الشاعر الراحل عبدالرحيم أبو ذكرى !!

Quote: قبل شهور توفي عثمان احمد عبدالرحيم شقيق الشاعر وقد علمت بخبر وفاته في نوفمبر الماضي وعثمان كان يحتفظ بالكثير من مواد ابي ذكرى بما في ذلك رسالته للدكتوراة وهي عن ترجمات انطون شيخوف في العالم العربي تعرفت على الشاعر الراحل عبدالرحيم ابي ذكرى حين كنت طالباً بالسنة الخامسة بكلية الآداب جامعة الخرطوم عام 1976م حيث امتحننا في مادة الترجمة في الإمتحانات النهائية اي انه درسني لشهور قبل ان يسافر لرومانيا منتدباً من مصلحة الثقافة للتحضير في الفلكلور وهناك لم ترق له دراسة الفلكلور فذهب لموسكو مباشرة تاركاً دراسة الفلكلور برومانيا وبالتالي فقد الإبتعاث وفي موسكو التحق بقسم الإستشراق التابع لاكاديمية العلوم السوفيتية وبدا في التحضير لدراساته العليا تحت إشراف المستشرق شاغال واساتذة آخرين. كان ابو ذكرى قد درس الادب الروسي سابقاً بجامعة الصداقة وتخرج فيها وقفل غلى السودان عام 1973مز حين صدرت مجلة الثقافة ايام كان محمد عبدالحي يعمل مديراً منتدباً لمصلحة الثقافة الحق اباذكرى بالعمل في الوزارة حيث اصبح ربما سكرتيرا لتحرير مجلة الثقافة _ يجب التدقيق في الوظيفة_ وذلك قبل عبوش واشتهرت مجلة الثقافةالسودانية فور صدورها وفيها نشر ابو ذكرى حواره الشهير مع المجذوب وقصائد خارج ديوان الرحيل في الليل منها العصافير تتعلم الطيران. عام 1973م جاءت المذيعة ليلى المغربي لقاعة الون او تو بكلية الآداب جامعة الخرطوم وقرات قصائد لأبي ذكرى في امسية اقيمت إحتفاء بديوان الرحيل في الليل ومن بين القصائد التي قراتها هدهدة والرحيل في الليل . في تلك الامسية التفت الحضور لشاعرية ابي ذكرى وغنائيته العذبة وكنت من بين من حضروا تلك الليلة ولم اتعرف خلالها على ابي ذكرى شخصياص بسبب الرهبة.ز كان شاعراً متمكناً بالنسبة لي وكنت حيياً اتلمس طريقي وقتها. في عا 1980م كسرنا الحواجز بيننا كطالب واستاذ واصبحنا في الشهور التي تلت انا وهو والاستاذ بدوي محمد الأمين الذي يعمل حاليا بجامعة ام درمان الاهلية وزوجته الدكتورة ماجدة ميرغني التي كانت تدرس بجامعة موسكو وعلاء الدين الجزولي والدكتور وجدي كامل السينمائي أصبحنا اصدقاء لابي ذكرى تزوره ويزورنا وكان يسكن في شارع يقال له استرا بيتيانوفا هناك حيث سقط من الطابق الثالث عشر . عام 1985م انهيت دراستي وغادرت موسكو وودعت اباذكرى. وفي عام 1988م عدت لموسكو مرافقا لطلاب من شعبة اللغة الروسية بجامعة الخرطوم ودعوت اباذكرى كي يقدم محاضرة لهم وقد اندهش الطلاب من تلك المحاضرة لسلاسة وغزارة المعلومات التي قدمها لهم ابو ذكرى. في العام التالي انتحر ابوذكرى وفي عام 1990م عدت لموسكو مرة اخرى برفقة طلاب وكلفني اتحاد الكتاب السودانيين بجمع آثار ابي ذكرى وجئت فوجدت جميع آثاره في السفارة السودانية . كانت هناك شنطة بالفرب من حمام اوشك البلل والعطن ان يثقبها . كان بالسفارة بعض الدبلوماسيين والمهنيين المحبين للشعر ولابي ذكرى اذكر منهم بدر الدين عمر الحاج موسى وهو صديق عزيز تباعدت بيننا الشقة وعمر حيدر زميل الدراسة السفيروقد ساعد هؤلاء في حفظ جميع الاوراق المتبقية والكتب والمقتنيات الاخرى لابي ذكرى وقد تم تسليمي جميع هذه الاشياء على ان اتعهد بتسليمها لاسرته اولا قبل كل شىء وهذا مافعلته فور عودتي إذ سلمت جميع هذه المقتنيات ومخطوطات اشعار متفرقة وترجمات ورسالة الدكتوراة وكل كتبه بالروسية والعربية والإنجليزية لشقيقه المرحوم عثمان