هل آن أوان حظر نشاط الطلاب السياسي بالمدارس والجامعات ؟؟؟؟

نعى اليم ...... سودانيز اون لاين دوت كم تحتسب الزميل فتحي البحيري فى رحمه الله
وداعاً فتحي البحيري
مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-28-2024, 07:09 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مكتبة عاطف عمر محمد صالح(عاطف عمر)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
05-22-2011, 10:53 PM

ناهد محمد الحسن
<aناهد محمد الحسن
تاريخ التسجيل: 05-30-2007
مجموع المشاركات: 535

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: هل آن أوان حظر نشاط الطلاب السياسي بالمدارس والجامعات ؟؟؟؟ (Re: عاطف عمر)

    الأستاذ عاطف عمر
    تحية وتقدير
    اولا ادين ودون لبس هذا العنف ايا كان مصدره..وأتمنى أن يتاح لطلابنا في ظل المناخ الحر والديموقراطي والبرامج الموضوعة بعناية في المناهج التعليمية ان يتعلموا الممارسة السياسية الراقية بعيدا عن العنف والإقتتال..ولا بديل للحرية الا مزيد من الحرية ..ولكن علينا ان نحلل هذه الظاهرة ونتدارسها عن قرب لنجد لها حلولا واعية بعيدا عن الحلول السهلة فمنع العمل السياسي هو في نظرة مشكلة أخرى وليست حل ..ووصاية غير مطلوبة تتسلط على فكر الناشئة والكبار فتعمل على تدجينهم..هنالك العديد من الوراق العلمية التي تدارست هذا الموضوع..مايلي ورقة شاركت بها في مؤتمر العنف في الجامعات السودانية والذي أقامه مركز السودان للدراسات والبحوث التربوية في اكتوبر 2010 ..وقبل ذلك هذا الإقتباس من كلمة للوزير ليساعدك على اكمال الصورة(
    Quote: بسم اللهِ الرّحمنِ الرّحيم

    كلمة رئيس جامعة المغتربين، الأستاذ الدكتور
    حسن أبوعائشة،
    في استقبال الدفعة الأولى من طلاب الجامعة.
    التاريخ: 14 صفر، 1432ه، الموافق 19 يناير، 2011م

    ***
    الحمد لله رب العالمين،

    والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، نبينا وسيدنا محمد، عليه أفضل الصلاةِ وأتم التسليم.

    أيها الأبناء الأعزاء، والبنيات العزيزات، طلاب وطالبات جامعة المغتربين.

    أيها الآباء والأمهات الكرام، الذين عهدوا إلى جامعة المغتربين برعاية فلذات أكبادهم.

    أيها المنتسبون إلى جامعة المغتربين، من أساتذة وإداريين وعاملين،

    أيها المؤسسون لجامعة المغتربين، الذين استلهموها فكرة، ورعوها في وجدانهم حُلماً، ورعوها حقيقةً تُلمس باليد العارفة، وتُشاهد بالعين الفاحصة.

    أيها الضيوف الكرام.

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

    ومرحباً بكم في جامعتكم التي طالما انتظرتموها بصبر وشوق.

    أهلاً بكم في جامعتكم التي هي ملك لكم جميعاً، ملك لكل فرد منكم. وهي ملك لكل الشعب السوداني.

    هي جامعة أجازها رئيس الجمهورية بصفة خاصة، وبشر بها، ووعد برعايتها. وقد كلفني شخصياً بقيادتها.

    هذه الجامعة يُرجى أنْ تكون جامعة متميزة في السودان، بل نأمل أنْ تتجاوز سمعتها إلى خارج الحدود، وأنْ تكون جامعةً عالمية لها رقم متميز في المحافل الدولية بعون الله.
    لقَدْ استغرق الإعداد لهذه الجامعة سنين طويلة. وقبلَ الإعداد الفعلي لهذه الجامعة ظلت فكرتها تراود آباءكم وأمهاتكم عبر عقود عديدة، أستطيع بكل ثقة أنْ أقول إنها تجاوزت الثلاثة. والعقد من الزمان _ كما تعلمون _ هو عشر سنوات. لقَدْ بذل آباؤكم وأمهاتكم جهوداً مضنية لإنجاز هذا الحُلم: كَمْ هو الزمن الذي أنفقوه في المداولات والتفاكر؟ كَمْ رحلة إلى السودان من خارجه، وعكس ذلك لمناقشة كيف يُمكنُ تحقيقُ هذا الحلم الذي ترونه حقيقة ماثلة بين أيديكم الآن؟ ثُمَّ تُرجم ذلك كله لمالٍ بُذلَ بسخاءٍ؛ وجهودٍ مضنية أُنفقتْ بِحماس من رواد هذه الفكرة. فلما أينعتِ الفكرةُ وتبلورت، استغرق أنفاذُها على أرضِ الواقع أكثر من عامين. هذا المبنى الذي أنتم فيه استغرق تأثيثه أكثر من عام كامل. كُلّ هذه المعدات التي مررتم بها استجلبت من خارج السودان، لتكون على أحدث طراز، ومن أرقى المحال في العالم لتنعموا باستخدامها في تعليمكم بإذن الله تعالى.

    ثُمَّ استقطبنا لكم أفضل العلماء ليأخذوا بأيديكم إلى العلم الحقيقي الخالص، وإلى آفاق المعرفة غير المحدودة، بعون الله. كُلّ أستاذٍ في هذه الجامعة عالم في مجاله لا يُشق له غبار. كلهم بإذن الله من أفضل العلماء في السودان، بل وفي المنطقة العربية والأفريقية كلها. كلهم مربون أفاضل، وعلماء أجلاء. فهنيئاً لكم بجامعتكم العامرة بكم وبأساتذتها، وهنيئاً لبلادنا بهذه الإضافة النوعية – إنْ شاء الله – في التعليم الجامعي وفوق الجامعي.

    ***

    بقيت موجهاتٌ وأمورٌ نتفقُ عليها في يومنا هذا، في مكاننا هذا، في بلدنا هذا:
    أولاً: هناك مبادئ عامة نتواضعُ عليها جميعاً:

    نتفق نحن المنتسبين لجامعة المغتربين، طلاباً وأساتذة، وعاملين في مختلف المستويات الإدارية، نتفق على مبادئَ خمسةٍ:

    1. أنَّ أَمرَنا شورى بيننا. نحن في الإدارة العليا سنعمل على بسط الشورى إنْ شاء الله. كُلّ الآراء والأفكارِ من الطلاب والآباء والأمهات والأساتذة والعاملين ستكون محلَ تقديرنا بعون الله تعالى. نأمل أنْ نتواصل فيما بيننا بما يُتيح إنفاذَ هذا المبدأ، ولا يُعطل العمل اليومي. ولذا أطلب من أخي وكيل الجامعة أنْ يوفر صناديق للاقتراحات والشكاوى، وأن تكون هناك لجنة دائمة للنظر فيها كُلّ أسبوع وعرضها على الجهات المختصة في الجامعة.

    2. نتوخى العدالة فيما بيننا، وفي الأمور كلها. فلا يضام أحدٌ ولا يُظلم فردٌ ،طالباً كانَ أوْ عاملاً في مجال من مجالات الجامعة.

    3. نتوخى الأمانةَ في أداء واجباتنا كلها. والأمانة تتطلب أنْ يُتقن كُلُّ واحدٍ منا عمله، ويجتهد فيه ويبتغي رضاء الله في أدائه. الطالب يتعلم - في المقام الأول- لأن طلب العلم فريضة على كُلّ مسلم ومسلمة، وما يستفاد من العلم إنما هو مكافأة من ا لله تعالى على طاعته. والأستاذ عليه أنْ يُعلِّم ويُرشد لأن الطالب، والجامعة، والمجتمعَ أمانة في عنقه فيما يليه. يجب أنْ نحافظ على المواعيدِ، ونتوخى الدقة في الأداء. مرة أخرى أطلب من أخي وكيل الجامعة أنْ يوفر ساعات حائطٍ في كُلّ مكانِ. لا نريد محاضرات متأخرة، ولا مهام متأخرة أياً كانَ نوعها.
    4. الاحترام والتوقير. هذا هو المبدأ الرابع. يجب أنْ يحترمَ كبيرُنا صغيرَنا، ويُوقِّرَ صغيرُنا كبيرَنا. كلُّنا في هذه المؤسسة محترمون. الذي يحرسُ هذه المؤسسة إنسان محترم جداً، الذي يقوم بنظافتها إنسان محترم جداً. الذي يقدم لك الطعامَ إنسان محترمٌ جداً. الذي ينظفُ لك دورات المياة إنسان محترم جداً. أمَّا المعلم فله شأن آخر، فهو يستحق التجلَّة فوق الاحترام. أمَّا الطالب والطالبةُ فهما في حدقات العيون لأنهما يمثلان مستقبل هذه الأمة.
    5. نحن جميعاً شركاء في هذه المؤسسة. قلتُ لكم في صدر هذا الخطاب أنَّ جامعة المغتربين ملك لكل واحدٍ منكم، وهي ملك لكل الشعب السوداني، وهي ملك للأمة كلها. نحنُ جميعاً مسؤولون عن سلامتها وممتلكاتها، والعناية بها، والحرص على سُمعتها. فاحرصوا ثُمَّ احرصوا على ألا تشينوا سمعتها، أوْ تهدروا موارد جامعتكم.

    ثانياً: هناك أمورٌ ممنوعة.
    نتفق على أنَّ الأمور التالية ممنوعة:

    1.

    يمنع منعاً باتاً تعاطي التبغ بأنواعه، من سجائر، وتمباك، وشيشة. كما يمنع منعاً باتاً تعاطي ما يخل بالعقل والصحة كالمواد المخدرة والمنشطة ونحو ذلك.
    2.

    يُمنع منعاً باتاً ارتداء الأزياء غير المحتشمة، والأزياء غير المقبولة في ثقافتنا وحضارتنا.
    3.

    يُمنعُ منعاً باتاً التلفظُ بكلامٍ فاحشٍ أوْ بذيءٍ. يُمنع السبابُ والتلاعنُ. يُمنعُ استعمال العُنفِ في حل الخلافاتِ. إنَّ الذي يلجأ للعنفِ أوْ الشتم أوِ السبِّ هو المهزومُ دائماً. يجب أنْ نتحاكمَ إلى الحُجةِ والبرهان، وان نعترف بالغلط ونعتذرَ عنه. يجب ألا تأخذنا العزة بالإثم. يجبُ ألاَّ نَفْجُرَ في الخصومة إنِ اختلفنا، فالرجوع إلى الحق فضيلة.
    4.

    مع تقديرنا لحرية الرأي وحرية النقاش البناء، فإننا لا نسمح بالانخراط في الأحزاب السياسية، أوِ الدعاية لها، أوِ الترويج لها. ذلك لأن السودان أصبح بلداً ناضجاً، مكتمل النضوج؛ فأضحتِ السياسةُ علماً ومهنة، لها رجالها ونساؤها. وسيكون منكم ساسة وقادة لهذا البلد إنْ شاء الله، ومهمة الجامعة أنْ تَعدَّكم للمستقبلِ وتجهزكم لتقودوا بلادكم. أما دخول طلاب الجامعات في السياسة، فهذه مرحلة قدْ تخطاها الزمان، وشبت البلاد عن الطوق الذي كانَ فيه الطلاب هم في قمة الهرم التعليمي. أمَّا الروابط العلمية، والمناشط الرياضية، وبناء القدرات القيادية الحميدة فهي من المهام التي نشجع الطلاب على الاجتهاد في تحصيلها، وبذل الجهد في التميز فيها، وستجدون من الجامعة كُلّ عون إنْ شاء الله.
    5.

    يُمنع منعاً باتاً العبث ببيئة الجامعة، كقطع أوراق الأشجار، والأزهار، والمشي على الحشيش بغير إحساس به - وهو مخلوق حيٌّ جميل؛ ورمي الأوساخ والنفايات في غير مظانِّها؛ وإلصاق الأوراق على الجُدرِ؛ والبصق على الأرض؛ وغير ذلك مما يُكره من العادات السيئة التي لا تجدر بأناسٍ كرماء أمثالكم.

    ثالثاً: ثُمَّ إياكم وخوارم المروءة

    وما أدراكم ما خوارمُ المروءة!

    خوارمُ المروءة هي أشياءٌ لا تعدُّ حراماً، ولكنها لا تَليقُ بكرام الناس، أمثالكم. من ذلكم:

    1.

    لا تمضغِ العلكَ في الجامعة! إنها عادةٌ قبيحةٌ في ذاتها، إلا إذا فعلتها في منزلك ووقتك الخاص. ثُمَّ أين تَرمي ببقايا العلكةِ، وهي مما لا يتبخر في الهواء ولا يذوب في الأرض؟ إذا ألقيتها حيث لا يجب لا بُدَّ أنْ تعلق بشخص ما، أوْ بشيءٍ ما، فينالك من تلك الضحية السبُّ واللعن!
    2.

    لا تأكل البصلَ والثومَ ثُمَّ تخالطَ أصحابك! لا تنفثِ الروائح الكريهةَ حولكَ وأنت لا تشعر! وفي هذا الصدد كن نظيفاً في جسمك ولُبسك. لا تكسل من أنْ تَستحمَّ كُلّ يوم، لأن بلدنا حار في معظم أيام العام، وتكثر فيه الأتربة ويثور فيه العرق من أجسام الناس. كن نظيفاً أنيقاً، تكن جميلاً.
    3.

    ومن خوارم المروءةِ أنْ تأكلَ أوْ تشربَ وأنتَ تمشي! من خوارمِ المروءة أنْ تأكل في الطرقاتِ والممراتِ! يَجملُ بك أنْ تأكلَ و تشربَ وأنت مطمئنٌ، جالسٌ في مكانٍ مناسبٍ. إنَّ الأكل على عجلٍ ليسَ من ا لمروءة في شيء. كن مطمئناً، جالساً، نظيفاً، سمِّ الله، كُلْ بيمينك، امضغِ اللقمةَ جيداً، لا تتكلم وفمُكَ ذاخرٌ بالطعامِ! لا تستعجل في تناولِ الطعام والشراب! ذلك يدلُّ على الشرَهِ وسوء الذوقِ، وهو من علامات البخلِ عندَ العربِ!


    ومن طرائف العرب في هذا الصدد أنَّ رجلاً استضاف أعرابياً، فذبحَ له حملاً صغيراً. فلما جُهّزَ الطعامُ جعل الضيف يأكل ُ بنهم شديدٍ، ويزدرد اللحم ازدراداً. فاغتاظ صاحبُ الدارِ وقال له: أراك تأكل الحملَ كأنَّ أباه نطحكَ! فقال له دون أنْ يرفع رأسه: وأراك تُشفِق عليه كأن أمَّه أرضعتكَ!




