أليس حريا بنا في تلك الاوقات ان ... ندع ذلك الحزين وشانه ؟؟
اليس واجبا علينا ان نتركه ... يعيش ذلك الفقد كما يجب ؟؟
- استغفري ... وارجعي الى ربك ؟؟!!
هكذا تردد السيدات المعزيات في المأتم ..
أهل الحزن يعني الخروج عن درب الله ؟؟
ام البكاء يستوجب الاستغفار ؟؟
كيف يفكر هؤلاء ؟؟
حين يفقد الانسان احبائه ... يعجل الاخرون في دفنه !!
لماذا لا يتركونهم يودعون اهلهم ... فكل طرف يحتاج ليبقى ولو قليلا مع بعضهم البعض .. يحتاجون لو يقف الزمن قليلا قبل ان ينضج شاي المعزين ... وتحلل الجثث !!
أعرفك ايها الموت ، غريبا جدا في جميع اطوارك .. لا ترحم !!
تنتظر الفرصة لتنهي احلامنا ، طموحاتنا .. ولتغلق الباب الاخير من عمرنا !!
اعرفك ايها الموت ... لا تفرق بين صغير وبين كبير .. وتعرف طريقك جيدا الى حياتنا !!
تعرف كيف تختبيء لنا في المكان الذي لا نتوقعك فيك ..
تختبيء لنا .. كأنك على ثأر معنا .. ترصد حركاتنا واخبارنا .. وتنتظرنا !!
في الضوء ... خلف الشمس مباشرة .. نراك تقف !!
في العتمة .. حيث لا أحد يسمع صوتك .. تنتظر!!
في القطارات ، والسفن والمطارات !!
في الفنادق ... والسيارات المفخخة .. ودور العبادة !!
في المنازل الآمنة .. ورياض الاطفال !
في الحدائق العامة .. والمستشفيات .. !!
في كل مكان انت موجود ... كاي سلطان عنيد !!
وها انا اليوم اباغتك لاكتب عنك ... ولاتحرر منك ...
ولاكون اكثر قربا وفي ذات الحين بعدا عنك !!
وحين افكر الكتابة عنك ... ساكتب عني ... قبل ان تسرق دفاتري وترحل !!
ساكتب عني قبل ان تحطم محبرتي ... وترسل آخر كلماتي للريح !!
ساكتب عنك ... على الورق !!
كأي قصة ليست لها نهاية .. كأي رواية لم تكتمل بعد !!
ساكتب .. عنك ولك ... !!
وخلف كل سطر سأترك رسالة ما ... رسالة لا تضل طريقها ولا تصل بعد فوات الاوان !!
ساترك لكل من يهمني أمره ... مرثية .. سأقول له فيها كم أحبه ؟؟!!
وكم يؤلمني فراقه ؟؟!!
ساكتب لهم في حياتهم ... قبل ان يسرق الموت قلمي .. ويخطف ابصارهم !
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
سمرية
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست