����� ����� ��� �����

الالغاز السياسية في المعارضة السودانية

������ �����

������ � ������� ��� � ���

������ �����

����� �������

���������� ����

����� �������

Latest News Press Releases

���� ��������

���������

�������

����� ������� ������� ��������� ������ ������� ������� ����� ������
مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-03-2024, 10:31 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مكتبة عثمان حسن بابكر(Hassan Osman)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
01-24-2005, 12:40 PM

Hassan Osman
<aHassan Osman
تاريخ التسجيل: 01-16-2005
مجموع المشاركات: 1727

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الالغاز السياسية في المعارضة السودانية (Re: Hassan Osman)

    وقبل الولوج في تفاصيل هذه الاسرار ، نقول ان الأخطاء التي تقع من بعض الدول الصديقة المناصرة للمعارضة حول تقييم المعارضين ساهمت في تأخير نضج ثمار المعارضة، حيث انها تعاونت مع مخابرات النظام الموجودة في المعارضة على انهم هم الجادون في المعارضة (منهم بجيت محمد الحسن حزب امة يعمل في الاستخرارات السعودية)، كما ان وضع الاموال في ايدي العناصر الجشعة والنفعية ، مع إسناد محاربة النظام لانصاره داخل المعارضة الذين يواصلون الدعوة للمصالحة معه منذ قيامه، في حين اعراض تلك الدول عن المعارضين الصادقين ، فان ذلك من اهم الاسباب التي جعلت المعارضة تضعف يوما بعد يوم حتى الذين ناصروها ملّوا وطال عليهم الامد وأصابهم اليأس من قدرة المعارضة على التغيير فغيّر بعضهم مواقفهم تحسبا لاحتمال تصالح المعارضة ولذلك يضطرون للمصالحة بعدهم ، في حين ان الخيار السليم هو النظر في برامج جهات معارضة اخرى جادة في تغير النظام بالوسائل التي جاء بها النظام، وهذا التنظيمات اليوم هي الصامدة وتواصل الكفاح ضد نظام الخوارج.
    علما بان القاعدة الشعبية السودانية لها خيارات وحلول ويمكنها تتجاوز بها القيادات التقليدية التي تسيطر على التجمع الوطني الديمقراطي، كما ان غالب السودانيون الذين يعيشون في الخارج لا علاقة لهم بالتجمع الوطني المذكور ، لانهم يرون بذور الفشل غرست معه في يومه الاول، وبعض قياداته هي السبب في ابتعاد كثير من العناصر .
    ان الاخطاء التي وقعت في وسط المعارضة ، لم ولن يكن حلها الانتخار بالمصالحة مع التطرف والارهاب او مشاركته في الهيمنة على الشعب وبقاءه في السلطة، بل المصالحة ستمكن للنظام المتطرف اكثر ليواصل برامجه رقم وجود اقلية مخالفة او مستحية، ثم ينقلب النظام على خصومه وهو في موقف أقوى ، وسيكون المتفرجون على الشعب المغلوب من الدول هم اول المتضررين في المستقبل، لان النظام ليس همه حكم السودان بقدر ما يهمه الانطلاق لاهدافه في عدة بلدان ، بل هو باستمرار يعمل على ذلك مع ضعفه وفي اكثر من عشر دول يصنع في حكومات مواليه له ولانصاره المتطرفين الذين يمولونه وفوضوه لحرب الوكالة على دول الجوار، فكيف اذا زادت قوته وكثر حلفاءه؟.
    إذا لا مفر من مصادمة النظام والجدية في مساندة الشعب للمقاومة وللمواجهة ومن داخل الخرطوم ، في ثورة من الداخل والخارج
    الا اننا نقول ان مصالحة الزعامات التقليدية ومنهم المهدي وحاشيته والمرغني ومريديه ، فقد كانت خير وبركة على المعارضة ، اذ زاح عنها احد الكوابيس واهم اسباب الفشل لانهم كان منهم حلفاء للنظام سرا كما سياتي بيانه وآخرين قبلوا بالمصالحة لاجل المشاركة في السلطة بقدر ما يكفي اسرة بيتهم، ومتصالحون آخرون غالبة عليهم مصالحهم او التهديدات التي وصلتهم سواء من الاحزاب التي خذلتهم او ممثلوا بعض الدول الذين يريدون تمرير برامجهم الخاصة بهم.
    ويبقى للسودان ثواره المستقلون الاحرار، والاسد الذين اختاروا طريق النضال، لنجدته واصلاح المسار .
    والان بعد هذا التمهيد ندخل في تفاصيل احد واهم الاسرار التي عطلت مسيرة المعارضة .
    ان اول حل في تلك الالغاز ان الصادق المهدي الذي يدعي المعارضة لكي لايحترق حتى عند انصاره ، هو في الحقيقة اشد مناصرا للنظام في واقعه، بل حليفه التاريخي لاكثر من اربعين عاما كما قال هو بنفسه، وسنسوق على ذلك الأدلة التي تكشف ان الصادق المهدي وجناحه في حزب الامة كانوا يعملون مع جماعة الترابي سرا بل وشاركوا حتى في الاعداد للانقلاب على الديمقراطية في عام 89 بهدف تقاسم السلطة بينهم بعدما يستلمون السلطة وبعد تكسير الخصوم في الفترة الاولى التي يعقبها المصالحة معه لمشاركة العلنية، ولكن جاءت الرياح بما لا تشتهي السفن.
    فقد كانت قاعدة حزب الامة ترفض اي تقارب مع جماعة الترابي او النظام ولا تدري ان الصادق المهدي هو معهم بل له منهج ديني وسياسي مع الترابي ولا يدين او يعتقد ما عليه انصار النهدي وذلك منذ عشرات السنين بل اول من قال به والده الصديق حيث قال: الصادق لا انصاري ولا حزب امة، وقد ورد ذلك ايضا في شهادة احد الانصار، وكان الصادق يعد مع الترابي للاندماج في حزب واحد بعد ان يقنع كل منهم قواعد جماعته الدينية.
    لقد كان الاعداد لهذا العمل منذ زمن بعيد يعمل خلاله الصادق والترابي على اقناع كل منهما جماعته بالاندماج في كيان واحد، وهذا التحالف كان يسميه الصادق ب(ماعون كبير) ويضم حلفاء اخرين سياتي ذكرهم ، والامر الذي اطال الفترة في تنفيذ الاندماج هو ان الصادق ماستطاع اقتاع العدد الكافي في حزبه لهذا الاندماج وهو يعمل على شل حركة الرموز الرافضة لذلك حتى يضع الحزب امام الامر الواقع للمشاركة مع عناصر الترابي .
    من تلك الاسرار وراء هذا الموقف هو ان الصادق المهدي وحسن الترابي لهما منهج اسلامي واحد على الطريقة الشيعية الثورية ، لكن يظهران انهما من السنة لاحكام القبضة على اتباعهم الاسلاميين المخدوعين ، وكان كل منهما يعمل داخل حزبه لهذا الفكر الشيعي والثوري ويجمع حوله المؤيدين والأنصار لقيام تحالف يحقق لهما أغلبية في البرلمان تمكنهما من تمرير برامجهما الاسلامي الثوري المشترك وفرض آرائهما السياسية والعقائدية .
    لقد كان لكل منهما شعار ديني خاص لكن المعني والمنهج واحد ، اذ كان الترابي يسمي طرحه (تجديد الفكر الاسلامي) والصادق يسمي طرحه (الصحوة الاسلامية) ، لكنهما وجهان لعملة واحدة ، وقد تمكن الصادق من جمع حاشية حوله لمّعها ومكّن لها وغرس فيها فكر الشيعة وقناعة الاندماج مع جماعة الترابي ليواجه بها القوى الرافضة في حزبه للتقارب مع جماعة الترابي، وكان يقود تلك القوى الرافضة للتقارب مع الترابي الأمير الحاج عبد الرحمن نقد الله ، وقد كان يصفه الصادق بالطابور الخامس والعلمانيين في الحزب.
