الطيب صالح :اراء في السياسة والهجنة الثقافية

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-03-2024, 08:43 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مكتبة الشاعر اسامة الخواض(osama elkhawad)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
06-23-2004, 12:21 PM

osama elkhawad
<aosama elkhawad
تاريخ التسجيل: 12-31-2002
مجموع المشاركات: 20474

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الطيب صالح :اراء في السياسة والهجنة الثقافية-الجزء الاخير (Re: osama elkhawad)

    الجزء الاخير:
    لمصطفى سعيد صلة حميمة بما اصطلح عليه بالزنوج المنمبتين قبليا:

    Negroid but detribalized people

    وهم كما -يرى المستعمرون البريطانيون-

    "العبيد السابقون الذين ترجع أصولهم الى قبائل الجنوب او جبال النوبة,لكنهم استقروا في المجتمع الشمالي السوداني,وفقدوا بالتالي,اي صلة بقبائلهم الأصلية اذ لم يكن لهم في الشمال أي مكان في النظام الاجتماعي".

    فوالدة مصطفى سعيد -فاطمة عبد الصادق- كانت من تلك الفئة-تقول احدى شخصيات "موسم الهجرة الى الشمال" عنها"ويقال أن أمه كانت رقيقا من الجنوب ومن قبائل الزاندي أو الباريا,الله اعلم. الناس الذيت ليس لهم اصل هم الذين تبوأوا أعلى المراتب أيام الانجليز"ص 63 -من الاعمال الكاملة- دار العودة بيروت,1988.

    صحيح ان والد مصطفي سعيد كان عربيا من "العبابدة القبيلة التي كانت تفيش بين مصر والسودان"-ص-63. ولذلك كان مصطفي سعيد كما يقول في الرواية -عربيا افريقيا,الا ان أباه توفى قبل ولادته,وانقطعت علاقة مصطفى سعيد باسرة أبيه لأسباب لم تقلها الرواية,فانبت عن جذوره العربية,وأصبح كأمه-زنجيا منبتا بامتياز,لذلك قال"لم يكن لنا أهل"-ص29
    ولانبتاته القبلي هذا,ولاسباب أخرى لم يرجع مصطفى سعيد مباشرة بعد انهاء دراسته,وقضى وقتا طويلا متسكعا بين البلدان, اذ أنه كما يقول الراوي -بعد أن يخرج من السجن-"يتشرد في أصقاع الأرض, من باريس الى كوبنهاجن الى دلهي الى بانكوك"-ص78-79.

    وحتى حينما عاد لم يعد عودة طبيعية-حسب الراوي_ ولم يختر قريته الجديدة بدلا عن الخرطوم أو ضواحيها, بل عاد عودة عبثية الى قرية منسية الذكر على منحنى النيل-يقول مصطفي سعيد عن ذلك -اذا أخذنا روايته على محمل الجد:
    "كنت في الخرطوم أعمل في التجارة.ثم لأسباب عديدة قررت أن أتحول للزراعة,كنت طوال حياتي أشتاق للاستقرار في هذا الجزء من القطر,لا أعلم السبب.وركبت الباخرة, وأنا لا اعلم وجهتي, ولما رست في هذا البلد,اعجبتني هيئتها.هجس هاجس في قلبي: هذا هو المكان"-ص20.

    ولأنه بلا أصل قبلي, ولا تاريخ يقبله القرويون, لم يتزوج طواعية من امراة عادية, بل تزوج امراة من أصل قبلي متواضع..يقول الجد عن قبيلة زوجته حسنة بنت محمود, معلقا "تلك القبيلة لا يبالون لمن يزنوجون بناتهم"ص16.
    ترد في نصوص الطيب صالح اشارات كثيرة عن "الرق", يقول ودالريس عن جارية خطفها من بيت العرس "كانت فرخة عديلة من جواري بحري"ص84 .وفرخة بالعامية السودانية تعني"أأمة" أو "عبدة" أو" جارية".
    ونرى ايضا أن موسى الأعرج احدى شخصيات "عرس الزين" "كان عبدا رقيقا لرجل موسر في البلد, ولما منحت الحكومة الرقيق حريتهم اثر موسى أن يبقى مع مولاه".ص202-203.
    وموسى هذا هو الذي طرده "سيف الدين" بحجة أنه لم يعد رقيقا ,وانه ليس مسؤولا عنه, ص229.

    وبدا وضع الرقيق سيئا ,عندما حلف والد سيف الدين "ليسجننه طوال حياته في الحقل كالعبد الرقيق" ص229.

    وأحيانا لا تكتفي نصوص الطيب صالح بالوصف الاحادي فقط,بل تقدم عرضا بانوراميا,حين تتحدبث عن وضع"الجواري" في "ود حامد"...تقول الرواية"الجواري-الخدم كما يقول أهل البلد-كن رقيقا أعطى حريته,بعضهن هاجر من البلد,وتزوجن بعيدا عن موطن رقهن.وبعضهن تزوجن من الرقيق المعتقين في البلد وعشن حمياة كريمة,بينهن وبين سادتهم السابقين ود وتواصل, وبعضهن لم تستهوهن حياة الاستقرار,فبقين على حافة الحياة في البلد,محطا لطلاب الهوى واللذة"ص229-230.

    نلاحظ ان الرواية على قتامة الصورة تعكس ظلالا متدرجة عنها,لكن نص العرض السينمائي في تعامله مع النص المكتوب اختار الظل الاشد قتامة, مما أثار حنق الجنوبيين.

    لا تعكس نصوص الطيب صالح الوضع المتري للرقيق بأبعاده المختلفةفقط,بل تعكس بعض مظاهر"التمايز العرقي".ففي "عرس الزين" تم التحدث عن "عرب القوز"-الذين يرابطون-كما تقول الرواية-على طرف الارض المزروعة,فعرب القوز لا يتزاوجون مع السكان الاصليين,فهم يعتبرون أنفسهم "عربا خلصا",وأهل البلد يعتبرونهم "بدوا أجلافا",ص197-198.

    ان الحديث هنا لا يدور عن الخليط العرقي السلمي,كما يرى الطيب صالح,بل عن صورتين متنافرتين يعكسهما كل من الطرفين على الاخر-الحديث هنا يختص "بالتمايز العرقي",ولذلك يتحدث محمد خلف في دراسته عن "خطاب الدرويش" عن أن"عرب القوز تم احتجازهم في ما وراء الخطوط المبينة للنقاء العرقي".
    ومن هنا نرى أن مسألة الأعراق ليست أوروبية فقط, وانما يمكن أن تكون سودانية أيضا.

    لسنا وحدنا –في هذا العالم- الذين تؤرقهم , وتزلزل أركان مجتمعهم اشكالي الهجنة الثقافية.فأغلب المجتمعات تعيش-بشكل أو باخر_اشكالية الهجنة الثقافية.فأكبر بلدان العالم الان-أمريكا,تئن تحت وطأة هذه الاشكالية.يتحدث ادوارد سعيد في "الثقافة والامبريالية" عن الالتباس المزدوج "للهوية الأمريكية".

    المهم الان –بالنسبة الينا كسودانيين, الاعتراف بوجود اشكالية للهجنة الثقافية.فعبر النقد الأليم,والاعتراف بالمرارات والخيبات,يمكن لنا على شارع الدموع والعذاب,أن نعبر الى فضاء"التسامح والاحترام المتبادل".

    ان النص الابداعي,كنصوص الطيب صالح,يمكن ان يساهم في قيامنا بتلك الرحلة الأليمة.بالتأكيد هنالك فرق شاسع بين النص الذي يقفز فوق التاريخ والحقائق الدامغةليشوه صورة "الاخر" و"الواقع" معا, وبين النص الذي يرينا –من كل ذلك صورتنا القبيحة التي نحاول اخفاءها عبر أقنعة وحيل كثيرة,واعتقد ان هذا ما نجحت نصوص الطيب صالح في انجازه.وهذا ما سيجعلنا كسودانيين أكثر محبة له, وافتتانا بنصوصه.



    هامش:
    كتب هذا الموضوع –كما يقول خلف في رسالة لاحمد عبد المكرم,في اطار من العزلة عما يدور في الملاحق الثقافية,اذ انني لم اطلع على دراسة محمد عبدالخالق التي نشرت على خمس حلقات في "الخرطوم" ,وعلى دراسة خلف "اعادة نظر في شهادة مأمور متقاعد". وبالرغم من ذلك ,ارتاينا نشرها للتاكيد على ما يثيره كتاب ما –مثل كتاب يوشيكو كورتيا عن علي عبداللطيف من أفكار متشابهة رغم اسوار العزلة الثقافية..بالتأكيد ان دراستي محمد عبدالخالق وخلف تطرحان افكارا أكثر ثراء من محاولتي المتواضعة,لكن محاولتي في المقابل تشتغل على مفهوم شغلني لزمن طويل, وهو مفهوم النسيان, وما يثيره من ظواهر ثقافية,كما تهتم تلك المحاولة-ضمن مفهوم النسيان-بالكشف عن الصور المتبادلة,صورة الذات وصورة الاخر.


                  

العنوان الكاتب Date
الطيب صالح :اراء في السياسة والهجنة الثقافية osama elkhawad06-23-04, 08:36 AM
  Re: الطيب صالح :اراء في السياسة والهجنة الثقافية-الجزء قبل الاخير osama elkhawad06-23-04, 11:09 AM
  Re: الطيب صالح :اراء في السياسة والهجنة الثقافية Yasir Elsharif06-23-04, 12:11 PM
  Re: الطيب صالح :اراء في السياسة والهجنة الثقافية osama elkhawad06-23-04, 12:13 PM
  Re: الطيب صالح :اراء في السياسة والهجنة الثقافية-الجزء الاخير osama elkhawad06-23-04, 12:21 PM
  Re: الطيب صالح :اراء في السياسة والهجنة الثقافية osama elkhawad06-24-04, 09:27 AM
  Re: الطيب صالح :اراء في السياسة والهجنة الثقافية Salwa Seyam06-24-04, 04:10 PM
  Re: الطيب صالح :اراء في السياسة والهجنة الثقافية osama elkhawad06-26-04, 04:30 PM
    waiting for Feedback osama elkhawad11-19-04, 04:43 PM
  Re: الطيب صالح :اراء في السياسة والهجنة الثقافية AnwarKing11-21-04, 05:20 AM
    Re: الطيب صالح :اراء في السياسة والهجنة الثقافية osama elkhawad12-21-04, 10:04 PM
      Re: الطيب صالح :اراء في السياسة والهجنة الثقافية خالد عويس12-21-04, 11:05 PM
  شكرا لكلامك "صديقي خالد" osama elkhawad12-21-04, 11:19 PM
  اعتذار لسلوى صيام osama elkhawad12-21-04, 11:25 PM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de