    هذا، وأسألُ الله العلي القدير أنْ يجعل التوفيق والسداد حليفكم، وأن ينفع بكم أهلكم وبلادكم، وأن يجعلكم ذخراً لهذه الأمة، إنه ولي ذلك والقادر عليه.


    وآخر دعوانا أنِ الحمدُ لله رب العالمين)
    ]


    Quote: المركز السوداني للبحوث التربوية

    البيئة المدرسيّة وأثرها في خلق المواقف والإتّجاهات المستقبليّة من العنف في الجامعات السودانية

    ناهد محمد الحسن علي فضل






    &#8195;
    مقدمة




    شهد السودان في العشرين سنة الماضية تغيّرات جوهرية في مناهج التعليم والسلّم التعليمي والتوسّع في عدد الجامعات فيما عرف بثورة التعليم العالي في بيئات حياتية متباينة وإن غلب على بعضها التشرد والنزوح والحروب والنزاعات. ومن حالات العنف الفردية المعزولة في مراحل سابقة من تاريخ الجامعات, او حالات الإحتجاجات والمظاهرات السلميّة. شهدت سنين الحكم الإنقاذي تزايدا في حالات العنف الجامعي وعرفت هذه المجتمعات الإغتيالات السياسية والإعتداءات المختلفة والقهر والفصل السياسي والعنف المرتد على البنى التحتية للجامعات بالتدمير والخراب ,واستهداف الحرس الجامعي والإعتداءات القائمة على أساس التمييز الديني والآيديولوجي. وتدهور نوعي وكمّي في الحوار الفكري والسياسي وانتشار المخدرات بشكل غير مسبوق مما جعل قضايا العنف الطلابي موضوعا حاضرا بإستمرار في وسائل الإعلام المختلفة لا سيما المقروءة وكذلك في المنتديات وورش العمل وتصريحات المسئولين . فهل بمقدورنا مناقشة العنف الجامعي بمعزل عن تزايد اعداد الجريمة في المجتمع السوداني وملامحها الوحشية الجديدة والوافدة كإستخدام السوائل الحارقة في القتل والتشويه والتصفيات العنيفة الأخرى الشبيهة بحادثة اغتيال الصحفي محمد طه محمد أحمد وحوادث الإعتداءات الجنسية القاتلة على الأطفال والإغتصابات وعصابات السطو المنزلي المسلحة والإختطافات المصحوبة بمطالب الفدية وغيرها ووقوع تلك الإعتداءات أحيانا من قبل أشخاص كانوا في السابق من الرصيد التأميني للفرد كالخطيب او الزوج او الأب او الجار. ثم الى ايّ مدى يمكن ربط تلك الظواهر العنيفة بالنوع..بإعتبار أنّ الإحصاءات العالمية وداخل السودان ربطت مرتكبي الجرائم والمدمنين وضحايا العنف وقادة الجيوش وممارسي الرياضات الخطرة والقاسية بالذكور .
    لقد حاولت البشرية منذ أمد بعيد معالجة قضية العنف عبر تبريرها او تقنينها او تمريرها او الحد منها عبر التربية والفلسفة والقوانين والأديان. لهذا لم تجد النظريات النفسية التي تتحدث عن العنف كسلوك فطري اي تشجيع من قبل الباحثين الذين اعتبروها محاولة تبريرية هروبية فاشلة من مسئولية اساسية يتحتم على البشر مواجهتها وعلاجها. والحقيقة إن العنف والعدوان ظواهر غريزية موجودة لدى الإنسان والحيوان على حد سواء ولها مراكز تشريحية في بنى تحت قشرة الدماغ تعرف (بالوطاء) و(الجهاز الحوفي) وتتلقى هذه المراكز تثبيط وكبح من مراكز أخرى مسئولة عن الذاكرة والتعلم وبالتالي ليس من الصعب على البشر التحكم في العنف ومعالجته.
    ليس بمقدور هذه الورقة ولا من مهامها التوقف عند كل الأسباب او تتبع جذور العنف في المجتمع السوداني وتقديم تفسير تحليلي وعلاج لما يحدث من سلوكيات مدمرة داخل بيئات تعليمية كان من المفترض بحكم دورها أن تشكل بيئات آمنة للنمو والتطور السوي للشباب . وستنحصر مهمة هذه الورقة في التعريف بالبيئة المدرسية وماتفعله او تمتنع عن فعله وهي تقوم بدورها التعليمي والتربوي تجاه النشئ بشكل يؤثر في خلق او على الأقل تبني مواقف عنيفة مستقبلا .
    الحقيقة إن الأطفال يدخلون المدرسة بمواقف واتجاهات من العنف بأثر البيئة المنزلية. بل تدلل كل الدراسات والبحوث على أن الأطفال قد يتبنوا اتجاهات قيمية تؤمن بالعنف كموقف مذ كان عمرهم لا يتجاوز ال18 شهرا. وتفاعل الأطفال ماقبل المدرسة في انماط التنشئة المختلفة هو الذي يقدم للمدرسة مهاما تربوية وتحديات مستمرة للتعديل السلوكي. وبالتالي تعتبر المدرسة حلقة مهمة من حلقات تطور الفرد ونضجه الإجتماعي والنفسي ..لذلك كل ما يدور داخلها من تفاعلات علائقية ومناهج تربوية وأنظمة وطرق في التعليم له أثر بعيد في معالجة او دعم بنى العنف عند الأطفال. فإذا كان التلاميذ يقضون في المتوسط من ستة الى ثمانية ساعات يوميا في المؤسسة التعليمية وبقية الوقت بين الأسرة والشارع ووسائل الإعلام والقنوات التي تبث المشاهد العنيفة, فإن عدم الوعي بالدور المدرسي في تعزيز او تعديل الثقافات سيهدر الكثير من الوقت والموارد في التكريس للعنف.
    ستحاول هذه الورقة الإجابة على ثلاثة اسئلة اساسيّة في مبحثين وخاتمة:
    المبحث الأول :
    1- هل يوجد عنف في الجامعات السودانية ؟ وماهي انواعه وأسبابه؟.
    المبحث الثاني:
    2- البيئة المدرسية بالسودان كيف هي؟ وماهي الأشياء التي تفعلها وتؤثر على مواقف واتجاهات الطلاب من العنف مستقبلا؟.
    3-ماهي الأشياء التي تنقص هذه البيئة وبالتالي يؤثر غيابها سلبا على تعديل المواقف والرؤى المستقبلية من العنف؟
    خاتمة:
    الخاتمة هي محاولة لتقديم رؤية من أجل تعديل البيئة المدرسية والجامعية بإتجاه إثراء التجارب والتعايش السلمي والحضاري بين جميع الطلاب على اختلافهم.
    المبحث الأوّل
    هل هنالك عنف في الجامعات السودانية ؟وماهي أنواعه و أسبابه؟
    أوّلا : تعريف العنف:
    إن قضية العنف من القضايا الموجودة على تقاطعات علوم كثيرة كعلم النفس وعلم الإجتماع وعلم القانون و التشريعات الدولية لحقوق الإنسان وعلم اللغة والتربية والسلوك وغيرها .فالعنف في اللّغة ضد الرفق,وعنفوان الشيء أوّله, وهو في عنفوان شبابه:أي قوّته ,وعنّفه تعنيفا :لامه وعتب عليه.(1) و يرى أنتوني غيدنز عالم الإجتماع المعروف أنّ الدراسات تعرّف العنف (بأنّه استخدام القوّة الجسديّة أو التهديد بإستخدامها ضدّ النّفس وضدّ الاخرين وماينتج عن ذلك من الإيذاء الجسدي وحالات الوفاة).(2)أمّا في إطار التشريعات الجنائية القانونيّة فقد تحدّث فقهاء القانون الجنائي عن :(النظريّة التقليديّة والتي تأخذ بالقوة الماديّة بالتركيز على ممارسة القوّة الجسديّة,أمّا النظريّة الحديثة التي لها السيادة في الفقه الجنائي فتأخذ بالضغط والإكراه الإرادي دون تركيز على الوسيلة وإنّما على نتيجة متمثّلة في إجبار إرادة غيره بوسائل معيّنة على إتيان تصرّف معيّن.(3) وعلى ضوء ماسبق عرّفه البعض بأنّه المس بسلامة الجسم وإن لم يكن جسيما بل كان على صورة تعدّ وإيذاء.(4) والعنف قد يكون جسدي او عاطفي كلامي فقط او رمزي وقد يصدر من فرد او جماعة ضد أفراد او جماعات (5).
    عرفت الجامعات السودانية عبر تاريخها الطويل المسيرات والمظاهرات والإعتصامات وما قد يلازمها من عنف وتخريب للمتلكات الجامعية وإيذاء جسدي وفقدا للأرواح.لكن ممّا لاشكّ فيه إنّ العنف في العشرين سنة الماضية في تزايد مستمر وكذلك تبعاته وخسائره على الأرواح والممتلكات والبيئة الجامعيّة على عمومها.هذا رغم أنّ للجامعات السودانيّة تقليد عريق في تنظيم الإتحادات الطلاّبيّة وأركان النقاش والتي كانت عادة تجاوز الهمّ الجامعي الضيّق وتقارب الطرح العام ,ممّا جعل للفعل الطلاّبي دور أصيل في إستقلال السودان عبر مؤتمر الخريجين وكذلك المشاركة في إنهاء نظامين من الحكم العسكري في السودان.وربّما كان لرسوخ مثل هذا التقليد الذي يجعل مايدور في الخارج مسئولية الطلاّب المباشرة دور في استمرار حالات عدم الإستقرار والعنف الجامعي تبعا لأوضاع السياسة والحكم في البلاد وبالتالي نكاد نعيد كل أحداث العنف الجامعي تقريبا لإسباب سياسيّة.(6)
    نشأت الحركة الطلاّبيّة في السودان كرافد من مؤتمر الخريجين في العام 1938 .وقد كانت متقاسمة في بدايتها بين اليمين واليسار قبل ظهور تيارات الوسط كالطلاب المستقلين والجبهة الطلابية والمؤتمر الديموقراطي الإشتراكي والطلاب الأحرارلاسيما بعد انقسام مؤتمر الخريجين لأحزاب سياسية عديدة.وقد اتسعت تيارات الوسط في المستقبل بدخول الحزبين الكبيرين الأمّة والإتحادي الديموقراطي.(7)وقد ظلّت الأحزاب السياسية على علاقة وثيقة ومباشرة مع قواعدها في الجامعات وبالتالي تعكس هذه الجماعات الطلابية تنافسات السياسة الخارجية وانعكاساتها بصورة واضحة على الحياة الطلابية واستقرارها. وقد نشأ اوّل اتحاد طلاّب بجامعة الخرطوم في فبراير 1941 بعد جمعية الثقافة والإصلاح في 1939 .وقد ذكر د/عمر القراي إنّ أوّل مرّة يتم فيها حوار داخل الجامعات في دار اتحاد طلاّب جامعة الخرطوم 1969,ابتدره طالب يدعى بدرالدين كان ينتمي وقتها لتنظيم الأخوان الجمهوريين الذي أسّسه الأستاذ محمود محمد طه.بدأت بعدها حركة أركان النقاش في الجامعات في 1973 وقد كان أحمد المصطفى دالي وقتها أوّل من أسّس ركن نقاش تعرّض بسببه أكثر من مرّة للضرب من قبل الإسلاميين.(8)
    نستطيع ان نقول إنّ وسائل التعبير والإحتجاج في الجامعات السودانية قد تدرّجت من المطالبات المدنيّة السلمية الى العنف المباشر مؤخرّا.ويقف على ذلك شاهدا تاريخ جامعة الخرطوم ابان الإستعمار الإنجليزي في السودان رغم إنّ مستقبل السودان كلّه كان على المحك في ذلك الوقت ومن ذلك المسيرات الصامتة التي خرجت في مارس 1946 والتي ايّد بها اتحاد طلاّب كلية غردون التذكارية المظاهرة التي خرج بها طلاّب جامعة الملك فؤاد المطالبة بجلاء الإستعمار البريطاني من مصر. وكذلك المسيرة في ديسمبر 1946 المؤيدة لوفد المفاوضات السوداني لمصر الذي ناقش مستقبل السودان. وبسبب كل تلك المواقف تم تجميد الإتحاد وحلّه ومنع من ممارسة اي عمل سياسي حتى العام 1951 .(9) ومنذ ذلك التاريخ عرفت جامعة الخرطوم وبقية الجامعات السودانية أشكالا مختلفة من حوادث العنف أغلبها بسبب السياسة وبعضها وإن كان بأسباب أخرى الاّ أنّه سياسي/أيديولوجي في جوهره ومن ذلك حادثة رقصة (العجكو) الشهيرة في 1968 التي انتهت بمقتل الطالب سيّد عبدالرّحمن الطيب كنّه قتيلا بطعنة من أحد زملائه. وكذلك عرض فيلم عرس الزين بقاعة الإمتحانات بجامعة الخرطوم في 1981 الذي انتهى بصدامات وعنف دامي بين الطلاب.وماحدث عقب عرض مسرحية سقوط الباستيل التي نظمتها جمعية الموسيقى والمسرح في 1986 .(10)عدا بعض الأحداث الفردية التي كان فيها المستهدفون افراد ,او كان العنف بسبب قضية بدت فردية كفصل طالبة اوبيان أصدره طالب ونحو ذلك من الأحداث التي انتهت بعنف جماعي فإن غالبية الأحداث العنيفة في الجامعات هي جماعية ولأسباب سياسية وتكون مسبوقة عادة بتمهيد ينذر بالعنف القادم.كما أنه من النادر ان يكون العنف بين الطلاّب فيما بينهم وفي الغالب بين الطلاّب والأجهزة الأمنيّة والشرطيّة.كما إنّ هنالك علاقة بين تزايد العنف وانخفاضه و طبيعة النظام الحاكم فتزيد حالات العنف في الأنظمة الشموليّة وتقل في الأنظمة الديموقراطية التعددية(راجع ورقة محمد حسن عثمان التعايشي/أسباب العنف الطلاّبي – رؤية طلاّبية). (11 )
    في العشرين سنة الأخيرة وتحت الحكم الإنقاذي ,اختبرت مؤسّسات التعليم العالي تزايدا في أشكال العنف وحالاته وارتفاع في استخدام المخدرات بين الطلاّب كشكل من أشكال العنف الموجّه نحو الذات (12 ).رغم حدوث مايعرف بثورة التعليم العالي التي رفعت نسبة الإستيعاب من 1% قبل ثورة التعليم العالي في سنة 1990 الى 6- 7 % وهي نسبة لازالت متأخرة بالمقارنة مع الدول الأخرى التي تبلغ نسبة الإستيعاب فيها 70%.وتبلغ مؤسّسات التعليم العالي اليوم في السودان 76 مؤسسة منها 27 جامعة حكومية و4 جامعات أهليّة و45 كلية أهلية وبلغت الأعداد المقبولة للجامعات في 2006 ,185 ألف للبكالوريوس و50 ألف مقعد للتعليم عن بعد والإنتساب.(13 )ورغم هذا التوسع الإيجابي في سياسة التعليم العالي الاّ انّه حدث بعد عام واحد فقط من وصول الإنقاذيين للسلطة ولم يحظ بالدراسة الكافية والمتأنية وبالتالي لم ترافقه ايّ تطورات في البنية التحتية للجامعات المقترحة ولا التأهيل الكافي والإعداد وقد حدث في وقت ارسل فيه الكثير من أساتذة الجامعات المدرّبين للصالح العام.وبالتالي إذدحام الآف الطلاب وتنافسهم على موارد تعليمية شحيحة ممّا هيّئت بيئة مناسبة للعنف وفقا لسايكولوجية الحشود التي قال بها غوستاف لوبون والتي تحدثت عن قابلية الحشود في اوضاع الزحام لأعمال العنف. (14 )وقد أدّى التوسّع الغير مدروس لثورة التعليم العالي لآلاف الخريجيين العاطلين عن العمل ودوننا حادثة إضراب الأطبّاء في يونيو من هذا العام 2010 احتجاجا على الوظائف والمرتبات والتدريب والذي قوبل بعنف دامي واعتقالات وتعذيب من قبل السلطة أدّى الى خروج طلاّب الجامعات تضامنا مع زملائهم وخوفا على مستقبل حياتهم بعد التخرج وهو أمر يمكن رصده ومتابعته بالصورة والصوت في موقع لجنة أطبّاء السودان بالفيس بوك (15). ونتيجة للشعور بالغضب إزاء الإحباطات المتكرّرة لدى الطلاب وهم يعانون في بيئات تعليمية شحيحة الموارد يتصاعد فيها الكبت الديني والحريّات وتقف فيه المرابطات امام البوابات للتدقيق في أزياء البنات وقد وصل الأمر حد تحديد زي معين له لون ومقاس وقد اعتمدت بعض الجامعات الخاصة نظام اليونيفورم في محاولة للتديين المؤسسي الذي يؤسس لجامعات تعتمد التلقين ونظام الطاعة العمياء كجزء من شروط البقاء في المؤسسة.ويرى (بيك 2000 ):( إن الخطر هو قرين القلق والخسارة قرينة الحزن والإكتئاب والظلم والجور قرين الغضب).وبالتالي يقود الغضب الى العنف والعدوان .وقد تحدّث الدكتور مصطفى حجازي في كتابه (مدخل الى سيكولوجية الإنسان المقهور), كيف إنّ الإنسان في دفاعاته النفسية ضدّ القهر امّا أن يمرّر هذا القهر الى الداخل ,نحو ذاته ,لاسيما متى ما كان وضع القهر لايمكن الفكاك منه وذلك عبر الإنسحاب وسوء تقدير الذات ولومها على عجزها وفشلها وإدمان المخدرات والإستسلام وغيرها من ردود الفعل النفسية والعاطفية والمعرفية في حالات الإكتئاب .أو أن يوظّف الإنسان هذا القهر الواقع اليه خارجا وبالتالي العدوانية والعنف تجاه الآخرين لاسيما الأشخاص الأضعف منه كالنساء والأطفال.فكما يقول مايكل كوفمان (يحدث الفعل الفردي للعنف الذكوري عبر ما وصفته ب(ثالوث العنف الذكوري).فالعنف الذكوري ضدّ النساء لا يحدث بصورة معزولة ولكنه مرتبط مع العنف الواقع على الرّجال الاخرين وبإستبطان العنف,وهو عنف الرّجل الموجّه نحو ذاته.لاشك إنّ مجتمعات السيطرة الذكوريّة لا تقوم على تراتبية هرميّة للرجال على النساء فحسب ولكن ايضا بعض الرجال على رجال آخرين.العنف والتهديد بين الرجال هو آلية مستخدمة منذ الطفولة لتثبيت هذه التراتبية المذمومة.احدى نتائج هذا الأمر هو ان الرّجال يستبطنون العنف أو من المحتمل أن متطلبات المجتمع الأبوي تشجع الدوافع الحيوية والتي قد تكون خاملة او حميدة.النتيجة ليست فقط ان الصبية والرّجال يتعلّمون بصورة اختيارية استخدام العنف ,لكن ايضا كما سنرى لاحقا,يعيدون توجيه مدى من العواطف بإتجاه الغضب.والتي تأخذ أحيانا شكل العنف الموجّه نحو الذات ,كما نرى على سبيل المثال في حالات الإدمان ,او سلوكيات تدمير الذات).(16)
    في كثير من الدراسات عن العنف في الجامعات السودانية او غير السودانية ,كالجامعات الكينيّة مثلا ,فإن الباحثين يعزون أسباب هذا العنف الى أشياء تتعلّق بعمليات مركزها المؤسسة الجامعية والدولة وعمليات مركزها الطالب. (17 ) ومن ذلك نظام الحكم والمشاكل الإدارية كغياب الشفافية المالية والأنظمة واللوائح والفقر والتمركز الإثني .او الخدمات كالسكن والإعاشة والترحيل والمواصلات ودعم الطلاّب المحتاجين والعلاج.والمشاكل التي لها علاقة بالأكاديميات كالكتاب والأستاذ الجامعي والمكتبات والإمتحانات والرسوم والإنتخابات للإتحادات بكافة مراحلها وغيرها.
    إنّك تقرأ خبر كالذي اوردته صحيفة الصحافة بتاريخ 13/1/2010 :(قتل الطالب اسامة يس ,عندما سدّد له زميله الطالب لونجي عدّة طعنات داخل حرم كليّة الزراعة وأصيب ثلاثة آخرين..)
    ,وتفكّر مالذي يدفع طالب مليء بطموحات الحياة والمستقبل في التسبب بإنحراف مسيرته الحياتية من الجامعة والتخرّج الى السجون وعذاباتها..مالذي يجعل القتل وسيلة لحسم الخلافات بدلا عن الحوار؟ ومالذي يجعله يحمل سلاح من الأساس الى داخل الحرم الجامعي ؟البيئة التي كان من المفترض أن تشكّل حرما آمنا للجميع مالذي حوّلها الى ساحة اقتتال؟وما نوع التهديد بالضبط الذي يمكن ان يشكله اسامة للونجي وآخرين ؟ وفي اي سياق تمت عملية القتل هذه؟ إنّ هذا النوع من الإعتداء هو جريمة بأيّ شكل من الأشكال وكونها حدثت في الحرم الجامعي وظروف شحن سياسي او لحظة فوضى توظّفها سيكولوجية الجماهير من أجل احداث اكبر قدر من الدمار والتخريب والذي عادة مايفلت مرتكبوه في تلك التظاهرة او غيرها لن يساعد في تقديم اي مبرر أخلاقي للحدث.. ولكن أسامة ليس الضحية الوحيدة عبر تاريخ العنف في الجامعات فهنالك بشير والتاية ومحمد عبدالسلام ومعتصم حامد وغيرهم ,طلاّبا صغار السن كانت الحياة في انتظارهم لاتزال..فلم حدث ماحدث؟
    إن أردنا أن نفهم هذه الحادثة ونحلّلها فعلينا أن نجري تحليلا نفسيا اجتماعيا دقيقا لظاهرة العنف . (يقول (بوتول) في مقدمته لكتاب (الإنسان الغاضب) إنّ إحدى الخصائص الرئيسيّة لكل حضارة هي الطريقة التي تفهم وتنظّم بها العدوانية).(18 )ولتبرير العدوان كان البعض الى وقت قريب يتحدثون عن العدوان بإعتباره طبيعة بشرية وفي بداية السبعينيات كان لكتاب فيرنون مارك وفرانك ايرفن( العنف والدماغ) والذي تحدّث عن ماسمّياه (عتبات العنف) ,بمعنى أن قابلية بعض الأشخاص للإثارة هي وراثية وعلى هؤلاء ان يمنعوا من تسبيب أذى في المجتمع عبر إجراء عمليات الفص الجبهي الجراحية وهي المأساة الإنسانيّة التي قدمها كين كيسي في روايته (طار شخص فوق عش الواقواق) . الرواية التي قدّم بطولتها للسينما جاك نيكلسون.لقد أثار اقتراح منع العنف الفردي الكثير من الأسئلة النقدية التي قدّمت الطب النفسي كقوة سياسية (عبر اخفائه الصراع الإجتماعي بوصفه مرضا وتبرير الإكراه بوصفه معالجة). (19 )ويتحدّث هؤلاء عن الطبيعة البيولجية للعنف معتمدين على السلوك الحيواني يقول (كونراد لورانز)(ان شراسة الحيوان المفترس ودمويته ليستا سوى اسطورة.العلاقات الدموية والعدوانية المفرطة لاتلاحظ الاّ بين الحشرات أمّا بين الحيوانات الفقرية فللعدوانية وظيفة محددة للدفاع عن المجال الحيوي للطريدة او منطقة الصيد والبحث عن الغذاء والدفاع عن المكانة المرتبية ضمن الجماعة والتزاوج لخدمة أغراض الحفاظ على النوع وتطور الجنس.وقد أورد لورنز ملاحظات هامّة منها:أنّ هنالك توازن بين سلاح الحيوان المفترس ودفاعات الفريسة فبمقدار مايزداد الدفاع فعالية تشتد قوة السلاح والعكس صحيح.كل سلوك عدواني عند الحيوان يقابله ميل كابح يمارس عمله من خلال سلوك طقسي .فمن خلال طقوس الرضوخ التي يقوم بها الضعيف تتحول عدوانية القوي الى مسالمة.(20 ) في الإنسان توجد مراكز تشريحية تحت قشرة الدماغ هي جهاز الوطاء والجهاز الحوفي والذان يتوسطان السلوك العدواني ويتم تحريضهم انتقائيا والسيطرة عليهم عبر البيئة والتعلم.(وقد ادّى التحريض الوطائي لسعدان يهيمن في مستعمرة الى دفعه لمهاجمة الذكور الأدنى منه من دون الإناث التي تربطه معهن علاقات ودودة. وعلى العكس من ذلك,أثار التحريض الوطائي خضوعا لدى نسناسة عند احتلالها موقعا هرميا منخفضا.لكن عدوانيتها اذدادت تجاه من هم ادنى منها مع ارتفاع مكانتها الإجتماعية عبر تغيير العضوية في المستعمرة.وهكذا ادى التحريض الكهربائي للموقع التشريحي ذاته الى سلوك مختلف تماما تحت ظروف اجتماعية مختلفة).(21 ) وعليه لم تعد للنظريات التي تتحدث عن الطبيعة الفطرية للعنف أي مستقبل ..بينما يلعب الإحباط والغضب أدوارا تنشيطية او تحفيزية للعدوان وعلينا ان نفرّق بين الغضب كعاطفة والغضب كسلوك محكوم اجتماعيا .فليس كل غضب يجب ان ينتهي بالعدوان وللقبول الإجتماعي للعنف دور كبير في تسهيل تحويل الغضب والإحباط الى عنف. (تولد الإثارة البغيضة حالة عامة من الإثارة العاطفية ,التي يمكنها تسهيل اي عدد من الإستجابات).(22 )وكلام السيد المسيح عن (إذا لطمك احدهم على خدك الأيسر فأدر له خدك الأيمن ليلطمك فيه) هو نوع من التربية المجتمعية التي تعدل الإستجابات السلوكية العنيفة وتدرب على ضبط النفس والتسامح والغفران.وبالتالي تقدم نظرية التعلم الإجتماعية رؤية اكثر موضوعية لشرح العنف وتوجد بها مجموعتان رئيسيتان من محرضات السلوك كالمحرضات ذات الأساس البيولوجي والمحرضات ذات الأساس المعرفي .إذا لدى الأفراد اليات فسيولوجية عضوية تمكنهم من الإستجابة العنيفة لكنها تعتمد على التحريض وتخضع للسيطرة الفكرية( تحرّض الإثارة المؤلمة بعض الأعمال العدائيّة,فمعظم الحالات التي تقود الناس الى الإعتداء مثل الإهانات والتحديات الكلامية او المعاملة غير العادلة- تكتسب تلك القدرة المنشطة بوساطة تجارب التعلّم).(23)
    هنالك الكثير من النظريات النفسية والإجتماعية التي حاولت ان تفهم العنف وذلك من أجل التحكم فيه ومعالجة آثاره المجتمعية وأهم حقيقة خرجت بها كل تلك الدراسات والبحوث أن العنف أمر يمكن التحكّم فيه وكبحه عبر التعلّم والثقافة. وخير دليل على ذلك ماعرف بالسياتراها او سياسة اللاعنف الهندية التي قدّمها غاندي وشعب الهند لكل العالم من اجل السلام الكوني وكذلك تجربة الإعتذار والمصالحة في جنوب أفريقيا.وسلوك النساء وردود افعالهن التي نادرا ما تلجأ للعنف.خلاصة الأمر ان العنف في الجامعات هو سياسي في المقام الأول ويباركه ويستديمه غياب الحريات السياسية وتدخل السياسات الحكومية والحزبية في مايدور داخل الجامعة و انعدام المحاسبية والشفافية التي جعلت ميثاق الشرف الذي وقعته بعض الجامعات ليس اكثر من حبر على ورق. فهل لأدوار التنشئة الإجتماعية منذ الطفولة دور في الموقف من العنف مستقبلا؟ هذا ما ستهتم به هذه الدراسة بالتركيز على البيئة المدرسيّة وأثرها في خلق اتجاهات العنف مستقبلا لدى الطلاّب في الجامعات السودانية.





































    المبحث الثاني
    مالذي تفعله او لاتفعله البيئة المدرسية فيدعم المواقف والإتجاهات من العنف مستقبلا في الجامعات السودانيّة ؟
    ماذا نعني بالبيئة المدرسيّة؟
    يشير مصطلح البيئة المدرسية في هذه الدراسة ,إلى المدرسة ككل متكامل يتفاعل فيه التلميذ /ة مع ماحوله من أجل التطور و النماء والأداء على الصعيد المعرفي والنفسي والإجتماعي والسلوكي والإنساني والعاطفي وكافة مناحي الحياة. ووفقا لهذه الأصعدة المختلفة تشمل البيئة المدرسية: البنى التحتيّة (كالمباني ,الفصول ,الساحات ,الأسوار ,الحمامات او المراحيض,وسائل المياه للنظافة والشرب, المطعم او المقصف المدرسي ,الأشجار ,المسرح,وسائل الشرح من الكتاب والكراس الى السبورة والطباشير والكمبيوتر والوسائل الحديثة بمجملها والمراوح والتكييف والمكتبة ومكاتب الإدارة..الخ)ومن ثم المعلّم/ة المؤهل والمدرّب والتلميذ/ة او الطالب/ة والعلاقة بينهما والعلاقة بين المعلمين فيما بينهم والطلاب والتلاميذ فيما بينهم والسياق الثقافي ,الإقتصادي, الإجتماعي, الموجودة به المدرسة ومناهج وطرق التدريس والتقييم والأساليب التربوية المتبعة لتعديل السلوك. بالإضافة للطريق الى المدرسة والترحيل المدرسي والموقع (في حي سكني ,او سوق مثلا او مكان في طرف الحي او القرية) .
    ينقسم نظام التعليم العام في السودان الى:
    1- تعليم أساسي: والذي يشمل التعليم قبل المدرسي في الرياض والخلاوي الي عمر 5 سنوات ثم تعليم المدارس الاساس الى عمر 13 سنة.
    2- التعليم الثانوي : وهو ينقسم الى أكاديمي او فني وينتهي بعد 3 سنوات بإمتحان شهادة ثانوية للدخول للجامعة.(انظر الصورة).
    نظرة سريعة على ظروف البيئة التعليمية في ولايات السودان الشمالية:
    في مسح أجرته الإدارة العامة للتخطيط التعليمي بوزارة التعليم العام الفدرالية بالسودان بالشراكة مع وزارة التعاون الدولي وبعض المنظمات كاليونيسيف وبرنامج الغذاء العالمي وبعثة الإتحاد الأوروبي.وفي تقريرها النهائي للعام 2008 عن التعليم الأساسي بالولايات الشمالية بالسودان رصد الاتي:
    تعتبر الحكومة هي المقدم الأول لخدمة التعليم الأساسي بينما يشارك القطاع الخاص ب 4.6 % من ملكية المدارس. ونسبة القبول للأولاد اكثر من البنات لاسيما في الريف.وطرق التعليم المتبعة هي التعليم النظامي78% وتعليم القرية 11% ومدارس الرّحل 6% ومدارس النازحين4%والمدارس الدينيّة 1% .40%



    (صورة هذا المخطط أخذت من بحث وزارة التعليم المذكور آنفا)


    من المدارس بها تعليم قبل مدرسي ملحق بها وأعلى نسبة من هذه المدارس موجودة بالنيل الأزرق 72%.أغلب المدارس توافق شروط وزارة الصحّة الإتحادية بخصوص الموقع(لكل 100 أسرة مدرسة قريبة من المنزل وبعيدة عن الضوضاء) بنسبة 91%.بينما 10% من المدارس تقع بالقرب من الأسواق.هنالك 6 ولايات على الأقل 5% من المدارس بها تقع على بعد 3 كيلومتر او أكثر بينما 66.3 % من المدارس تقع على مسافة واحد كيلوميتر. بالنسبة للبيئة المدرسية على مستوى البنى التحتية فإن 51% من الفصول بحاجة للتجديد والصيانة أو إعادة البناء من جديد.56.6 % من المدارس هي بدون سور و76% من المدارس بها مياه (39 % من الحنفيات و13% من المضخات اليدوية و16% من الآبار).35% من المراحيض بحاجة لإصلاح او استبدال بينما 17.9% هي مراحيض غير آمنة.بالنسبة للأثاثات المدرسيّة فإن 50% من الطلاب ليس لديهم أدراج و 11.8 % من هؤلاء يجلسون على مقاعد بديلة كالحجارة مثلا. بينما 38.1% يجلسون على الأرض.

    بالنسبة لنوع التعليم:
    نجد أن 67.7% من هيئة التدريس من النساء بينما هنالك 17.3 فقط من المعلمين هم خريجو جامعات أو بمؤهلات عليا.72.8% أكملوا فقط التعليم الثانوي وو41.8% لم يتلقوا أي تدريب .و58% حصلوا أشكال مختلفة من التدريب. وقد أقرت الدراسة بأن هنالك قلّة في الكتاب المدرسي و40% من السبورات هي بحاجة لإصلاح او تغيير.23.7% من المدارس تحصل على طعام .وهنالك مايعرف بالصرف غير الر اتبي للمعلم/ة يسهم المجتمع فيه ب89% والحكومة 1% فقط.(24)
    بين البيت و المدرسة
    يلتحق معظم التلاميذ بالمدارس لا سيما التعليم قبل المدرسي وهم في الرابعة من العمر ويدخلون مدارس الأساس وهم في السادسة من العمر..بمعنى أنّ على المدارس الإعتناء بالأطفال والتأثير على نموهم البدني والعقلي والمعرفي والعاطفي والسلوكي في فترة باكرة من حياتهم وبالتالي تكون المدرسة الى حد كبير بالمشاركة مع الأسرة مسئولة في المقام الأول عن مخرجات عملية التنشئة هذه ..وبالنسبة للطفل وكما يقول د/مصطفى حجازي فأنه ينتقل من البيت الذي كان التعامل فيه على مستوى البنوة الى المدرسة التي يختبر فيها بعدا جديدا هو الأداء وإن كانت السياسات في المدرسة والبيت متوافقة بإتجاه دعم نمو وتطور الطفل فإن هذا سيوفر تجربة غنية للطفل تساعد على تفتح ملكاته الذهنية والعاطفية والمعرفية والإجتماعية والاّ فقد يعيق كل من البيت أو المدرسة عملية التنشئة هذه وتلقي بأعباءها على الطفل وتغرقه في مستويات مختلفة من النزاعات التي تؤثر سلبا على شتّى مناحي نموّه.
    لمحة خاطفة عن تأثير البيت على خلق اتجاهات العنف لدى الأطفال:
    عبر مراقبة الوالدين وهما يتفاعلان مع أطفالهما في مرحلة ماقبل المدرسة توصلت ديانا بومرند الى ان هنالك أربعة أنماط لتنشئة الأطفال وفقا لبعدين أساسيين هما بعدي المطالبة والإستجابة.فالاباء الذين لديهم مطالب غير معقولة من أطفالهم ولا تتناسب مع مراحل نموهم وتطورهم ويعولون أكثر على الطاعة ويمارسون أنماط التأديب القاسية ولا يستمعون الى الأطفال ولا يتشاركون معهم الأراء او الحوارات ولا يقدمون بعض التنازلات عن مواقفهم ليسمحوا للطفل باتخاذ بعض القرارات الضرورية لدعم المبادرة والتطور لديه وتعزيز ثقته بنفسه .عادة هؤلاء الآباء لا يستجيبون لأطفالهم ولا يظهرون لهم الحب وهؤلاء يمثلون نمط التنشئة التسلطي وقد وجدت ديانا أن الأطفال في هذا النمط ( كانوا قلقين ، وانسحابيين وغير سعداء كما يتميزون بضيق في الكفاءه الإجتماعية مقارنه بمن هم في الفئه العمرية نفسها .وعندما يتفاعلون مع الاخرين فانهم يميلون الي استخدام ردود فعل عدوانية عندما يتعرضون للاحباط كما انهم يظهرون استعاداً للانسحاب ويتجنبون المبادرة ويفتقرون للانتقائية والبعد العاطفي .كما انهم يظهرون ، ضعف في وعي القيم الاخلاقية وقد اظهر الذكور علي وجه الخصوص مستويات مرتفعة من الغضب والتحدي ، اما الاناث فقد لوحظ انهن يتميزن بالاعتمادية ونقص القدره علي الاكتشاف ويبدين ميلا نحو الانسحاب من المهمات التي تتسم بالتحدي .).(25) وبالنسبة لبقية الأنماط فعدا نمط التنشئة المصدري الديموقراطي فإن بقية الأنماط هي أشكال مختلفة من الإساءة للأطفال كنمط التربية المتساهل(التدليل الزائد) ونمط التنشئة المهمل.ففي نمط التنشئة المهمل ليس للوالدين اي مطالب ولا توقعات من سلوك اطفالهم وبالتالي لا توجد اي أشكال من الإستجابات ..فالطفل مهمل على مستوى الغذاء والكساء والتربية والتوعية والحب والعطف والتقدير..وقد لوحظ أن الأطفال في هذا النمط (يظهرون عدة مشكلات مثل نقص التسامح مع الاحباط ، نقص الضبط الانفعالي ، صعوبات في التحصيل المدرسي و الخضوع في فترة المراهقة وزيادة في استخدام المهدئات والكحول والمخدرات . ويؤدي الي ظهور عدة مشكلات سلوكية والتي قد يكون وراءها حب الظهور والاعلان عن الذات ولو باشكال سلبية او مشبوهه أو مرضية مقارنة بالاطفال الاسوياء ).(26)
    في نمط التنشئة المتساهل لا توجد توقعات من الوالدين او اي مطالبات سلوكية وهما عادة يشككون في قدرتهم على التأثير على سلوكيات أطفالهم ويظنون خطأ أن الأطفال ليسوا بحاجة لإكتساب مهارات فهم لازالوا صغارا ولدينا مثل سوداني يقول(الحبوبة-الجدّة- بتشبّع ما بتطبع) بمعنى أن ايكال امر التربية للجدات سينتهي بهذا النمط التربوي الذي يبالغ في التدليل على سبيل إكتساب المهارات.كما أن هنالك استجابة مفرطة لكل مايأتي به الطفل وتقليل أخطائه وتضخيم انجازاته مما يجعله متمحورا حول ذاته واعتماديا وهؤلاء الأطفال لوحظ عنهم في المدرسة ما يأتي:(ان الاطفال الذين يتعرضون لهذا النمط من التنشئه كانوا غير ناضجين بدرجة كبيرة ممايؤدي الي تكوين مفهوم خاطئ للذات عندهم .وبهذا ظهرت لديهم مشكلات في ضبط اندفاعيتهم ، وكانوا غير مطيعين . ومتمردين عندما يطلب اليهم ان يقوموا باشياء تتعارض مع رغبتهم الانية وقد كانوا ذوي مطالب عالية ويعتمدون علي الراشدين ويخلو عالم هؤلاء الاطفال من الحدود المفروضه التي تؤطر ماهو مسموح القيام به او الممنوع اجتماعياً وقانونياً واخلاقياً وقد اظهر هولاء الاطفال قدرة اقل علي المواظبة في مرحلة ما قبل المدرسة مقارنة بالاطفال الذين يمارس اباءهم قدراً اكبر من الضبط . وقد كانت العلاقة بين نمط الوالدية المتسامحة والاعتمادية والسلوكيات الانحيازية علاقة قوية وبشكل خاص لدي الذكور .فعندما يخطئ الاطفال فان والديهم يساهمون معهم في تقليل الخطأ .مما يجعلهم يفتقرون لمعاير الحكم علي السلوك وذلك لغياب وجود المعاير والقوانين التي تحكم سلوك الطفل مما يؤثر علي دافعية الطفل فينشأ وهو مهملا او غير قادر علي الاعتمادعلي نفسه ويحتاج الي دعم دائم وقديكون خارجاً علي القانون ).(27)
    بينما نجد إن الأطفال الذين ينشأون وفقا لنمط تربية مصدري له مطالب معقولة من سلوك الأطفال وفقا لنموهم ومراحل تطورهم المختلفة واحتياجاتهم .ويسمح لهم بالمشاركة في اتخاذ القرارات المعقولة واستجابة بالتحفيز للسلوكيات الإيجابية والحب والرعاية وتعديل السلوكيات السالبة بالضبط المعقول والعادل ,يتطورون بصورة افضل من غيرهم.وقد لاحظت ديانا (ان الاطفال في هذا النمط كانوا يتطورون بشكل جيد ، وقد كانوا مغعمين بالحيوية والسعادة والثقة بالنفس في اتقان المهمات الجديدة وضبط الذات ، وفي القدرة علي مقاومة الاشتراك في السلوكيات غير المقبولة .وقد بدا ايضا ان هولاء الاطفال اقل ميل نحو التنميط الجنسي . وقد حصلت الاناث علي وجه الخصوص علي درجات اعلي من الاستقلالية والرغبة في اتقان المهمات الجديدة . واما الذكور فقد حصلوا علي درجات اعلي في السلوكيات التعاونية والودية .وبهذايعتبر هذا النمط في التنشئة اكثر النماذج ملاءمة لتنشئة الاطفال . خلال مرحلتي الطفولة والمراهقه ارتبط نموذج التنشئة الوالدية المصدري بالمواظبة علي انجاز المهمه والنضج الاجتماعي ، والتقدير العالي للذات ، وتذويت المعاير الاخلاقية ، والتفوق في التحصيل الاكاديمي).(28)
    الإغاظة:
    لاحظت كل من (Dunn and Munn ) في دراسة اجريت على المنازل ,إن الأطفال كلما تقدموا في العمر تطورت اساليبهم في الإغاظة .ففي عمر 16- 18 شهر يستطيع الطفل ان يغيظ أخيه بتحطيم لعبة على سبيل المثال وهو شيء يختارونه بدراية عالية وعادة ما تكون هذه اللعبة هي المفضلة او التي شعر ان اخيه معجب بها. وفي عمر السنتين يكون الأطفال أكثر
    تخصّصا في إغاظة الاخرين وقد يقوم الطفل بإغاظة أمه هوينظراليهاويضحك.وتقترح(Dunn) أن سلوك من هذا النوع يتعلم به الأطفال شيئا عن عالمهم الإجتماعي ومحدّداته.بإستخدام الإغاظة يتعرّف الأطفال على ردود فعل الآخرين وماهي تبعات هذا السلوك.بالإعتماد على ردود أفعال الاخرين قد يتعلموا شيئا عن الحدود المقبولة في التواصل الإجتماعي.وقد اوضحت هذه الدراسة أن الأطفال يعدلون سلوكهم من المبالغة في الإغاظة وازعاج الآخرين الى الإيجابية وفقا لردود فعل الوالدين الذين على سبيل المثال يوضحون بإستمرار الحدود المقبولة وغير المقبوله في اللعب والمزاح. كما اوضحت ذات الدراسة أن للأطفال القدرة في وقت باكر على اراحة الاخرين ومساعدتهم .فالأطفال في عمر 10 الى 12 شهر يراقبون تضيق الاخرين وفي 5% من الحالات يتضايقون هم ايضا. وفي عمر 12 الى 18 شهر قد يحاولون التخفيف عن المتضايقين بالربت عليهم او لمسهم. بينما في عمر 18الى 24شهرا فإن الأطفال قد يقوموا بجلب اشياء في تصورهم ستسعد المتضايق او يعبرون عن ودهم في كلمات .او يذهبوا ليأتوا بشخص ثالث او يحاولون حماية البعض من الإعتداء. (29)
    الأطفال والإساءة:
    قام (Main and George1985 ) بمتابعة مجموعتين من الأطفال يتعرض بعضهم للإساءة الجسدية في البيت بينما الآخرون طبيعيون . في الحضانات, فكان من الواضح جدّا الفرق بينهم في التجاوب مع تضايق الآخرين .فالأطفال الطبيعيون يساعدون الآخرين ولكن الأطفال المساء اليهم, قد ينظروا للطفل المتضايق فقط او يربتوا عليه بصورة آليّة أو يحاولوا تهدئته .وقد يصيروا عدائيين فجأة ويهددوا الطفل الباكي وقد يصيروا متضايقين او خائفين او مزيجا بين الإثنين بينما الأطفال الطبيعيين لا يظهرون التضيق بهذه الطريقة و من النادر جدا ان يستخدموا التهديد.(30)
    من البيت الى المدرسة:
    سأحاول فيما يلي ان أقوم بتقديم خلاصة لما تم نثره من حقائق هنا.في بلد كالسودان بظروفه السياسية والإقتصادية والمعيشية الراهنة,هنالك ازدياد في نسب الأمية وتدني مستوى التعليم والدخل. تعدّد زوجات,الكثير من الأطفال, زواج مبكر,مكابدة لا تنتهي في البيت والعمل ,غياب بسبب الإغتراب او العمل المتواصل للأب أوالأم او لكليهما,أسر ممتدة,إيمان ثقافي عميق بالعقوبة الجسدية وأنماط التأديب القاسية بإعتبارها حق للوالدين,قلّة المراقبة او عدمها. يقوم الوالدين في هذه الحالة بنقل السلطة التربويّة للمعلم/ة مع شعار واضح(ليك اللحم ولينا العضم),أي يتم منح المعلم/ة السلطة المطلقة على الطفل دون مراجعة في أغلب الأحوال .وقد تسبب هذا الأمر بحوادث إيذاء جسيمة لبعض الأطفال وقتل أيضا.
    يخطو التلميذ/ة المسكين بكل ارتباكه العاطفي والنفسي والإجتماعي من أنماط تنشئة متسلطة او متساهلة او مهملة ونادرا ماتكون مصدرية الى أحضان بيئة شحيحة الموارد التعليمية وغير آمنة .كما أشارت الإحصاءات لدرجة أنها قد تقوم بطرد الطلاّب الذين لم يدفعوا الرسوم الدراسية..!. بها معلم/ة في الغالب غير مدرّب ولا يحصل على دخل جيّد ويعاني كثير من الضغوطات والإحباطات على الصعيد الخاص والعام ولا يتلق اي تدريب ولا توجيه على كيفية التعامل مع مشكلاته الشخصية ولا مشكلات الأطفال التربوية والسلوكية . ولأنه غير مؤهل ,فسيحاول أن يكمل الفراغ بين معرفته وقلة ثقته في أداءه بطريقة غير مفرحة للأطفال في غالب الحال.
    إنّ أثر البيئة المدرسية في خلق مواقف واتجاهات العنف لدى الطلاب في مستقبل حياتهم أمر يمكن رصده بسهولة في بيئاتنا المدرسية ويحتاج تفصيله الى كتاب كامل ..لكن سأقوم هنا بمرور عابر على هذه الأجواء البيئية والتي أقسّمها الى :
    (1) أشياء تفعلها المدرسة فتدعم الإتجاهات العنيفة لدى الطلاب :
    وهنا سأناقش الأزياء المدرسية,المناهج التعليمية,الإمتحانات والمنافسة,العقاب البدني والعاطفي,السلم التعليمي,النمط العلائقي الهرمي بين التلاميذ/الطلاب وبين معلميهم.
    (2) أشياء ضرورية لا تفعلها المدرسة فتدعم الإتجاهات العنيفة لدى الطلاب:
    وهنا سأناقش التعليم النشط والوسائل التعليمية الحديثة/طرق التعليم,أساليب تطوير الحوار والمشاركة وتدعيم الذكاءات المتعدّدة. غياب المناشط التربوية كالرياضة والموسيقى والمسرح والفنون والتدبير المنزلي والفلاحة وغيرها. تعليم ثقافة السلام وادخال مناهج حقوق الإنسان والبدائل التربوية لتعديل السلوك.وكذلك الإتحادات ومنتديات الطلاب والسمنارات والبحوث والجمعيات المختلفة.
    (1) أشياء تفعلها المدرسة فتدعم الإتجاهات العنيفة لدى الطلاب :
    الأزياء المدرسية:
    في العشرين سنة الأخيرة ومع سياسات الإنقاذ تجاه التعليم ليخدم أغراض المشروع الحضاري ,حدثت تغيرات أساسية بالسلم التعليمي والمناهج التعليمية وحتّى الأزياء المدرسية التي تحولت الى يونيفورم عسكري( على الأخص ما يعرف بأزياء القوات الخاصة ) ,بما لهذه الأزياء من دلالات نفسية ووظيفية تدور كلّها حول الحرب والإقتتال. ولقد أثارت قضيّة الزي المدرسي الموحّد في كل العالم الكثير من النقاش .وعلى مايبدو يدافع الذين يؤمنون بتوحيد الزي المدرسي أنه يخدم أغراض الإنضباط ويؤسس للمساواة الإجتماعية ويقلل السلوكيات السالبة ويشجع الأطفال على اخذ المدرسة على محمل الجد ويساعد على الطاعة و يغيب الطبقات. بينما يرى الذين يؤمنون بحرية اختيار الأزياء المدرسية للأطفال ,إن تمرين اختيار الأطفال للأزياء المناسبة للمناسبات المختلفة هو أمر ضروري يجب ان يمارسه الأطفال عبر الحوار والإقناع مما يدعم قدرتهم على اتخاذ القرارات وتحمل التبعات طالما أن هذه الأزياء ستخضع دوما لتقييم محيط الزملاء المحدد ثقافيا. وهذا يشعر الطفل أنه في محيط آمن يملك فيه الكثير من الخيارات وان لديه حقوق على الاخرين يجب ان تكون محترمة من قبلهم .وبخصوص الطبقات واللامساواة الإجتماعية فليس علينا عزل الطالب من بيئته الإجتماعية بل علينا تعليمه كيف يتعايش ويتصالح معها دون ان يشعر بالغبن او الحقد او الغيرة او الكراهية. فالطالب الذي نزيف له واقع المساواة داخل المدرسة لاشك ,لن يفوت عليه وجود الطبقية واللامساواة في الواقع الذي يعايشه خارجا والذي لا يستطيع الزي وحده ستر مفارقته لواقع الحال.. والمدارس الخاصة والدروس الخصوصية والسيارات وبقية الإكسسوارات المدرسية يمكن ان تخبره الكثير.اليكم هذا المثال: في اليابان عام 2000 وكرد على حالة الركود الإقتصادي وارتفاع معدلات الجريمة والبطالة ,طالب رئيس الوزراء إحدى اللجان الحكومية المفوضة بتحليل الأمر والخروج بتوصيات إستغربها البعض وجاء بها مايلي:(ان الثقافة اليابانية تعلي من شأن الإنصياع والمساواة,وأشارت الى جوانب أساسية في الحياة اليابانية تتمثل فيها هذه الدعوة الى التجانس :ان جميع أطفال المدارس في اليابان يرتدون زيا كحليا موحدا يلغي نواحي التميز فيهم بوصفهم افرادا ..الخ).(31) إذا لدينا مشكلتين زي موحّد وعسكري في آن ينتصر لقيم الإنصياع والحرب وهي صورة تعززها مشاهد العنف الحربي في الواقع المعاش والتلفاز والألعاب الإلكترونية والدمى..
    المناهج التعليمية:
    في بعض المدارس كانت الأناشيد الجهادية (كنشيد في حماك ربنا) تزاحم النشيد الوطني السوداني. والذي به عبارات من نوع (عززوه بالحسام ), (او نمت له فداء),(كالأسود لا نهون).وهي أناشيد كانت تزاع في برنامج ساحات الفداء الذي اوقف بعد اتفاقية السلام.
    في مؤتمر تعليم حقوق الإنسان في السودان أشارت أكثر من ورقة علميّة درست مناهجنا التعليمية الى غياب ثقافة حقوق الإنسان وثقافة السلام . وهي مناهج اتبعتها الكثير من الدول كنوع من الوقاية من النزاعات مستقبلا عبر إشاعة مباديء حقوق الإنسان القائمة على احترام حقوق الآخرين وحرياتهم والتعريف بضحايا الإنتهاكات الحقوقية وخلق تعاطف مع هؤلاء الضحايا . ذكر د.حيدر ابراهيم (اتسم النظام السياسي الحاكم حاليا بمحاولة إقامة ما أسماه المشروع الحضاري الإسلامي والذي قصد به – حسب لغة أصحابه – إعادة صياغة الإنسان السوداني على أسس اسلاميّة.لذلك قام النظام بسياسات واجراءات تهدف الى ان تأخذ كل المؤسسات شكلا اسلاميا وفق فهمهم الخاص بالإسلام . .) ثم يقول (وقد خطت الدولة في ذلك خطوات بعيدة من أجل تديين التعليم بصورة شكلية تحشو المناهج بالمواد الدينية فقط دون الإهتمام بالإحتياجات السيكولوجية واتساق المواد المدروسة حسب القدرات والوقت والإهتمام).(32) وهو أمر يوافق عليه اصحاب المشروع انفسهم يقول كامل الباقر:(يؤسفني ان اقرر ان المؤسسات الدينية التي عليها أن تقوم بمهمة التوعية والتثقيف – وفي مقدمتها المعاهد-فشلت فشلا ذريعا في إذكاء مثل هذه الروح,ومن هنا نراها تخلفت عن ركب الحياة الذي يركض في قوة وحيوية,فهي لم تستطع ان تتخلص من الرواسب الرجعية المكبلة الدخيلة على الدين).(33) ويرى محمد المكي ابراهيم إن أثر التصوف على الشخصية السودانية يتجلى في(السذاجة العاطفية التي تتجلى في ضعف الأداة المنطقية والميل الى تقرير الإيمان بالرأي بدلا من الإقناع به ). (34)وهنالك تركيز في المواد الدينية المقدمة في المدارس على الجهاد وقيم القوة .
    الإمتحانات:
    أوردت صحيفة الرأي العام بتاريخ 16/3/2008 خبرا مفاده (تلميذة تقتل ابنة خالتها بالصبغة بسبب المنافسة الدراسية)..كما ذكرت أمل هباني (الطفل عبدالغفار : يهتمون بالعشرة الأوائل فقط ويهملون البقية ).(35) لقد ظل علماء النفس والتربية لسنوات طويلة ينتقدون فكرة الإمتحانات في النظام المدرسي بإعتبار أنها وسيلة تقييم عقيمة وتضع الكثير من الأحمال النفسية على الطفل وتجعله يركز على حشو رأسه بالمعلومات دون الإستمتاع بقيمة المادة المقدمة نفسها يقول د/مصطفى حجازي:(يقول هاورد جاردنر ,صاحب نظرية الذكاءات المتعدّدة ,فقد آن الأوان كي نصرف وقتا أقل في تصنيف رتب الأطفال ووقتا أطول في مساعدتهم على اكتشاف كفاءاتهم ومواهبهم الطبيعية وتنميتها .فهنالك المئات من طرق النجاح في الحياة .وهنالك العديد من القدرات المختلفة التي تساعد على الوصول اليه)(36) وأهم ما أورده حجازي في هذا السياق ويخدم نقاشانا حول أثر العنف حديثه عن الذكاء الإنفعالي الذي ذكرني برؤية ارسطو : (يستطيع اي شخص ان يغضب فهذا سهل ,لكن أن تغضب مع الشخص المناسب بالدرجة المناسبة في الوقت المناسب ولهدف مناسب وبطريقة مناسبة فهذا ليس سهلا).(37 ) (أثبت علماء الدماغ والأعصاب أن العاطفة والمشاعر تلعبان دورآ فعالآ في كيفية الشعور والتصرف والتفكير أثناء عملية التعلم.ذلك أن العواطف والمشاعر تحركان الأنتباه وتخلقان المعني ولديهما طرق ذاكرة خاصة كما أن المشاعر المناسبة تسرع في أتخاذ القرارات،المشاعر تساعد في تكويين حلول وقرارات تعتمد علي توضيح القيم المهمة بالنسبة لنا .القيم هي حالات شعورية اذا كان الصدق قيمتي فأنا اشعر أنني تعيس عندما أكذب.فقدان المشاعر هو بنفس خطورة فقدان السيطرة علي المشاعر).(38) إذا الأكثر اهمية هو تطوير الذكاء الإنفعالي الذي يساعد على ضبط الإنفعالات والتعامل مع الضغوط والتسلح ضد القلق والشدائد الحياتية وتفهم الاخرين والقدرة على التعاطف معهم وتلمس خبراتهم الوجدانية واستيعابهاوالقدرة على ادارة العلاقات والتفاعلات مع الآخرين مما يشكل اساس الكفاءة الإجتماعية . وعلى العكس من هذا تماما راحت المدارس السودانية تركّز على التميز الكاديمي على حساب كل الأنشطة الضرورية الأخرى,حتى إن فعالية التعليم تقاس بالنجاح والإعادة والتسرب.(39) وصارت حمّى التنافس الأكاديمي في المدارس لاسيما في الإنتقال بين المراحل تنتقل الى الأسر التي صارت تضاعف الضغوط على الأبناء بدورها.كما تعرض الطالب محمد عثمان بمدرسة خالد بن الوليد بأم بدة الحارة 13 لطعنات مؤذية جدّا ,كتب عنها الزميل محمد عبدالقادر بالرأي العام عدد 30 يونيو 2010 .لقد اعتدنا في تاريخنا التعليمي كسودانيين مسلسل الإعتداء الجسدي على الطلاب المتفوقين نهاية السنة الدراسية وفي بعض المناطق حتى المعلمين لا يسلمون من الضرب..!
    العقاب البدني والعاطفي:
    تعرّف الإساءة بإنّها هي القيام بفعل او الامتناع عن فعل يعرض سلامة الطفل وصحته البدنية والعقلية والنفسية والاجتماعية والروحية وسائر عمليات نموه للخطر .وبهذا تعتبر العقوبة البدنية شكل من أشكال الإساءة لأنها تسبب الألم الجسدي بأشكالها المختلفة من صفع ودفع وضرب بمختلف الأشكال كما إنّها تسبب أذى نفسي عاطفي من موقف التهديد والإهانة الذي تشكّله للطفل. والعقوبة البدنيّة في مجتمعنا هي وليدة ايمان عميق بأهمّيتها بإعتبارها الوسيلة التربوية المتوارثة بين الأجيال .ولسهولتها ولقدرتها على كف السلوك الخاطئ في الحال مع التنفيث عن حالة الغضب واشباع الحاجات العاطفيّة للمعلّم .والذي قد يكون يعاني مشكلات اسرية او اجتماعية او في علاقته مع الإصطاف المدرسي بشكل يرفع حساسيته للتوتر والإثارة ويقلل قدرته على الفهم والتجاوز.والمشكلة أن العقوبة البدنية تشكّل معوّقا اساسيا للسلوك الإنساني عند الأطفال إذ انّها تضعف تقدير الذات لديهم وتقدّم نموذجا عنيفا لحل المشكلات وتكرّس لمشاعر الخوف وسلوكيات تجنّب العقوبة القائم على الكذب والهروب.وبالتالي فإن خطورة العقوبة من منظور حماية الطفل أنّها تضعف شخصيّة الطفل وقدرته على إيقاف الإساءة وتعوق إستعانته بآخرين من أسرته لإنعدام الحوار و الثقة والأمن.إذا العقوبة من منظور الحماية هي الخطر الأكبر الذي يتهدد سلامة الطفل. كما إنها تؤدي إلى تدني الوعي وتؤثر على قبول الأقران.حيث يجد المساء اليه صعوبة في إنشاء علاقات مع الآخرين ويكون دائما متطلب ويبحث عن الإهتمام ويجد صعوبة في الإعتماد على الآخرين والثقة بهم مع شعور سالب بالذات وإغراق في مشاعر ذنب وأنّه سئ ويستحق ماحدث له. وقد حدثت حوادث كثيرة داخل وخارج السودان نتيجة للعقوبة البدنية انتهت بأذى جسيم أو في حالات أخرى تسببت بوفاة الطفل كما اوردت بعض الصحف السودانية حادثة الطفل عمر بلة وغيره من الحوادث.ويمكنك ملاحظة الأعراض الآتية على الأطفال المساء إليهم جسديا..
    1- الخوف من المواقف بطريقة متطرفة ( الخوف من الصوت المرتفع ).
    2- التغير المفاجئ في السلوك ( المزاجية تجاه المواقف ،تارة يشعر بالاكتئاب).
    3- التغيب عن المدرسة .
    4- عدم الاستمتاع في اللعب وعدم الثقة في النفس.
    5- اطاعة الطفل للاوامر والطلبات اقل من المعدل المتوسط .
    6- تظهر علي الطفل علامات التفاعل السلبي .
    7- يبدو غير سعيد .
    8- علامات الغضب والعزلة والتخريب.(40)
    تعتبر الإساءة العاطفية من تأنيب واهانات ######رية ونبذ والحط من قدر الطلاب واذلالهم أسوأ من الإساءة الجسدية على نمو الطلاب النفسي وتقديرهم لذاتهم مستقبلا .
    إذا لاحظت كيف يلعب الأطفال الذين تمارس مدارسهم العقاب البدني حين يعودون من المدرسة فإنّك غالبا ستراهم يقلدون المعلمين ويحملون العصي على رفاقهم في اللعب ,حيث عالم اللعب عند الأطفال هو المكان الذي يتخلص فيه الأطفال من همومهم ويعيدون فيه خلق ادوار التحكم وفقا لقوانينهم وهذا مايخيفنا بهذا الصدد فنمذجة الأدوار عبر استخدام العقاب البدني عند الأطفال تشير لأنهم آمنوا بها بسبب النموذج الذي قدمه المعلمون وبالتالي سيعكسونها ضمن قناعاتهم المستقبلية. في نظري ان احد أسوأ عيوب العقاب البدني بإعتباره الرد الوحيد لكل اخطاء السلوك يكون عشوائي ويتم ضرب الطلاب في نفس الخطأ بأشكال مختلفة ومستويات مختلفة من العنف مما يرسي قيم الظلم ويعلم الطلاب القبول به ببساطة حيث لا يستطيعون ان يشرحوا مواقفهم. أصدرت وزارة التعليم بولاية الخرطوم قرارا في هذا العام 2010 بعنوان قرار رقم 10 يمنع العقوبة البدنية في مراحل الأساس وهي خطوة تربوية مميزة بإتجاه تجفيف منابع العنف في المجتمع السوداني.
    السلّم التعليمي والتراتبية العلائقية الهرميّة بين الطلاب والمعلمين:
    السلّم التعليمي الحديث الذي قد يجمع بين طفل عمر 4 سنوات وآخر عمر 13 سنة في ساحة واحدة لا سيما مع نمط التربية التسلطي في البيت والمدرسة الذي يعلم الأطفال الخوف والكذب والطاعة العمياء للكبار والإنقياد على حساب لغة الحوار والقدرة على الدفاع عن النفس وثقافة الحقوق التي تسمح بالتظلم والشكوى وأن لا احد فوق القانون ..أدّت في كثير من الأحوال لتعرّض الأطفال الصغار للتنمّر من قبل الكبار وللتنمر آثار سالبة جدّا آنية ومستقبلية على الضحية قد تصيبه بالإكتئاب والعزلة وسوء تقدير الذات وتؤثر على استيعابه الأكاديمي وتقبله داخل الشلّة وبالتالي الرفض الإجتماعي الذي يغلق الدائرة الشريرة على طفل غير محظوظ..! كما تعرض بعض الأطفال للإساءة الجنسيّة.