    في تلك الفترة اي حكومة الصادق بعد 85 برز عند جماهير حزب الامة الاعتراض على الطرح الجديد الذي يتبناه الصادق وإهماله الواضح لشئون (كيان الانصار) (جماعة المهدي الدينية) وصرحوا بصوت مسموع (ان الصادق غير مهتم بشئون الانصار) وذلك لان الصادق بعد ان تغير فكره الديني ما عاد يشاركهم شعائرهم الدينية بل ويدعو لفكر اسلامي جديد ، وبدأت جماهير الانصار تحس بذلك وتدعوا لزعيم جديد لكيان الانصار، عند ذلك خشي الصادق على موقعه فذهب الى قبر عمه الهادي في مدينة الكرمك ونقل رفات الزعيم الروحي عند الانصار، ليظهر الولاء ويجمع تأيد القاعدة الدينية له ويفوت الفرصة على المرشحين الجدد للرئاسة في الحزب.
    أثناء حكومة الصادق الاخيرة وجد انه قد حشد الحاشية الكافية من المؤيدين لفكره الشيعي والتقارب مع جماعة الترابي امثال عبد الله محمد احمد ومبارك الفاضل وعمر نورالدائم وعبد الحميد صالح وكانوا هم المنفذون للخطة الشيعية ، حتى ان مبارك الفاضل كان يلتقي الوفود الشيعية في مطار الخرطوم عندما كان وزيرا للداخلية لتسهيل مهمة الدخول من غير إجراءات رسمية حتى لا تترك وثائق توضح عويتهم، وممن تنبهوا لذلك انذاك كان السفير الكويتي د. عبد الله السريع رحمه الله، وكان قد كتب حول ذلك تقريرا وقدمه للصادق المهدي ، لكنه ما كان يدري ان المهدي هو الذي يدير ذلك النشاط الشبعي من وراء الكواليس ، كما وسع الصادق العلاقات مع ايران وأقام ابان حكومته جمعية الصداقة الايرانية السودانية وكان يراسها احد عناصره الشيعية هو د. الطيب عبد الرحيم ، كما سمح بدخول كتب الشيعة التي كانت لا يسنح بدخولها من قبل في السودان.
    في هذه الفترة بداء الصادق والترابي يضعان اللمسات الأخيرة على بناء الحلف الجديد ومدّوا الجسور لآخرين وجددوا العلاقة مع حلفائهم في الجبهة الوطنية السابقة ، وهم جماعة الهندي التي ترجع اصولها (الحزب الوطني الاتحادي ) في حين يفتعلون الخلافات مع شركائهم في الائتلاف الحاكم لاجل صناعة مناخ للانقلاب المتفق عليه بين الحلفاء المذكورين ، ولو ارادوا التحالف داخل البرلمان فهناك رفض من كل القواعد ، لجماعة الترابي ويخشى الصادق ان يحترق بذلك ، كما ان التحالف مع الاخرين من حلفاءه لا يكفي لتحقيق الغالبية لتشكيل الحكومة ، هذا الى جانب ان التايد للمرغني آنذاك كان يتزايد من جراء السخط على سياسات الصادق ، كما ان حصول المرغني على اسلحة للجيش من العراق ، والذي اسهم في استرجاع مدينة الكرمك عندما سقطت في ايدي قوات قرنق ، مع ان المرغني كان خارج تشكيلة الحكومة الا ان حزبه شريك فيها واخيه راس الدولة ، قد جعل ذلك الشارع السوداني يتقارب مع المرغني على حساب الصادق ، وبعد ان استرد الجيش الكرمك اتفق المرغني مع حركة قرنق على مشروع سلام كان وشيك التنفيذ ، كل ذلك جعل الصادق والترابي وحلفائهم يستعجلون خطتهم قبل ان يزداد نفوذ المرغني .
    رغم ذلك حاول الصادق وحلفاءه تمرير برامجمهم الاسلامية الشيعية عبر البرلمان وطلبا من المجلس الاسلامي العالمي ان يساعدهم على مساعيهم لاقامة نظام اسلامي في السودان ، وكان ذلك في جلسة المؤتمر المنعقد في اسطمبول عام 86 بحضور حسن الترابي وقد صرح كل منهما بذلك في لقاء مع الصحافة ، وقد رفضت تلك المساعي داخل البرلمان السوداني ، كما وجد الصادق رفضا واضحا من قاعدة حزبه لتقاربه مع جماعة الترابي ، لهذا وجد الصادق وحلفاءه ان لا سبيل لاتحادهم في ذلك (الماعون الكبير ) الا عن طريق انقلاب عسكري يخفي هويته حتى يصفي المنافسين والمخالفين ثم يتقاسمون السلطة بادعاء المصالحة معه بعد إجبار الآخرين على المصالحة ووضعهم امام الامر الواقع بتفشيل