|
الطيب صالح نصح الترابي .. والطيب مصطفى ينصح البشير .. فما نصيحتكم يامن قلبكم على السودان ؟ .
|
أحبتي الكرام جميعا :
يبدو اننا نعيش ( موسم النصائح ) هذه الأيام والوطن على شفا ضياع محتوم طالما بقيت العقلية العنترية المشوهة ذاتها تفرض سيطرتها على من يتولون - بقدرة قادر - تسيير أمور حياتنا شئنا أم أبينا !!!.. (رئيس متجوعل راقص !!!) ومستشار رئاسي كبير خلق منا جميعا( شحادين !!) ووصم الاعلام الذي يسعى لاظهار مأساة أهلنا في دارفور الحبيبة بـ ( الغباء !!).. وقائد عصابة (الانتباهة) العنصرية البغيضة.. ومطرود الامارات ( الطيب مصطفى ) .. فضلا عن محام معتوه مخبول اسمه ( غازي سليمان).. وزعيم سياسي عتيق ( أبو الكلام والتنظير !!) لا يدري أين موقعه اليوم من الاعراب رغم السنوات الطوال في دهاليز السياسة يسمونه ( الصادق المهدي ).. ومفكر (اسلامي !!!!) ثعلب ضحوك شوه (الزهايمر) عقليته الخربة كان يوما أسمه (حسن الترابي !!!).
وبمناسبة اطلاق سراحه هذه الأيام بعد أيام في المعتقل .. هاهو أديبنا العملاق الراحل (الطيب صالح) يرسل عبر عموده الاسبوعي في مجلة ( المجلة) العدد 1237 الصادر بتاريخ الأول من نوفمير للعام 2003 .. نصيحة لـ (الترابي )حينما أصدر النظام - في غمرة جاهليته الأولى !!!- قرارا بمصادرة كافة مؤلفاته من المكتبات ومنع تدريس روياته بالجامعات السودانية.. وكان هذا الشيخ العجوز قد خرج - وقتها - من معتقل أخذه اليه ( تلاميذه الأوفياء !!!)ليملأ - كعادته - الدنيا ضجيجا وهوسا لا حدود له !!.. فماذا قال له - يومها- ياترى ؟ :
Quote: الدكتور حسن الترابي رجل محظوظ، فإن الحياة تعطيه فرصة أخرى، والحياة عادة ليست سخية في إعطاء الفرص. إن الله سبحانه وتعالى أسبغ عليه نعماً كثيرة. أعطاه الذكاء والبيان والفصاحة، ويسر له تحصيل العلوم الدينية والدنيوية وجعله للناس حجة وإماماً. وقد يختلف الناس هل الدكتور الترابي قد أحسن استغلال هذه الهبات الإلهية أم لا؟ اليوم ينعم الله عليه نعمة إضافية. بعد أن مكّن له في بلاد السودان، يأمر وينهى، ويعطي ويمنع، ويأمر لمن يشاء أن يعذَّب أو يسجن أو حتى أن يُقتل، ولمن شاء أن يذهب طليقاً. بينما هو كذلك شاءت له إرادة الله أن يسقط فجأة من عليائه، ويخرج عن جاهه وسلطانه، وجنده وأعوانه. أخذه أصدقاؤه وخلصاؤه بالأمس من كل ذلك وأدخلوه في غيابة الجب، وكأنها قصة يوسف عليه السلام معكوسة. وقد كان ذلك ولا شك امتحاناً عسيراً له. كأن الله سبحانه وتعالى أراد له أن يذوق على أيدي أنصاره السابقين بعض ما ذاق الناس على يديه. لم يكن حبسه القسري في مرارة بيوت الأشباح والزنازين التي وصفها الذين دخلوها بأنها لا تسمح للجالس أن يقف، ولا الواقف أن يجلس، ولا المضطجع على جنبه الأيمن أن ينقلب على جنبه الأيسر، وغير ذلك من أهوال يشيب لها الرأس. ولا يشفع للدكتور الفاضل أمام الله والناس أن يقول إنه لم يكن يعلم، وإنه ليس مسؤولاً عما حدث. إن الله يعلم، والناس يعلمون أن كل تلك الأهوال قد ارتكبت، إن لم يكن بتدبيره، فقد حدثت من دون اعتراض منه. كان الله رحيماً حقاً حين انتزعه من عالم الغرور والكبرياء الذي كان يحيط به، وزج به في غيابة الجب كي يثوب الى نفسه ويتمعن ملياً في كل الذي جرى له، وجري للناس على يديه. وكان المنفذون لإرادة الله أولئك الذين كانوا قد وضعوه في القمة من قبل. ولعله فعل، لأن بعض ما قاله إثر خروجه من الحبس كما أوردت الصحف إن الجبهة الإسلامية بزعامته اضطرت الى إحداث تغيير عسكري في البلاد قبل نحو خمسة عشر عاماً، ولكنها اتعظت من التجربة. ويعجب الإنسان: هل كان لزاماً أن تدخل البجهة الإسلامية في التجربة أصلاً؟ وهل كانت تحتاج الى خمسة عشر عاماً حسوماً لتتعظ من التجربة؟ كم ربح السودان في هذه الأعوام وكم خسر؟ وكم ربح الإسلام وكم خسر؟ وكم ربح الدكتور الترابي وكم خسر روحياً وعقلياً؟ إذ يفترض فيه أن يكون قبل كل شيء منبع إشعاع روحي وفكري كما يكون الزعماء أولو العزم. لكنني أرى أن النعمة الكبرى التي يسبغها المولى سبحانه وتعالى على الدكتور الفاضل، لأنه أخرجه اليوم من غيابة الجب. والدكتور أول من يعلم أنه كما تكون العطايا في حنايا البلايا، فكذلك تكون البلايا في حنايا العطايا. إنني بوصفي رجلاً مسلماًً من غمار الناس أرجو للدكتور كل الخير، وقد سعدت أنه خرج من ضيق الحبس الى براح الحرية، وأخذ من فوره كعهده دائماً يملأ الدنيا ويشغل الناس. لكنني أنصحه نصيحة خالصة لوجه الله، بوصفي رجلاً مسلماً من غمار الناس. إنك اليوم تواجه أصعب امتحان واجهته في حياتك. فكر جيداً ماذا تصنع أمام الله والناس. أي طريق تسلك؟ وأي وجهة تتجه؟ هل تعكف على عقلك وروحك فتنجو بنفسك وتصير نبراساً يستضيء به الناس؟ أم تنغمس مرة أخرى في مستنقع السلطة والحكم والتحالفات والمؤامرات؟ إنني أسأل الله لك العافية، وأسأله أن يهدينا وإياك لما فيه الخير. |
واذا كانت هذه هي نصيحة الطيب صالح للترابي .. فماذا قال ( الطيب مصطفى ) للـ ( المشير الراقص المنتشي ) ناصحا له - وهو يجابه محنة لم يواجهها (زعيم ) قبله على مر التاريخ وهو على سدة الرئاسة !!!- ناصحا له بعدم المخاطرة ومغادرة الخرطوم والسفر الى ( الدوحة ) لحضور القمة العربية المفترض انعقادها في الثلاثين من مارس الجاري ؟؟. هذا ما سنعرض اليه لاحقا هنا.
تحياتي للجميع وعظيم تقديري .
خضرعطاالمنان [email protected]
|
|
|
|
|
|
|
|
|