سيرة غابريال غارسيا ماركيز يكتبها الآخرون أيضاً

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-08-2024, 05:34 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مكتبة الشاعر اسامة الخواض(osama elkhawad)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
12-10-2003, 09:23 PM

Adil Osman
<aAdil Osman
تاريخ التسجيل: 07-27-2002
مجموع المشاركات: 10208

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سيرة غابريال غارسيا ماركيز يكتبها الآخرون أيضاً (Re: osama elkhawad)

    وهذه ترجمة من كتاب ماركيز الأخير " أعيش لأحكى" وجدتها منشورة فى الانترنيت
    ـــــــــــــــــــــــــــــ


    مذكرات ماركيز‏..‏ أن تعيش لتحكي ـ
    أخطائي الإملائية لاتزال تطاردني
    ترجمة ـ د‏.‏ طلعت شاهين





    مناخي المثالي منذ أيام الدراسة في مدرسة سان خوسيه كان إدماني للقراءة كنت اقرأ كل ما يقع بين يدي فكنت أقضي أوقات فراغي كاملة في القراءة وكل وقت الدروس تقريبا بسنواتي الست عشرة وبخط جيد أم لا كان يمكنني أن أقرأ وأعيد قراءة في نفس واحد وبلا مساعدة أو نظام
    كان كل هذا يتم تقريبا سرا أثناء الدروس المدرسية أعتقد أنني قرأت مكتبة الليسيه كاملة التي كانت مكونة من بقايا مكتبات أخري سيئة‏:‏ المجموعات الرسمية وميراث المعلمين وكتب لا يعرف أحد كيف وصلت إلي هناك بعد عملية غرق ولا أستطيع أن أنسي المكتبة القروية المنشورة في دار مينيرفا والتي كان يمولها السيد دانييل سامبر أورتيجا ويوزعها علي المدارس ومعاهد وزارة التربية‏.‏ كانت مائة مجلد تحتوي علي كل ما هو أفضل وأسوأ ما كتب في كولومبيا قررت أن أقرأها بنظام التسلسل إلي حيث أستطيع‏.‏ وما يثير رعبي أنني كدت أكملها خلال العامين الأخيرين ولم استطع خلال حياتي الباقية أن اعرف إن كانت قد أفادتني في شئ أم لا‏.‏
    لحظات إشراق الفجر كان لها طعم قريب من طعم السعادة عدا صوت الناقوس القاتل الذي يدق فجأة في السادسة والنصف يقفز من السرير فقط اثنان أو ثلاثة من ضعاف العقول ليقفوا في الصفوف الأولي أمام صنابير المياه لحمامات غرف النوم الباقون نظل نعصر آخر لحظات النوم إلي أن يأتي المعلم المناوب ليجري بطول الصالة نازعا بطاطين النائمين تكون نصف ساعة من الحياة السرية المكشوفة لارتداء ملابس النظام وتلميع الاحذية ونستحم بالمياه السائلة من الصنابير فيما كل واحد يتخفف من هزائمه الليلية بالصرخات ويسخر من هزائم الآخرين وتكشف أسرار الحب وتجري عمليات التجارة ويتم الاتفاق علي مبادلات المطعم والموضوع العقلي الدائم للفصل المقروء في الليلة السابقة‏.‏
    كان جييرمو جرانادوس ينطلق في غناء كل ما يحتويه ذهنه الذي لا يكل من موضوعات التانجو أغني مع ريكاردو جونثالث ريبول جاري في غرفة النوم في ثنائي كاريبي علي أنغام خرقة تلميع الأحذية بجوار الأسرة فيما يكون صديقي ساباس كارافالو يجري في صالة النوم من أقصاها إلي أقصاها عاريا كما أنجبته أمه والفوطة معلقة بقضيبه الأسمنتي المسلح‏.‏
