|
Re: الإحتفاء بالذكرى الأولى للأستاذ محمود محمد طه (Re: ابراهيم الكرسنى)
|
عزيزي الأخ د. إبراهيم الكرسني، تحية المودة والإعزاز كلمة "تُرَّهة" تعني "باطل" أو "زيف" أو "تزييف" أو "كذب" وهذا ما يعادلها باللغة الإنجليزية.. falseness , falsity , fabrication , flimflam , drivel , aspersion , calumny , lie , libel , traducement , falsehood , vilification
وأنت طلبت مني أن أترك هذه "التُرَّهات" "للمتصوفة فقط" وذلك بسبب أنني تحدثت عن مسائل وصفتها بالروحية.. أنا شخصيا لا أظن أنك استخدمت الكلمة وفي ذهنك هذا المعنى الفظيع.. ولكن الناس اعتادوا أن يطلقوا الكلمة ويقصدوا بها معاني مثل "خرافات" أو "شطحات" عندما يصفون مثل هذا النوع من الرؤى والمشاهدات.. فإذا كان ظني هذا في محله، فإنني أريد أن أقول أن الفكرة الجمهورية فكرة علمية واضحة، ولكنها لا تنكر ما اشتهر في كتب الصوفية من حدوث المشاهدات الروحية والتجارب، ولا تعتبره خرافة أو شطحا، دع عنك أن تعتبره كذبا، ولكني أعرف أن هذا الجانب الروحاني من الفكرة الجمهورية لا يروق الكثيرين من المثقفين والمتعلمين ولذلك يجيء مثل هذا النوع من الكلام.. تعرف يا عزيزي كرسني لو كانت الفكرة الجمهورية فكرة عقلانية فقط وليس لها بعد آخر لما استهوتني أبدا.. أكثر من ذلك، فإني أعتقد بأن أس الرجاء في الفكرة الجمهورية ليس هو في جانبها الفكري العقلاني، وإنما بقولها أننا نعيش في بيئة روحية ذات مظهر مادي حسب عبارة الأستاذ.. وقد قال الأستاذ في "الديباجة" أن هذه الحقيقة ستحدث ثورة في مناهج التعليم
Quote: إن البيئة التي نعيش فيها إذن إنما هي بيئة روحية، ذات مظهر مادي.. وهذه الحقيقة ستحدث ثورة في مناهج التعليم الحاضرة، التي ظهر قصورها، وإليها يرجع فساد الحكم، وقصور الحكام، والمحكومين .. ما هي الروح ؟؟ هي الجسد الحي الذي لا يموت!! وفي المرحلة، قبل ظهور الجسد الحي، الذي لا يموت، فان الروح هي الطرف اللطيف من الجسد الحاضر ـ الروح هي العقل المتخلص من أوهام الحواس، ومن أوهام العقل البدائي الساذج.. الروح هي العقل المتحرر من سلطان الرغبة ـ الهوى .. ونحن لا نصل إلى الروح إلا بالإيمان، وبتهذيب الفكر، ومن أجل ذلك قال النبي الكريم : ((لا يؤمن أحدكم حتى يكون هواه تبعا لما جئت به..)) وما جاء به هو الشريعة، والطريقة، والحقيقة .. هذا شرط أول الطريق.. |
وأنت تعرف أن الأستاذ محمود تحدث عن فشل الماركسية في كتاب "الثورة الثقافية" ويحسن بي أن أثبته هنا:
Quote: ولما كانت فكرة الخالق مجحودة عند كارل ماركس فقد تبع ذلك رفض وحدة الوجود.. ومن ثم فإن المتناقضين عنده يقومان على إختلاف نوع.. وهذا ما يجعل العنف عنده أصلاً من الأصول.. وهو ، بطبيعة الحال ، أس الخطأ في تفكير ماركس ، مما يجعل الماركسية مرحلية.. وإن كانت هذه المرحلية في غاية الأهمية في تاريخ تطور المجتمع فكرياً، واجتماعياً، وسياسياً، في القرنين الأخيرين.. الماركسية مرحلية لأنها، حين قطعت صلتها بالغيب، عجزت عن إدراك القوة التي تؤثر في تطور الإنسان من خارج المادة.. لقد خدمت الماركسية غرضاً كبيراً ولكنها قد استنفذت غرضها هذا، وأخذت تدخل التاريخ.. وهي لن تكون لها في المستقبل غير قيمتها التاريخية هذه.. وهي قيمة كبيرة، من غير شك، إذ قد شكلت قنطرة تربط، ربطاً علمياً، في مجال الفكر، ومجال التنفيذ، بين المادة والروح.. فهي بذلك ـ أعني الماركسية ـ قد جعلت عودة الإسلام، من جديد ممكنة، وواجبة .. |
ولك شكري..
ياسر
|
|
|
|
|
|