الطيب صالح ...موسم الحزن والرحيل ...ماذا قالوا عنه ؟......للتوثيق

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-27-2024, 02:02 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مكتبة الراحل المقيم الطيب صالح
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
03-19-2009, 04:30 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الرحيل المُر (Re: الكيك)

    في ذكرى اربعين يوما على رحيل الطيب صالح: عن أثره الأدبي ونشاطه الثقافي وسجاياه الشخصية
    ffفي ذكرى اربعين يوما على رحيل الطيب صالح: عن أثره الأدبي ونشاطه الثقافي وسجاياه الشخصيةfff


    عاطف علي صالح

    باريس ـ 'القدس العربي' اسدل الستار على نافذة اخرى من نوافذ النور، رحل الرجل الطيب. الطيب صالح، كان نافذة من هذه النوافذ الواسعة المضيئة، اثر على التاريخ الثقافي للعالم، لذا اختار المنتدى النرويجي للكتاب في معهد نوبل 'موسم الهجرة الى الشمال' بين اهم مئة عمل ادبي أثرت في تاريخ البشرية، انتقاها مئة اديب وشاعر معظمهم حائز على جائزة نوبل. وجدت رائعة الرجل الطيب مكانها، بين الكوميديا الالهية 'دانتي'، وهاملت ولير وعطيل 'شكسبير'، والالياذة 'هومير'، والحرب والسلام وآنا كارنينا 'ليو تولستوي'، مدام بوفاري 'جوستاف فلوبير'، مئة عام من العزلة والحب في زمن الكوليرا 'غبرائيل غارسيا ماركيز'، حتى المئة الصالحة، 'اتحكرهم' الطيب، وما كان يدري الرجل حتى فاته يوم الاحتفال، وتبلغ ذلك عن طريق البريد. ذهب الرجل الصالح، وسيرة الانسان اطول من عمره، وهذه بعض الشهادات التي لن تتوقف عنك وعن بعض منك.

    ذهب الطيب صالح

    محمّد بن عيسى

    ذهب الطيب صالح، وبقي الطيب صالح. ذهب الصديق المتواضع الوقور، وبقي القطب المتألق المنير. توفي الطيب إلى رحمة الله، ولكنه لم يمت. حياته باقية في إبداعاته ومحبيه وهجراته شرقا وغربا وشمالا وجنوبا.
    عرفت سيدي الطيب ـ كما أسميته منذ اكتشفت زهده وتقشفه وصوفيته ـ منذ أكثر من ثلاثة عقود. كانت البداية في الدوحة، عاصمة دولة قطر العام 1978 ذهبت خصيصا لزيارته واستشارته في موضوع مشروع أصيلة الثقافي الذي لم يكن رأى النور بعد. أعجب بالفكرة وخشي على التنظيم. ولكنه بارك المشروع ووعد بالحضور. لم أر سيدي الطيب إلا صيف 1980 حين حضر مع أسرته موسم أصيلة الثقافي الدولي والثالث.
    وفي أصيلة بدأت رحلة العشق مع سيدي الطيب، فأدمن ـ كما يقول ـ على زيارة مدينتنا الصغيرة الوادعة على المحيط الأطلسي سنة بعد سنة غالبا في الصيف للمشاركة في الموسم الثقافي وأحيانا في الشتاء للراحة والتأمل والغوص في الذات. فكانت أصيلة لسيدي الطيب موسم الهجرة إلى الجنوب حيث تعرّف على العديد من الشعراء والمفكرين والمبدعين، من أفريقيا وآسيا وأمريكا اللاتينية.
    كانت نقاشاته مع الشاعر السينغالي الراحل الرئيس ليوبولد سنغور مفعمة بالإعجاب والود والتسامح. سيدي الطيب كان يرى في سنغور هيئة الامام المؤمن الصالح، ويسأل ((لماذا أنت لست مسلما يا فخامة الرئيس؟)) ويرد سنغور ((أنا حصيلة غلبة الرجولة على الأنوثة، أمي كانت مسلمة ولكن أبي كان كاثولوكيا قويا فنصرني)).
    وفي أصيلة تعرف سيدي الطيب على الشاعر والكاتب المسرحي الكونغولي الراحل تشيكابا أو تامسي وعملا معا في منظمة اليونسكو في باريس في بداية الثمانينات، كان تشيكابا يحترم سيدي الطيب ويخاطبه دائما بـ ((الرئيس)) patron وينشد له الأغنية العربية الوحيدة التي يرددها 'أغدا ألكاك' ويضحك سيدي الطيب ويصحح لتشيكابا ((ألقاك)) وليس ((ألكاك)).
    ومع المبدعين والكتّاب والإعلاميين العرب كان سيدي الطيب يحاول دائما حياكة النسيج الفكري العربي كلما احتد الخلاف بينهم حول القضايا العربية المعقدة. كان سيدي الطيب صوت التلاقي والتصالح والاعتدال بينهم. ادونيس وأحمد عبد المعطي حجازي وعبد الوهاب البياتي وبلندر الحيدري وعبد الوهاب بدرخان ولطفي الخولي ومحيي الدين اللاذقاني وجابر عصفور، ومحمد عزيز الحبابي، وعبد الله العروبي، ومبارك ربيع، وحسونة المصباحي، ومنصف الوهيبي، وأحمد إبراهيم الفقيه وخليفة التليسي، وإبراهيم الشوش، وصلاح أحمد إبراهيم وواسيني الأعرج، ورشيد بو جدرة، وإميل حبيبي، ولويس عوض ويوسف إدريس، وتركي محمد، وفهد العرابي الحارثي، وعبد الرحمن الراشد،وصلاح فضل، ومحمد عزيز الدين أنصاري، ورشيدة بن مسعود وأحمد المديني وانعام الكجاجي وغيرهم كثيرون.
    الاحترام والإعجاب المتبادل. ربط سيدي الطيب بالكاتب الروائي البرازيلي الراحل جورج أمادو الذي رقص سيدي الطيب له بجلبابه وعمامته البيضاء في قصر الثقافة احتفاء بعيد ميلاد أمادو الثمانين.
    كانت تجمعه بالروائي المغربي الراحل محمد شكري حميمية خاصة، جلساتهما كل مساء كانت مبعث المتعة والتسلية. كلاهما كان يعشق الاستماع إلى عازفي العود العراقيين منير بشير وسلمان شكر.
    وفي أصيلة أقامت مؤسسة منتدى أصيلة أول تكريم لسيدي الطيب العام 1995م. وفي أصيلة اختار المنتدى الثقافي العربي الأفريقي الذي كان أحد مؤسسيه سنة 1981 مع الرئيس سنغور وسمو الأمير حسن بن طلال، اختار مبدعنا السوداني
    (شيخا للرواية العربية) في الدورة الأولى لجائزة محمد زفزاف* للرواية العربية العام 2002. وتقبّل سيدي الطيب تكريمه وجائزته في تواضع العابد والزاهد والمتقشف.
    وفي العام 2008 وأصيلة تحتفي بالذكرى الثلاثين لموسمها الثقافي الدولي بلغنا خبر دخول سيدي الطيب المستشفى في لندن. وبعثنا له برقية متمنين له فيها الشفاء. كان آخر اتصال لنا به قبل وفاته باسبوع واحد حاولت التحدث إليه على تليفون زوجته النقال، كان مرهقا وقالت لي زوجته بأنه سمع رسالتي ولكنه غير قادر على الكلام.
    رحم الله شيخي سيدي الطيب، وسنفتقده في أصيلة ولكن ذكراه في مركز الحسن الثاني وفي بيتي حيث كان يقيم أثناء زيارته الشتوية، وفي فندق زبليثي حيث غرفته المفضلة وعلى مائدة مطعم غارسيا قبالة المحيط وفي حديقتي صديقيه تشيكابا وبلندر الحيدري حيث كان يحضر تأبينهما كل صيف. ذكراه باقية عبيرا......... ممن عرفوه وجالسوه واستمتعوا بأحاديثه وهدوئه وبساطته وتواضعه.

    موسم العودة إلى الجنوب'
    إلى اللقاء الطيب صالح

    الدكتورمحمود عزب

    'عدت إلى أهلي يا سادتي بعد غيبة دامت سبع سنين... سبع سنين قضيتها في الغربة... كنت خلالها أتعلم في أوروبا... تعلمت الكثير وغاب عني الكثير... ولكن تلك قصة أخرى... المهم أني رجعت إليهم في تلك القرية عند منحنى النيل...'
    في يوم الجمعة الماضي العشرين من شباط /فبراير أسدل الستار على فصل رائع من فصول الهجرة إلى الشمال وعاد جثمان الطائر المهاجر... عاد إلى الجنوب... أما الروح فلم تكن فارقت يوما واحدا نخيل تلك القرية عند منحنى النيل... روح الطائر الذي لم يفارقه الحنين إلى دفء الحياة في العشيرة يوما واحدا.
    'ولماذا تهاجر الطيور؟
    حزين أنا... تسألين لماذا؟
    لأن الطيور تهاجر من قريتي في الصباح
    فتنكأ بين الحنايا الجراح...
    وتفتح جسر الهموم الدفينة
    حزين... وأسمع رجع الأغاني
    بأرض حزينة
    حزين... وأرفض كل ابتسام يزيف
    وجهي بتلك المدينة'
    قبل عودة الطائر المهاجر إلى أعشاش سربه بأيام أربعة امتدت يدي تلقائيا إلى مكتبتي والتقطت 'موسم الهجرة إلى الشمال' لأقدم لطلابي في قسم اللغة والحضارة العربية بالمعهد الوطني للغات والحضارات الشرقية صفحة من صفحات الفكر والأدب العربي من الرواية العملاقة للروائي المبدع العملاق. وتذكرت أنني كنت اخترت سابقا آخر صفحة من صفحات الموسم 'نزلت النهر عاريا... تماما كما ولدتني أمي...'
    وقفت عيناي هذه المرة على الصفحة الأولى: 'عدت إلى أهلي يا سادتي...' وكلفت الطلاب أن يبحثوا عن شيء من سيرة الروائي الإنسان... وتحدثنا عنه في قاعة الدرس.
    ولم نكن ندري، لا طلابي ولا أنا، أنه في لحظات حديثنا عنه كان يكتب بآخر أنفاسه فصلا جديدا أخيرا من 'موسم العودة إلى الجنوب'. أما نحن، طلابي وأنا، فسوف نعاود غدا الاثنين الحديث عن تلك النخلة القائمة في وسط الدار في تلك القرية الواقعة عند منحنى النيل.. وعن 'دفء الحياة في العشيرة' بعد العودة من بلاد 'تموت من الثلج حيتانها'.
    أما الطيب صالح الفنان الروائي الإنسان الصوفي المبدع والخلاق، فقد عاد إلى الجنوب ليلتقي لمن يليق بنقده وتحليل إبداعاته، بمحمود أمين العالم الذي سبقه والذي كان في انتظاره لاستقباله مع نجيب محفوظ ورجاء النقاش... سرب حلق وتطلع وسما وجمع فأوعى ورأى ففهم وحاول وحقق لشعبه ولأمته ولثقافته ولأدبه وللغته الكثير...
    ذلك السرب الذي رآه في الطور الأخير وهو يقاوم الغرق ويقاوم الاستسلام ويصمم على الحياة من أجل من يحبونه ونظر خلال مقاومته لما يشده إلى قاع النهر ورأى تلك الطيور المهاجرة إلى الشمال فوق منحنى النيل، وصرخ من أعماقه في الجملة الأخيرة... وكأنه يهز بعنف أمته كلها: 'النجدة... النجدة'

    ' استاذ الحضارة الإسلامية بالمعهد الوطني للغات والحضارات الشرقية بباريس/ فرنسا


    الضحكة التي خبأ رنينها

    محمد المهدي بشرى

    أول ما عرفت من الطيب صالح هو ضحكته، فهو يملك ضحكة ذات رنين خاص، وعندما يضحك ينفعل جسمه كله، كان ذلك عام 1978 حين دعي الطيب صالح للحديث في ندوة بمعهد الدراسات الافريقية والآسيوية جامعة الخرطوم، كانت تلك اول مرة يزور الطيب وطنه السودان بعد النجاح الكبير الذي حققه بكتاباته الخاصة 'موسم الهجرة إلى الشمال'، ضاق فناء المعهد تلك الأمسية على سعته وبعد أن تحدث الطيب صالح فتح باب الحوار، سألته عن رأيه في غارسيا ماركيث الذي منح جائزة نوبل، تحدث الطيب صالح بمحبة عن ماركيث. ثم التقينا بعد ذلك لقاءات عابرة لكنه شرفني بحرصه على التعرف على شخصي، فقد كنت أزمع إعداد أطروحة عن إبداعه، كان أول رد فعل على اقتراحي أن ضحك تلك الضحكة العذبة، قال إن هناك من هو جدير بالاهتمام أكثر منه، ذكر بالتحديد الشاعر الكبير محمد المهدي المجذوب، ظللنا نتواصل مع بعضنا البعض، التقيته ثانية في باريس حيث حياني بمودة هي بعض طبعه، دعاني للعشاء بمنزله حيث كانت أصداء ضحكاته تتردد في أرجاء صالون منزله.. التقينا مرة أخرى بالدوحة عام 2002، دعاني ونفر من خاصة أصدقائه في منزل شقيقه بشير، وكالعادة كان يروي النكتة ويضحك قبل أن يكملها، ثم كانت هناك لقاءات عابرة حين دعي لحضور فعاليات الخرطوم عاصمة الثقافة العربية في عام 2006، كنت مع بعض الأصدقاء في بهو استقبال احد الفنادق، ردد البهو أصداء الضحكة التي أعرفها جداً، ذهبت حيث مصدر الصوت، وجدت الطيب صالح يتوسط بعض الأصدقاء، نهض لتحيتي، فزعت لأنه كان يتكئ على عصاه، ابيض شعر رأسه كثيراً، لكن شيئاً واحداً لم يتغير، ضحكته الصادقة العذبة.
    حين ووري جثمانه في القبر صباح الجمعة 20/2/2009 كنت أسمع في داخلي تلك الضحكة، صافية، صادقة وعذبة.

    ' مؤلف كتاب 'الفلكلور في أدب الطيب صالح'


    زمن الطيب صالح

    الدكتور خطار ابودياب

    غاب الطيب صالح في هجرة لا عودة منها. غادرنا على حين غرة كاتب 'موسم الهجرة إلى الشمال' ومن النادر أن يعبر عنوان كتاب كما هذا العنوان عن حقبة العقود الأخيرة من القرن المنصرم، وعن أحوال مثقفي الجنوب ومعاناتهم، وكأن الطيب صالح قد اختصر التوق إلى العولمة بمعنى التكور الإنساني قبل بزوغ عهد الشمولية الاقتصادية وثورة المعلومات.
    كان الطيب صالح سباقاً في محاكاة واقع الاحتكاك الدائم بين الشرق والغرب... لم يكن ابن النيل الأزرق تنويرياً من الذين ابتعدوا عن الأصالة، ولم يكن من طراز المثقفين الإيديولوجيين أو من المعانقين للحركات الدينية بغية التماشي مع السائد وركوب الموجات، فهو لم يؤمن بصراع الشرق والغرب، بل آمن بوحدة القيم الإنسانية. كاتبنا الكبير كان شرقيا في بلاد الغرب، وعقلانياً غربياً في يومياته. ولأن مهنة الكتابة في الرواية والإبداع والتفكير لا تسد كل مصاريف الحياة، ولأنه لم يألُُُ جهداً في السعي للعيش الكريم، عمل كذلك في حقل الإعلام. لقد رفض أن يكون كغيره مستكتبا أو متسولا على أبواب هذا الحاكم أو ذاك النافذ.
    لقد كان الغائب الكبير طيباً وصالحاً في تطابق بين الاسم والصفات، أما دماثته وإبداعه وعبقريته فليست بغريبة عن سر السودان الذي لم يتنكر له الصالح بالرغم من قسوة منع كتابه الذي شاع صيته في كل الأرجاء.
    قبل رحيله وبعد رحيله، يعد الطيب صالح من أبرز الوجوه التي ارتبطت اسماؤها باسم بلادها. إذا قلنا فولتير نقول فرنسا وإذا قلنا الطيب صالح نقول السودان، بل نقول أيضاً العالم العربي وأفريقيا ووحدة حال معذبي الجنوب وطموحات مثقفي الجنوب، هذه الطموحات التي تتحطم على صخرة الواقع والتي لا تجد إلا أرض الغرب لتمارس فيها إبداعها وعطاءها.
    مفكر عربي باريس

