النهضة والتقويم داخل حزب الأمة القومي: اين حزب الأمة؟

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-04-2024, 02:07 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مكتبة ابوهريرة زين العابدين عبدالحليم(ابوهريرة زين العابدين)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
09-30-2006, 02:09 PM

ابوهريرة زين العابدين
<aابوهريرة زين العابدين
تاريخ التسجيل: 12-28-2005
مجموع المشاركات: 2655

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
النهضة والتقويم داخل حزب الأمة القومي: اين حزب الأمة؟

    الى الاحرار في منبر الاحرار
    رمضان كريم والسلام عليكم
    هذه قراءة عامة قلت اشرككم فيها ومنكم نتعلم، فطرحي لهذه القراءة هنا من اجل التعلم منكم وأن نتثاقف وننتفاكر معكم من اجل التعلم والتجويد ولان قضية حزب الأمة هي قضية الأمة، فقناعتي اذا صلح امر حزب الأمة واحزاب الوسط واحزابنا العريقة جميعها ينصلح امر الوطن فهاكم هذه القراءة.
    مع شكري
    ابوهريرة

    بسم الله الرحمن الرحيم
    النهضة والتقويم داخل حزب الأمة القومي، كيف ولماذا؟
    الحلقة الثانية
    اين حزب الأمة؟ قراءة من ارض الواقع

    أبوهريرة زين العابدين عبد الحليم
    [email protected]
    مدخل:
    لقد ماجت بي الاشواق موجا من اجل أن اصل إلى عزة "يا عزة الفراق بي طال"، مكثت اقلب دفتر هواها سنوات عجاف، وانتهى الفراق اخيراً بلقاء شطها ونخيلها بل نسيمها، هكذا بدأت رحلتي من واشنطن إلى "بحر ابيض"، كيف بدأت كيف انتهت "لست ادري" ومن "لست ادري" إلى "نعم ادري" كانت الدراية وليست البداية، حيث لامست افكاري ارض الواقع الذي اردد دائما ينبغي ان نحلله وونطلق برؤانا منه، فيا له من واقع تخر له جببارة السياسة ساجدينا.
    كان يؤلمني اساءة محدودي الخيال الفكري والسياسي لنا عندما نتناول قضية ما بقولهم ان الشقة بعدت بيننا وارض الوطن جراء الغياب، قلت في نفسي والنفس امارة بالفكر لقد مشيت في الواقع وارضه التي كنت اظنها كما وجدتها ووجدتها كما اظنها، فارض الواقع تماثل تماماً واقع الارض التي في خاطري.
    الحلقة السابقة:
    تناولت في الحلقة الأولى قبل شهور عدة محاور للنهضة والتقويم داخل حزب الأمة، تتمثل في المفهوم الحقيقي للإصلاح والتجديد وقلت بانه لابد أن يكون شرعي ومن داخل المواعين الحزبية وعبر المؤتمر العام، واوضحت كيف يتم الإصلاح عن طريق المؤتمر العام، وتحدثت عن الخط السياسي للحزب و من الذي يكتب برنامج الحزب ويجب أن يعكس البرنامج مشاكل اهلنا الحقيقية وان تجمع بياناته واحصاءته واستقصاءته من اسفل الى اعلى وايضا تناولت دور الاسر التاريخية في الحزب، والممارسة الديمقراطية الحقيقية للاجهزة الحزبية و اهمية أن يكون لدينا استراتيجيين حزبيين بدلا من التحليلات السياسية المتعجلة والتي نبني عليها قرارات كبيرة تتبخر في اول اختبار عملي. في هذه الحلقة وبعد زيارتي للسودان حيث دونت ملاحظاتي في ذاكرتي وانزلها هنا على ارض الورق فهي مجرد قراءة ولا اقول دراسة او ورقة.
    أين حزب الأمة:
    الاشواق وسط جماهيرنا هي نفسها الاشواق القديمة، الهمم نفس الهمم وتخيلت ان الدنيا "مهدية" فقد رأيت في وجوه الناس ملامح امراء المهدية، ورأيت الاسئلة في سيماهم عن حزبهم الذي كأنه خرج ولم يعد والذي بحثوا عنه ولم يجدوه على الاقل في "بحر ابيض" ومناطق اخرى كثيرة، فرحلة البحث عن حزب "يهز ويرز" حسب اشواقهم جارية، حزب موحد، حزب يعبر عن مشاكلهم الحقيقية. فقد اصبح الحزب زيارة مؤقتة يقوم بها رئيس الحزب لاحدى المناطق وينتهي الحزب وعمله عندها وبعد ذلك يشاهدون الحزب في احدى الفضائيات عندما يكون هناك لقاء مع رئيسه وهكذا اصبح الحزب بالنسبة لهم، فالسؤال الاساسي عن الحزب هو السؤال عن الإمام " الإمام كيف" ويقصدون طبعا "الحزب كيف" فاقول الإمام بخير واقصد أن الحزب بخير وهكذا يتكرر السؤال في كل منطقة.
    ربط التحليل والبرنامج الحزبي بمشاكل الناس: بعض الأمثلة:
    المشكلة الاساسية في برنامجنا السياسي في انه لا يعبر عن مشاكل جماهيرنا الحقيقية ويعتمد كل التحليل الحزبي أو البرنامج الحزبي على ما يكتبه رئيس الحزب، لذلك فهناك حوجه إلى تغيير حقيقي في هذا الجانب. فقد نظرت في برنامج الحزب في المؤتمر السابق ووجدته عبارة عن ورقة اكاديمية اكثر منه برنامج تفصيلي يعبر عن مشاكل اهلنا ومشاكل بلدنا برغم انه بدأ ب"وثبة جديدة لبناء الوطن" ولا يوجد اي حديث عن هذا الجديد وبعد ذلك نفس التحليلات المعهودة ومحاولة الحديث عن شيء في عدة سطور وبشكل عام ومحاولة تضخيم الذات.
    على سبيل المثال صفحة 5: "حزب الأمة هو الاكثر ارشفة وتوثيقا بين القوى السياسية بما في ذلك الاحزاب العقائدية"، "وفي ظروف الشدة كان حزب الأمة من اكثر القوى السياسية استجابة مبدعة للمستجدات"، "وكان سباقا في المجال التحديثي"، "قراءة المستجدات قراءة مبكرة وتبني الحل السياسي الشامل"، كل ذلك في صفحة واحدة. ما اهمية ذلك في برنامج حزبي وبدلا من ان نقول انه الاكثر في كذا كان الافضل ان نترك الاحداث تتكلم عن نفسها ونقدم برنامج حقيقي قابل للتطبيق.
    بعد ذلك في صحفحة 8 : "تنطلق الرؤية الفكرية للحزب من نظرة لدور الإنسان في عمارة الارض، واعتراف بحاجات الإنسان العشر" ولا ادري كيف يشبع حزبنا حاجات الإنسان العشرة بهذا البرنامج، فلنبحث عن برنامج لاشباع بطن الأنسان اولا. وفي الصفحات التي تلت ذلك حديث عن "فكر حزب الأمة في المولد الجديد" وبدأ بالواقع العالمي واحداث 11 سبتمر وما بعدها والمطلوب لإصلاح النظام العالمي ،العولمة، الحضارة الغربية وذلك في عدة صفحات لا ادري اذا كان هذا برنامج لحزب في دولة عالمثالثية لحل مشاكل الفقر والجوع والأمية ام برنامج لقمة السبع الكبار لحل مشاكل العالم ولا غبار على ذلك ولكن كان الافضل أن نبدأ خطوة ونحل مشاكل السودان المزمنة وبعد ذلك يمكن ان ننتقل لمرحلة العالمية عندما يصل السودان الى مستوى الدول وليس حالة ما قبل الدولة اذا صح التعبير التي يعاني منها السودان. بعد ذلك حديث عن الواقع الإسلامي المطلوب ومفهوم المعرفة وهذه تقريبا في اغلب كتب الحبيب الإمام ولا ادري لماذا ادخل ذلك في برنامج حزبي لفترة محددة ولحل مشاكل محددة. ثم كلام عن مشاكل المجتمعات العربية والفجوة المعرفية وازمة الحكم في البلاد العربية والاسلامية والمطلوب على الصعيد العربي والاقليم الافريقي برمته ورميمه وتعريف الافريقية ثم عرج على الصحوة الذاتية السودانية والحديث الكثير في اغلب كتابات الإمام عن المواثيق منها الديني والثقافي وغيرها، والوحدة والتنوع والسلام العادل وكلام توصيفي للمهجر وان الانقاذ افقرت البلاد وغيره. فالمواثيق لا تعني اي شيء اذا لم توجد ارادة قوية خلفها وقد رأينا ماذا حصل لميثاق الدفاع عن الانتفاضة وغيره من المواثيق، لذلك لا ينبغي ان نتغني كثيراً بمثل هذه المواثيق.
    فالبرنامج عبارة عن كلام عام وتحليل اكاديمي ولا يوجد فيه اي شيء استراتيجي مربوط بقضايا اهلنا الا القليل، او قل دون المطلوب بحجم مشاكل بلد كالسودان. هذه هي ام المشاكل في مولد فكر حزب الأمة الجديد اي الاهتمام بقضايا فلسفية وعالمية عامة وحتى ليس بينها رباط بقضايا محسوسة ملموسة ومحاولة ادخالها في برنامجنا السياسي والبرنامج مدته محددة وكان يجب ان يعالج قضايا محددة بدلاً من الجنوح نحو العام الفلسفي العالمي الا اذا كان هناك ربط مباشر بينه وقضية ما.
    اعتقد يجب ان يكون برنامج الحزب للمؤتمر العام القادم من شقين:
    اولا: الجانب الحزبي: في الجانب الحزبي ارى ان تكون هناك ملامح واضحة لبرنامج مدته اربعة سنوات قابل للتطبيق في هذا المجال وذلك من اجل حل المشاكل المزمنة للحزب، التنظيم، الاعلام، المال، النهضة، دور الحزب في التنمية سواء في الحكومة او المعارضة، كيفية بناء حزب عصري حديث، ايجاد الية للفصل بين السلطات والية لفض النزاعات، دور الأسر التاريخية، التوزيع العادل اللمواقع، طرد الاسرية والجهوية والقبلية وغيرها من قضايا معروفة ولابد ان نتناول الجانب الحزبي برؤى نقدية وبشفافية كبيرة يشترك فيها اكبر عدد من الكادر والاطر وتحضير واراق وتوصيات وتلخيصات تكون جاهزة للمؤتمر العام.
    ثانيا: الجانب العام واقصد به برنامجنا السياسي في هذه المدة للوطن بشكل عام، يجب أن يكون لدينا برنامج عملي محدد مربوط بهذه المدة وماذا سوف يجري فيها. مثلاً سوف تكون هناك انتخابات، كيفية التحضير لهذه الانتخابات ووضع استراتجية للحصول على الاغلبية، مشكلة دارفور ودور الحزب في حلها ورتق النسيج الاجتماعي هناك، ماذا سوف نقدم للشعب السوداني في مجالات التنمية وحل كل الاشكاليات بوضع خطة عملية قابلة للتطبيق بدلأ من الحديث عن العولمة ومشاكل العالم وافريقيا والعالم العربي ومحاولة حلها في برنامج حزبي مدته اربعة سنوات، دعونا نحل مشاكل اهلنا وبلدنا وبعد ذلك يمكن ان نتفرغ لمشاكل العالم. هنالك قضايا كثيرة تحتاج الى علاج فكري ووضع اطار سياسي وبرنامج لتحويلها الى واقع يمشي بين الناس وتلك هي اكبر معضلة عانى منها الحزب في ميلاده الفكري الجديد وحركته الجديدة بصحوتها وافاقها ووثبتها فبدلا من ان نقدم النصائح لامريكا وغيرها كان الاولى ان نعالج قضايا السودان فبلدنا وصلت إلى رقم قياسي في سجل الدول الفاشلة التي تعاني في مجالات الفقر والتعليم وفي كل شيء، ولا اقصد بالمعالجة هنا على المستوى النظري فقط، فما اكثر البحوث ولكن على المستوى العملي والتطبيقي. والقضايا كثيرة و تحتاج الى معالجات على المستوى النظري وبعد ذلك على المستوى التطبيقي مثلا:
    مشكلة الفقر، وكما اقول دائما فقد قتل الفقر جماهيرنا، ماذا قدمنا لهم طوال الثلاثين سنة الماضية، كيف نعالج قضية الفقر وماذا كتبنا في هذا المجال واتمنى ان يصدر الحزب "كتاب الفقر" يضع فيه معالجة عملية وتحليل عميق لكيفية الخروج بجماهيرنا من دائرة الفقر وفي اطار الدولة السودانية وربط ذلك ببرامج تنموية لمعالجة قضايا الزراعة والرعي فقد توقفت اغلب مشاريع النيل الابيض الزراعية منذ ايام الاصلاح الزراعي المرحوم ومشاكل الزراعة الآلية والمطرية ومشاكل الرعي وكيفية تطوير الرعي لكي نصبح دولة رائدة في هذا المجال. وايضا لابد ان نربط ذلك باصلاح التعليم فقد اصبح التعليم في السودان يعاني من مشاكل شتى لابد من تنظير حقيقي في هذا المجال. ايضا لابد من معالجة امر العلاج بجوانبه المختلفة فقد دخلت في بعض المستشفيات فقد ظننت انني في زريبة مواشي وهناك بعض الاطباء يحدد مواعيد الساعة الثانية صباحا ويمكن ان يدخل اكثر من اسرة في مقابلة واحدة لابد من اصلاح ذلك ويجب ان نفكر في هذا المجال من كليات الطب والمجلس الطبي ودوره فقد اصبحت الطبابة مجال لجمع المال ولا بأس على ذلك، ولكن يجب ان يكون هناك مقابل للمرضى، وخان عدد كبير من الاطباء قسم ابقراط وقسم الروح السودانية في نجدة الضعيف والمريض ومساعدته وفقد الطبيب مركزه المرموق في المجتمع في مساعدة المرضى حيث كان كل الطلبة يتمنون ان يصبحوا دكاترة. والمشكلة ليست في الاطباء ولكن في السياسات التي وضعتها الانقاذ والتي حولت كل شيء الى سلعة تباع وتشترى حتى العلاج واخلاقيات مهنة الطب.
    وسوف اتناول بعض الامثلة الخفيفة كمؤشر على ما اقول في بعد برنامجنا الحزبي عن مشاكل جماهيرنا، فقد وجدت مثلاً في اهل تلك المناطق حيث ان مواشيهم "تسير" إلى الجنوب في موسم الجفاف وان لهم مصالح وزراعة في بعض مناطق التماس وفي الجنوب وهناك مضايقات من قبل السلطة الجديدة واتاوات واحيانا تتعرض المواشي لاطلاق النار، ففكرت لماذا لا تتضمن حرية الحركة للمواشي في اتفاقيات السلام وهل في كل انتقاداتنا الكثيرة تحدثنا عن هذا الامر ووعدتهم باني سوف اعكس مشاكلهم واثيرها وسط مثقفي الحزب، فجماهيرنا من بحر العرب في اقصى الجنوب الغربي إلى بحر القلزم شرقاً لها مصالح اساسية في الجنوب فهل فكرنا في هذه المصالح في أن نقيم علاقة استراتيجية مع الحركة الشعبية والاحزاب السياسية في الجنوب من اجل تسهيل ذلك واحياء اتفاقات قديمة مثل اتفاق شقدم واتفاقات اسواق السلام.
    فاهمية ان يعكس برنامج الحزب مشاكل اهلنا تتمثل في هذا النوع من المشاكل لذلك لا ينبغي ان يكتب البرنامج بهذه الطريقة، والحديث عن الورش الخاوية من قضايا اهلنا لجهل مرتادي هذه الورش بهذا النوع من المشاكل. وعندما ننظر للبرنامج وننظر للمشاكل الحقيقية لجماهيرنا نستطيع ان نرى الفجوة فمثلا لو ادركنا اهمية الموضوع الذي ذكرته ويمكن ان نخرجه في شكل سياسات ونضع في بالنا ذلك الامر ولكن اصبحت السياسة عندنا ليست مشاكل الناس وانما تفلسف وجدل لا علاقة لها البتة بالقضايا الحقيقية، وفي الحقيقة اغلبها قضايا فلسفية وقضايا بعض الصراعات السياسية العالمية التي لا علاقة لها مباشرة بقضايا جماهيرنا وهي موجودة في كتابات الحبيب الإمام باعتباره مفكر عالمي ولكن ما ذنب جماهيرنا في حشر مثل هذه الكلامات في برنامجنا الحزبي الا من اجل التنطع بها باننا احسن حزب وليس بالامكان احسن مما كان وتلك هي المشكلة الكبرى. لذلك تكمن اهمية ان يكون لدينا استراتيجين يضعون الخطط والبرامج بدراسات عملية من واقع الناس بدلا من هذا النوع من التحليلات، ويجب ان يكونوا من حزبيين مرموقين متدربين على العمل الحزبي واهل معرفة بقضايا الجماهير بالاضافة لاكادميين متخصصين ويجب ان تجمع بيانات ومعلومات ذلك من قضايا الناس اليومية ولكن هل يعرف الحزب قضايا جماهيره؟
    مصادر مالية جديدة للحزب:
    ايضا هناك اغنياء كثر وانتماؤهم لا شك فيه لهذا الحزب ومستعدون للمساهمة في التمويل وفي الجوانب المختلفة ولكن هل يعرف الحزب جماهيره، هل عندنا احصاء، هل وصلناهم فهم اغنى من المغتربين واعتبر هذا مصدر تمويل جيد اذا كانت هناك اجهزة منتخبة محتكة بجماهيرها وتمثلهم، كم عدد اعضاء المكتب السياسي من الخرطوم وكم اعضاء المكتب السياسي من حوالي 33 قرية ومدينة في جنوب النيل الابيض، العدد صفر كبير حيث لا يوجد اي ممثل في الاجهزة أو في المكتب السياسي، نعم يوجد اربعة ممثلين في المكتب السياسي من ولاية النيل الابيض على ما اعتقد من اربع مدن رئيسية في وسط ولاية النيل الابيض، هل هذه هي الديمقراطية التي نتحدث عنها، برامجنا نضعها بشكل فوقي، اجهزتنا نشكلها بشكل فوقي، كان هذا الامر يمكن ان يمر في العهود السابقة اما الآن فقد تعلم الناس وهناك الاف الخريجين في تلك المناطق و النظام الموضوع للمؤتمر العام هو الذي يأتينا باجهزة معيبة، لأن النظام موضوع بطريقة تكون نتيجته اجهزة مسيطرة عليها اجهزة تتبع ظلها.