جهودهم المعارضة ، وفي هذه الفترة يتركون المرحلة الاولى في السلطة لعناصر الجبهة الترابية لانها جريئة ومتطرفة ومهيأة لذلك ، وتطفي عليها الصبغة الاسلامية ومستعدة لفرض الواقع الجديد ، ومن ثم يتحقق حلم الصادق الذي يدعوا له منذ اوائل الستينات ، وقد اعترف بذلك عمر نور الدائم الامين العام لحزب الامة سايفا في لقاء مع صحيفة الحياة في عام 96 حيث قال ( لم ندعوا للحزب الواحد ولكن السيد الصادق دعى منذ العام 64 لما يسميه الحزب الغالب وهو حزب تكون لديه غالبية في البرلمان ..) الى ان قال ( ونأمل بان تقيم القوى السياسية التي بينها تقاربا حزبا غالبا يريحنا من مشاكل كثيرة ) ، والقوى التي يقول بينها تقاربا هي التي تمثل اليوم المؤتمر الوطني الحاكم في الخرطوم ، وهم جماعة الترابي مع عناصر من حزب الامة وجماعة الهندي وقد كانوا شركاء في الحلف السابق المعروف ب (الجبهة الوطنية ) كما انضمت اليهم اخيرا عناصر مايو في السنة الاولى للنظام ، وعلى ذلك الاتفاق اخرجوهم من السجن للعمل مع النظام خاصة في الاستخبارات بما فيهم اللواء عمر محمد الطيب ( نائب نميري ) والذي كان يدير مخابراتهم من جدة ، بل كان ضمن اجتماعات المصالحة في جدة التي حضر لها من الخرطوم الفريق حسان والشيخ حاج حمد الجعلي عام 96 وحضرها بعض الاتحاديين من انصار المرغني.
    اما عن ملخص التقارب الفكري بين الصادق وصهره الترابي فلا يخفى الا على الغافل ، حيث انهما كثيرا ما يصرحان بذلك ، فقد قال الترابي مرارا ( الصادق هو الاقرب الينا فكريا) كما كانت تصريحات الصادق خير شاهد عليه ، منها لقاء مع مجلة الوسط عام 92 قال فيه ( الجبهة حليفنا السابق ) وقال ( انا كنت المهندس لذلك التحالف ) وقال ( حلفا دام اكثر من ثلاثين عاما ) كما كانت لهم في السابق لقاءات بعيدة عن الانظار منها اجتماع في واشنطون ابان حكومة الصادق الاخيرة ، وآخر في اسطمبول على هامش اجتماعات المجلس الاسلامي العالمي والذي قال عنه الصادق في لقاء مع صحيفة الشعب المصرية قال ( هناك حقيقة وهي انني والترابي كنا اعضاء ومازلنا في المجلس الاسلامي العالمي ) ثم تحدث عن اتفاقه مع الترابي على دعوة المجلس الاسلامي العالمي للمساهمة في تذليل العقبات لتطبيق الشريعة الاسلامية في السودان ، فاذا كان هذا مع الترابي والصادق هو الحاكم ، فكيف اذا كانت عناصر الترابي هي الحاكمة .
    ومما كان يوافق فيه الترابي رفضه لمشروعات التقارب والوحدة مع مصر كما عطل اتفاقيتي التكامل والدفاع المشترك الّتين عقدهما جعفر نميري مع مصر، ويوافق صهره الترابي في التباعـد عن الدول العربية في حين التوسع في العلاقات مع مخالفتها ايران، لهذا كان الصادق والترابي وجهان لعملة واحدة.
    ولنأخذ وقفة على حليفهم الآخر جماعة الهندي والتي عرفت سابقا بالحزب الوطني الاتحادي الذي اندمج مع حزب الشعب الديمقراطي بقيادة السيد علي المرغني وكونوا حزبا جديدا سموه الاتحادي الديمقراطي المعروف اليوم ، وبعد فترة من الخلافات الداخلية بينهما وجدت جماعة الشريف حسين الهندي (قائد الوطني الاتحادي) ان الحزب تسيطر عليه جماعة المرغني الدينية ( طائفة الختمية) وكل من ليس له ولاء لهم لا مكانة له في الحزب ، واحسوا بالحسرة وبدءوا في البحث عن مخرج ، وبعد انقلاب نميري عليهم جعلت جماعة الهندي تنسق مع الصادق المهدي وحسن الترابي لتخرج من الاتحاديين ، وقبلهم الصادق في حلفه الجديد بل فرح بهم لاضعاف وتجاوز