ابراهيم النيل ..السوداني الذي كرم في المغرب العربي..ويجهله السودانيون ************************************************************************ f لم تتح لي الظروف رؤية ابراهيم النيل أثناء اقامته في المغرب ، ولكن في مطلع التسعينات حين استقر بي المقام في عاصمة المغرب ، ،اقامت اسرة المرحوم / ابراهيم النيل حفل تأبين في منزلها للراحل بعد خمس سنوات على رحيله . وتصدرت حفلة التابين صورة ضخمة للراحل ، اثارت في نفوسنا الأشجان والرهبة فقد رأينا امامنا رجلا تبدو عليه سمة الأنفة والكبرياء تذكرك ملامحه بالبطل السوداني ، على عبداللطيف ، ومن وجه يشع نور ابطال عرفهم السودان كالمهدي ، والشهيد أحمد القرشي منذ ذلك الحين ، كنت كلما التقيت بواحد من افراد الجالية السودانية القدامى ومن عاصروا النيل ، ، كنت اساله : كيف كان ذلك الرجل ؟ والسؤال الأهم : من اين جاء بتلك الشجاعة والجسارة المدهشة التي جعلته ينخرط في الدفاع بحماس عن قضية - وان كانت تهم كل افريقي - فهي على الأقل خارج نطاق حدود السودان وبعيدة جدا من اراضيه ؟ وهي دعم الثورة الجزائرية . قال البعض أن النيل ،كان معروفا منذ مطلع شبابه بحماسه القومي والديني في آن واحد ويتطلع دوما لنصرة قضايا التحرر بالقارة الأفريقية . ويبدو أن السنوات التي قضاها في مصرالناصرية آنذاك في الخمسينات من القرن الماضي ، قد أثرت فيه كثيرا ، فقرر أن يخوض تجربة جسورة وهي امداد ثوار الجزائر بالسلاح للمقاومة . فكانت رحلته المشهورة على باخرة تحركت من مصر محملة بالسلاح للوصول بها للمغرب ومن ثم نقل السلاح الى مقاتلي الجزائر . وهي الرحلة التى انتهت بمصادرة اسلحة الباخرة من قبل الفرنسيون واعتقاله واكد لى البعض ايضا ان النيل اثناء فترة اقامته في المغرب لم يكن شخصا انطوائيا ومنعزلا بل كان اجتماعيا من الدرجة الأولي ، فالى جانب علاقته الوثيقة مع كافة افراد الجالية السودانية بالمغرب فقد كانت له علاقات واسعة ومترامية الأطراف مع شخصيات مغربية وعربية ، وحتى يوم تأبينه حضره جمهور ليس بالقليل من المغاربة وغيرهم ولذلك لم اندهش اثناء مزاولتي لمهنة الصحافة في المغرب ، حين كنت التقي بشخصيات مغربية تسالني عن الراحل ابراهيم النيل وعن احوال اسرته ، فأدرك أن الرجل بالفعل كان ذو شان عظيم وله مكانته في قلوب كل الناس . يبقى امر اخير ..كيف لرجل بهذا الحجم من الشهرة مغاربيا ، وجل اهل السودان لايعرفون الرجل ولاسيرته العطرة ؟ وتأسفت لأنني لم اسمع او اطالع كتابا او بحثا سودانيا متواضعا عن هذا الرجل العظيم بالرغم من ان الرجل مازال يذكر اسمه في الندوات والمناسبات التي تعقد في المغرب والجزائر عن فترة المقاومة ضد الإستعمار الفرنسي . * ياترى كم من{ ابراهيم النيل } سوداني من امثاله لهم حكايات مثيرة ومدهشة هنا وهناك في بقاع العالم . الا يستحق امثال هؤلاء الرجال من اهل السودان ان نتذكرهم ونوثق سيرتهم قبل أن تطويها صفحات التاريخ وتضيع في غياهب النسيان .
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة