السودان بين سيوف دنقس ومحمد سليمان والأنقاذ !!!

Quote: قلت -حتى بحّ قلمي أو كاد- إنّ العقليّة المتواضعة لبعض معارضي الحكومة هي السبب الرئيس في بقاءها على كرسي السلطة (الذي كان وثيرا)، لماذا بالله عليكم يثور مواطن أمدرمان أو الخرطوم أو بحري أو مدني أو بورتسودان أو كوستي على الحكومة إذا كان من يعارضها -طمعاً في الحكم من بعدها- يتوعده بالالتفاف على عنقه بلا فكاك؟ على الأخ صاحب هذه الكلمات -التي تمتلئ حقداً وتشف عن قسوة بالغة ورغبة عارمة في الانتقام- عليه أن يعلم أنّ إصراره على التعميم المخلّ يفقده قدراً كبيراً من تعاطف الشماليين وغيرهم، الأحياء الراقية بها الكثير من أبناء الغرب الأثرياء جداً، والأسواق مليئة بتجارهم الأغنياء ومكاتبهم الأنيقة، الكثير من أبناء الغرب يركبون العربات الفارهة، والكثير منهم يقطنون بيوتاً فخمة، بينما يرزح الكثيرون من أبناء الشمال تحت وطأة الفقر وشظف العيش شأنهم في ذلك شأن معظم أهل السودان، معظم أهل السودان يعانون، ومن ينكر هذا ويقصر المعاناة على بني جلدته فهو مجافٍ للحقيقة وأحادي النظرة، لن أكون مثل محمد سليمان وأقول إنّ أبناء الغرب حاقدين وقساة القلوب، لا والله، لقد زاملت الكثيرين منهم في سنيّ الدراسة المختلفة وكان معظمهم ذوي خلق رفيع وأدب جمّ، لم أسمع منهم -على كثرة ما تجادلنا في شئون الحياة المختلفة- مفردة الشماليين إلا على سبيل المزاح، ولذا لا يسعني إلا اعتبار محمد سليمان استثناءاً من القاعدة، هو قاسي القلب كما يصوره قلمه فأنا لا أعرفه، وهو وأمثاله عقبة كؤود في طريق تقريب وجهات النظر بين قاطني الجهات الأربع بالسودان، لو سألتموه عن رأيه في انفصال دارفور عن السودان فلن يُنكر تمنيه هذا! أليس هو القائل: نريد أن نتحكم في ثرواتنا - نصدر لمن نشاء و نستورد ممن نشاء. نريد أن نختار الطريقة التي تناسبنا في حكم أنفسنا بأنفسنا. نريد أن لا يكون للشماليين أي كلمة أو تأثير في كيفية تسيير أمورنا. نريد أن نحمي حدودنا بأنفسنا. سمه ما شئت ... فدرالية ... كونفدرالية ... ذاتية ... أنفصالية و لكن بالتأكيد ... لا نرضي أن يحكمنا بشير آخر أو ميرغني آخر. لا تأخذوا أبناء الغرب بجريرة محمد سليمان فهو لا يمثلهم.