|
Re: المجاعة فى غرب السودان عام 1984.. أزمة دارفور الراهنة.. و " القفص الآيديولوجى" (Re: ابراهيم الكرسنى)
|
الأخ العزيز الدكتور إبراهيم الكرسني
تحية طيبة
لقد قرأت مقالك هذا البارحة في سودانايل وأعجبني جدا كسائر كتاباتك.. لقد شجعني مقالك هذا لكتابة هذه المداخلة.. قولك:
Quote: لدى قناعة راسخة بأن معظم الأمراض الاقتصادية والاجتماعية التى يعانى منها السودان في الوقت الراهن قد بذر بذرتها الأولى جعفر نميرى منذ أن بدأ "قائدا لمجلس قيادة ثورة مايو" يسارية التوجه وإلى أن إنتهى بة المطاف "إماما للمسلمين " متحالفا مع مجموعات الهوس الديني . |
نعم النميري طاغية ودكتاتور ومجرم ويجب إخضاعه هو وكل رموز نظامه للمحاسبة الدقيقة والمحاكمة.. ولكننا أيضا نخطئ عندما نظن بأنه هو الذي بذر بذرة الفساد الإقتصادي والإجتماعي.. أنا أعتبر النميري ضحية شارك في صناعتها عوامل داخلية تمثلت في فشل السودانيين في حكم أنفسهم حكما كريما وعوامل إقليمية تمثلت في تآمر كل من مصر والسعودية على السودان وعوامل عالمية تمثلت في ظروف الحرب الباردة ومشكلة الشرق الأوسط.. في تقديري المتواضع أن مشكلة السودان الآن صارت أكثر تعقيدا من مشكلة العراق ومشكلة فلسطين ولن يتمكن السودانيون من حلها بغير تدخل المجتمع الدولي ممثلا في الأمم المتحدة ومجلس الأمن ومحكمة الجنايات الدولية..
كتبت اليوم بوستا في التعليق على مقال للأخ عوض الكريم موسى نشره في جريدة آخر لحظة أحب أن أضع وصلته هنا لمناسبة موضوعه خاصة ما جاء فيه عن بنك فيصل الإسلامي ودور السعودية في تمكين الأخوان المسلمين من إحتواء نظام مايو والإنحراف به.. مصلحة السودان في اقتلاع نظام الجبهة وفكرها وقوانينها!!!...ستاذ عوض الكريم موسى قولك:
Quote: لقد كان حاكما باطشا لايتورع عن زهق روح كل من يهدد كرسي حكمه أو مصالح الفئات الطفيلية التى يواليها بالرعاية. تقول الفرنجة"السلطة تفسد ولكن السلطة المطلقة تفسد فسادا مطلقا "!! هذا ملخص مفيد لتجربة النظام المايوى .فقد إستغل جعفر النميرى سلطته المطلقة ليؤسس لدولة الفساد. بدأ ذلك عند تأسيسه لبنك فيصل الاسلامى السوداني بقانون خاص، متجاوزا بذلك قانون بنك السودان، وماتبعه من تأسيس لبقية "المؤسسات" المالية و الإقتصادية و التجارية " الإسلامية". لقد ركل هذا الرجل، بفعلته تلك، جميع القوانين التى صادق عليها بنفسه من جهة، ثم "بصق" على وجه دولة " المؤسسات"، التى كان يتشدق بها منظرو النظام المايوى من " النخبة السودانية" المدمنة للفشل، من جهة أخرى !! |
لقد حاول نظام مايو اقتفاء طريق جمال عبد الناصر وثورة 23 يوليو في مصر.. حتى إسم "الضباط الأحرار" أخذوه عنهم.. إذن هم نتاج طبيعي للفشل الذي أصاب السودانيين في حكم بلادهم بعد ثورة أكتوبر.. ولا أظن أن حال السودان كان سيكون أحسن لو استمر نظام حكم الأحزاب التي كانت على وشك تحويل السودان إلى نظام حكم إسلامي؛ ولا أظن أن حال السودان كان سيكون أحسن لو نجحت حركة الجزيرة أبا في هزيمة نظام مايو لأنها ستفرض دستورها "الإسلامي" المتخلف؛ ولا أظن أن حال السودان كان سيكون أحسن لو قُدِّر لحركة 1971 أن تنجح لأن النظام كان سيواجه نفس نوع الأعداء السلفيين المدعومين من السعودية وربما من أمريكا في ظروف الحرب الباردة تلك؛ أما حركة سبتمبر 1975 فقد كانت ستكون تكرارا لحركة الأخوان المسلمين المتحالفين مع الأحزاب الطائفية؛ ولا أظن أن حال السودان كان سيكون أحسن لو نجحت حركة 1976 المدعومة من ليبيا.. [كأني بالرب عز وجل يقول: أعمل معاكم شنو يا السودانيين؟] في كل هذه الأثناء كان السلفيون يحاولون إحتواء نظام مايو وذلك عن طريق وزارة الشئون الدينية التي كانت مسئولة عن المساجد، ولكن تأثيرها لم يكن بعيدا عن المدارس، فقد تمكن المعلمون الأخوان المسلمون من التأثير على مئات الطلاب في مراحل الثانويات وهؤلاء هم الذين جاءوا إلى جامعة الخرطوم في منتصف السبعينات.. بينما كان المثقفون من إسلاميين ويساريين منهمكون في معارضة نظام مايو والعمل على إسقاطه بعد فشل حركة 1971، كان الجمهوريون منهمكون في محاولة إبعاد السلفيين عن التأثير على نظام مايو واحتوائه.. ربما لا يزال الوقت مبكرا على ظهور الحقيقة بشكل لا يقبل المغالطة في الحكم على الموقفين أيهما كان الأصوب، نظرة الأستاذ محمود التي رأت أن الخطورة المباشرة على السودان كانت تتمثل في الفكر الديني السلفي أم نظرة المثقفين التي رأت أن الخطورة هي في نظام مايو الشمولي.. المهم أن نظام مايو اكتشف بعد حركة 2 يوليو 1976 أن هناك مهددات حقيقية لا يستبعد أن تتكرر.. في تقديري أن نظام مايو عندما قام بالقبض على الأستاذ محمود ووضعه هو وثمانية من قياديي الجمهوريين في السجن لمدة شهر بين ديسمبر 1976 ويناير 1977، بعد كتابهم "إسمهم الوهابية وليس إسمهم أنصار السنة"، إنما كان يحاول شراء رضا السعودية، وقد أثمر هذا الرضا في توسطها للإتصالات بينه وبين السيد الصادق المهدي، أحد أهم زعماء الجبهة الوطنية التي قادت حركة 1976، وقد تمخضت عن هذه الاتصالات المصالحة الوطنية فيما بعد في العام 1977.. هذه المصالحة هي التي جاءت بالأخوان المسلمين إلى المشاركة في السلطة وتحركت خطة الإحتواء برعاية السعودية من وراء الكواليس وتم الضغط على النميري تحت وطأة الحاجة الإقتصادية للقبول بفكرة "بنك فيصل الإسلامي" منذ ذلك العام 1977.. وصحيح قولك أن الفترة التي أعقبت المصالحة كانت بمثابة التمكين للأخوان المسلمين والسلفيين.. وقد كان الجمهوريون هم الذين تمكنوا من قراءة هذه الحقيقة بصورة دقيقة وكانوا يدركون أن الصراع بينهم وبين الأخوان المسلمين قد دخل مرحلة حاسمة: فالأخوان المسلمون من جانب يحاولون إحتواء نظام مايو والجمهوريون من الجانب الآخر يحاولون منع هذا الإحتواء.. لقد لجأ الأخوان المسلمون إلى استغلال ما بيدهم من سلطة ومن تسخير الشئون الدينية والمبالغة في تشويه صورة الجمهوريين بتوزيع كتب مثل كتاب الشيخ الأمين داؤود المسمى "نقض مفتريات محمود محمد طه" وفيه يتهم الجمهوريين بتلقي الدعم الأجنبي من السفارات الأجنبية ومن القساوسة وأن منزل الأستاذ محمود يُستغل لممارسة المحرمات، وعندما لجأ الأستاذ محمود للقضاء لوقف هذه الحملة المسعورة في عام 1978 قام الأخوان المسلمون بتسخير ساحة القضاء لتكريس هذا التشويه.. وعندما احتج الأستاذ محمود على سلوك محامي الأمين داؤود وهو علي عثمان محمد طه رفض القاضي احتجاجه وعليه قرر الأستاذ عدم التعاون مع تلك المحكمة وخرج منها.. وقد قرر الجمهوريون تكثيف العمل بالكتابة والنشر لمقاومة هذا الإتجاه الماكر الخبيث، وقد يظهر لغير المدقق أن الجمهوريين كانوا فقط يدافعون عن نظام مايو بينما الحقيقة أنهم كانوا يدافعون عن حريتهم وعن حرية الشعب وذلك بدعوتهم للمنابر الحرة ونصيحة النظام بتبني فكرة المنابر الحرة وكانوا يحذرون من نجاح الأخوان المسلمين في فرض النظام الإسلامي على طريقتهم وبالفعل نجحوا في جعل النظام يكون لجنة لمراجعة القوانين لتتمشى مع الشريعة الإسلامية، ونجحوا في استغلال بنك فيصل الإسلام لإحكام قبضتهم الرأسمالية على النظام كما تفضلت أنت عندما قلت:
Quote: إستغل الإخوان المسلمون فترة "التمكين" هذه ليراكموا أموال السحت التى امتصوها من دماء الشعب السوداني، وبالأخص من خلال متاجرتهم فى قوت الشعب وضروريات حياته من السلع الأساسية، كالذرة على سبيل المثال. ادخل الأخوان المسلمون مفهوم السوق الأسود بصورة واسعة وملحوظة لأول مرة في تاريخ السودان أثناء هذه الفترة، حيث صار السوق الأسود فيما بعد بمثابة السوق الرسمي السائد في البلاد . من هنا أثمرت علاقة مؤسساتهم" الإسلامية"، وبالأخص بنك فيصل الاسلامى، عن المجاعة التى ضربت غرب السودان، وبالأخص إقليم دارفور في عام 1984 م. |
في الفترة التي أعقبت المصالحة الوطنية أخرج الجمهوريون هذه الكتيبات: الشريعة الاسلامية تتعارض مع الدستور الاسلامى.. سبتمبر 1977، وطبعا يقصدون بالدستور الإسلامي الدستور الإنساني.. أئمة بلا ايمان: عبد الرحمن عبد السلام آخر النماذج .. ديسمبر 1977.. وهو من نوع الأئمة الذين يسلطهم السلفيون للنيل من الجمهوريين.. الدكتور حسن الترابي يخرج عن الشريعة باسم تحكيم الشريعة يناير 1978 ، وفيه يسلطون الضوء على محاولة الأخوان المسلمين الإلتفاف على الشريعة بدل أن يعترفوا بضرورة تطوير الشريعة كما يدعو الأستاذ محمود.. لجنة تعديل القوانين لن تفلح الا فى خلق بلبلة.. يناير 1978 ، وفي هذا الكتاب يكشفون خطل عمل تلك اللجنة.. وقائع محاكمة الامين داؤد محمد - الكتاب الاول يناير 1978 الكتاب الثانى مارس 1978 الكتاب