جماعة المرغني ، فانفردوا بالعمل المعارض ضد نميري وسموا حلفهم ب ( الجبهة الوطنية) وكان مقرها في ليبيا ولم تعلن جماعة الهندي خروجها من الاتحادي الديمقراطي لحاجتها للتأييد الداخلي ، وبعد فشلهم في الانقلاب الذي قادوه من ليبيا في عام 76 ، ظل كل من الاطراف الثلاثة يعمل على صناعة فرصة جديدة ، حتى سقوط حكومة مايو ، فأعلنت جماعة الهندي خروج حزبهم الوطني الاتحادي من الاتحادي الديمقراطي ، ويقودهم احمد زين العابدين ، لكن اخ الهندي المعروف زين العابدين الهندي ، ظل في الاتحادي الديمقراطي لانه الامين العام ويمكن ان يساعد جماعته على تكسير الحزب من الداخل وشل قدرته قبل ان يفارقه ، ومنذ ذلك الوقت كان دور الهندي واضحا في مخالفة سياسة الحزب بل ومهاجمة حكومتهم حتى من داخل البرلمان وكان حزبه في السلطة، لكن كان دوره اضعاف الحكومة واثبات فشل الائتلاف الحاكم ليصنع مناخا وتأيدا ومبررات للانقلاب الذي كان هو احد مهندسيه ، بل دعى للانقلاب من داخل البرلمان ، عندما نضجت طبختهم على نار هادئة ، وبعد مذكرة الجيش التي تنذر الحكومة باستلام السلطة ان لم تضع حلا للفشل والخلاف والتي كانت من ورائها عناصر الصادق المهدي في الجيش حيث ان القائد العام الفريق اول فتحي احمد علي كان متقارب مع الصادق ومهيأ لتسليم السلطة مع الصادق في خيانة عظمى ، وفي داخلهم يعرفون انهم سلموها من يدهم اليمنى ليدهم اليسرى فليست بعيدة عنهم ، فعندما نضجت الطبخة دعى الهندي للانقلاب داخل البرلمان وقال بعد مذكرة الجيش ( كان صوت القوات المسلحة خافتا هذه المرة وان كنا لننتظر ان ينطلق وتصطك منه الآذان ) ، أي لا تـكفي مذكرة التهديد بل عليهم ان يستولوا على السلطة، وعندما عرض عليه ان يكون نائبا لرئيس الوزراء رفض لعلمه بما يخطط وحتى لا يكون واحدا منهم او يظهر الوفاق ، والأغرب من هذا فقد اجتمع مع عمر البشير في يوم 1/6/89 قبل الانقلاب ب 29 يوما في مدينة كوستي وسط السودان بمنزل احمد عبد القيوم رئيس الحزب الاتحادي الديمقراطي هناك وهو من جناحه داخل الحزب المخدوع ، ثم خرج من السودان يوم 27 /6 /89 أي قبل الانقلاب بيومين فقط ، وبعد وقوع كارثة السطو على الديمقراطية ( الانقلاب ) التقـته صحيفة الوطن وسألته عن رأيه في الانقلاب فقال (ان عمر البشير لم ينقلب على نظاما ديمقراطيا) ، مؤيدا له كما لا ننسى صاحبه الذي اجتمع في بيته مع البشير ، فقد كان هو الاخر اول من أيد الانقلاب في الداخل ، وأما الهندي فقد استقر في القاهرة ليواصل مهمته في تفكيك الحزب الاتحادي الديمقراطي ويفشل عمل المعارضة في ذلك الوقت حينما بدأت تنتقل الي القاهرة لإجبارها على مسايرة النظام ، وظل يقوم باللقاءات الفردية لابعاد المعارضين عن التجمع ، وقد ذكرنا امره للاتحاديين وغيرهم في عام 92 في القاهرة ، ثم اخيرا اصدرنا المنشور الذي ذكرناه سابقا في نيروبي ويتحدث عن الهادي بشرى والهندي وغيرهما من الموالين للنظام، عند ذلك فرّ االواء الهادي الى السودان وبشّر برجوع الهندي بعده وقد كان ، بعد ان انكشف امره ثم لحق بالحزب الجديد الذي ساهم في صناعته بل اصبح نائب البشير في ( المؤتمر الوطني) الحزب الحاكم الذي يراسه البشير مما يؤكد ثقتهم فيه .
