فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز بين الاخوان فى السودان !!

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-01-2024, 08:54 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مكتبة احداث امدرمان 10 مايو 2008
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
05-15-2008, 05:00 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز بين الاخوان فى السودان !! (Re: الكيك)

    العدد رقم: 898 2008-05-14

    الحركة الإسلامية والإنقاذ.. التقمهما الحوت فهل من مسبح؟ (4)المام كل طرف بتفاصيل الاخر خفف من حدة المواجهة

    بروفيسور مصطفى إدريس البشير



    هنا لا بد من الإشارة الى أن شخصية الشيخ الذي ظل على رأس الحركة أربعين عاما ومن بعد ذلك أصبح يقود الدولة معها لعقد من الزمان، كان لشخصيته المتفردة كثير من الآثار السلبية التي أدت لتأجيج الصراع وانتهت بنا الى الانقسام. فالشيخ يفوق من حوله عشرات المرات في تفكيره ونظرته الثاقبة للأمور وسرعة البداهة والقدرة على الإقناع والجرأة في طرح الأفكار والمبادرات. وقد أثبتت التجارب عبر السنين الطويلة، التي قاد فيها الحركة كما اسلفت في الحلقات الماضية، أنه يتمتع بصفات كثيرة أهلته للقياده دون ظهور منافس كفء، وربما ترتب عن ذلك بمرور الزمن في العلاقة بينه وبين أتباعه كبارا وصغارا ما يشبه نظرة الشيخ التقليدي الى حيرانه الذين يتلقون منه التعليمات دون نقاش عميق، بحكم الثقة المطلقة والتجارب التأريخية الناجحة الثرة. ولكن بعد الدخول في مرحلة الدولة والسلطة والنفوذ لم يعد ذلك ممكننا، كما كان سابقا (الكتوف اتلاحقن)، ولم يدرك الشيخ تلك الحقيقة بكل أسف، فبدأ البعض في التفلُّت على الشيخ، بل التحريض ضده كما كنا نشهد في بعض المجالس داخل السودان وخارجه.
    ومن صفات الشيخ القيادية ايضا، والتي كان لها انعكاساتها السلبية في مسيرة الحركة والدولة، شدته في طرح الرأي الذي يؤمن به للدرجة التي تبلغ القسوة مع الآخرين في بعض الأحيان، وهي صفة قديمة عنده. وأورد للقارئ حادثة شهدتها عام 1983 عندما كانت الحركة الإسلامية تشارك في السلطة مع النظام المايوي وبدأت تتمدد في الساحات كلها بما فيها وسائل الإعلام الرسمية للدولة مما أثار حفيظة المايويين التأريخيين فأوعزوا للرئيس نميري بأن الإخوان المسلمين كادوا يسيطرون على كل شئ، وساقوا له أمثلة بنشاطات كثيرة موثقة في وسائل الإعلام الرسمية للدولة، فقام النميري وبطريقته المعهودة في التعامل مع وزرائه باستدعاء أحد الوزراء من الإخوان في وزارة سيادية وقال له بالحرف الواحد في لهجة تحذيرية، كما حكى ذلك الوزير نفسه "نحن متابعين الحاجات البتعملوا فيها دي أحسن تعملوا حسابكم"، وأذكر من الأنشطة التي جرت وقتها في تلك الفترة المسيرة المليونية لدعم تطبيق الشريعة وانعقاد المؤتمر العام للجمعية الطبية الإسلامية الذي رافقه بعض الزخم الإعلامي وأشياء أخرى كثيرة، وقد التقينا مع ذلك الوزير في عشاء ضم مجموعة صغيرة منتقاة في حضور الشيخ في بيت المرحوم الدكتور التيجاني أبو جديري، الذي كان من المقربين جدا من الشيخ الترابي، ويبدو ان اللقاء كان مرتبا له مسبقا لطرح ما ذكره الرئيس نميري من تحذيرات للحركة الإسلامية للشيخ في حضور حِبّه التيجاني، وما أن بدأ الوزير في الشكوى من تزايد النشاط الإخواني وخطورة الموقف على الحركة وأنه لا بد من أن نحافظ على ثقة الرئيس.... عندها تدخل الشيخ وقاطعه بلهجة الغاضب جدا واستخدم عبارات قاسية جدا في حق الوزير الذي هو من أبناء جيله ومن السابقين الأولين في الحركة، واضطررنا نحن الصغار للانسحاب الفوري من الصالون.. ومن وقتها ارتسمت في ذهني جوانب أخرى من شخصية الشيخ القيادية وأستطيع على ضوئها أن أجد بعض المبررات للذين قاموا بإعداد وتقديم مذكرة العشرة وإصدار قرارات رمضان وصفر وما تبعها من أحداث.
    وفي ذات السياق أذكر أنه في منتصف سبعينات القرن الماضي أيضا عندما كان أخونا المرحوم محمود برات، عليه رحمة الله، يكتب ويوزع للإخوان نشرات من حين لآخر يعارض فيها أفكار الشيخ ويتطرف جداً في نقده له... وقد قمنا نحن مجموعة من طلاب جامعة الخرطوم بزيارته في منزله العامر فأكرم ضيافتنا وحدثنا بثقافته الموسوعية عن كل شئ، وعندما طرحنا عليه: لم لا تجلس مع الشيخ وتحاوره مباشرة فيما يطرحه من آراء؟ قال بالحرف الواحد: "لا أستطيع اقناع الترابي". ومما ترتب على بقاء الشيخ لفترة طويلة في القيادة والنجاحات التي حققها أنه أصبح يثق في نفسه ثقة مفرطة دون الاعتبار الكبير لما يجري من حوله من متغيرات وصراعات وتحول في الولاء قبل وقوع الانشقاق، فقد كان يصر على مواقفه ويرفض تقديم أي تنازلات أو حتى إرجاء بعض المسائل المطروحة لفترة لاحقة رغم الوساطات النشطة ومن أقرب المقربين اليه، والتي كانت تتحرك على مدار الساعة بين القصر وبيت الضيافة والمنشية والمجلس الوطني واستطاعت أن تجمع بينه وبين الرئيس في أحلك ساعات الأزمة ويبدي الرئيس بعض التنازلات ويقوم بتقبيل رأسه في آخر جلسة جمعت بينهما، ولكن كان الشيخ يصر على شروطه كاملة للحل مما جعل الأمور تتفاقم بعد ذلك وتصل إلى الانقلاب الذي لم يحسب له الشيخ حساباً بسبب هذه الثقة المفرطة التي كان يتعامل بها مع الأحداث المتلاحقة.
    ولعل هذه الثقة المفرطة هي التي جعلته يستهين بالانقلاب الذي تم في رمضان وفي صفر، وقد لمست ذلك فيه عندما طلب مني مقابلته بعد الانشقاق وقد كنت وقتها أمينا للدائرة الصحية التي اجتمع مجلس شوراها بعد الانشقاق مباشرة وصوّت ستة عشر، من جملة سبعة وعشرين عضوا حضروا الاجتماع، لصالح الانضمام للمؤتمر الشعبي وسبعة للانضمام للمؤتمر الوطني وثلاثة وقفوا في الحياد كنت واحدا منهم. دار بيني وبينه حوار طويل في جلسة ثنائية حول الأزمة التي حدثت وحددت له موقفي منها، وقد لمست منه تلك الثقة المفرطة بأن هذه الأوضاع ستتغير ولا بد أن يعود الحق إلى نصابه، رغم أني قد حاولت لفت نظره بلطف بأن هناك شخصيات مفتاحية لحسم هذا الصراع اذا لم يضمن وقوفهم معه فقد تكون المهمة صعبة في اعادة الأمور إلى نصابها، ومن الشخصيات التي ذكرتها له بالتحديد: عوض الجاز ومجذوب الخليفة ونافع علي نافع.
    أيضا من الصفات الشخصية للشيخ والتي أدت لتفاقم الأزمة في مثل تلك الظروف التي ساد فيها القيل والقال هي السخرية والمحاكاة والمزاح الخشن الذي يمارسه الشيخ مع جلسائه وفي كثير من الأحيان على المنابر العامة، وقد وجد المشائون بالنميم مرتعا خصبا، فقد كانوا يتنقلون بين مجالس الشيخ ومجالس الفريق الآخر وينقلون كل ما يقال بعد الدبلجة والإخراج الفني المثير... فزادوا في إيغار الصدور.
    وبالرغم من اني شخصيا كنت أرى وقتها بأن الحق، في مجمل ذلك الصراع الذي كان يدور، مع الشيخ، ولكنه اراد أن ينتصر له بطريقة غير مألوفة في الطبع السوداني وفي دول العالم الثالث على وجه العموم. كما أضرت به الثقة المفرطة في نفسه وعدم التريث في طرحه لتلك الأفكار ليخلق لها تيارا عريضا مناصرا وسط القواعد ويضمن وقوف بعض الشخصيات المفتاحية في الحركة الإسلامية والدولة بجانبه لتسانده في هذا التوجه الذي كان يريده. وأغلب الظن عندي أن كثيرين منهم اجتهدوا عندما بلغت الأزمة ذروتها وقرروا مساندة الدولة للحفاظ على المكتسبات التي تحققت عبرها، رغم قناعتهم بصحة ما كان يطرحه الشيخ.
    في أوج ذلك الصراع وقبيل الانشقاق الذي حدث وحين كانت الأزمة وقتها بين المجلس الوطني والمؤتمر الوطني من جهة (الشيخ)، والقصر وأنصاره من جهة أخرى، دخلت على أحد اخواني العسكريين النافذين في السلطة فوجدته مهموما مغموما محبطا وليس من عادته ذلك في أحلك الظروف التي مرت بها الإنقاذ، فسألته لماذا هو في هذه الحالة؟ فلم يزد أن قال لي إخوانك الكبار ديل دايرين يبوظوا علينا مشروعنا اللي قدمنا فيه آلاف الشهداء بي الجدل الفارغ.. ثم دار وقتها بيننا حوار طويل حول تفاصيل ما يجري، وقلت له في نهايته أنا عندي حل لهذه الأزمة فقال لي ما هو فقلت له الآتي:
    "توجه للأخ الرئيس من مكانك هذا وأقنعه بأن يدعو أسماء بعينها من القيادات النافذة في الدولة والحزب إلى بيته في القيادة العامة لاجتماع مهم جداً، وتقوم أنت بتجهيز طائرة هيلوكبتر تحملهم فيها من المطار الحربي إلى سجن دبك القريب من الخرطوم وتقطع عنهم كل الاتصالات لمدة 72 ساعة ويطلب منهم أن يخرجوا بورقة مكتوبة لحل الأزمة يوقعوا عليها جميعا (سميت له ثلاثة عشر من القيادات ومعهم خمسة من المشايخ لإمامة الصلاة والوعظ عقب الصلوات الخمس دون المشاركة في الحوار)، في حضور المشايخ الخمسة وإذا لم يصلوا إلى حل خلال الزمن المحدد يبلغوا بأنهم لن يغادروا المكان أحياء ويمهلوا 24 ساعة أخرى فإذا لم يتوصلوا الى حل تحملهم الطائرة وتهوي بهم في النيل قبالة الخرطوم وتنتشل الجنائز ونصلي عليها في المؤتمر الوطني وندفنهم بجوار بعضهم في مقابر الصحافة وندفن معهم أزمة الحركة الإسلامية والإنقاذ ونبدأ عهداً جديداً.. فضحك صاحبي وقتها وظن أني أمزح، ولكنه على أقل تقديرخرج من الحالة التي كان فيها".
    وإن كنت ما أزال مقتنعا بأن أزمة الحركة الإسلامية سببها هؤلاء الأفراد الذين لا يتعدون أصابع اليدين، وأنهم إذا تنحوا أو غيبوا بطريقة أو أخرى يمكن أن تستعيد الحركة والدولة عافيتها وتبدأ دورة جديدة تكون خيراً وبركة على الأمة السودانية والأمة الإسلامية جمعاء. فما أدري ان كان بالإمكان تطبيق السيناريو أعلاه في الوقت الحالي بعد أن رحل صاحبي وبعض من سميتهم له إلى الدار الآخرة، وأسأل الله أن يجمعنا بهم في مستقر رحمته اخوانا على سرر متقابلين، بجوار علي وعمار وطلحة والزبير وعائشة.



    الانشقاق المشؤوم



    مهدت كل تلك الأحداث لقرارات رمضان ومن بعدها قرارات صفر وحدث الانشقاق وتمايزت الصفوف ودخلنا مرحلة جديدة من أسوأ وأسود صفحات تاريخ الحركة الإسلامية في السودان، تعثرت فيها مسيرة الدولة وماتت فيها الحركة الإسلامية موتا سريريا. ولم تفلح حتى الآن كل المحاولات التي جرت لرأب الصدع من لدن لجنة عبد الرحيم علي إلى لجنة آدم الطاهر حمدون - التي تتحرك هذه الأيام بصورة نشطة وتواجه صعوبات معلنة وغير معلنة من ذات الأفيال. فقد درج الذين لا يريدون للجماعة أن تلتئم من جديد على اختراق تلك اللجان وتفتيتها من الداخل، وقد شهدت ذلك في لجنة أستاذنا صلاح أبو النجا، امد الله في أيامه، والتي أفلحت في بداية مسعاها وجمعت أكثر من مائة وخمسين من قيادات الطرفين في اتحاد المصارف وتم التوقيع على ميثاق شرف واستبشرنا خيرا، ولكن سرعان ما تم اختراق اللجنة وتم تعطيلها من داخلها والحديث يطول ويطول هنا عما آل اليه حال تلك اللجنة ومثيلاتها من قبل.
    ومما نحمد الله عليه، رغم المصيبة الفادحة في الفرقة وتشتت الصف، اننا لم نشهد مواجهة مسلحة بين الطرفين، ويرجع السبب في ذلك -بعد لطف الله سبحانه وتعالى- إلى الاختراق الأمني المتبادل العميق حتى النخاع بين الطرفين الذي خفف من حدة المواجهة وأبعد احتمالات الاقتتال، اذ كان وما زال كل طرف يلم بتفاصيل ما يدور في كواليس الطرف الآخر فيتم عمل التحوطات اللازمة قبل التهور في اجراءات عملية ضد الآخر. ومما خفف من مضاعفات الأزمة أيضا المهنية العالية التي تعامل بها جهاز الأمن والحكمة التي أدار بها الأزمة وابتعد بها عن اراقة الدماء، رغم ما يكال له من اتهامات، فقد حشدت الحركة الإسلامية لجهاز الأمن مع قيام الإنقاذ نخبة ممتازة من أبنائها من كل التخصصات بما فيهم الأطباء والمهندسون وحملة الشهادات في علوم الشرع والقانون، وكان على رأسه استاذ جامعي تم تعيينه في رتبة لواء ليقود الجهاز، كل ذلك ساعد في احتواء الأزمة على الأقل في المركز في أضيق نطاق، وإن لم يمنع من افرازاتها في الأطراف كما هو الحال في أزمة دارفور والشرق.
    وقد راوحت الأزمة مكانها لسنوات دون حل يجمع الطرفين، كما كنا نتوقع في بادئ الأمر، لأن كثيرا من الذين في السلطة أصبحت تجمعهم عصبية المصير المشترك والمصالح المكتسبة والضغوط الخارجية القريبة والبعيدة والخوف من عودة الشيخ إلى الصدارة مرة أخرى، كما عبر أحد كبارهم بعد مقابلة لجنة المهندس حمدون الأخيرة، حيث نقل عنه أنه قال بصريح العبارة لجمع تنظيمي مخصوص إنهم في قيادة الدولة ضد أي حل يعود بالترابي مرة أخرى إلى الواجهة وبأي صفة كانت، ويبدو أنه يرد على ما قاله الترابي في حوارات سابقة مع الدكتور غازي اطلعت على تفاصيلها مكتوبة، حيث ورد في شروط الترابي لجمع الصف أن يبقى بعض القياديين ممن خاضوا في الفتنة في مؤخرة الصف حتى الممات، ويا له من حكم قاسٍ.
    وأما الذين تمترسوا حول الشيخ فمنهم أصحاب البيعة الخالصة لبرنامج الحركة الإسلامية، ومنهم أصحاب الولاء والصحبة التأريخية، ومنهم أهل العصبية الطائفية التي أصبحت كمثيلاتها الأخرى في الساحة السودانية، ومنهم من التف حول الشيخ بحسبان أنه سيحسم القضية مع خصومه في وقت وجيز ومن ثم يعودوا إلى المناصب التنفيذية التي أعفوا منها قبل الأزمة، ولكن طال الانتظار وصعب الفطام من ثدي السلطة فتبدلت مواقف بعضهم وانزوى آخرون.
    وعند التأمل في كسب كلا الطرفين خلال الفترة الماضية ندرك فداحة الأزمة والخسارة التي ألمت بالحركة والدولة والنفق الذي أدخلنا فيه البلاد برمتها. فإذا بدأنا بما أصاب الدولة فأول مصيبتها بعد الانشقاق كانت في موت الحزب الحاكم الذي حل محله (جهاز الأمن الوطني) الذي يسير دولاب الدولة ويتبنى أطروحاتها السياسية. وقد سمعت أحد المسؤولين الكبار يقول ان من أكبر العقبات التي تهدد الإنقاذ هو موت حزبها الذي يفتقر لأي مبادرة ناجحة عبر السنوات الماضية سوى نيفاشا، وما أدراك ما نيفاشا.
    حسنا فعلنا بالتوجه إلى السلام وعقد الصفقات مع بعض المحاربين في الجنوب والشرق والغرب، ولكن لن تحل المشكلة باقتسام المناصب والثروة وبناء العمارات الشاهقة للقيادات في قلب الخرطوم وتمليك السيارات الفارهة، فهذه الترتيبات قد تكون ضرورات عاجلة لإسكات المدافع إلى حين ولا أظنها أفلحت في ذلك، فكان لا بد أن يصحبها عمل قاعدي واسع ومدروس لاستيعاب هؤلاء المحاربين فكريا لصالح المشروع الوطني الكبير الذي يمثل فيه الإسلاميون وطرحهم الفكري رأس الرمح، وهذا هو دور الحزب الحاكم المرتجى منه، ولا أظن أنه مؤهل للقيام به، فحاله في التعامل مع المعطيات التي تفرضها اتفاقيات السلام الموقعة كحال الاتحاد الاشتراكي في مايو عندما تصالحنا مع نميري واستطعنا أن نبدل كل شئ في البلاد في أقل من عشر سنين بما فيها مواثيق الحزب الحاكم وشعاراته وتوجهات الدولة، وأخشى أن يحل بنا ما هو أسوأ من مصير الاتحاد الاشتراكي ودولته فتسقط دولتنا وتقع في أيدي من لا علاقة لهم بالوطن أو الوطنية وتصبح حالنا أسوأ من حال العراق والصومال وأفغانستان، فأين مبادرات الحزب الحاكم لاستيعاب الظروف الجديدة التي فرضتها اتفاقية نيفاشا وأزمة دار فور؟ وأين دوره في وقف التداعيات السلبية لسيل القوات الأجنبية التي تتدفق على البلاد؟ وما هي خططه لاستقبال الانتخابات القادمة؟ وما هو دوره في التراجع المستمر عن شعارات طرحناها في بداية الثورة وجمعنا تحتها شريحة كبيرة من السودانيين الغيورين على وطنهم ودينهم؟
    فهذه أسئلة صعبة لا يمكن الإجابة عنها بالتخبط والقرارات غير المدروسة التي تتخذ أحيانا في الهواء الطلق وما نلبث أن نبلعها أو نجد لها مخارجات مضحكة، ولا يمكن أن يكون الحل بعنتريات بعض اخواننا الأعزاء وتحديهم للآخرين بطريقة (أطلع معانا الخلا... نتباطن) كما كنا نفعل في زمان الصبا الماضي... ولا أرى الحل في الحشود الجماهيرية التي تبذل فيها المليارات وتنفض بعد مغادرة الزعيم المحتفى به، ولا البيعات مدفوعة الثمن للوجهاء الذين هم مع من يدفع أكثر في ساعة الصفر، كما دلت تجارب سابقة.