    (2) أشياء ضرورية لا تفعلها المدرسة فتدعم الإتجاهات العنيفة لدى الطلاب:
    طرق التعليم/
    لا تلتزم غالبية المدارس في طرائق تعليمها للنشئ بأساليب ووسائل التعليم الحديثة كالتعليم النشط الذي محوره الطالب عبر مجموعات العمل والعصف الذهني والمشاركة الفاعلة بتقديم السمنارات والبحوث ولعب الأدوار والجمعيات الصفية والأعمال اليدوية و المعامل وغيرها.والتي تدعم بدورها مهارات الكفاءة الإجتماعية وأساليب تطوير الحوار والمشاركة وتدعيم الذكاءات المتعدّدة. والقدرة على المنطق والحجة والإقناع واتباع الوسائل السلمية في المفاكرة مع الغير وتحمل النقد والأسئلة والإختلاف . لا سيما وإن وسائل التعليم التلقينية القديمة كالحصص والمحاضرات عائدها الذهني ضعيف وتعود الأطفال على التلقي. ان الملل في الحصص الأكاديمية الطويلة لا سيما مع معلم غير مؤهل , يدفع الطلاب عادة الى اساءة السلوك ومايجره ذلك عليهم من سوء معاملة . يخلق بيئة معادية للطفل .
    المناشط التربوية :
    هنالك غياب للمناشط التربوية كالرياضة والموسيقى والمسرح والفنون والتدبير المنزلي والفلاحة وغيرها. وبالتالي تركيز على النجاح الأكاديمي اكثر من النمو السوي على الشخصية وتفتح امكاناتها .وبالتالي اذكاء المنافسة الأكاديمية وما تجره من مشاعر سالبة لا سيما عند اؤلئك الشخاص الذين يفتقرون للمهارات الأكاديمية لكن لديهم مواهب أخرى .وهؤلاء بدورهم سينخرطون في ادوار عدائية لمحاولة جذب الإنتباه السالب المحتوى. كما إن غياب الإتحادات الطلابية قد اضرت بنمو الشخصيات القيادية والإحساس بالمسئولية والإعداد للجامعة والتدريب على الإنتخابات والأساليب الديموقراطية للتبادل السلمي للسلطة. في تحقيق اجرته صحيفة الأخبار عدد 12 سبتمبر 2009 عن تدني أداء الطلاب في العمل السياسي واركان النقاش بالجامعة كانت اهم الأسباب(ضعف المنهج التعليمي ومخرجاته في مراحل الأساس مما انعكس على مقدرات الطلاب الفكرية والسياسية وبالتالي التنظيمات الطلابيّة). لهذا قوبل قرار ايقاف النشاط السياسي بالمدارس الثانوية بسخط عام.
    ثقافة السلام وحقوق الإنسان:
    في بلد متعدد الثقافات والأديان كالسودان عانى ولا زال يعاني من الحروب الأهلية ويواجه قريبا تهديدا بالإنفصال .من الضروري ان نراجع اساليبنا التربوية والتعليمية التي انتهت بنا الى فشل إدارة التنوع بإتجاه الإبداع وبدلا عن ذلك النزاع والصراع والحرب واهدار الطاقات والموارد وتأخير التنمية في بلد حباه الله كل شيء وحرمه ابناءه السياسات الناجحة التي تركز على الموارد البشرية من اجل التنمية. وقد عكفت وزارة التعليم على تصميم مناهج لتعليم ثقافة السلام في 4 كتب لخدمة اغراض التنوع والتعايش السلمي والحوار ونبذ الحرب لكنها لم تنزل لأرض الواقع. (41)
    البدائل التربوية لتعديل السلوك :
    يظن البعض خطأ إن ايقاف العقوبة البدنية في المدارس يعني ترك الأطفال على هواهم ليتصرفوا كما يشاءون. ولكن تقدير ان الأخطاء جزء من تجربة النمو والتطور الطبيعية عند الأطفال وبالتالي تحتاج لمعالجات سلوكية مختلفة الضرب ليس احداها .أهم أسس البدائل التربوي انها تركز على الوقاية قبل العلاج فالمدرسة الجيّدة ليست فقط التى تعدّل السلوك السئ , بل التى تعلّم أيضا السلوك الجيّد وتساعد على إكتساب مهارات جديدة . كما تصنف المشاكل السلوكية المختلفة وتبذل الجهد لحلها على أسس علمية .لقد ودع العالم العقوبة البدنية في البيت والمدرسة وليس بعيدا تجربة السويد التي احتفت ليس ببعيد بمرور 30 عاما على ترك العقوبة البدنية في البيت والمدرسة.(42)
    ماهو الفرق بين التأديب/التربية والعقاب ؟(43)

    التأديب/التربية العقاب
    تصحيح الاخطاء السلوكية وتحفيز النمو الإيجابى. إنزال العقوبة على أحدهم وجعله يتحمل تبعات سلوكه السيئة. الهدف
    السلوك المستقبلى الأخطاء الماضية الأشياء التى يركّز عليها
    موقف الحب والحرص موقف الغضب والضيق الموقف من الطالب
    الشعور بالأمن الشعور بالخوف والذنب والعدائية الموجّهة ضدّه المشاعر الناتجة لدى المعاقب او المؤدّب

    في أكثر من 3 الف مدرسة مرتبطة باليونسكو في ترومسو والنرويج قرر المعلمين ان يتجنبو التفاعل مع السلوكيات السالبة والإزعاج من قبل الطلاب وبدلا عن ذلك التعليق والتجاوب فقط مع السلوكيات الإيجابية.بعد اربعة سنوات قدموا تقارير عن تغير البيئة المدرسية التي اضحت اكثر حساسية بإتجاه النوع واقل عنفا.
    وبالتالي تساعد البدائل التربوية لتعديل السلوك على تطوير الطلاب في اجواء من الإحترام والحب والتقدير والأمن. طريقة تربي فيه احترام وخصوصية ذاته والآخرين وتقدم له نموذجا سلميا راقيا متحضرا في التغيير .(44)
    معادلة أخيرة:
    أزياء عسكرية + أناشيد جهادية +مناهج جهادية + منافسة أكاديمية + ثقافة التلقين والطاعة العمياء + الإستعداد المنزلي للعنف + العقاب البدني في المدرسة والبيت- التعليم النشط - التدريب على الحوار – الإتحادات الطلابية والمنتديات الطلابية- المناشط التربوية والثقافية- ثقافة السلام والحقوق- المنطق والقدرة على الإقناع- البدائل التربوية لتعديل السلوك = طالب/ة على أهبة الحرب والعنف والإقتتال.أو طالب/ة على أهبة الإنسحاب









    خاتمة
    ممّا تقدّم ذكره يتضح جليّا ,أنّ للبيئة المدرسيّة أثر لا يستهان به في خلق مواقف واتجاهات الطلاب من العنف مستقبلا. ولكن لتحرّي الدقّة علينا أن نقول ,إنّ اللحظة التي يمارس ايّ طالب فيها العنف في الجامعة او المدرسة هي لحظة أكثر تعقيدا ممّا تبدو ..فليس هنالك سبب وحيد يمكن ان نعيد اليه العنف بل هنالك الكثير من الأسباب التي تضافرت في تلك اللحظة لتخلق ذلك الموقف السلوكي. ولكي نفهم هذا الكلام علينا ان نسأل هذا السؤال :لم لا يتصرّف ذات الطلاّب الذين اختبروا ذات الظروف المدرسية بذات الطريقة العنيفة؟ وللإجابة على هذا السؤال علينا ان نؤكد ان كل طالب هو فريد من نوعه ويكاد يختلف في تركيبته النفسية والعاطفية والسلوكية حتى من اخيه الشقيق او حتى توأمه.فظروف التنشئة المنزلية ومدى تأثيرها على الأطفال وتفاعلهم مع هذه التنشئة. بالإضافة الى المدرسة والشارع والثقافة المجتمعية والإعلام فإنّها جميعها تكون حاضرة بكل تعقيدها في تلك اللحظة.في لائحة المدارس الأمريكية عن (علامات الإنجراف للعنف).حددت اللائحة اكثر من 12 سببا نذكر منها :(45)
    1- هنالك تاريخ وسجل لإستخدام العنف ضد أقرانه/أقرانها.
    2- ينغمس او تنغمس في تعاطي الكحول والمخدرات.
    3- سجل لأولياء الأمور في تناول الكحول والمخدرات.
    4- تعزز مجموعة الأقران السلوك غير الاجتماعي .
    5-قبول السلوك العدائي كأمر اعتيادي ووسيلة فاعلة لحل المشكلات.
    6- درجة عالية من العنف في المنزل .الجوار او الأجهزة الإعلاميّة.
    7- تملك المدرسة تاريخا في السلوك العدواني داخل فصول الدراسة .
    8- لايملك او تملك مهارات اجتماعية.
    9- علاقات ضعيفة مع الأقران.
    10-صعوبة تمالك المشاعر والإنفعالات.
    11- يتميز تاريخ الأسرة بالرفض وغياب التوجيه.
    إنّ معرفة الأسباب التي تؤدي للعنف او على الأقل التي تسهّل حدوثه وتكرّس له .عليها ان تدفعنا بإتجاه التفكير في تجفيف هذه المنابع مااستطعنا اليها سبيلا.وفي مجتمع لازالت مؤسسة الهمباتة المستبطنة فيه تكافيء على العنف وتجمله .علينا ان نقوم بغربلة لموروثنا الثقافي الذي لازلنا نتغنى فيه بأغنيات شغبة المرغومابية:

    يا حسين انا امّك وانت ماك ولدى
    بطنك كرّشت غى البنات ناسى
    ودقنك حمّست جلدك خرش ما فى
    لاك مضروب بالسيف نكمد فى
    متين يا حسين أشوف لوحك معلّق
    لاحسين كتل ولاحسين مفلّق
    لاحسين ركب الفى الشاية علّق
    قاعد لى الزكاة ولقط المحلّق
    واستبطان ونمذجة لأدوار رجال كانوا يهمبتون من اجل المتعة الشخصية أوضح مثال للهمبتة من اجل المتعة الشخصية , الهمباتى الشهير الطيب ود ضحوية , فالرجل كان ذا سعة فى المال , وقد قيل ان والده بذل ما فى وسعه ليردّه عن حياة الهمبتة حتى أنه قاسمه ماله الخاص , وقد كان وراء بعض اللحظات التى قرر فيها ود ضحوية التقاعد , غير ان الرجل لايلبس ان يعود , وفى مراودة الحنين للهمبتة فى تلك الاوقات يقول الطيب(46) :

    قعادا فى البيوت يالرايقة مندون صالح
    بسمع يا على العاقل بقول مو فالح
    لو كان مساعدنى الزمن مو مجالح
    كم ودّيت رزمة للساكنين بلود المالح
    توصيات أخيرة:
    من أجل تعديل البيئة المدرسيّة الى بيئة صديقة للطفل وبالتالي دعم مواقف واتجاهات سلمية مستقبلا, نقترح:
    1- التعليم النشط القائم على المشاركة الفعلية للطالب/ة في العملية التعليمية عبر مجموعات العمل والعصف الذهني والتعليم بالمشاركة ولعب الدوار والأعمال اليدوية.حتى يتقن الطالب لغة التعبير عن نفسه بآرائه بعيدا عن العنف.
    2- التدريب على الحوار عبر المنتديات والجمعيات ,من اجل تعليم الطلاب اسس المنطق والحوار الديموقراطي.
    3-اعتماد الإتحادات الطلابية والمنتديات الطلابية .التي تعلم الطلاب على التداول السلمي للقيادة عبر الإنتخابات وتجعلهم يطورون مهارات اخرى للمنافسة بعيدة عن العنف
    4- ادخال المناشط التربوية والثقافية. التي تمرر الطاقات عبر قنوات ايجابية وتستوعب افهتمامات وتفتح المواهب وتخلق نجومية اخرى بعيدا عن المنافسة الأكاديمية التي يحتكرها البعض.
    5- اعتماد منهج ثقافة السلام والحقوق في المدارس من اجل تعليم الطلاب احترام التنوع والإختلاف.
    6- ادخال البدائل التربوية لتعديل السلوك.
















    هوامش وإحالات:
    (1) الرافعي.المصباح المنير في غريب الشّرح الكبير . المطبعة الكبرى الأميرية ,1906 .الجزء الثاني .مادّة عنف.ص 516 .
    (2) غدنز ,أنتوني.علم الإجتماع مع مدخلات عربيّة/أنتوني غدنز بمساعدة كارين بيرد سال.ترجمة وتقديم د.فايز الصيّاغ.المنظّمة العربيذة للترجمة بيروت.الطبعة الأولى.تشرين الأول/أكتوبر 2005 .ص 508 .
    (3) د.أبوالوفا محمّد,أبوالوفا .البعد الجنائي للعنف في الجرائم الإرهابيّة في القانون المقارن والفقه الإسلامي.ورقة مقدّمة إلى ندوة ظاهرة العنف من مواجهة الآثار إلى معالجة الأسباب.جامعة قطر.من 17-18 مايو 2004 .ص 11.مقتبسة من مقال الأستاذ محمد محفوظ .أسباب ظاهرة العنف في العالم العربي . مجلّة النبأ .شهريّة ثقافية عامّة.العدد 78 .
    (4) نجيب حسني,محمود.شرح قانون العقوبات.دار النهضة العربيّة .القاهرة. 1986. القسم الخاص .برقم 707 .ص 599 .
    (5) محمدين التوم,د.أحمد.محرّر.العنف الطلاّبي في الجامعات السودانيّة.(مجموعة مقالات).الطبعة الأولى.2006 .ص 7,8 .
    (6)حسن عثمان التعايشي,عثمان. ورقة :أسباب العنف الطلابي – رؤية طلاّبية.العنف الطلابي في الجامعات .مرجع سابق.ص.20 .
    (7) السيد الكرسني,عوض.ورقة:الجزور السياسية للعنف الطلاّبي في الجامعات السودانيّة.العنف الطلاّبي في الجامعات .مرجع سابق.ص 40 .
    (8) العاجب,عبدالرحمن.صحيفة السوداني.عدد الخميس .28 مايو 2009.
    (9)عبدالفاضل عجب,حاتم.ورقة: العنف الطلاّبي في الجامعات السودانيّة الماضي والحاضر.العنف الطلابي في الجامعات.مرجع سابق.ص 15 .
    (10) عبدالفاضل عجب,حاتم.مرجع سابق.ص.13-14 .
    (11 ) حسن عثمان التعايشي,عثمان.مرجع سابق.ص 20 .
    (12 ) كتب الهندي عزالدين في عموده (شهادتي لله)بصحيفة آخر لحظة .العدد 1024 .بتاريخ الجمعة 12 يونيو2009 .عن المخدرات(إن كمية الحشيش المضبوطة في السودان في العام 2008 حسب تقارير الشرطة حوالي 58 طن).ومن ملاحظاتي العيادية بالمستشفيات هنالك أعداد كبيرة من الشباب في الفئة العمرية بين 16-25 تتعاطى اشكال مختلفة من الكحول والمخدرات.ولأن هذا الأمر صار ملحوظا أقيمت أكثر من ندوة بالجامعات حول المخدرات وآثارها السالبة.
    (13) السيد الكرسني,عوض.مرجع سابق.ص 35 .
    (14)Nicky Hayes.Foundations of psychology.Thomas Nelson and sons ltd.second edition 1998.p.434.
    (15) اللجنة الدائمة لنواب الاخصائيين بالفيس بوك.يوثق هذا الموقع لتجربة اطباء السودان بالفيديو والصور في نزاع الحقوق مع السلطة الحاكمة.
    (16) كوفمان,مايكل.ترجمة: محمد الحسن,د.ناهد .باءات العنف الذكوري السبعة. www.michaelkaufman.com.ص1,2 .
    (17)Nairobi Peace initiative-Africa. Violence in Kenya's Public Universities .p 7.
    )18)حجازي,د.مصطفى.التخلف الإجتماعي ,مدخل الى سيكولوجية الإنسان المقهور.معهد الإنماء العربي.بيروت .الطبعة السابعة.1998 .ص 163 .
    (19)ويتمر,باربرا.ترجمة يوسف عمران,د.ممدوح.الأنماط الثقافية للعنف.عالم المعرفة. المجلس الوطني للثقافة والفنون والاداب .الكويت .العدد 337.مارس 2007 .ص49 .
    (20)حجازي,د.مصطفى.مرجع سابق.ص165 .
    (21)ويتمر,باربرا. مرجع سابق .ص 48 .
    (22) ويتمر,باربرا.مرجع سابق.ص 56 .
    (23) ويتمر,باربرا.مرجع سابق.ص 56 .
    (24)The Republic of the Sudan. Federal Ministry of General Education .Directorate General of Educational Planning. BASELINE SURVEY ON BASIC EDUCATION IN THE NORTHERN STATES OF SUDAN. In Partnership with the Ministry of International Cooperation, European Commission (EC),United Nations Children’s Fund (UNICEF) and World Food Programme (WFP). FINAL REPORT JUNE 2008.
    (25) د.حسين أبوريّاش وآخرون.الإساءة والجندر.دار الفكر.ط أولى2006 ص20.
    (26) د.حسين أبوريّاش وآخرون.مصدر سابق.ص 22,23 .
    (27) د.حسين أبوريّاش وآخرون.مصدر سابق.ص 21,22 .
    (28) د.حسين أبوريّاش وآخرون.مصدر سابق.ص 19,20 .
    (29) Nicky Hayes.p.481,482
    (30) Nicky Hayes.p.482
    (31) غدنز ,أنتوني.مصدر سابق. ص 84.
    (32) ابراهيم علي,د.حيدر.التعليم الديني او تدين التعليم وحقوق الإنسان في السودان.اوراق مؤتمر تعليم حقوق الإنسان في السودان .جامعة الأحفاد للبنات بالإشتراك مع مركز الخرطوم لحقوق الإنسان وتنمية البيئة. هوليداي فيلا- الخرطوم من 15 الى 18 ديسمبر 2003 .ص51 .
    (33) ابراهيم علي,د.حيدر.مصدر سابق.ص 51 .
    (34) ابراهيم علي,د.حيدر.مصدر سابق.ص 55 .
    (35) هباني ,أمل.أشياء صغيرة.عمود صحفي .صحيفة اجراس الحرية.الأثنين 24 نوفمبر 2008 .العدد 200 .
    (36)حجازي,د.مصطفى. الصحة النفسية : منظور دينامي تكاملي للنمو في البيت والمدرسة . الدار البيضاء . المركز الثقافي العربي.الطبعة الأولى 2000 .
    (37) د.حسين أبوريّاش وآخرون.مصدر سابق.ص 25 .
    (38) د.حسين أبوريّاش وآخرون.مصدر سابق.ص26 .
    (40 ) محمد الحسن,ناهد. دليل البدائل التربوية لتعديل السلوك.دليل تحت الطبع برعاية معهد حقوق الطفل ومنظمة رعاية الطفولة السويدية.ص 22,23 .
    (41) عبدالغني,د.عبدالباقي. ورقة بعنوان: الوضع العالي لحقوق الإنسان كما تنعكس في المناهج السودانية الحالية. التعليم الديني او تدين التعليم وحقوق الإنسان في السودان.اوراق مؤتمر تعليم حقوق الإنسان في السودان .جامعة الأحفاد للبنات بالإشتراك مع مركز الخرطوم لحقوق الإنسان وتنمية البيئة. هوليداي فيلا- الخرطوم من 15 الى 18 ديسمبر 2003.ص 13 .
    (42) سيسيليا مودينغ .لا للعنف بعد الان-ثلاثون عاما منذ الغاء العقاب الجسدي في السويد. ديوان رئاسة الوزراء في السويد والمنظمة السويدية لرعاية الأطفال 2009 .
    (43) محمد الحسن,ناهد.مصدر سابق .ص 54 .
    (44)Ingeborg Breines and others.editors.Male roles,Masculinities and violence.Unisco publishing.p.17. (45) السيد الكرسني,عوض.ورقة:الجزور السياسية للعنف الطلاّبي في الجامعات السودانيّة.العنف الطلاّبي في الجامعات .مرجع سابق.ص 37 .
    (46)محمد الحسن,ناهد.الهمباتة في السودان مقاربة لشخصية سودانية.
    www.sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq
    .
    ]
                  