    كان ممكنا أن نهرب فجرا في جماعة من هذا الملجأ الداخلي للقيام بواجبات تعهدنا بها خلال عطلة نهاية الاسبوع لم تكن هناك حراسة ليلية ولا معلمون في غرف النوم عدا مناوب الأسبوع وبواب الليسيه الأبدي ريبيريتا في الحقيقة يعيش ساهرا طوال الساعات فيما يقوم بواجباته اليومية كان يعيش في غرفة الإيوان ويقوم بعمله جيدا ولكننا كنا نقوم ليلا برفع ترابيس الكنيسة ونعيدها إلي مكانها دون إحداث ضجيج ونقضي الليل في بيوت أخري ونعود قبل الفجر بقليل عبر الشوارع الجليدية‏.‏ لم نعرف أبدا إن كان ريبيريتا كان نائما فعلا كميت أم لا أم أنها طريقته في أن يكون متسترا علينا‏.‏ لم يكونوا كثيرين الذين يهربون وأسرارهم تنام في ذاكرتنا كمتسترين علي بعضهم أمناء علي أسرارهم أعرف بعض من كانوا يقومون بالهرب كروتين يومي والبعض قام به لتجربة الإحساس بقشعريرة المغامرة في الجسد ويعودون منهوكين من الرعب لم نعرف أبدا أن هناك من تم اكتشاف هروبهم‏.‏
    كانت كوابيسي الليلية التي ورثتها عن أمي تمثل عيبي الاجتماعي الوحيد في المدرسة لأنها كانت تقطع نوم الآخرين كصرخات قادمة من القبور جيراني في السرير يعرفونها جيدا وكانوا يخافون فقط العواء الأول المنطلق في هدوء الفجر والمعلم المناوب الذي ينام في الغرفة الكرتونية كان يتجول بيننا ليلا من أقصي الغرفة إلي أقصاها إلي أن يتم إحكام النظام لم تكن حالات نوم فوضوية بل كان لها علاقة بالإحساس بارتكاب الذنب لأنها حدثت لي مرتين فقط في بيوت غريبة وكانت غير مفهومة أيضا لأنها لم تكن تحدث في ساعات النوم القصيرة بل خلال نومي سعيدا إلي جوار أشخاص أو في أماكن عامة تجعلهم ينظرون إلي بشكل بريء الكوابيس يمكن مقارنتها بكوابيس أمي كان أصلها في رأسها هي وكانت تخرج مع القمل الذي لا يدعها تنام لم تكن صرخاتي متبخرة بل أصوات طلب استغاثة حتي يمكن أن يعطف علي أحد ويوقظني لم يكن في غرفة نوم الليسيه وقت لأي شئ فما أن أبدأ أول أصواتي حتي تسقط علي رأسي أمطار من الوسائد القادمة من الأسرة المجاورة أقوم مذعورا والقلب منقبض ولكني سعيد بأنني لازلت علي قيد الحياة‏.‏
    كانت القراءة بصوت عال قبل النوم أفضل ما في الليسيه وبدأت تلك القراءات بمبادرة من الأستاذ كارلوس خوليو كالديرون بقراءة قصة لمارك توين مقررة علي الصف الخامس وسيمتحنون فيها في أولي ساعات الدروس لليوم التالي قرأ المقاطع الأربعة الأولي بصوت مرتفع في غرفته الكرتونية لنقوم نحن من لم يكن لدينا الوقت لقراءتها بكتابة شروحها كان الاهتمام كبيرا ومن حينها تقرر فرض عادة القراءة بصوت مرتفع قبل النوم كل ليلة لم تكن البداية سهلة لأن بعض المعلمين المنافقين فرضوا الكتب التي يجب قراءتها ولكن بوادر التمرد جعلتهم يضعون وجهة نظر التلاميذ في الحسبان‏.‏
    المعلم الوحيد الذي بقي كواحد من الألغاز الكبيرة لشبابي كان هو المدير الذي وجدته عند وصولي كان اسمه أليخاندرو راموس كان جافا ومحبا للعزلة بعوينات زجاجية سميكة تبدو كعيون أعمي وسلطة لا تقبل الجدل تجعل كل كلمة له كما لو كانت قبضة حديدية يهبط من ملجئه في السابعة صباحا ليفتش علي نظافتنا الشخصية قبل دخول المطعم يرتدي ملابس محكمة ذات ألوان فاقعة وياقة قوية كما لو كانت مصنوعة من البلاستيك وأربطة عنق لافتة للنظر حذاء لامع أي خطأ في نظافتنا الشخصية يعني العودة إلي غرفة النوم لإصلاحه ويبقي باقي اليوم مسجونا في مكتبه بالطابق الثاني ولا نعود إلي رؤيته حتي اليوم التالي في الساعة نفسها أو خلال الاثنتي عشرة خطوة التي يسيرها من مكتبه إلي الفصل الخامس حيث يقوم بتدريس ساعة الحساب الوحيدة التي يدرسها ثلاث مرات في الأسبوع تلاميذه يقولون عنه إنه عبقري في الأرقام ومسل في الفصل ويتركهم مشدوهين بحكمته ورعب الامتحان النهائي‏.‏
    بعد وصولي بقليل كان علي أن أكتب الخطاب الافتتاحي لأحد احتفالات الليسيه الرسمية وافق معظم المعلمين علي الموضوع لكنهم تركوا الكلمة الأخيرة في هذه الحالة للمدير كان يعيش في آخر السلم بالطابق الثاني لكنني عانيت خلال تلك المسافة كما لو كانت رحلة حول العالم سيرا علي الأقدام لم أكن قد نمت ليلتها بشكل جيد ووضعت رباط عنق ملابس الأحد ولم أكد أتذوق طعام الإفطار حتي خبطت علي الباب بهدوء شديد لدرجة أن المدير لم يفتح لي حتي المرة الثالثة ودعاني إلي الدخول دون أن يحييني وكان ذلك من حسن حظي لأنني لم أكن أملك صوتا لرد التحية ليس بسبب جفائه ولكن بسبب رهبة النظام وجمال المكتب بأثاثه من الخشب النبيل المحشو بالقطيفة والجدران المزينة بدواليب من الكتب المجلدة بالجلد الطبيعي أنتظر المدير برصانة شكلية حتي التقط أنفاسي ثم أشار إلي كرسي أمام مكتبه وجلس هو علي كرسيه‏.‏


    كنت قد بذلت في إعداد أسباب زيارتي الجهد الذي بذلته في إعداد الخطاب استمع إلي في صمت ووافق علي كل جملة بهزة من رأسه ولكن دون أن ينظر إلي بل كان ينظر إلي الورقة التي كانت ترتعش في يدي وفي بعض النقاط التي كنت أري أنها مسلية حاولت أن أنزع منه ابتسامة لكن جهودي ذهبت هباء بل وأكثر من هذا‏:‏ أنا كنت علي ثقة تامة بأنه كان يعرف بزيارتي مسبقا ولكنه تركني أكمل طقوس شرح أسبابها‏.‏
    ما أن انتهيت حتي مد يده علي المكتب وأخذ الورقة خلع نظارته ليقرأ بانتباه عميق ولم يتوقف سوي مرتين ليجري بعض التصحيحات بقلمه ثم أعاد وضع النظارة علي عينيه وحدثني دون أن ينظر في عيني بصوت حجري هز قلبي قال لي‏:‏
    ‏-‏توجد هنا مشكلتان حضرتك كتبت‏:'‏ تناغما مع ازدهار بلادنا التي قدمت للعالم الحكيم الإسباني خوسيه ثيلستينو موتيس في القرن الثامن عشر نعيش في هذا الليسيه مناخا فردوسيا‏'.‏ ولكن هذه الكلمة بها حرف خطأ والأخري ينقصها التشديد‏.‏
    شعرت بالمهانة لم تكن لدي إجابة للحالة الأولي أما الحالة الثانية فلم يكن لدي شك فأجبته علي الفور بما تبقي لي من صوت‏:‏
    ‏-‏معذرة سيدي المدير القاموس يقبل كلمة الفردوسي بتشديد وبدونه ولكن أنا رأيت أن أكتبها هكذا لأنها ستكون موسيقية أكثر‏.‏
    يبدو أنه شعر بالهجوم عليه كما شعرت أنا ولم يكن قد نظر إلي بعد فأخذ القاموس من علي أحد الدواليب دون أن ينطق بكلمة تحجر قلبي لأنه كان قاموس أطلس نفسه الذي كان يملكه جدي لكنه كان جديدا ولامعا وربما لم يستخدم من قبل‏.‏ وفتحه في الصفحة المطلوبة في أول محاولة وقرأ وأعاد قراءة الخبر وسألني دون أن يحول نظره عن الصفحة‏:‏
    ‏-‏حضرتك في أي فصل
    قالت له‏:‏
    ‏-‏الثالث‏.‏
    أغلق القاموس بضربة واحدة ونظر إلي في عيني لأول مرة وقال‏:‏
    ‏-‏برافو استمر علي هذا النحو‏.‏
    من ذلك اليوم لم ينقص زملائي سوي أن يطالبوا بإعلاني بطلا وبدأوا في تسميتي بكل التشريفات المطلوبة‏'‏ ابن الشاطئ الذي تحدث مع المدير‏'‏ إلا أن ما أثر في خلال تلك المقابلة مرة أخري فهو مأساتي الشخصية مع الإملاء التي لم أفهمها أبدا وحاول أحد معلمي أن يخرجني من تلك المأساة عندما أخبرني بأن سيمون بوليفار لم يكن يستحق المجد الذي ناله بسبب كتابته الرديئة‏.‏ وآخرون كانوا يعزونني باعتباره مرض الكثيرين وحتي اليوم بعد نشر سبعة عشر كتابا فإن مصححي البروفات الطباعية يشرفونني بتصحيح أخطائي الإملائية كما لو كانت أخطاء في التصفيف‏.‏
    كانت احتفالات زيباكيريا الاجتماعية تختلف بشكل عام حسب حالة كل واحد وموهبته وطريقته مناجم الملح التي عثر عليها الأسبان حية كانت الجذب السياحي في نهايات الأسبوع وكانت تستكمل بطبق الكرشة بالفرن والبطاطس الثلجية الغارقة في أحواض كبيرة من الملح زملاء منطقة الشاطئ الكاريبي بشهرتنا المستحقة كمثيرين للضجيج وسوء التربية كنا نتمتع بالسمعة الطيبة في الرقص كفناني موسيقي الموضة وذواقة في الحب حتي الموت‏.‏
    كنت عفويا جدا إلي درجة أنه في اليوم الذي عرفنا فيه بنهاية الحرب العالمية خرجنا إلي الشوارع في مظاهرة عارمة بالرايات والشعارات وأصوات النصر طلب أحدهم متطوعا ليخطب في الجموع فخرجت إلي شرفة النادي الاجتماعي دون أن أفكر في الأمر لحظة واحدة في منتصف الميدان الرئيسي وبدأت أصرخ برنات عالية في خطاب اعتقد البعض أنني كنت أحفظه مسبقا‏.‏
    كان الخطاب الوحيد الذي وجدت نفسي مجبرا علي ارتجاله في سنواتي السبعين الأولي من حياتي أنهيته باعتراف غنائي للأربعة الكبار ولكن ما لفت الأنظار في الميدان كان ذكر رئيس الولايات المتحدة الذي مات قبلها بقليل‏:'‏ فرانكلين ديلانو روزفلت الذي كان كالسيد القمبيطور الذي يعرف كيف يكسب الحرب بعد موته‏'‏ ظلت هذه الجملة تسبح في المدينة لعدة أيام وتمت كتابتها علي لافتات شوارعية وعلي صور رزوفلت المعروضة في واجهات بعض المحلات لذلك فإن أول نجاح شعبي لي لم يكن لكوني شاعرا أو روائيا بل كخطيب والأسوأ من كل هذا‏:‏ كخطيب سياسي منذ ذلك الوقت لم يكن هناك حفل رسمي في الليسيه دون أن يأخذوني إلي الشرفة ولكن كانت الأحاديث مكتوبة ومصححة حتي آخر نفس‏.‏
    مع مرور الزمن أفادني ذلك الغرور حتي لا أصاب بالرعب من الجماهير تماما في حفلات العرس الكبري كما في كانتين الهنود التي كنا نسكر فيها حتي نزحف علي بطوننا‏:‏ في بيت بيرينيثي الجميلة المتحررة كنت محظوظا لأنها لم تتزوجني لجنونها بحب آخر أو في مكتب التلغراف التي كانت تقوم فيه الرائعة ساريتا بعمل إجراءات القروض التلغرافية المؤسية إلي أبوي لسد احتياجاتي الشخصية وقدمت لي أكثر من مرة نقود تلك التلغرافات قبل وصولها لإنقاذي من أكثر من ورطة إلا أن الحب الذي لا ينسي لم يكن حبا لشخص بقدر ما كان لحارسة مدمني الشعر كان اسمها ثيثيليا جونثالث بيثانو وكانت ذات ذكاء سريع وظرف خاص وروح طليقة في أسرة عميقة المحافظة وذاكرتها غير الطبيعية فيما يختص بحفظ الشعر كانت تعيش في البيت المواجه لليسيه مع عمتها الأرستقراطية العزباء في بيت ضخم محاط بحديقة كثيفة الأشجار كانت العلاقة في البداية مرتبطة بالمسابقات الشعرية لكن ثيليا تحولت في النهاية إلي أن تكون رفيقة الحياة ضاحكة دائما وفي النهاية بدأت تحضر سرا وبموافقة الجميع دروس الأدب التي يقوم بها الأستاذ كالديرون‏.‏
    خلال سنوات اراكاتاكا حلمت بالحياة السعيدة مغنيا من احتفال إلي آخر بالأكورديون والصوت الجميل وهي الطريقة التي كنت أؤمن بأنها الأكثر قدما وسعادة قص حكاية فإذا كانت أمي تخلت عن البيانو من أجل الأولاد وتخلي أبي عن الكمان ليحافظ علينا فقد كان من العدالة أن يموت الأكبر من هؤلاء الأبناء جوعا في سبيل الموسيقي مشاركتي الدائمة كمطرب وعازف في فريق الليسيه أثبتت أن لي سمعا لأتعلم العزف علي آلة أكثر صعوبة وأنه يمكنني الغناء‏.‏
    لم تكن هناك سهرة أو حفل في الليسيه دون أن تكون لي فيها يد بطريقة أو أخري ودائما بفضل الأستاذ جييرمو كيبيدو ثورنوسا المؤلف الموسيقي ورجل المدينة المدير الدائم للأوركسترا البلدية ومؤلف موسيقي‏'‏ أمابولا‏'-‏ أغنية الطريق الحمراء كالقلب‏-‏ أغنية شبابية كانت في وقتها روح كل السهرات والاحتفالات الشعبية كنت أول من يعبر الحديقة العامة لسماعه أيام الأحد بعد حضور الصلوات بالكنيسة دائما ما يبدأ بمقطوعة‏'‏ جوثا لادرا‏'‏ وكورال‏'‏ مارتيا‏'‏ والتروبادور وفي النهاية لم يكن يعرف المايسترو أبدا ولا يتجرأ علي القول إن حلم حياتي في تلك السنوات أن أكون مثله‏.‏
    عندما طلبوا في الليسيه متطوعين لدروس التذوق الموسيقي أول من رفعوا أصابعهم كنا جييرمو لوبث وأنا‏,‏ كانت الدروس صباح أيام السبت ويقودها الأستاذ اندريس برادو توفار مدير أول برنامج للموسيقي الكلاسيكية في إذاعة‏'‏ صوت بوجوتا‏'‏ ولم نكن نملأ ربع المطعم الإضافي ولكن من اللحظة الأولي وجدنا أنفسنا أسري كلام المعلم كان الأصيل المتكامل من لذة منتصف الليل يرتدي صدرية بسيطة وصوته هادئ متقطع وما يمكن اعتباره اليوم تجديدا ذلك المسجل الذي كان يديره باقتدار وحب لترويض عجول البحر كان يبدأ من فرضية‏-‏ كانت صحيحة في هذا المجال‏-‏ تقول إننا مستجدون تماما لذلك بدأ معنا من‏'‏ كرنفال الحيوانات‏'‏ لسان سيني وعلمنا رؤية كل حيوان بعدها عزف‏-‏ ولم لا‏-'‏ بدرو والذئب‏'‏ لبروكوفيف والسئ في تلك اللحظة أنه ذكرني بأن موسيقي كبار الموسيقيين كانت إدمانا سريا وكنت في حاجة إلي سنوات طويلة حتي لا أصدر أحكاما متعجلة للتفريق بين الموسيقي الجيدة والموسيقي الرديئة‏.‏
    لم ألتق بالمدير مجددا حتي العام التالي عندما تولي تدريس مادة الهندسة للصف الرابع دخل الفصل يوم ثلاثاء في العاشرة صباحا وألقي بتحية الصباح بهمهمة دون أن ينظر لأحد ومسح السبورة بالبشاورة حتي لم يبق شئ من الطباشير عليها بعدها استدار نحونا وسأل الفارو رويث توريس‏:‏
    ـ ما هي النقطة؟
    لم يكن هناك مجال للإجابة لأن مدرس العلوم الاجتماعية فتح الباب بلا استئذان وقال للمدير إن هناك مكالمة تليفونية عاجلة من وزارة التربية خرج المدير مسرعا للرد علي التليفون ولم يعد إلي الفصل بعدها أبدا لأن المكالمة كانت لإبلاغه بترك مكانه كمدير العمل الذي أكمل واجباته طوال خمس سنوات في الليسيه ثم أنهي حياة كاملة من العمل الجيد‏.‏
    حل محله الشاعر كارلوس مارتين الأكثر شبابا بين جماعة شعراء‏'‏ حجر وسماء‏'‏ الذي ساعدني ثيسار دي بايي علي اكتشافه في بارانكيا كان في الثلاثين من عمره وثلاثة كتب منشورة كنت أعرف بعض قصائده وشاهدته مرة في مكتبة في بوجوتا لكنني لم أجد شيئا أقوله له ولا حتي كتبه لأطلب منه توقيعه عليها‏,‏ ظهر فجأة ودون أن يعلنوا ذلك خلال راحة الغداء ولم نكن ننتظره مبكرا هكذا كان يبدو كما لو كان محاميا أكثر منه شاعرا بملابس مخططة علي الطريقة الانجليزية كانت جبهته صافية وشاربه مستقيما بحذق وهو ما كان يشتم من شعره أيضا تقدم بخطوات محسوبة جدا نحو المجموعات الأقرب إلي مكان وجوده هادئا ومبتعدا قليلا ومد لنا يده‏:‏
    ‏-‏أهلا أنا كارلوس مارين‏.‏
    كنت خلال تلك الفترة مهووسا بالشعر الغنائي الذي ينشره ادواردو كارانثا في القسم الأدبي لجريدة‏'‏ التيمبو‏'‏ ومجلة‏'‏ السبت‏'‏ أعتقد أنه كان مستلهما من‏'‏ انا وبلاتيرو‏'‏ لخوان رامون خيمينيث الموضة المنتشرة بين الشباب الذين كانوا يأملون في مسح جييرمو فالنسيا من علي الخريطة‏.‏ كان الشاعر خوسيه روخاس وريث لارث قد ساعد علي نشرها باسمه ونشر بعض المقاطع الأصلية التي أيقظت اهتماما كبيرا بين جيله وأدت إلي توحيد الشعراء الجيدين المعروفين وقتها‏*‏
    الاهرام القاهرية
                  

العنوان الكاتب Date
سيرة غابريال غارسيا ماركيز يكتبها الآخرون أيضاً osama elkhawad12-08-03, 04:45 AM
  Re: سيرة غابريال غارسيا ماركيز يكتبها الآخرون أيضاً الجندرية12-08-03, 11:55 AM
    Re: سيرة غابريال غارسيا ماركيز يكتبها الآخرون أيضاً إيمان أحمد12-08-03, 06:41 PM
  Re: سيرة غابريال غارسيا ماركيز يكتبها الآخرون أيضاً Adil Osman12-10-03, 08:42 PM
  Re: سيرة غابريال غارسيا ماركيز يكتبها الآخرون أيضاً Adil Osman12-10-03, 09:23 PM
    Re: سيرة غابريال غارسيا ماركيز يكتبها الآخرون أيضاً rani12-11-03, 00:41 AM
      Re: سيرة غابريال غارسيا ماركيز يكتبها الآخرون أيضاً إيمان أحمد12-11-03, 01:26 AM
        Re: سيرة غابريال غارسيا ماركيز يكتبها الآخرون أيضاً rani12-11-03, 01:27 AM
  Re: سيرة غابريال غارسيا ماركيز يكتبها الآخرون أيضاً Adil Osman12-11-03, 02:11 AM
  Re: سيرة غابريال غارسيا ماركيز يكتبها الآخرون أيضاً osama elkhawad12-11-03, 07:22 AM
    Re: سيرة غابريال غارسيا ماركيز يكتبها الآخرون أيضاً rani03-26-04, 04:16 PM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de