|
Re: صور + مُلخص .. ندوة ( ماذا يعنى فوز أوباما لنا ؟ ) . (Re: مركز الخاتم عدلان)
|
د . محمد جلال هاشم :- رحيل ( مريم ماكيبا) عصفور القارة الافريقية التى تصدح كان الخبر فى رسالة على البريد الالكترونى من صديق عزيز . مد الله فى ايام (ماكبيا) حتى تشهد وصول اول رجل أسود لرئاسة اقوى دولة فى تاريخ البشرية . فوز (أوباما) هو تتويج لحركة طويلة المدى , بدأت بمقاومة الافارقة السود لعملية الرق , تجربة الرق فى (أمريكا) تجربة فريدة من نوعها حيث كان هناك كسر للارادة للرقيق وبث اليأس فى نفسه . بهذا الفوز انتصرت امريكا والقيم الايجابية حركة نضال السود بدأت بالتنظير لها وبالتخلص من المشاعر السالبة داخل الذات السوداء تعرض الكثير من زعماء الحركة للاعتقال والتعذيب والقتل .. على الافارقة ان تقراء خطبة (مارتن لوثر كنج) ( لدى حُلم) .. حُلم فى ستينيات القرن الماضى ان يكون هناك رئيس اسود , حلم الزواج بين البِيض والسود , حلم ان لا يتم تقييم الانسان حسب لونه . تم أغتيال (مارتن لوثر كنج) ولكن بقت القضية نابضة بالحياة . يجب ان لا نظُن ان (الغرب) قد تجاوز مرحلة العنصرية , الذى حدث فى الولايات المتحدة ان عدد السود هو عشرات الملايين , وهذا التراكم النوعى ادى لاحداث تغيير نوعى ولكنه ليس التغيير النهائى . رايت فى (بريطانيا) العنصرية النائمة , لانك مهما فعلت لا تصل للمنصب الذى تستحقه . طبعاً يجب ان لا نعتقد ان (أمريكا) قد تركت العنصرية وراء ظهرها , مؤسسة الرئاسة فى الولايات المتحدة ليست هى مُتخذ القرار الاول وعلى وجه الخصوص السياسات الخارجية , وما يهم العالم هو السياسات الخارجية و (أمريكا) هى اكبر لاعب على مستوى العالم , وبالتالى لا نتوقع تغييراً كبيراً فى سياساتها الخارجية . من الممكن تحميل (أوباما) فوق ما يُحتمل , حيث انه ورث تركة ثقيلة من سلفه (بوش) .. حروب استنزافية فى (افغانستان) و (العراق) , أزمة مالية لم يشهدها العالم منذ عقود .. من الممكن ان تحدث استجابة مُضادة وبنفس الحماس الذى التف الناس حول (أوباما) من الممكن ان ينفضُ من حوله ايضاً . مخاطر اسقاط الفشل على (أوباما) قد تتمثل فى الاتى , ان تنشاء حركة اشبه بالابتزاز السياسى ويجد (أوباما) نفسه متورطاً فى حرب جديدة ضد (ايران) حتى يكسب ود المؤسسات البيضاء واليمين المتشدد القضية الفلسطينية لا تتأثر بنوعية الرئيس لانه قضية وصلت الى قاع أزمتها ولا يمكن ان تكون اسواء مما هى عليه الان . درب ألألم ما زال طويلاً , ولكن ماذا يعنى كل هذا بالنسبة لنا هنا فى السودان .. نحن لا ننتظر ان يُحركنا (أوباما) , نحن شعب لديه أزمة هوية , شعب يكره اللون الاسود ونحن سود البشرة . قبل 50 عاماً لم يكن من الممكن ان يجلس الاسود فى مقعد باص فى أمريكا , والان هناك رئيس اسود وهو يدُل على حجم التغيير الذى تم , وهو يطرح حجم التغيير الذى يجب ان يتم عندنا هنا لاننا شعب اسود , و (السودان) ظل اسمه مرتبطاً بالسواد عبر 7,000 سنة . يجب ان يكون فوز (أوباما) محطة نُراجع فيها انفسنا وهويتنا . النقطة الاخيرة اننا يجب ان لا نتوقع تغيير فى سياسة (أمريكا) تجاه (السودان) لان مؤسسة الرئاسة ليست هى الحاسمة فى هذا السياق , وهنا سؤال هل يمكن ان يفوز فى الانتخابات القادمة عندنا هنا رجل مسيحى اسود ؟ هل يمكن ان يفوز (سلفا كير) بالرئاسة ؟ اعتقد اننا يجب ان نُسجل موقفاً تاريخياً ونُصوت فى الانتخابات القادمة ل (سلفا كير) حتى نصعد للقمر . ايدولوجية السلطة فى (السودان) قامت على التعيين والتشريف كلما كنت فاحم السواد انت فى القاع وكلما اقتربت من العرب انت فى القمة . فوز (أوباما) هو رسالة لاهل جنوب السودان , اختيار الانفصال هو هروب من ميدان المعركة , ويجب ان الا تهربوا لان الانتصار قريب .
|
|
|
|
|
|