|
|
 Re: صور + مُلخص .. ندوة ( ماذا يعنى فوز أوباما لنا ؟ ) . (Re: مركز الخاتم عدلان)
|
الأستاذ/ ياسر عرمان :-
هناك كلام كثير عن فوز (أوباما) وماذا يعنى بالنسبة لنا هنا .
اريد ان اتحدث عن بعض الحاكيات التى لها صلة بفوز (أوباما) .. فى مرة من المرات كنا فى زيارة (جنوب افريقيا) وفى مطار (جوهانسبرج) كانت المُضيفة تقول
نحن الان نصل مطار اوليفر تامبو .
وهو المناضل الشهير لحزب (المؤتمر الافريقى) وهو الذى قاد نضالات الحزب وهو الذى صنع (مانديلا) بشهادات العديد من الذين عاصروا تلك الفترة , وهو يشبه المُتصوفة فى الاخلاص للعمل السياسى , وكان لديه هم ان يكن هناك رمز للنضال , وقد طلب منه احدهم ان يُصبح هو نفسه ذلك الرمز فرد عليه (اوليفر تامبو) بحزم وقال ان الرمز للنضال هو (نيلسون مانديلا) .. وهو قد عمل سنوات طويلة ليجعل من (مانديلا) الرمز العالمى ضد التفرقة العنصرية .
(اوليفر تامبو) كان ممنوع من دخول جنوب افريقيا وكان غير مُرحب به فى كثير من مطارات العالم , للمفارقة فقد تم رفع اسم (مانديلا) خلال الحملة الانتخابية من وزارة الخارجية الامريكية فى العام الماضى حيث كان يُعتبر ارهابياً لدى الولايات المتحدة الامريكية .
فى الحديث عن (مريم ماكيبا) يتم عمدا اسقاط اسم (كار مايكل) حيث انه تزوجها فى الولايات المتحدة الامريكية وهو واحد من الاصوات السوداء التى لعبت دوراً فى حركة الحقوق المدنية فى (أمريكا) و كان لها تأثير كبير على الساحة العالمية وعندما مرض بالسرطان ذهب اليه (جيسى جاكسون) فى (غانا) لزيارته فى 1998 وعند وفاته تحدث عنه (جيسى جاكسون) وقال عنه انه واحد من اساتذتنا وابناء جيلنا وواحد من الذين حطموا حاجز التفرقة العنصرية فى (أمريكا) فى الستينيات .
فوز (أوباما) هو مسيرة لشعلة ممتدة بشكل قوى وكبير .
دار نقاش كثير حول لماذا لا يُعلن (أوباما) نفسه كجزاء من حركة الحقوق المدنية , ولكنه كانت لديه نظرة مختلفة شكلتها عوامل متعددة .
43% من البِيض قاموا بالتصويت لصالحه وليس السود فقط .
ما يستحق الاحتفاء هنا هو ثقافة التعدد والاختلاف وهى تجسدت الان فى (أوباما) وكان يمكن ان تتجسد باى طريقة اخرى .
والقضية ليست فوز رجل اسود ضد رجل ابيض , ولكن القضية ان المجتمع الامريكى اوضح للعالم انه من الممكن ان يتقدم على أساس انسانى , وكل هذا جاء نتيجة نضالات حركة الحقوق المدنية وحركات اجتماعية وديمقراطية اخرى عديدة .
ولذلك فان الاحتفاء هو احتفاء من اجل ازالة الظلم , والتفكير بطريقة انسانية وعادلة .
الولايات المتحدة بلد ضخم , وفيه احتكارات قومية تتحكم فى قضايا هامة ولا يستطيع (أوباما) ان يُغير فى سياسة الولايات المتحدة , قد يُغير فى بعض جوانبها .
هو فوز سيكسر الصورة النمطية للاجناس البشرية .
الاحتفاء بفوز (أوباما) هو احتفاء بشخصيات اخرى كبيرة مثل المفكر السنغالى (الشيخ انتا ديوب) عندما قدم رسالة للدكتوارة فى الاربعينيات ذكر فيها ان حضارة وادى النيل هى حضارة الانسان الاسود , وتم رفض اجازة الرسالة لمدة عشر سنوات فى (باريس) , وقد قدم (الشيخ انتا ديوب) مقدمة للرسالة ذكر فيها انه لا يُريد ان يدعو لتفوق عرق بشرى على الاخر او عنصر على عنصر اخر , وانما اُريد ان افتح طريق من الاعتراف المتبادل وان كل البشر قد ساهموا فى الحضارة البشرية وان اضطهاد السود يرجع للاعتقاد انهم لم يساهموا فى الحضارة البشرية , وانهم مجرد مستهلكين .
وذكر (انتا ديوب) ان السود قد ساهموا فى العلوم المختلفة فى الهندسة والطب فى مصر القديمة .
مع الاحتفاء بالفوز يجب الاحتفاء هنا فى السودان بحقوق المواطنة المتساوية .. دكتور (جون قرنق) كان يُناقش واحد من المثقفين وكان يذكر له (ترهاقا) فقال له دكتور (جون) هل تعتقد ان (ترهاقا) كان جده (جعلى) ؟ .
هناك من يعتقد ان تاريخ السودان يبدأ مع مراحل ومحطات مُعينة , الاحتفاء ايضاً يجب ان يكون احتفاء بتاريخ السودان .
حملة (أوباما) الانتخابية كان فيها الكثير الذى يستحق ان يُذكر , كان فيها الشباب باعداد كبيرة ومن كل الاعراق , وكانت المفاجأة ان كثير من الاتنيين فى ولايات كثيرة صوتوا لصالح (أوباما) رغم ان جماعات الاصول الاتينية لديهم مشاكل كثيرة مع السود , والمغزى الاخر ان (أوباما) هو اول مرشح يخرج من دائرة الشركات والاحتكارات فى موضوع التبرعات للحملة الانتخابية , حيث كان البسطاء يقدمون المبالغ الرمزية .
تم استخدام (الانترنت) بنجاح فى حملته وكذلك رسائل الهواتف المحمولة واستطاع ان يجمع 660 مليون دولار وهى حملة استخدمت وسائل التكنولوجيا بشكل رائع .
بالنسبة لنا هنا , مغزى هذا الفوز يتضح , حيث ان جهاز الامن اصدر قرار ان على الصحف ان تُقلل وتتحكم فيما يُكتب عن فوز (أوباما) محلياً , وحتى اعلانات هذه الندوة قد تم سحبها من الصحف .
فوز (أوباما) يجمع العديد من الشخصيات السودانية على الخاطر , (على عبداللطيف) , (محمد العشرى صديق) , (عبيد حاج الامين) المدفون فى مدينة (واو) والكثيرين فى الحركة الوطنية السودانية الذين تم تغييب عطاءهم .
عندما كنت فى الولايات المتحدة جاءت اعداد كبيرة لمؤتمر الديمقراطيين وعندما جاء خطاب (أوباما) , كانت المقاعد اقل من اعداد الناس , فقام هو بتقديم الخطاب النهائى فى استاد ضخم وكان الحضور 85 الف شخص وكان مضمون الخطاب وطريقة القاء الخطاب تعود لحركة الحقوق المدنية رغم انه لم يقول ذلك .
وق تحدث فى ذلك الخطاب بشكل قوى حول ما يثار ضده بشكل عنصرى وانه لا ماضى له ولا تاريخ فى الولايات المتحدة وانه لا يمكن ان يقود الجيش الامريكى , وقال ان الحملة ليست ضده هو وانما هى ضد قضايا الناس , وتحدث عن والده فى الخطاب حيث ذكر ان غيابه قد ترك فيه أثر , وقال ان جذوره ترجع (لكينيا) , وعندما ذهب لزيارة جدته البيضاء رفض ان يجعل من هذه الزيارة دعاية انتخابية له .
(أوباما) لديه برنامج اجتماعى واضح شن فيه هجوم على شركات التأمين الصحية .
(السودان) فى مُفترق طُرق .. وفوز (أوباما) له علاقة بهذا البلد وبتاريخه وبالصراعات الموجودة على الساحة المحلية , وعنده علاقة بفشل القوى الديمقراطية فى (السودان) حيث انها لا تحتفى بموضوع القوميات والاثنيات .
لو كان دكتور (جون قرنق) قد عاش فى (أمريكا) لاستطاع ان يفعل ما فعله (أوباما) لانه كان يمتلك قدرات نادرة وهو شخصية لم يتم الاحتفاء بها الا من جانب الجماهير دون المؤسسات الرسمية وفى (الساحة الخضراء) .
(السودان) هو افريقيا مُصغرة , ولديها ارتباطات بكل افريقيا جغرافياً وثقافياً , نحن لدينا اكثر من 560 قبيلة وهو رقم يجب التفكير فيه بعمق حول كيفية الادارة وخلق الاحزاب ومنظمات المجتمع المدنى
عندنا التنوع الدينى واللغوى .
نحن نتجه لتقرير المصير ويجب الانتباه اقتربنا من العام 2011 , ولا يمكن خداع الجنوبيين فيها .
فوز (أوباما) هو فرصة جديدة للسودانيين لتصحيح المفاهيم , والشعب السودانى لا يحتاج ان تأتى هذه الفرصة من الولايات المتحدة , الولايات المتحدة بلد عظيمة لا شك , لكن السودانيين يعرفون تاريخهم جيداً , وفوز (باراك أوباما) يُعطى اضواءً ساطعة لحقائق وقضايا يعرفها الشعب السودانى وقد آن اوأن التغيير ورغم ان الكثير من مثقفى السودان يعتصرهم هم المعيشة اليومى . ولكن يمكن ان نعبُر الى رحاب الوحدة الوطنية والتعددية , وهذا الشعب قادر على ذلك .
|
|
 
|
|
|
|
مركز الخاتم عدلان
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست