عزيزي إيمن تابر...معرفة/خوة ( سودان فور أول)...معذرة

Quote: بيئة العمل وخريجى الحاسبات والمعلومات فى السودان؟ * هل سيتلقى خريجى الحاسبات والمعلومات الدعم التقيدى من الدولة المتمثل فى المساعدة على توفير فرص عمل بالمفهوم التقليدى الروتينى الراسخ فى الأذهان؟ تحديداً للخريجين من كليات الحاسبات والمعلومات الذين (يفترض) تم أعدادهم بشكل يجعلهم مؤهلين للمساهمة فى تطوير الأساليب التقليدية التى لا تزال سائده لدى نسبة كبيرة من الهيئات والمؤسسات والمنشأت المختلفة فى الدولة ومع العمل على تغيير هذه الأساليب تغييراً جذرياً تمهيداً للأنتقال الى لآليات ومفاهيم عصر المعلومات التى تتيح أدارة أكفاء للموارد, وسيطرة أكبر على النفقات وجوده أعلى فى المنتجات , ومستوى أقوى من المنافسة امام الآخرين, مع سهولة وسرعة إنجاز هذه المهام. وهذا النوع من التأهيل يفترض انه يزكى لدى الخريج القدره على ابتكار مشروعات وأفكار جيده فى مجال المعلوماتية يمكنها ان تحدث قدراً من التغيير والتحديث فى المجتمع المحيط بها, بأعتبار ان المعلوماتية- بطبيعتها وبأفرعها المختلفة- حينما تدخل المجتمع أو منشأة, تحدث على الفور نوعاً من التغيير فى السلوك والممارسات المعتادة. ونحن لا نتوقع بالطبع ان يكون جميع الخريجين لديهم ملكة الإبتكار والأفكار التى تصلح للتحول الى مشروعات, ثم تنفيذها. لكن أغلب الظن ان هذه الملكات أو القدرات ستكون متوافرة لدى فئة منهم , يتعين فرزها والتعرف عليها بدقة, فهى فئة تحتاج الى مفهوم مختلف عند التوظيف, قد يعتمد على مبداء المشاركة والتفاعل القائم على مستوى من الندية بين صاحب العمل أو رأس المال وبين الخريج, أو مجموعة خريجين صاحبة الأفكار والمواهب , ولا يعتمد مطلقاً على مد يد المساعدة فى توفير فرص العمل الجاهزة, يلتحق بها الخريج ليصبح مجرد ترس آلة عمل قائمة لا تمكنه من إخراج ما لديه من أفكار وتوجهات نحو التغيير , ليتحول بسرعة الى طرف سلبى غير قادر على الأضافة. أما نموذج العمل القائم على مبداء المشاركة فإنه يقتضى المسئولية المشتركة , وبالتالى المشاركة فى العوائد بين الخريج وصاحب العمل أو رأس المال. وبمعنى أكثر وضوحاً :ان تتقاسم المسئولية والعوائد يمكن ان يحدث بين صاحب ورشة أو مصنع صغير وبين أثنين أو ثلاثة من الخريجين من أجل ميكنة العمل بالمصنع أو أنشاء ذراع تسويقية له الكترونية له عبر الإنترنت , أو حتى تغيير بيئة الإتصالات الداخلية أو الخارجية للمنشأة , لتعتمد على البريد الألكترونى لتحقيق قدر من الوفر فى المصروفات, وفى هذه الحالة فأن صاحب المنشأة يراهن على التوسع والتفوق والقدرة على المنافسة بأدوات جديدة, ويراهن الخريجون على مستقبلهم بما سيحققونه من وفورات مالية وزيادة فى الإنتاجية لجهة العمل, وللمشاركة عدة وجوه:- 1- مجموعة شباب وجهه أدارية أو إنتاجية اكبر من حيث الحجم والمسؤليات. 2- بين صاحب رأس المال وأصحاب أفكار قادرة على ان تقيم كياناً إنتاجياً أو خدمياً من البداية له أستقلاليته وأصالته. 3- تقاسم المسئولية بين شركاء داخل العاصمة أو فى أى مدينة أو محلية فى ولاية نائية. لدينا عشرات الكليات والجامعات والمعاهد العليا المنتشرة فى إنحاء السودان التى تخرج المئات من متخصصى الحاسب الآلى والمعلومات لذلك نقول: أن غياب الوعى فى مثل هذه الأمور الحساسة والأستراتيجية تجعل من الغربة والشتات ملاذاً آمنا لتلك العقول, التى من شأنها أضافة الكثير لمجتمعاتها... فقد أشتهرنا فى تاريخنا الحديث –ليس بصنع النجوم ورعايتها- بل بوأدها فى الارحام. لا شك أن غياب المشاريع الحديثة التى تستوعب مثل هؤلاء الخريجين له أكبر الأثر فى تكدس حملة الشهادات فى بيوتهم محبطين. ونذكر على سبيل المثال لا الحصر نماذجاً لهذه المشاريع (الحضانات الألكترونية والمجلات الألكترونية المتخصصة فى مجالات الحاسبات والمعلومات ومراكز البحوث المجّهزة تجهيزاً يسمح بالتطوير). * مهندس/ أنور فتح الرحمن أحمد دفع الله رئيس جمعية المطورين السودانيين (سودادف) جمعية علمية وفكرية لمتخصصى الحاسب الآلى السودانيين فى كل إنحاء العالم. [email protected]