الثالث مارس 1978 الكتاب الرابع ابريل 1978 الكتاب الخامس ابريل 1978 هذا هو الشيخ الامين داؤد محمد : اقرأوا واحكموا ابريل 1978 وقائع محاكمة الامين داؤد محمد - الكتاب السادس مايو 1978 ثم هذا الكتاب عن رئيس القضاء: خلف الله الرشيد وقامة رئيس القضاة أبريل 1978.. الدين ونحن وعون الشريف.. يوليو 1978 الاخوان الجمهوريون فى مجلة صباح الخير مرة اخرى اغسطس 1978 هؤلاء هم الاخوان المسلمون - الجزء الأول أغسطس 1978 مخطط الصادق/الترابي/الهندى لاحتواء نظام مايو ديسمبر 1978 هؤلاء هم الاخوان المسلمون - الجزء الثانى ديسمبر 1978 لماذا وكيف خرجت المرأة الجمهورية للدعوة للدين ؟ ديسمبر 1978 هؤلاء هم الاخوان المسلمون - الجزء الثالث والاخير يناير 1979 مفارقة الاخوان المسلمين للشريعة والدين يناير 1979
بعض الناس كان يرى أن موقف الجمهوريين، كما قلت سابقا، إنما هو تأييد فقط لنظام مايو ولذلك أخرجوا كتيبا يتناول ذلك الموضوع عنوانه: " لماذا نؤيد سلطة مايو؟ .. مايو 1979 "
الأخوان المسلمون يلعبون على الحبلين يونيو 1979 الموقف السياسى الراهن يتطلب حكمة السلطة ووعي الشعب أغسطس 1979 لجنة تعديل القوانين بجعلها لحد الخمر تعزيرا تزيف الشريعة وتعوّق بعث الدين أغسطس 1979 مقترحات الازهر للدستور الاسلامى جهالة لا تمثل الدين اغسطس 1979 تآمر الأخوان المسلمين بحادث المسجد يجب ألا يجوز على الطلاب !! سبتمبر 1979 إتحاد الاخوان المسلمين استغلال للدين !! وإفساد للحياة الجامعية !! اكتوبر 1979 هكذا تحدثت الدكتورة سعاد الفاتح !! اكتوبر 1979 وقد كان لنشاط الجمهوريين في الجامعة أثره الكبير في سقوط الأخوان المسلمين في انتخابات إتحاد طلاب الجامعة وقد أصدر بها الجمهوريون هذه كتابين هما: سقوط الاخوان المسلمين بجامعة الخرطوم اكتوبر 1979 بداية نهاية الاخوان المسلمين اكتوبر 1979 وابتداء من أكتوبر من تلك السنة 1979 أصدر الجمهوريون هذه الكتيبات: لا !! يا رئيس القضاء !! اكتوبر 1979 لتكريم ذكرى اكتوبر اقيموا المنابر الحرة ومهدوا بها لنشر الفكر الرصين وبناء الخلق المتين.. اكتوبر 1979 الكذب وتحرى الكذب عند الاخوان المسلمين نوفمبر 1979 الخمينى يؤخر عقارب الساعة ديسمبر 1979 لجنة تعديل القوانين بقانون اصول الاحكام القضائية تتوه القضاء !! وتطفف العدالة !! يناير 1980 الى متى هذا العبث بعقول الناس وبدين الله ؟! يناير 1980 الجامعة الاسلامية تعتدى على الحريات باسم الدين !! يناير 1980 هذه ليست بجامعة !! مارس 1980 يكذبون على الشعب !! ويضللونه باسم الاسلام !! مارس 1980 غزو افغانستان النذير العريان مارس 1980 انقذوا الشباب من هذا التنظيم الدخيل مارس 1980 من هم الذين اغتالوه ؟! ابريل 1980 اسألوا المدير ابريل 1980 الكرسى الساخن !! ونائب المدير !! وحوادث الجامعة !! مايو 1980 انتهازية الاخوان المسلمين فى انتخابات مجلس الشعب مايو 1980 الهوس الدينى يهدد امن ووحدة الشعوب ويعوق بعث الاسلام يونيو 1980 لاتفسدوا تربية النشء باسم الدين !! اغسطس 1980 اليأس من حكم القانون يفتح الطريق للفتنة اغسطس 1980 القضاء المدنى فى قفص الاتهام اكتوبر 1980 ماهو البديل عن نظام مايو ؟ اكتوبر 1980 ثورة اكتوبر عائدة !! ولكن كيف ؟ اكتوبر 1980 أبو زيد الوهابى ومحنة المساجد اكتوبر 1980 في تقديري، وبالنظر إلى كتاب النميري "النهج الإسلامي.. لماذا؟" [بغض النظر عمَّن هو الذي كتب ذلك الكتاب] إلا أنني أستطيع الآن أن أقول أنه كان يحاول به تبني بعض مقولات الفكرة الجمهورية، بدون إظهار ذلك صراحة، نسبة لعدة عوامل بينها أنه يريد أن يسحب البساط من تحت أقدام الأخوان المسلمين ثم محاولة ترضية بعض القوى الإقليمية مثل السعودية.. المهم أن الجمهوريين حاولوا تشجيع ذلك النهج بغرض تفويت فرصة السلفيين في التأثير على النظام فأخرجوا كتابهم: نميري والنهج الاسلامى والدعاة السلفيين ديسمبر 1980 عودة المسيح ديسمبر 1980 وفي الشهور التالية لذلك التاريخ توالت هذه الكتيبات: الاستقلال جسد روحه الحرية يناير 1981 احقا انتصر الاخوان المسلمون حين استعادو الاتحاد ؟! يناير 1981 ابعدوا رئيس القضاء !! فبراير 1981 هذا "المؤتمر العالمى للدعوة الاسلامية" الى ماذا يدعو العالم ؟! مارس 1981 قانون الآداب العامة مزيف للدين !! مفسد للاخلاق !! مبلبل للأفكار !! مارس 1981 الارهاب الدينى يهدد حرية الفكر مارس 1981 الشئون الدينية تحمى العلماء المؤتمرين من الافكار الجمهورية مارس 1981 ما يجرى فى ايران لا علاقة له بالاسلام ابريل 1981 المؤتمر العالمى للدعوة الاسلامية بلا دعوة اسلامية ابريل 1981 جامعة ام درمان الاسلامية و الهوس الديني سبتمبر 1981 الجبهة الداخلية و صمت الصحف و حديث الترابي اكتوبر 1981 الاخوان المسلمون و البطولات الزائفة و الطلاب الجدد اكتوبر 1981 اكتوبر الثانية و الكتلة الثالثة اكتوبر 1981 يلاحظ أن الجمهوريين دائما يحتفلون بثورة أكتوبر بإصدار كتيب.. المهم أن مخطط الأخوان المسلمين كان هو المتقدم في "الحفر" للنظام وقد حدثت بالفعل ضائقة إقتصادية كتب عنها الجمهوريون هذا الكتيب: الضائقة الاقتصادية الراهنة ديسمبر 1981 وفي نفس الشهر صدر كتيب إسمه "المسيح" في ديسمبر 1981 وفي يناير 1982 احتفل الجمهوريون بالإستقلال كعادتهم أيضا بإخراج كتيب: الاستقلال يناير 1982 وفي الشهور التالية أصدر الجمهوريون الكثير من الكتيبات منها: أيدوا مدير الجامعة إلا تفعلوا تكن فتنة يناير 1982 نقابة الأساتذة و سيادة القانون يناير 1982 أطفئوا نار الفتنة يناير 1982 السادات يناير 1982 ، وكان هذا الكتاب الأخير بعد مقتل السادات الذي حدث في أكتوبر 1981 والذي دبره ونفذه الأصوليون الإسلاميون.. في تقديري أن ما حدث للسادات هو الذي أدخل الخوف