العنوان الكاتب Date
هل آن أوان حظر نشاط الطلاب السياسي بالمدارس والجامعات ؟؟؟؟ عاطف عمر05-18-11, 05:07 AM
  Re: هل آن أوان حظر نشاط الطلاب السياسي بالمدارس والجامعات ؟؟؟؟ عاطف عمر05-18-11, 05:20 AM
  Re: هل آن أوان حظر نشاط الطلاب السياسي بالمدارس والجامعات ؟؟؟؟ عاطف عمر05-18-11, 07:30 AM
    Re: هل آن أوان حظر نشاط الطلاب السياسي بالمدارس والجامعات ؟؟؟؟ د.نجاة محمود05-18-11, 11:27 AM
  Re: هل آن أوان حظر نشاط الطلاب السياسي بالمدارس والجامعات ؟؟؟؟ عاطف عمر05-18-11, 04:47 PM
    Re: هل آن أوان حظر نشاط الطلاب السياسي بالمدارس والجامعات ؟؟؟؟ Elsanosi Badr05-18-11, 05:09 PM
      Re: هل آن أوان حظر نشاط الطلاب السياسي بالمدارس والجامعات ؟؟؟؟ صبري طه05-18-11, 05:19 PM
        Re: هل آن أوان حظر نشاط الطلاب السياسي بالمدارس والجامعات ؟؟؟؟ عاطف عمر05-19-11, 06:38 AM
      Re: هل آن أوان حظر نشاط الطلاب السياسي بالمدارس والجامعات ؟؟؟؟ Elbagir Osman05-18-11, 05:27 PM
        Re: هل آن أوان حظر نشاط الطلاب السياسي بالمدارس والجامعات ؟؟؟؟ Elsanosi Badr05-18-11, 05:46 PM
          Re: هل آن أوان حظر نشاط الطلاب السياسي بالمدارس والجامعات ؟؟؟؟ صبري طه05-18-11, 06:13 PM
            Re: هل آن أوان حظر نشاط الطلاب السياسي بالمدارس والجامعات ؟؟؟؟ Elsanosi Badr05-18-11, 09:48 PM
          Re: هل آن أوان حظر نشاط الطلاب السياسي بالمدارس والجامعات ؟؟؟؟ ناذر محمد الخليفة05-18-11, 06:30 PM
            Re: هل آن أوان حظر نشاط الطلاب السياسي بالمدارس والجامعات ؟؟؟؟ أبو ساندرا05-18-11, 07:18 PM
            Re: هل آن أوان حظر نشاط الطلاب السياسي بالمدارس والجامعات ؟؟؟؟ Yassir Tayfour05-18-11, 07:26 PM
              Re: هل آن أوان حظر نشاط الطلاب السياسي بالمدارس والجامعات ؟؟؟؟ Elsanosi Badr05-18-11, 09:27 PM
                Re: هل آن أوان حظر نشاط الطلاب السياسي بالمدارس والجامعات ؟؟؟؟ Elbagir Osman05-18-11, 09:47 PM
                  Re: هل آن أوان حظر نشاط الطلاب السياسي بالمدارس والجامعات ؟؟؟؟ عاطف عمر05-21-11, 07:45 AM
              Re: هل آن أوان حظر نشاط الطلاب السياسي بالمدارس والجامعات ؟؟؟؟ عاطف عمر05-19-11, 03:54 PM
            Re: هل آن أوان حظر نشاط الطلاب السياسي بالمدارس والجامعات ؟؟؟؟ عاطف عمر05-19-11, 10:44 AM
          Re: هل آن أوان حظر نشاط الطلاب السياسي بالمدارس والجامعات ؟؟؟؟ عاطف عمر05-19-11, 10:38 AM
        Re: هل آن أوان حظر نشاط الطلاب السياسي بالمدارس والجامعات ؟؟؟؟ عاطف عمر05-19-11, 07:07 AM
      Re: هل آن أوان حظر نشاط الطلاب السياسي بالمدارس والجامعات ؟؟؟؟ عاطف عمر05-19-11, 05:32 AM
        Re: هل آن أوان حظر نشاط الطلاب السياسي بالمدارس والجامعات ؟؟؟؟ صلاح عباس فقير05-19-11, 06:28 AM
          Re: هل آن أوان حظر نشاط الطلاب السياسي بالمدارس والجامعات ؟؟؟؟ HAIDER ALZAIN05-19-11, 07:12 AM
            Re: هل آن أوان حظر نشاط الطلاب السياسي بالمدارس والجامعات ؟؟؟؟ ود الخليفه05-19-11, 07:15 AM
              Re: هل آن أوان حظر نشاط الطلاب السياسي بالمدارس والجامعات ؟؟؟؟ عوض محمد احمد05-19-11, 08:01 PM
                Re: هل آن أوان حظر نشاط الطلاب السياسي بالمدارس والجامعات ؟؟؟؟ الشفيع وراق عبد الرحمن05-19-11, 08:14 PM
                  Re: هل آن أوان حظر نشاط الطلاب السياسي بالمدارس والجامعات ؟؟؟؟ عاطف عمر05-21-11, 11:45 AM
                Re: هل آن أوان حظر نشاط الطلاب السياسي بالمدارس والجامعات ؟؟؟؟ صلاح عباس فقير05-19-11, 08:23 PM
                  Re: هل آن أوان حظر نشاط الطلاب السياسي بالمدارس والجامعات ؟؟؟؟ احمد محمد بشير05-19-11, 08:43 PM
                    Re: هل آن أوان حظر نشاط الطلاب السياسي بالمدارس والجامعات ؟؟؟؟ Elsanosi Badr05-20-11, 00:29 AM
                    Re: هل آن أوان حظر نشاط الطلاب السياسي بالمدارس والجامعات ؟؟؟؟ عاطف عمر05-22-11, 11:17 AM
                  Re: هل آن أوان حظر نشاط الطلاب السياسي بالمدارس والجامعات ؟؟؟؟ عاطف عمر05-21-11, 05:36 PM
                Re: هل آن أوان حظر نشاط الطلاب السياسي بالمدارس والجامعات ؟؟؟؟ عاطف عمر05-20-11, 07:28 PM
              Re: هل آن أوان حظر نشاط الطلاب السياسي بالمدارس والجامعات ؟؟؟؟ عاطف عمر05-20-11, 12:39 PM
            Re: هل آن أوان حظر نشاط الطلاب السياسي بالمدارس والجامعات ؟؟؟؟ عاطف عمر05-20-11, 12:36 PM
          Re: هل آن أوان حظر نشاط الطلاب السياسي بالمدارس والجامعات ؟؟؟؟ عاطف عمر05-20-11, 12:28 PM
            Re: هل آن أوان حظر نشاط الطلاب السياسي بالمدارس والجامعات ؟؟؟؟ Dr. Ahmed Amin05-20-11, 12:35 PM
              Re: هل آن أوان حظر نشاط الطلاب السياسي بالمدارس والجامعات ؟؟؟؟ Gaafar Ismail05-20-11, 02:15 PM
                Re: هل آن أوان حظر نشاط الطلاب السياسي بالمدارس والجامعات ؟؟؟؟ عاطف عمر05-22-11, 06:42 PM
              Re: هل آن أوان حظر نشاط الطلاب السياسي بالمدارس والجامعات ؟؟؟؟ osama fadlalla05-20-11, 02:20 PM
                Re: هل آن أوان حظر نشاط الطلاب السياسي بالمدارس والجامعات ؟؟؟؟ د.نجاة محمود05-20-11, 02:52 PM
                Re: هل آن أوان حظر نشاط الطلاب السياسي بالمدارس والجامعات ؟؟؟؟ عاطف عمر05-23-11, 11:38 AM
              Re: هل آن أوان حظر نشاط الطلاب السياسي بالمدارس والجامعات ؟؟؟؟ عاطف عمر05-22-11, 05:23 AM
                Re: هل آن أوان حظر نشاط الطلاب السياسي بالمدارس والجامعات ؟؟؟؟ ناهد محمد الحسن05-22-11, 10:53 PM
                  Re: هل آن أوان حظر نشاط الطلاب السياسي بالمدارس والجامعات ؟؟؟؟ ناهد محمد الحسن05-22-11, 11:25 PM
                    Re: هل آن أوان حظر نشاط الطلاب السياسي بالمدارس والجامعات ؟؟؟؟ الصادق يحيى عبدالله05-23-11, 00:03 AM
                      Re: هل آن أوان حظر نشاط الطلاب السياسي بالمدارس والجامعات ؟؟؟؟ عاطف عمر05-23-11, 08:07 PM
                    Re: هل آن أوان حظر نشاط الطلاب السياسي بالمدارس والجامعات ؟؟؟؟ نايف محمد حامد05-23-11, 00:05 AM
                      Re: هل آن أوان حظر نشاط الطلاب السياسي بالمدارس والجامعات ؟؟؟؟ عاطف عمر05-24-11, 08:28 PM
                    Re: هل آن أوان حظر نشاط الطلاب السياسي بالمدارس والجامعات ؟؟؟؟ عاطف عمر05-23-11, 09:57 AM
  Re: هل آن أوان حظر نشاط الطلاب السياسي بالمدارس والجامعات ؟؟؟؟ عاطف عمر05-23-11, 04:47 AM
    Re: هل آن أوان حظر نشاط الطلاب السياسي بالمدارس والجامعات ؟؟؟؟ صلاح عباس فقير05-23-11, 10:41 AM
      Re: هل آن أوان حظر نشاط الطلاب السياسي بالمدارس والجامعات ؟؟؟؟ Gaafar Ismail05-23-11, 03:25 PM
        Re: هل آن أوان حظر نشاط الطلاب السياسي بالمدارس والجامعات ؟؟؟؟ خالد عبد الحليم سعيد05-23-11, 08:34 PM
          Re: هل آن أوان حظر نشاط الطلاب السياسي بالمدارس والجامعات ؟؟؟؟ عوض محمد احمد05-23-11, 09:08 PM
            Re: هل آن أوان حظر نشاط الطلاب السياسي بالمدارس والجامعات ؟؟؟؟ Baha Elhadi05-24-11, 03:10 AM
              Re: هل آن أوان حظر نشاط الطلاب السياسي بالمدارس والجامعات ؟؟؟؟ عاطف عمر05-24-11, 06:37 AM
              Re: هل آن أوان حظر نشاط الطلاب السياسي بالمدارس والجامعات ؟؟؟؟ Isa05-24-11, 07:10 AM
            Re: هل آن أوان حظر نشاط الطلاب السياسي بالمدارس والجامعات ؟؟؟؟ عاطف عمر05-26-11, 08:28 PM
          Re: هل آن أوان حظر نشاط الطلاب السياسي بالمدارس والجامعات ؟؟؟؟ عاطف عمر05-25-11, 03:14 PM
      Re: هل آن أوان حظر نشاط الطلاب السياسي بالمدارس والجامعات ؟؟؟؟ عاطف عمر05-25-11, 08:09 PM
  Re: هل آن أوان حظر نشاط الطلاب السياسي بالمدارس والجامعات ؟؟؟؟ عاطف عمر05-24-11, 07:54 AM
    Re: هل آن أوان حظر نشاط الطلاب السياسي بالمدارس والجامعات ؟؟؟؟ Isa05-24-11, 09:39 AM
  Re: هل آن أوان حظر نشاط الطلاب السياسي بالمدارس والجامعات ؟؟؟؟ عاطف عمر05-24-11, 09:59 AM
    Re: هل آن أوان حظر نشاط الطلاب السياسي بالمدارس والجامعات ؟؟؟؟ Baha Elhadi05-24-11, 11:40 AM
      Re: هل آن أوان حظر نشاط الطلاب السياسي بالمدارس والجامعات ؟؟؟؟ عاطف عمر05-24-11, 06:11 PM
      Re: هل آن أوان حظر نشاط الطلاب السياسي بالمدارس والجامعات ؟؟؟؟ Elsanosi Badr05-24-11, 06:42 PM
  Re: هل آن أوان حظر نشاط الطلاب السياسي بالمدارس والجامعات ؟؟؟؟ عاطف عمر05-24-11, 07:17 PM
    Re: هل آن أوان حظر نشاط الطلاب السياسي بالمدارس والجامعات ؟؟؟؟ Gaafar Ismail05-25-11, 05:35 AM
      Re: هل آن أوان حظر نشاط الطلاب السياسي بالمدارس والجامعات ؟؟؟؟ Baha Elhadi05-25-11, 08:39 AM
        Re: هل آن أوان حظر نشاط الطلاب السياسي بالمدارس والجامعات ؟؟؟؟ Isa05-25-11, 09:14 AM
        Re: هل آن أوان حظر نشاط الطلاب السياسي بالمدارس والجامعات ؟؟؟؟ عاطف عمر05-25-11, 10:01 AM
      Re: هل آن أوان حظر نشاط الطلاب السياسي بالمدارس والجامعات ؟؟؟؟ عاطف عمر05-26-11, 05:06 AM
  Re: هل آن أوان حظر نشاط الطلاب السياسي بالمدارس والجامعات ؟؟؟؟ عاطف عمر05-25-11, 09:49 AM
    Re: هل آن أوان حظر نشاط الطلاب السياسي بالمدارس والجامعات ؟؟؟؟ Isa05-25-11, 09:28 PM
      Re: هل آن أوان حظر نشاط الطلاب السياسي بالمدارس والجامعات ؟؟؟؟ نايف محمد حامد05-25-11, 10:09 PM
        Re: هل آن أوان حظر نشاط الطلاب السياسي بالمدارس والجامعات ؟؟؟؟ Isa05-26-11, 10:24 AM
          Re: هل آن أوان حظر نشاط الطلاب السياسي بالمدارس والجامعات ؟؟؟؟ عاطف عمر05-26-11, 12:48 PM
            Re: هل آن أوان حظر نشاط الطلاب السياسي بالمدارس والجامعات ؟؟؟؟ Elsanosi Badr05-26-11, 01:21 PM
  Re: هل آن أوان حظر نشاط الطلاب السياسي بالمدارس والجامعات ؟؟؟؟ عاطف عمر05-27-11, 08:57 AM
  Re: هل آن أوان حظر نشاط الطلاب السياسي بالمدارس والجامعات ؟؟؟؟ عاطف عمر05-27-11, 06:09 PM
  Re: هل آن أوان حظر نشاط الطلاب السياسي بالمدارس والجامعات ؟؟؟؟ عاطف عمر05-28-11, 07:17 AM
  Re: هل آن أوان حظر نشاط الطلاب السياسي بالمدارس والجامعات ؟؟؟؟ عاطف عمر05-30-11, 06:25 PM
  Re: هل آن أوان حظر نشاط الطلاب السياسي بالمدارس والجامعات ؟؟؟؟ عاطف عمر05-31-11, 09:46 AM
    Re: هل آن أوان حظر نشاط الطلاب السياسي بالمدارس والجامعات ؟؟؟؟ بشرى محمد حامد الفكي05-31-11, 09:57 AM
      Re: هل آن أوان حظر نشاط الطلاب السياسي بالمدارس والجامعات ؟؟؟؟ بشرى محمد حامد الفكي05-31-11, 10:00 AM
        Re: هل آن أوان حظر نشاط الطلاب السياسي بالمدارس والجامعات ؟؟؟؟ حمد عبد الغفار عمر05-31-11, 11:30 AM
          Re: هل آن أوان حظر نشاط الطلاب السياسي بالمدارس والجامعات ؟؟؟؟ Elbagir Osman05-31-11, 03:35 PM
            Re: هل آن أوان حظر نشاط الطلاب السياسي بالمدارس والجامعات ؟؟؟؟ عاطف عمر06-02-11, 10:49 AM
        Re: هل آن أوان حظر نشاط الطلاب السياسي بالمدارس والجامعات ؟؟؟؟ عاطف عمر06-01-11, 04:41 AM
  Re: هل آن أوان حظر نشاط الطلاب السياسي بالمدارس والجامعات ؟؟؟؟ عاطف عمر05-31-11, 07:04 PM
  Re: هل آن أوان حظر نشاط الطلاب السياسي بالمدارس والجامعات ؟؟؟؟ عاطف عمر06-01-11, 07:22 PM
    Re: هل آن أوان حظر نشاط الطلاب السياسي بالمدارس والجامعات ؟؟؟؟ عاطف عمر06-03-11, 11:46 AM
      Re: هل آن أوان حظر نشاط الطلاب السياسي بالمدارس والجامعات ؟؟؟؟ Elbagir Osman06-03-11, 03:41 PM
        Re: هل آن أوان حظر نشاط الطلاب السياسي بالمدارس والجامعات ؟؟؟؟ عاطف عمر06-04-11, 08:16 AM
          Re: هل آن أوان حظر نشاط الطلاب السياسي بالمدارس والجامعات ؟؟؟؟ عاطف عمر06-04-11, 08:34 AM
  Re: هل آن أوان حظر نشاط الطلاب السياسي بالمدارس والجامعات ؟؟؟؟ عاطف عمر06-04-11, 03:41 PM
    Re: هل آن أوان حظر نشاط الطلاب السياسي بالمدارس والجامعات ؟؟؟؟ Elbagir Osman06-05-11, 01:40 AM
      Re: هل آن أوان حظر نشاط الطلاب السياسي بالمدارس والجامعات ؟؟؟؟ Gaafar Ismail06-05-11, 03:23 AM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de