|
Re: صور + مُلخص .. ندوة ( ماذا يعنى فوز أوباما لنا ؟ ) . (Re: مركز الخاتم عدلان)
|
د . فاروق محمد ابراهيم :- اتحدث عن الجانب الرمزى لهذا الفوز , كلنا عشية الفوز شاركنا (جسى جاكسون) والجموع الضخمة فى (شيكاغو) الدموع والانفعال . رغم ان (أوباما) ليس جزاءً من حركة الحقوق المدنية , الا ان فوزه جاء تتويجاً لهذه الحركة . هذا الانتصار العظيم , هو انتصار للقيم الانسانية خصوصاً لو نظرنا لاصحاب البشرة البيضاء الذين صوتوا (لاوباما) , هذه خطوة جبارة , لكن القضية مازالت موجودة . فى العدد الاخير لمجلة (news week) هناك مقال جيد بعنوان (التيار العام الجديد) وهو يتحدث عن حركة الحقوق والاندماج السياسى للزنوج الامريكان فى المجتمع الامريكى , ولكنه اشار الى صعوبة الاندماج الاجتماعى وقال ان هذا الانتصار هو خطوة نحو ذلك . انا ذهبت (لانجلترا) قبل ثلاث سنوات من ذاهب (حسين اوباما) الى امريكا , وعندى ابنى يعيش هناك وتعلم تعليم جيد هو وزوجته وهو اكبر من (أوباما) بسنة واحدة , لكن مشكلته هى التفرقة الخفية فى المجتمع البريطانى حتى انه لو فكر ان يُصبح رئيس قسم فى الجامعة التى يعمل بها هى بصعوبة الذهاب الى القمر , وهذه حقيقة فى المجتمع البريطانى . هناك حدود لما يمكن ان يفعله (أوباما) على الرغم من الاغلبية الكبيرة فى مجلس الشيوخ والنواب . وهناك ايضاً حدود لما يمكن ان يفعله فى قضايا (باكستان) و (افغانستان) والقضية الفلسطينية وقضية (القدس) عاصمة أبدية للدولة الفلسطينية . رغم هذه الحدود , فان الازمة عميقة جداً , وتستدعى حلول جديدة , خاصةً مع الزخم الجماهيرى الذى فاز به , فانه من الممكن تحقيق الكثير جداً . الحلول المطروحة بالنسبة للازمة الاقتصادية من برنامج الطاقة المتجددة والاصحاح البيئى والصحة للجميع تطوير التعليم اعادة توزيع الدخل والعدالة الاجتماعية عن طريق الضريبة التصاعدية . وهناك طرح يدعو لوجود مؤسسات اخرى بديلة عن المؤسسات الراهنة مثل صندوق النقد الدولى والبنك الدولى , وطرح تدخل الدولة . هذه الاطروحات قد تخلق تقارب مع الاشكال الاخرى الموجودة فى (الصين) و (كوبا) و (فينزويلا) . لو اتجهت الجهود نحو المعركة من اجل السلام , سيكون هذا مفتاح حل كل القضايا , الحرب فى (العراق) يومياً تستنزف 400 مليون دولار , ويجب الاتجاه والدفع نحو تحطيم اسلحة الدمار الشامل فى كل انحاء العالم وامريكا من الممكن ان تُصبح القدوة فى التخلص من مثل هذه الاسلحة , الابتعاد عن هذا الانفاق المجنون على التسلح من الممكن ان يقدم حلول لكل اقتصاد العالم وليس امريكا فقط . حركة الحقوق المدنية لو امتدت من الممكن ان تجد حلاً للقضية الفلسطينية للعرب والاسرائليين اكثر من حل الدولتين المنفصلتين . بالنسبة لنا هنا فى (السودان) الازمة الاقتصادية المحلية هى صورة مشوهة للازمة المالية الامريكية , نفس موضوع ازمة البنوك والديون , تأثر الاقتصاد السودانى بانخفاض سعر برميل البترول . اتذكر سلسلة مقالات فى صحيفة (الصحافة) للاستاذ (سليمان حامد) حيث تحدث عن ان الاشتراكية ليست لهذه المرحلة الان , وان هذه المرحلة الان هى للتنوير . هُناك حوجة لمجابهة النهب الاقتصادى المنظم بطرح برامج و افكار جرئية يتم من خلالها تحريك الفئات الاجتماعية المختلفة صاحبة المصلحة فى التغيير نحو التغيير .
|
|
|
|
|
|