إلى النميري وظن أن المخرج هو بمصانعة الإسلاميين وفي نفس الوقت سحب بساط الإسلام من تحت أرجلهم.. لقد أصبح النميري في حالة لوثة وارتباك وضاعت من يده خيوط اللعب وصار الأمر بيد جهاز الأمن وعمر محمد الطيب من ناحية السيطرة الأمنية، وفي يد الإسلاميين من ناحية السيطرة المالية والهيمنة على مجلس الشعب.. وقد أصدر الجمهوريون ابتداء من فبراير 1982 وحتى مايو 1983 أصدر الجمهوريون هذه الكتيبات: لتفتح الجامعة و المدارس وفق ضوابط التربية والقانون فبراير1982 جنوب السودان المشكلة والحل فبراير1982 مظاهرات الطلاب و التخريب لمصلحة من؟ فبراير1982 لا تسمحوا بتخريب الجامعة مارس 1982 انهيار القانون بالجامهة يسلم البلاد للفتنة مارس 1982 The Southern Sudan: Problem and Solution ابريل 1982 هذا هو الصادق المهدي ابريل 1982 ادب السالك في طريق محمد يوليو 1982 التقليد و الأصيل والاصلاء يوليو 1982 المفتي و الضحية وحكم الوقت سبتمبر 1982 الجمهوري و المهاجر و الاكتوبري اكتوبر 1982 التكامل نوفمبر 1982 الفكرة الجمهورية هي الاسلام ديسمبر 1982 الموالد الثلاث ديسمبر 1982 عقيدة المسلمين اليوم يناير 1983 أين أساتذة الجامعة من واقع شعبهم فبراير 1983 الشيعة فبراير 1983 قانون الطمأنينة العامة مارس 1983 بنك فيصل الاسلامي مارس 1983 من المسئول عن تردي جامعة الخرطوم ابريل 1983 الهوس الديني يثير الفتنة ليصل الى السلطة مايو 1983 الموقف السياسي الراهن 2 مارس 1984 منشورات لاحقة لكتاب الموقف السياسي في أغسطس عام 1984 الاستقلال والثورة الثقافية وبعث السنة يناير 1985 في تقديري أن بعض كتيبات الجمهوريين قد أبعد كثيرا من منتقدي نظام مايو ومعارضيه، خاصة في جامعة الخرطوم، عن التعاطف معهم إذ أظهرهم بمظهر المدافع عن نظام فاسد أسلم البلاد إلى التردي الإقتصادي وزيادة المعاناة والفساد مع أن معظم الفساد كان بسبب الإسلاميين، وقد كان الجمهوريون يدركون ذلك ويدركون أن فتق السلطة قد اتسع على مقدرتهم على الرتق.. وبعض هذه الكتيبات كان يغضب الأنصار وجماهير حزب الأمة لأنها تتناول مواقف السيد الصادق المهدي بالنقد وبخاصة تقاربه مع الأخوان المسلمين.. وبعض الكتيبات كان تنتقد ومواقف الإتحاديين مثل الشريف حسين الهندي وتحالفه مع بقية معارضي مايو.. وبعض الكتيبات كانت تنتقد مواقف الشيوعيين داخليا بمعارضتهم لنظام مايو وخارجيا عندما كان الجمهوريون يعارضون إحتلال الإتحاد السوفيتي لأفغانستان.. وبعض هذه الكتيبات قد أثار حفيظة السلفيين، وبخاصة في السعودية مثل كتاب "أدب السالك في طريق محمد" و "التقليد والأصيل والأصلاء" فاتخذوه ذريعة للكيد لهم لدى السلطة بتهمة الزندقة.. وبعض هذه الكتيبات لا بد أن تكون قد أغضبت الشيعة في إيران وفي غيرها من الدول الإسلامية والعربية مثل كتاب "الشيعة" وقبله كتبهم عن "فتنة إيران" و "الخميني يؤخر عقارب الساعة".. ولا بد أن كتابهم "التكامل" قد أغضب النظام المصري.. أما كتاب "بنك فيصل الإسلامي" فهو في تقديري الذي دفع كل المستفيدين من ذلك البنك سياسيا واقتصاديا لاستهداف الجمهوريين وقد كان عمر محمد الطيب يشكِّل مخلب القط في ذلك فهو الذي مهَّد لمجيء الواعظ المصري محمد نجيب المطيعي الذي ابتدر الحملة ضد الجمهوريين فأصدروا كتابهم "الهوس الديني يثير الفتنة ليصل إلى السلطة" الذي نتج عنه اعتقال النظام للأستاذ محمود وأكثر من خمسين من الجمهوريين بينهم أربعة جمهوريات ابتداء من مايو 1983 وإلى ديسمبر 1984.. بعد ثلاثة أشهر من دخول الأستاذ محمود إلى المعتقل قام النميري بالتخلي عن كل ما صرح به سابقا في كتاب "النهج الإسلامي لماذا؟" وقام بإعلان القوانين التي أطلق عليها الجمهوريون إسم "قوانين سبتمبر" وبها بدأت القطيعة التامة بينهم وبين نظام مايو وبدأت معارضتهم له.. الشاهد أنه عندما قام النظام باعتقال الأستاذ محمود والجمهوريين لم يجدوا تعاطفا من كثير من المثقفين سواء كانوا حزبيين أو غير ذلك.. في الحقيقة كان الأستاذ محمود والجمهوريون يدركون هذا ويعرفون أن ثمن قول الحقيقة باهظ ولكنهم لم يكونوا يأبهون بل كان الأستاذ محمود دائما يردِّد بيت أبي فراس: سيذكرني قومي إذا جدَّ جِدهم * وفي الليلة الظلماء يُفتقد البدر
ياسر
|
|
|
|
|
|
|
العنوان |
الكاتب |
Date |
المجاعة فى غرب السودان عام 1984.. أزمة دارفور الراهنة.. و " القفص الآيديولوجى" | ابراهيم الكرسنى | 03-20-07, 04:13 AM |
Re: المجاعة فى غرب السودان عام 1984.. أزمة دارفور الراهنة.. و " القفص الآيديولوجى" | wesamm | 03-20-07, 04:38 AM |
Re: المجاعة فى غرب السودان عام 1984.. أزمة دارفور الراهنة.. و " القفص الآيديولوجى" | doma | 03-20-07, 05:10 AM |
Re: المجاعة فى غرب السودان عام 1984.. أزمة دارفور الراهنة.. و " القفص الآيديولوجى" | doma | 03-21-07, 05:41 AM |
Re: المجاعة فى غرب السودان عام 1984.. أزمة دارفور الراهنة.. و " القفص الآيديولوجى" | A.Razek Althalib | 03-21-07, 10:36 AM |
Re: المجاعة فى غرب السودان عام 1984.. أزمة دارفور الراهنة.. و " القفص الآيديولوجى" | ابو خالد | 03-21-07, 12:40 PM |
Re: المجاعة فى غرب السودان عام 1984.. أزمة دارفور الراهنة.. و " القفص الآيديولوجى" | wesamm | 03-21-07, 12:45 PM |
Re: المجاعة فى غرب السودان عام 1984.. أزمة دارفور الراهنة.. و " القفص الآيديولوجى" | Yasir Elsharif | 03-21-07, 03:09 PM |
Re: المجاعة فى غرب السودان عام 1984.. أزمة دارفور الراهنة.. و " القفص الآيديولوجى" | ابراهيم الكرسنى | 03-26-07, 03:42 AM |
Re: المجاعة فى غرب السودان عام 1984.. أزمة دارفور الراهنة.. و " القفص الآيديولوجى" | A.Razek Althalib | 03-26-07, 08:17 AM |
|
|
|