    وضع التنظيم الحزبي في الاقاليم مقارنة بالتنظيمات الاخرى:
    كما قلت وسط كل هذه المناطق لا يوجد تنظيم او لجان للحزب بينما هناك لجان للمؤتمر الوطني في اغلب المناطق وهناك عشرات المكاتب للحركة الشعبية وفي كل مكتب يرفرف علم الحركة عاليا خفاقا ولا يوجد اي مكتب لحزب الأمة الا في المدن الرئيسية مثل ربك، فاذا اعتبرت ان منطقة النيل الابيض نموذج لهذه القراءة فسيتضح ان تنظيماتنا في المدن فقط ويصبح حزب الأمة حزب المدن. ولكن هل كان حزب الأمة حزب المدينة؟ هل الدوائر التي حصلنا عليها في الديمقراطية من المدن؟ ايضا هناك ملاحظة حيث انتشر التعليم الاساسي في مناطق كان طلابها يمشون على ارجلهم لعشرات الكيلومترات بالاضافة للمدارس الثانوية فقد اصبحت اغلب المناطق بها هذه المدارس بالاضافة لافرع الجامعات كجامعة الإمام المهدي وافرعها في الجزيرة ابا وكوستي، فهناك خلخلة حقيقية للتركيبة الاجتماعية وارجو ان ندرك ذلك.
    الانقاذ تخلق شروط جديدة للوعي:
    فالانقاذ حاولت ان تفكك التركيبة الاجتماعية بخلقها شروط للوعي جديدة وذلك بسياسة التعليم المفتوح وخصخصة حتى التعليم حتى رياض الاطفال وذلك من اجل خلق جماعات مفككة الوعي يسهل السيطرة عليها وضرب الاحزاب الكبيرة في معاقلها وتغيير المفاهيم والقيم السائدة واعتقد ان الانقاذ بدأت تحقق بعض النجاح في ذلك في اطار الغياب الكامل للحزب في معاقله الهامة واغلب الشباب الذين التقيتهم يتحدثون بلغة الانقاذ وهناك قيادات محلية ومواقع هامة في الولاية وضع هؤلاء الشباب ارجلهم فيها وبدأوا يعملون وسط اهلهم وحتى هناك من حلفوه القسم بان يلتزم بالحزب الجديد المؤتمر الوطني.
    لقد التقيت باحد ابناء الجزيرة ابا وهو طالب بجامعة الخرطوم كلية الاداب واستاذنته بانني سوف اذكر ما قال كمثال فوافق، فسألته عن الحزيرة ابا وماذا يدور فيها كمنطقة تمثل بعد تاريخي خاص بالنسبة لنا، فقد قال "ايام زمان كنا لا نملك التعليم والوعي ولكن هناك القوت، اما الآن، فنملك الوعي والتعليم ولكن لا نملك القوت والظروف صعبة جدا لاغلب الاسر هناك، بالنسبة للاراضي فقد خططوا الحزيرة ابا ومنحوا الناس اراضي خارج المدينة الاساسية واغلب الناس رفضوا ان يذهبوا ولكن سجلت الاراضي باسمهم وانتزعوا الاراضي من ملكيتها القديمة، وقال انه ولد في بيئة انصارية ولكنه لا ينتمي لحزب الأمة لانه غير مقتنع بما يقوم به الحزب تجاه اهله وقال حتى التنظيم الطلابي في جامعة الخرطوم منقسم الى اولاد البحر وتقوده سيدة تحاول ان تبني لها نفوذ، واولاد الغرب ويقوده شخصية نقابية طلابية مرموقة، الا ان تدخل رئيس الحزب وحل الاشكال ونزلوا بقائمة موحدة بعد ذلك" فقلت له ما هذا التخلف فقال لي هذه حقيقة ويمكن ان تزرونا وترى بعينك ولكنني لم اتمكن من الزيارة. وللجزيرة ابا اهمية خاصة بالنسبة لنا فاقترح ان تكون لرئيس الحزب الحبيب الإمام دار هناك يرتادها في المناسبات الدينية او يحدد ثلاثة ايام كل شهر وحتى يزروه الناس من الاقاليم ويتعرف على مشاكلهم الحقيقية وحتى يكون هناك نوع من الاحتكاك بمشاكل جماهيرنا خارج العاصمة.
    التغيير الذي طرأ على الاجيال الجديدة:
    ايضا تحدثت لعدد من الشباب من الذين يسمعون "اللهم يا مذكورا بكل لسان" في بيوتهم كل يوم وكان رأيهم ايضا مماثل، فاقتنعت ان الجيل الجديد، جيل مختلف، ويجتاج الى جرعة جديدة مختلفة، ما اقوله هو أن القيادة لم تتغير ولكن كل شيء حولها يتغير ويتحرك. فهذه هي المشكلة الجديدة. كيف نستيطع ان ننتج خطاب جديد يراعي جيل المعلوماتية الجديد. هل نخاطبهم بنفس المنشورات والتحليلات التي نصبها صباً من اعلى الى اسفل والتي لا تعبر عن اي قضايا واقعية لفقراء الانصار الا في بعض الاحيان.
