان الإنسان يحول معطيات الواقع المحسوس وينظمها ، لا من خلال توظيفها المادي لسد حاجاته المعيشية فقط بل من خلال إعطائها دلالة وقيمة ) وكتاب ( جماليات المكان ) لغا ستون باشلار الذي ترجمه المرحوم غالب هلسا ، يؤكد هذه العلاقة العضوية بين المكان والإنسان ، من خلال إبراز جماليات المكان ( الجغرافي ) وجماليات المكان ( النصي ) وأكد الشاعر الفلسطيني عزا لد ين المناصرة هذه الحقيقة بقوله : (الأمكنة جزء من التجربة الحياتية سلبا أو إيجابا ، وهي أيضا جزء من النص ، والشاعر يقرأ أسرار وخفايا الأمكنة ، ويقرأ جغرافيتها ، وتاريخها ، الماضي ، والحاضر ، والمستقبل ، ولابد للمكان ان ينصهر ويذوب في دم النص ويعطيه صفات جديدة حيث يصبح للنص مكان خاص !!)
الأمكنة لا تتشابه ، تبعا لسيرورة الزمان ، قد تتشابه في المظهر الخارجي ، لكنه من المستحيل ان تتشابه من الداخل ، فالبيوت التي فقدناه إلى الأبد -كما يقول باشلار - تظل حية في داخلنا ، بلدة ( حلبجة ) الوادعة ، هيروشيما الكرد ، التي قصفت بالأسلحة الكيماوية ، والبيولوجية ، من قبل النظام العفلقي المخلوع صدام حسين ستعاني من البرد والخوف طوال حياتها ، ولاشيء يعيد الطمأنينة إلى طيورها ،و أشجارها ، وغيومها ، ...!!
وتعيد إليها وداعتها ، حتى لوشيدت في وديانها ناطحات سحاب ، وعلقت على مدخل بابها الرئيس حدائق بابل !
نادرا ماتتكرر الأمكنة - والكرد حالة نادرة - ففي المكان الذي أعلن فيه قيام جمهورية مها باد ( جار جرا ) أعدم في المكان نفسه فالمنزل الأول لا يبرح المخيلة ، ولا الحب الأول ، ولا القبلة الأولى !! شاعر الطفولة سليمان العيسى ، كلما سأله أحد الصحفيين عن مكان ولادته ، ترقرقت الدموع من عينيه ، لاذ بالصمت !! فما زال قميصه معفرا بتراب اللواء السليب ( الاسكندرونة ) !!؟
يقال ان ( المنفي أكثر تعلقا بالأمكنة ) يحمل المكان معه في حله ، وفي ترحاله ! ولكن كيف يكون حال ( المنفي داخل الأمكنة ) أليست أشد وطأة ! المواطن الذي جرد من جنسيته ، وحرم من ممارسة حقوقه ، وأداء واجباته ، وتبعثرت أحلامه ادراج الرياح ، العاطل عن العمل ، الخائف ، المقموع . كل هؤلاء يتبادلون الكرز ، والقبلات مع الأمكنة ، في المنعطفات الخطرة ، و الحرجة !
للأمكنة أوجاع هائلة ، تضفي القلاقل على ( الجماليات ) التي حرضنا باشلار على اكتشافها في الوطن ، وفي النص ، كيف يمكن ان نتصور منطقة الجزيرة الخضراء ، الغنية بثرواتها الطبيعية ، والباطنية ، تندرج ضمن المناطق النامية ، أسوة بالبلدان النامية في افريقيا ، وامريكا الجنوبية ، التي تتعرض للجفاف ، والمجاعة !!؟ هل تدفع الجزيرة ضريبة التاريخ أم ضريبة الجغرافية !!؟؟ومن يؤكد ان جميع القاطنين في مدينة ( القامشلي ) يعشقونها بالعنفوان نفسه !؟ مانوع العلاقة التي تربط ( المغمورين ) بالمكان ؟؟ هل هي علاقة انتماء ؟ ام انها علاقة ( براغماتية ) تخضع لعمليات السوق العرض،الطلب الربح ، والخسارة !!؟؟
الأمكنة لا تتساوى ، سواء في القيمة ام في الدلالة ! ؟
واذا تعمقنا في البحث نكتشف ان القيم الاجتماعية تكتسب صفات مكانية للدلالة على مكانتها ، فلا يستوي أهل اليمين ، وأهل الشمال كما جاء في القرآن الكريم ، كذلك المعدوم و المدعوم ؟ والذين فوق - والذين تحت !!
فلو اقيمت المباراة المشؤومة - 123 2004 - بين فريقي الفتوة والجهاد ، في ملعب دير الزور ، وراحت جماهير الجهاد - كاجراء استفزازي لا أكثر - تطوف شوارع المدينة ، وترفع اللافتات المناوئة للمخلوع صدام حسين ، وتهتف بحياة قادة الكرد ، وقبل ان يطلق الحكم صافرة البداية ، تبدأ بشن هجمة عنيفة على جماهير الفتوة
المسالمة ، وتحيل المدرجات الى حلبة للمصارعة الحرة ، تستخدم فيها العصي ، والحجارة ، والرصاص !!
ولنفترض ان محافظ دير الزور هو الدكتور سليم كبول ، ترى هل كان سيادته سيأمر قوات حفظ النظام باطلاق الرصاصات الحارقة- المتفجرة - بشكل عشوائي على الجماهير العزل ، اذن هل تتساوى الأمكنة سؤال برسم كل شريف ، وغيور على هذا الوطن !!؟؟؟ http://www.rezgar.com/debat/show.art.asp?aid=16683
|
|
|
|
|
|
|
العنوان |
الكاتب |
Date |
شبه جزيرة الغياب | osama elkhawad | 07-08-06, 00:34 AM |
Re: شبه جزيرة الغياب | حاتم الياس | 07-08-06, 03:09 AM |
Re: شبه جزيرة الغياب | osama elkhawad | 07-08-06, 04:15 PM |
Re: شبه جزيرة الغياب | Emad Abdulla | 07-08-06, 05:10 PM |
Re: شبه جزيرة الغياب | osama elkhawad | 07-08-06, 06:20 PM |
Re: شبه جزيرة الغياب | أبوذر بابكر | 07-09-06, 02:45 AM |
Re: شبه جزيرة الغياب | newbie | 07-09-06, 02:51 AM |
Re: شبه جزيرة الغياب | osama elkhawad | 07-09-06, 05:17 PM |
Re: شبه جزيرة الغياب | osama elkhawad | 07-09-06, 06:43 PM |
Re: شبه جزيرة الغياب | osama elkhawad | 07-09-06, 09:05 PM |
Re: شبه جزيرة الغياب | osama elkhawad | 07-09-06, 09:23 PM |
Re: شبه جزيرة الغياب | osama elkhawad | 07-09-06, 09:50 PM |
Re: شبه جزيرة الغياب | osama elkhawad | 07-09-06, 10:42 PM |
Re: شبه جزيرة الغياب | أبوذر بابكر | 07-11-06, 04:34 AM |
Re: شبه جزيرة الغياب | osama elkhawad | 07-11-06, 01:34 PM |
Re: شبه جزيرة الغياب | osama elkhawad | 07-11-06, 10:57 PM |
Re: شبه جزيرة الغياب | osama elkhawad | 07-14-06, 01:13 AM |
Re: شبه جزيرة الغياب | أبوذر بابكر | 07-15-06, 01:26 AM |
Re: شبه جزيرة الغياب | Adil Osman | 07-14-06, 03:21 AM |
Re: شبه جزيرة الغياب | osama elkhawad | 07-14-06, 01:01 PM |
Re: شبه جزيرة الغياب | خضر الطيب | 07-14-06, 01:15 PM |
Re: شبه جزيرة الغياب | osama elkhawad | 07-14-06, 03:58 PM |
Re: شبه جزيرة الغياب | osama elkhawad | 07-14-06, 11:33 PM |
Re: شبه جزيرة الغياب | osama elkhawad | 07-15-06, 01:39 AM |
Re: شبه جزيرة الغياب | AnwarKing | 07-15-06, 01:46 AM |
Re: شبه جزيرة الغياب | osama elkhawad | 07-15-06, 02:47 AM |
Re: شبه جزيرة الغياب | عبدالله الشقليني | 07-15-06, 10:03 AM |
Re: شبه جزيرة الغياب | osama elkhawad | 07-15-06, 01:00 PM |
Re: شبه جزيرة الغياب | osama elkhawad | 07-16-06, 01:40 AM |
Re: شبه جزيرة الغياب | أبوذر بابكر | 07-16-06, 04:28 AM |
Re: شبه جزيرة الغياب | osama elkhawad | 07-16-06, 06:33 PM |
Re: شبه جزيرة الغياب | osama elkhawad | 07-16-06, 07:53 PM |
Re: شبه جزيرة الغياب | osama elkhawad | 07-16-06, 09:49 PM |
Re: شبه جزيرة الغياب | osama elkhawad | 07-16-06, 10:23 PM |
Re: شبه جزيرة الغياب | osama elkhawad | 07-16-06, 10:47 PM |
Re: شبه جزيرة الغياب | أبوذر بابكر | 07-17-06, 00:08 AM |
Re: شبه جزيرة الغياب | osama elkhawad | 07-17-06, 00:16 AM |
Re: شبه جزيرة الغياب | osama elkhawad | 07-17-06, 01:16 PM |
Re: شبه جزيرة الغياب | osama elkhawad | 07-17-06, 01:35 PM |
Re: شبه جزيرة الغياب | osama elkhawad | 07-17-06, 01:41 PM |
Re: شبه جزيرة الغياب | osama elkhawad | 07-17-06, 01:47 PM |
Re: شبه جزيرة الغياب | osama elkhawad | 07-17-06, 01:58 PM |
Re: شبه جزيرة الغياب | osama elkhawad | 07-17-06, 04:14 PM |
Re: شبه جزيرة الغياب | osama elkhawad | 07-17-06, 04:26 PM |
Re: شبه جزيرة الغياب | osama elkhawad | 07-18-06, 01:22 AM |
Re: شبه جزيرة الغياب | Amin Mahmoud Zorba | 07-18-06, 11:00 AM |
Re: شبه جزيرة الغياب | osama elkhawad | 07-18-06, 11:02 PM |
Re: شبه جزيرة الغياب | osama elkhawad | 07-20-06, 01:52 AM |
جماليات المكان "السنّاري" من خلال مفهوم العودة عند محمد عبدالحي | osama elkhawad | 07-20-06, 10:58 PM |
|
|
|