    السودانى
                  

العنوان الكاتب Date
فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز بين الاخوان فى السودان !! الكيك04-07-08, 05:10 AM
  Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز بين الاخوان فى السودان !! الكيك04-07-08, 05:36 AM
    Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز بين الاخوان فى السودان !! الكيك04-10-08, 07:19 AM
      Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز بين الاخوان فى السودان !! الكيك04-10-08, 11:02 AM
        Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز بين الاخوان فى السودان !! الكيك04-15-08, 08:01 AM
          Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز بين الاخوان فى السودان !! الكيك04-20-08, 07:38 AM
      Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز بين الاخوان فى السودان !! الكيك04-21-08, 05:10 AM
        Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز بين الاخوان فى السودان !! الكيك04-21-08, 10:37 AM
          Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز بين الاخوان فى السودان !! الكيك04-23-08, 05:39 AM
            Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز بين الاخوان فى السودان !! الكيك04-27-08, 09:27 AM
  Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز بين الاخوان فى السودان !! الكيك05-08-08, 04:11 AM
    Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز بين الاخوان فى السودان !! الكيك05-13-08, 06:43 AM
      Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز بين الاخوان فى السودان !! الكيك05-14-08, 04:31 AM
        Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز بين الاخوان فى السودان !! الكيك05-15-08, 04:17 AM
          Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز بين الاخوان فى السودان !! الكيك05-15-08, 04:54 AM
        Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز بين الاخوان فى السودان !! الكيك05-15-08, 05:00 AM
          Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز بين الاخوان فى السودان !! الكيك05-15-08, 10:22 AM
            Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز بين الاخوان فى السودان !! الكيك05-20-08, 06:51 AM
              Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز بين الاخوان فى السودان !! الكيك05-29-08, 06:21 AM
                Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز بين الاخوان فى السودان !! الكيك06-04-08, 09:42 AM
                  Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز بين الاخوان فى السودان !! الكيك06-12-08, 04:57 AM
                    Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز بين الاخوان فى السودان !! الكيك06-19-08, 06:19 AM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de