    سؤال كبير يحتاج الى اجابة بحجم حزب الأمة، فالواقع معقد ومشاكله معقدة، كيف نبني حزب قوي موحد، كيف نخاطب الاجيال الجديدة، كيف نقيم تنظيمات في القرى بعد ان حمل اهل القرى التلفونات الجوالة حيث باتوا يقرأون اخر الاخبار من قناة الجزيرة عبر التلفونات الجوالة، فاهل القرى لم يعودوا اهل القرى فقد اتاهم بأس التكنولوجيا وتطاولوا في البنيان المعلوماتي. اذن الاعتماد على افتراض ان الانصار سوف "يصوتوا" لنا في الانتخابات القادمة اذا كانت هناك انتخابات افتراض خاطيء في تقديري، فالجيل الجديد يمثل عدد لا يمكن الاستهانة به وسوف لن يلبسوا "جبة" اهلهم لاننا نتوقع ذلك منهم، فمنهم من لبس الانقاذ ومنهم من لبس الحياد.
    وهناك بعض الشباب وبعض القيادات تدثروا باللباس القبلي وتسمع باتحادات القبيلة الفلانية وهذا مؤشر خطير على تراجع العمل الحزبي فعندما تضيق الاطر الحزبية بالكوادر و القيادات يصبح اللجوء الى مواعين متخلفة امر حتمي وقد فات ذلك على القيادة والاجهزة الجديدة التي دخلت في صراع كبير مع الاطر والكوادر منذ المؤتمر العام والتآمر الانتخابي الذي حدث فيه وبعدما حدث للامير نقد الله وغيره فهذا امر يجب تداركه في بلد ما زال النسيج الاجتماعي فيه متخلف وعصبية القبيلة ما زالت تشكل دور كبير فلا ينبغي التفريط في القيادات الوسيطة فسوف يكون امامها التخندق القبلي او التخندق الانقاذي وكلاهما شر ينبغي ان نبعد هذه القيادات منه بدلاً من الشتم وان فلان باع نفسه وفلان اشترته الجهة الفلانية وفلان خائن، فهذه هي اللغة السائدة هذه الايام وسط الحزب وذلك نتيجة لتراجع الحوار الفكري والشفافية واغلاق ابواب التنافس السياسي واصبحت هناك نوع من البابوية الروحية السياسية التي توزع صكوك الغفران يمنة ويسرة، انه لامر محزن ان يصل حزب الحركة الاستقلالية لهذه الدرجة.
    "الحكاية دي لموها" و اشواق الوحدة لدى الجماهير:
    ايضا اغلب الذين التقيتهم اوصوني بان اوصل صوتهم الى الإمام و رئيس الحزب والاجهزة، ووعدتهم باني سوف افعل وقالوا "قول ليهم الحكاية دي لموها"، الحكاية شنو، طبعا يقصدون مجموعة احزاب الأمة ففي مدينة ربك مثلاً اكثر من دار لحزب الأمة وقالوا لابد ان يتوحد الجميع حول راية واحدة تحت قيادة الرئيس المنتخب الحبيب الامام والذي عليه ان يقوم بدور " الزول الكبير" فهانذا افعل كما وعدت، وسوف نرى اذا كان سوف يقوم بدور "الزول الكبير" ام أن هناك اخرين سوف يلعبوا دور "الزول المطنش" لانه ليس في مصلحتهم الآنية ذلك. فقد كتبت قبلا مقال بعنوان "وحدة الأمة ووحدة حزب الأمة" وقلت ان الوحدة بالنسبة لي تابو مقدس وهنا لا اتحدث عن وحدة الافراد او عن فلان او علان وقد اصبح تناول هذا الامر وكأنه جريمة وحتى يفرغ الموضوع من محتواه بطرح اسئلة وشتائم معلبة لا تحرك جناح بعوضة.
    قراءتي ان جماهير الحزب مع وحدة حزب الأمة وهذا واضح واتمنى ان يقوم الحزب باستقصاء او استبيان للرأي بشكل علمي ولكن واحدة من مشاكلنا ان القرارات تتخذ بشكل فوقي والطريق الوحيد ان نوصل صوت اهل الاقاليم عبر الوسائط الالكترونية والصحف وان يقوم ابناؤهم بهذا الدور وان يعكسوا مشاكل اهلهم بدلا من حكاية التفويض التام وان نتبادل الافكار مع مثقفي الحزب وكوادره الذين يوجهون اههلم ويوجهون الرأي العام الحزبي الذي بدأ في التشكل لاول مرة في تاريخ الحزب وهؤلاء سوف يقودون النهضة في الحزب وطريقة عمله وهم يمثلون الصف الثالث في الحزب. انا سعيد بان اصبح هناك رأي عام حزبي ضاغط عبر الشبكات الالكترونية من هذا الجيل بينما التزم اهل الصف الثاني الصمت يشاركههم في صمتهم اهل الصف الاول فقد تركوا كل امر التفكير في الحزب لرئيس الحزب الذي تعب من التفكير لحزب كامل وطبعا التزموا الصمت خوفا على سلامتهم السياسية، وهناك انطباع عام في ذلك، اذا انتقد فلان فيقولون لك انه "يحرق نفسه" بمعنى سوف تغضب عليه القيادة وسوف يكون عشمه في منصب عشم ابليس في الجنة، فاقول الحديث حول هذا الامر كأنما المناصب ينتظرها الكل من حسناء تحمل بين كفيها ورود الرياحين وتاتي مساء لتوزع ابتسامات المناصب على الكوادر التي التزمت الصمت التام وقالت نعم لكل شيء هذا امر مخجل. فقد التزم اغلبية القيادات الصمت الا قلة قليلة منهم ابعدت نفسها بعد ان اسدت بعض النصح وبعض القيادات تم تجييرها، فلا الصمت يحل الاشكال ولا الابتعاد فلابد من حركة كبيرة من اجل حزب كبير والا سوف نكون حزب صغير وسوف يجرفنا الطوفان السياسي والاجتماعي الى مزابل التاريخ حيث تستريح الحركات المنقرضة.

    دارفور:
    انظروا الى دارفور ماذا جرى فيها؟ ماذا سوف نفعل بهذه المياه الكثيرة التي جرت تحت جسور الانصار هناك، هل ساعدنا اهلنا هناك كم قافلة اغاثة ارسلناها وكم قافلة طبية سيرناها وكم يتيم اطعمناهم فقد قمنا بمجهود قليل جدا مقارنة بحجم الكارثة حيث ارسلنا وفود وبعض مواد الاغاثة، نعم لقد قدم الحزب كلام جيد على المستوى النظري ورفضته الانقاذ ولم نستطيع ان نقنع العالم برؤيتنا وكررنا حكاية المؤتمر القومي لعدد من السنوات وفشلنا في اقناع الجميع، ما العمل؟ هل انتهى امر دارفور الى هنا بتقديمنا لتنظير جيد. هل نسينا اكثر من ثلاثين دائرة وصلتنا من دارفور، لقد اصبح لدافور قيادات فالسيد عبدالواحد يرسل اشرطة كاسيت الى المعسكرات وتخرج المعسكرات في مظاهرات اين نحن؟ لقد خرجنا لموضوع لبنان والشيخ حسن نصر الله ولزيادة الاسعار، هل خرجنا في مسيرات متواصلة لدارفور. لو تحركنا في موضوع دارفور بشكل جيد وبنية خالصة لكنا اسقطنا الحكومة بقضية دارفور ولكسبنا العالم والاقليم من حولنا ونملك شرعية في ذلك باعتبار ان هؤلاء اهلنا وجماهيرنا، لا ادري كيف نصنع سياستنا في هذا الحزب وهذه ابجديات، ولكن اعتقد ان المشكلة في عدم وجود الكادر المتمرس على رأس العمل، اين قيادات دارفور الاساسية في الحزب، اين د. التجاني سيسي، اين د. اسماعيل ابكر وغيرهم بل سمعنا بقيادات كثيرة انضمت للحركات الدرافورية ولا ادري هل ما زالوا اعضاء في الحزب ام الحزب سمح لهم بأن ينتموا لهذه الحركات وفي نفس الوقت ينتموا لحزب الأمة وهذه قصة تحتاج لعلاج، فاذا استمر الحزب بهذه الطريقة فاخشى على هذا الحزب بأن ترجع كل القيادات الى قبائلها واقاليمها لانهم لا يمكن ان ينتظروا الى يوم الدين في اطار هذا النوم الحزبي واغلاق ابواب المبادرات الحزبية والرفض الكبير لاي نقد. انظروا الى كردفان فقد بدأ يتحرك شبابها في تنظيم جديد وهذا هو بحر ابيض الذي حدثتكم عنه، اما العاصمة فتلك قصة اخرى. هل نربع ايدينا وسط كل هذا الخضم ام نجهر باصواتنا ونبث الوعي وذلك اضعف ايمان الخيارات.
    قضية التفرغ والمال:
    هنالك حديث عن ان الجهاز التنفيذي ينقصه المال ولكن لماذا انتخبناهم ؟ لكي يتصدوا لكل هذه المشاكل ويأتوا بالمال وغيره وايضا هناك شكوى من ان الكادر لا يريد ان يعمل مع الجهاز التنفيذي وان عدد المتفرغين قليل. بالنسبة للمال فقد ذكرت ان هناك مصادر مختلفة ولكن المشكلة في الابداع وقد ذكرت ان هناك بعض الاغنياء في بعض القرى بالرغم ان الاغلبية فقراء، وبالنسبة للكوادر فهي تحترم من سبقها في النضال وموضوع الاقدمية ومتى ما انتفى هذا الامر سوف يكون الامر مضحكة وتخبط كما رأينا في تنظيم بعض المناسبات الاخيرة.
    التفرغ مهم جدا فالحزب كمؤسسة لابد أن تفرغ كادر متمرس من اجل التعبئة وقيادة العمل اليومي فحتى الامين العام فهو غير متفرغ، المسئول التنفيذي الاول في الحزب غير متفرغ بينما هناك اخرين اقل منه درجة متفرغين ولا ادري ما هي الحكمة وراء ذلك. فالدكتور عمر ترك عمله في مشروع خشم القربة وتفرغ للعمل، لا ادري كيف يدير الامين العام الحالي الجهاز التنفيذي لحزب كحزب الأمة وهو مشغول بوظيفته. هل نحن فعلا جادون في العمل الحزبي ام نريده ان يكون امين عام يعمل "درس عصر" في الحزب وحتى يجد من يستطيع ان يفرغ نفسه ويملأ الفراغ الكبير اذا استطاع الى ذلك سيبلا ، لابد ان يكون الامين العام لحزب الأمة متفرغ لانه مهما عمل فسوف لن يستطيع ان يقوم بما هو مطلوب منه.
    النهضة الحزبية عملية طويلة تحتاج الى صبر:
    النهضة والتقويم داخل حزبنا يجب ان تكون عمليه استراتيجية طويلة ويجب ان تتم بصبر ويقودها كودار الحزب المؤهلين ولا ينبغي القفز فوق المراحل، وقد بدأت مرحلتها الأولى ببث الوعي أولاً وهذا ما يقوم به الكادر وقد علت اصواتهم في الصحف الالكترونية وفي شبكات الحزب الالكترونية الداخلية، المرحلة الثانية تكون عبر ايصال اصواتنا عبر مندوبينا وممثلينا في المكتب السياسي واللجنة المركزية التي لم تجتمع ابدأ والمؤتمر العام القادم موعده ابريل القادم ولكن هل سوف يعقد في مواعيده؟ الله اعلم والقيادة اعلم. المرحلة الثالثة يمكن ان تشارك الكوادر الواعية في المواقع القيادية بعد ان يكون هناك وعي كبير بالقضايا وكيفية كتابة البرنامج وخلق رأي حزبي ضاغط واعلام حزبي ويمكنها حينها ان تقوم بالتغيير المطلوب لصالح جماهيرنا وفقراء الانصار والتعبير عن مصالحهم وكتابة برنامج حزبي يعبر عنهم ومحاولة حل اشكالتهم سواء كان الحزب في الحكومة او المعارضة وانهاء اي دور لاي نوع من البطرياركية السياسية في المستقبل.
    تغيير حزب الأمة من مجرد لاعب في الدافوري السياسي الى صانع للاحداث والبناء سواء في الحكومة او المعارضة:
    علينا ان نغير حزب الأمة من مجرد مطارد للكرة السياسية للاعب اساسي في الساحة الاجتماعية والتنموية والاقتصادية، واقصد بذلك متى ما كان هناك حدث سياسي ندخل الدافوري السياسي بعد ذلك ونبدأ في التنظير والتحليل له وفي الغالب نكون رد فعل بدلا من صناعة الفعل والحدث. فاصبح اغلب عملنا يكمن في ذلك عن طريق الورش والندوات ولقاءات رئيس الحزب وكتاباته في الصحف وطبعا كل ذلك مهم جدا ولكنه ليس اساس العمل. فاعجابنا بحزب الله والذي هتفنا له "ينصرك الله يا نصر الله" في تلك المظاهرة، فقد بنى الحزب من اسفل الى اعلى حيث الاهتمام بالفرد من الروضة الى القبر و حيث يمتلك الحزب اجهزة متكاملة تقدم الخدمات للناس. ولابد ان نحول حزب الأمة الى حزب يساهم في التنمية الاجتماعية ويقوم بتقديم الخدمات للجماهير سواء في الحكومة او في المعارضة فهذا هوالامل الوحيد الذي يمكن ان نحافظ به على حزبنا وتماسكه وهذا هو الصوت الوحيد الذي يسمعه الجيل الجديد بالاضافة للاعلام وتوابعه والتنظيم والمال، اما اذا واصلنا في سياسة انتاج الكلام المصبوب من اعلى الى اسفل فسوف يوردنا هلاكاً سياسياً كبيرا. لذلك يجب أن نبدأ بوحدة الحزب، وان نناقش القضايا بشكل مفتوح وبكل شفافية ولابد من مبدأ المحاسبة ويجب ان تكون هناك معايير لقياس الاداء فكل من لم يلتزم بتلك المعايير او يخفق في تحقيق الهدف ينبغي ان يتزحزح.
    بالنسبة للمؤتمر العام القادم ينبغي ان يكون شعاره "وحدة، تنظيم، اعلام، مال ونهضة" من يستطيع ان يحل هذه الاشكالات المزمنة في الحزب وفي خلال اربعة سنوات عليه ان يتقدم الصفوف ومن لم يجد في نفسه الكفاءة عليه ان يبعد ويبتعد ومهما كان اسمه، يجب أن يكون هناك نقاش كبير ومن الآن في كيفية حل هذه الاشكالات وخلق حزب قوي موحد وكفى دفن رؤسنا في رمال العبارات الكبيرة وتحليل ان ليس بالامكان ابدع مما كان ولابد ان يكون الحزب لاعب اساسي وعلينا وضع برنامج ازعافي عاجل وخلق خطاب جديد يراعي الاجيال الجديدة والواقع المتحرك من حولنا ولابد من تحويل حزب الأمة من مجرد لاعب في الدافوري السياسي العام الى لاعب اساسي في التنمية والتوعية ومحو الامية ويجب ان يقدم الحزب برامج حقيقية لمعالجة امر التعليم والصحة والفقر الذي قتل جماهيرنا واقصد بذلك الا تكون الامور مجرد اشياء مكتوبة بعيدا عن الواقع وداخل الصالونات والورش وبعيدا عن مشاكل اهلنا.
    ينبغي ان تكون البرامج ماخوذة من واقع جماهيرنا وعن طريق بيانات ودراسات ميدانية من كوادر الحزب من ابناء المناطق المختلفة وبعد ذلك جمع كل ذلك وصبه في استراتيجية طويلة حوالي عشرين سنة ومتوسطة وقصيرة مدتها اربعة ويجب ان نقيس الاداء كل مائة يوم ونحدد ماذا انجزنا ولا ينبغي ان تكون القيادة مجرد حارس ميس تحركها الرياح السياسية اينما هبت، وتتحرك بتحليلات وبدون ايجاد استراتيجية واضحة كما حدث في جنيفا وجيبوتي، والمشكلة في هذا النوع من التحليلات يورد كل الشعب الهلاك لانه تحليل يستند على معطيات ظرفية ومؤقته وتنقصه النظرة الاستراتيجية واشراك القيادات والكوادر الاخرى ويموت التحليل في اول اختبار عملي.
    الختام:
    ارى ان صلاح الوطن في صلاح حزب الأمة واحزاب الوسط بشكل عام، فالمشكلة التي يعاني منها الوطن يرجع الدور الكبير في تفاقمها لدورنا في العمل السياسي، فبدلاً من أن نقود ونساهم في نهضة حزبية شاملة اولا، ونصنع الاحداث الكبار اصبح همومنا مختلفة عن هموم جماهيرنا، واقعدتنا مشاكل الجهويات والانشقاقات وشغلتنا الانقاذ بانفسنا ونسينا جماهيرنا ونسينا دورنا الاساسي في زحمة توزيع المواقع بين الاسر والجهويات واصبح تضخيم الذات هو العمل اليومي، وكأنما عندما نقول نحن الحزب الأول في كذا يعني ذلك لاننا قلنا ذلك، وفات علينا ان العالم والوطن والجماهير تتحرك من حولنا وابطئنا واخشى ان تتسارع خطى الجماهير وتتركنا خلفها. لذلك ارى ان يكون هناك حوار كبير مفتوح يشارك فيه الجميع بدون ان توزع صكوك غفران من بعض الجهات التي ظنت ان حزب الأمة اصبح ملك عضود لها وليس ملك لكل الأمة وان يفسح المجال من الآن للجميع للمشاركة في المؤتمر العام القادم والذي ينبغي التحضير له من الآن إذا كنا جادين في بناء حزب قوي يساهم في الاحداث بشكل كبير، اما اذا كان همنا السيطرة والمواقع فسوف نجد ذلك ولكن سوف لن يكون هناك حزب كبير وسوف تستمر الانقاذ وترث البلد ومن عليها الى أن يأتي من يفهم المعادلة ويستطيع ان يفك طلاسمها.
    هذه رؤيتي اهديها للجيل الجديد في الحزب قائد التغييرات واهديها لكل جماهيرنا ولكل من آمن باصلاح حقيقي وجذري داخل هذا الحزب العتيق وهذا ما يساعد في تحويل حزب الأمة الى حزب للأمة جمعاء. اتمنى في الحلقة الثالثة ان استطيع ان اتناول محاور مختلفة فقد اصبح كل همي النهضة الحزبية واكاد ارى بام عيني وابيها تدحرجنا إلى الخلف حيث دارت كواكب الاخفاق حولنا وغابت شمس الحقيقة وخسف بقمر الشفافية واشعلت نار القبيلة والاسرة والجهة فلابد من صب الماء الفكري والسياسي على هذه النار وذلك بحوار كبير بدون استنثاء وبدون حرمان احد فهل ننجح ام سوف نقوم بتغطية كل شيء ونقول "مافي داعي لهذا النقد" و"خلوها مستورة" الا أن نرى الداعي والناعي ينعي حزب الحركة الإستقلالية في صيوان السودان الكبير، هذا أو الموت.
                  

العنوان الكاتب Date
النهضة والتقويم داخل حزب الأمة القومي: اين حزب الأمة؟ ابوهريرة زين العابدين09-30-06, 02:09 PM
  Re: النهضة والتقويم داخل حزب الأمة القومي: اين حزب الأمة؟ فتحي البحيري09-30-06, 02:17 PM
    Re: النهضة والتقويم داخل حزب الأمة القومي: اين حزب الأمة؟ ابوهريرة زين العابدين09-30-06, 02:40 PM
      Re: النهضة والتقويم داخل حزب الأمة القومي: اين حزب الأمة؟ محمد عادل09-30-06, 03:09 PM
        Re: النهضة والتقويم داخل حزب الأمة القومي: اين حزب الأمة؟ ابوهريرة زين العابدين09-30-06, 03:34 PM
          Re: النهضة والتقويم داخل حزب الأمة القومي: اين حزب الأمة؟ الصادق اسماعيل09-30-06, 03:44 PM
            Re: النهضة والتقويم داخل حزب الأمة القومي: اين حزب الأمة؟ ابوهريرة زين العابدين10-02-06, 07:40 PM
        Re: النهضة والتقويم داخل حزب الأمة القومي: اين حزب الأمة؟ محمد الامين محمد09-30-06, 04:06 PM
          Re: النهضة والتقويم داخل حزب الأمة القومي: اين حزب الأمة؟ Mohamed Doudi09-30-06, 10:57 PM
            Re: النهضة والتقويم داخل حزب الأمة القومي: اين حزب الأمة؟ صلاح شعيب10-01-06, 03:40 AM
              Re: النهضة والتقويم داخل حزب الأمة القومي: اين حزب الأمة؟ إسماعيل وراق10-01-06, 05:55 AM
                Re: النهضة والتقويم داخل حزب الأمة القومي: اين حزب الأمة؟ ابوهريرة زين العابدين10-01-06, 09:20 AM
  Re: النهضة والتقويم داخل حزب الأمة القومي: اين حزب الأمة؟ فارس موسى10-02-06, 09:28 PM
    Re: النهضة والتقويم داخل حزب الأمة القومي: اين حزب الأمة؟ Talb Tyeer10-02-06, 10:54 PM
  Re: النهضة والتقويم داخل حزب الأمة القومي: اين حزب الأمة؟ فارس موسى10-03-06, 11:25 AM
    Re: النهضة والتقويم داخل حزب الأمة القومي: اين حزب الأمة؟ ابوهريرة زين العابدين10-03-06, 08:29 PM
      Re: النهضة والتقويم داخل حزب الأمة القومي: اين حزب الأمة؟ wesamm10-03-06, 08:59 PM
  Re: النهضة والتقويم داخل حزب الأمة القومي: اين حزب الأمة؟ فارس موسى10-04-06, 05:26 PM
    Re: النهضة والتقويم داخل حزب الأمة القومي: اين حزب الأمة؟ محمد حسن العمدة10-04-06, 06:59 PM
      Re: النهضة والتقويم داخل حزب الأمة القومي: اين حزب الأمة؟ ابوهريرة زين العابدين10-04-06, 09:01 PM
    Re: النهضة والتقويم داخل حزب الأمة القومي: اين حزب الأمة؟ ابوهريرة زين العابدين10-06-06, 08:35 PM
  Re: النهضة والتقويم داخل حزب الأمة القومي: اين حزب الأمة؟ فارس موسى10-06-06, 11:44 PM
    Re: النهضة والتقويم داخل حزب الأمة القومي: اين حزب الأمة؟ محمد حسن العمدة10-07-06, 02:42 PM
  Re: النهضة والتقويم داخل حزب الأمة القومي: اين حزب الأمة؟ فارس موسى10-07-06, 10:08 PM
  Re: النهضة والتقويم داخل حزب الأمة القومي: اين حزب الأمة؟ فارس موسى10-08-06, 11:44 PM
    Re: النهضة والتقويم داخل حزب الأمة القومي: اين حزب الأمة؟ ابوهريرة زين العابدين10-10-06, 07:58 PM
  Re: النهضة والتقويم داخل حزب الأمة القومي: اين حزب الأمة؟ lana mahdi10-10-06, 08:08 PM
    Re: النهضة والتقويم داخل حزب الأمة القومي: اين حزب الأمة؟ ابوهريرة زين العابدين10-11-06, 08:13 PM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de