    أما عن مواصلة حل اللغز الغريب فقد كان الصادق هو الذي يحمي الانقلابيين اذ انّ هناك جهات كشفت تحركات جماعة الترابي داخل الجيش قبل اكثر من شهر ، وقدموا بذلك تقريرا مفصلا للصادق في اجتماع بمكتبه برئاسة الوزراء وذكروا الانقلابيين بالاسم حتى قائد الانقلاب العميد عمر حسن احمد البشير ، وكانت المفاجئة ان الصادق يقول: ( اتركوهم فان عناصر الجبهة في النهاية تصب عندي ) وهكذا كان يحميهم حتى سلم السلطة لحلفائه ، ثم ادعوا اختفاء الصادق في الايام الاولى مع انهم خبّوه حتى لا يصاب بشيء من المواطنين الساخطين عليه وكذلك ليشل حركة اتباعه الذين لا يعرفون امره ، ثم اعلنوا اعتقاله بعد ان اطمأنوا على سيطرتهم التامة ، وعلى ذات اللغز المحير اعتقلوا حسن الترابي ليبعدوا عنهم شبهة التقارب معه ، وقد ساهم في ذلك عدد من عناصر حزب الامة منهم العميد الهادي بشرى الذي كان يشغل منصب نائب مدير الاستخبارات وهو الذي مرّ على وحدات الجيش وهيأها للتسليم ، بادعاء وإيهام ان القيادة العامة التي رفعت المذكرة هي التي ستستلم السلطة وقال لهم بالنص (هناك تغيير سيتم في ايطار الشرعية القائمة فارجوا ان لا تفاجئوا ) وبعد ما تمركزت المعارضة في القاهرة انضم اليها لكشف اعمالها وكان ضمن القيادة العسكرية ومسؤول عن التنسيق مع الجيش في الداخل مما مكنه من كشف انقلابين للمعارضة في عامي 90 و91 ،ولما كشفنا امره فرّ ولحق بالنظام بل عمل وزيرا في حكومته. اما بطل الفلم الصادق المهدي فبعد خروجه من السجن الصوري الي الاقامة الجبرية الوهمية ( وهي الحماية المرعية من شريكه وصهره الترابي) فبدأ الصادق دعوة الانصار للهدوء وعدم العنف ويمنع من تحرك المواطنين ويدعوهم لما يصفه بالجهاد المدني ، وهو دعوة للاستسلام وذر للرماد في العيون ، ورفض المشاركة في التجمع الوطني المعارض اولا ، ولم يفوض أحدا بذلك ، ويرفض الخيار العسكري الذي اختارته المعارضة كما دعى لمشروع سلام نشر عام 92 ويهدف لاقامة حكومة مع النظام قال : على النحو التالي :-
    1) النظام الحالي ( وهذا اعتراف بالنظام وسكوت عن جرائمه)
    2) حزب الامة ( حزبه الحليف السابق لعناصر للنظام )
    3) الحزب الاتحادي الديمقراطي.
    4--الجبهة الاسلامية ( جماعة الترابي التي تحكم ) وهو تمثيل النظام بمجموعتين ليشكل اغلبية مع حليفه ، ويستبعد كل الفصائل الاخرى ليصبح النظام هو الذي يحكم ، وكل اطروحات الصادق في صالح النظام ، وهجومه على النظام صوري وفي امور لا تضر به ودائما خاتمتها قبول الحل السلمي ، وبعد ما تردد حوله في الخارج وما نشرنا عن علاقته السرية مع النظام وتأثر بذلك بعض دول الجوار بل صرح البعض بشكوكه حول الصادق ، مع تحسن اداء المعارضة في الخارج ، بدا له الخروج وادعى اقتناعه بطرح التجمع لكي يستعيد مكانته بين المعارضين والدول المناصرة لهم ، كما يتمكن من خدعة جديدة لجر المعارضة للمصالحة، وقد قام امن الترابي الخاص باخراجه عبر الحدود الشرقية وانضم للمعارضة، ثم جاب العالم ليسحب الاضواء من المرغني واخيرا جلس يدعو المعارضين في القاهرة للحل السلمي ، حتى صنع له مناخ ومؤيدين في السر ثم دعى صهره للاجتماع في جنيف للمساومة الوهمية ، بينما هو لص يفاوض شريكه السارق على رد المسروق ، وقد كان هو الحارس عندما فتح لهم الطريق لسرقة السلطة ، علما بان وجود حزبه في اسمرا كان هدفه ان يجمع اكبر عدد من انصاره ليثقل على اسمرا بالمنصرفات حتى تعجز وتضطر لابعاد المعارضة او ضغطها للمصالحة ، كما ان وجودهم بين المعارضين يمكنهم من معرفة أي عمل خطر على النظام وحتى الاعمال التي تنجح هي التي تعمل من غير تنسيق مع افراد حزب الامة.

    (عدل بواسطة Hassan Osman on 01-25-2005, 08:05 AM)

                  

العنوان الكاتب Date
الالغاز السياسية في المعارضة السودانية Hassan Osman01-24-05, 12:38 PM
  Re: الالغاز السياسية في المعارضة السودانية Hassan Osman01-24-05, 12:40 PM
    Re: الالغاز السياسية في المعارضة السودانية Hassan Osman01-24-05, 12:41 PM
      Re: الالغاز السياسية في المعارضة السودانية Hassan Osman01-25-05, 08:29 AM
        Re: الالغاز السياسية في المعارضة السودانية Hassan Osman01-26-05, 04:39 AM
          Re: الالغاز السياسية في المعارضة السودانية Hassan Osman01-28-05, 06:22 AM
            Re: الالغاز السياسية في المعارضة السودانية Hassan Osman01-30-05, 01:35 AM
              Re: الالغاز السياسية في المعارضة السودانية Hassan Osman02-10-05, 09:06 AM
                Re: الالغاز السياسية في المعارضة السودانية Hassan Osman02-12-05, 03:35 AM
                  Re: الالغاز السياسية في المعارضة السودانية Hassan Osman02-16-05, 04:26 AM
                    Re: الالغاز السياسية في المعارضة السودانية Hassan Osman02-19-05, 08:23 AM
                      Re: الالغاز السياسية في المعارضة السودانية Hassan Osman02-25-05, 10:36 AM
  أوليس ما طالب به المهدى من تآت اربع (توضيح..تعديل..تصديق وتوسيع) كافية Basheer abusalif02-25-05, 01:15 PM
    Re: أوليس ما طالب به المهدى من تآت اربع (توضيح..تعديل..تصديق وتوسيع) كافية Hassan Osman02-26-05, 04:17 AM
      Re: أوليس ما طالب به المهدى من تآت اربع (توضيح..تعديل..تصديق وتوسيع) كافية Hassan Osman03-02-05, 08:52 AM
        Re: أوليس ما طالب به المهدى من تآت اربع (توضيح..تعديل..تصديق وتوسيع) كافية Hassan Osman03-10-05, 11:32 AM
          Re: أوليس ما طالب به المهدى من تآت اربع (توضيح..تعديل..تصديق وتوسيع) كافية Hassan Osman04-07-05, 04:55 AM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>

������� ��������� � ������ �������� �� ������� ������ ������� �� ������ ������ �� ���� �������� ����� ������ ����� ������ �� ������� ��� ���� �� ���� ���� ��� ������

� Copyright 2001-02
Sudanese Online
All rights reserved.




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de