    لم يمت من له أثر

    عاشور بن فقيرة

    تربطني بالكاتب السوداني الطيب صالح، رحمه الله، علاقة من أمتن العلاقات وأوطدها وأشدّها لحمة وإعجابا: علاقة قارئ بكاتب من أحبّ الكتّاب لديه. فمنذ أن قرأت 'موسم الهجرة إلى الشمال'، وأنا في بداية عهدي بالحياة بين أحضان أوروبا، ارتحت لقلم هذا الرجل، وإلى فكره الصائب وأسلوبه السلس المتين، حتى صرت أعود إليه وأستشهد به كلّما عرض أو أشكل عليّ أمر في العلاقات المتشعّبة بين الشمال والجنوب، أو بين الشرق والغرب. وما إن سمعت بانتقاله إلى مثواه الأخير حتّى هببت إلى رفوف مكتبتي بحثا عن 'موسم الهجرة إلى الشمال' وأعدت قراءة هذه الرواية للمرّة الخامسة أو تزيد، مودّعا بذلك واحدا من أكبر الكتّاب الذين قرأت لهم وولعت بهم، ومعترفا بما له عندي من فضل قصصيّ وأدبيّ. فأنا لم أعرف روائيّا قبل الطيب صالح، ولا بعده، عالج هذا الموضوع بمثل هذا الحسّ الأدبيّ والنفس الروائيّ، حتّى جاء عمله، على صغر حجمه، متكاملا، متماسكا، تتعدّد فيه مستويات القراءة وأبعاد الرؤية، فيجلو لك جديدا مع كلّ قراءة.
    في 'موسم الهجرة إلى الشمال' يضع الطيب صالح القرّاء، وما أكثرهم حول العالم، فقد نُقل كتابه إلى العديد من اللغات، أمام تداخل الحضارتين، الغربيّة والشرقيّة، وأمام تصادمهما، وأخذهما عن بعضهما، وتأثير كلّ واحدة على الأخرى سلبا وإيجابا. كلّ ذلك في سرد فنّي بديع تتداخل وتتشابك فيه شخصيّة مصطفى سعيد مع شخصيّة الراوي، الذي يشترك مع الطيب صالح نفسه في العديد من الملامح، بعد أن خبر وجرّب كلّ منهما الحياة الغربيّة ثمّ عادا إلى الوطن الأمّ وإلى القرية حيث لا تزال دار لقمان على حالها، وحيث لا يزال الرجل رجلا والمرأة امرأة، هذا ذكر وتلك أنثى. وعلى هذه المفارقة، ومن هذا التباعد بين القرية السودانية ولندن، يتتبّع الطيب صالح أعماق النفس البشريّة، ويبني هذه الرواية البعيدة الغور، في 'عولمة' لم تقل اسمها بعد، ممّا يؤهّلها لتبوّؤ أسطع مكان ضمن روائع الأدب العالمي. وهي رواية لا تنصف في وصفها إلاّ القراءة والمتعة، فهنيئا لمن سيقبل عليها، ورحمة لصاحبها، ومن مات وخلّف مثل هذا الأثر فإنّه حيّ بيننا، وهو ما سجّله أحمد شوقي بهذه العبارات التي يحقّ لنا أن نوردها:

    لم يمت من له أثر
    وحياة من السير

    ' عربيّ في باريس، قارئ،، نشرت له روايتان باللغة العربية، 'حكايات الحيّ' و'باب الخضراء'، ومجموعة أقاصيص باللغة الفرنسية.
    الزين يغيب عن عرسه

    الدكتور منصور خالد

    في الحادي والعشرين من نيسان (ابريل) العام 2002 بعث السيد تور هيلد فايكن والفاقان دير هيقين، رسالة للطيب صالح يدعوانه فيها باسم المنتدى النرويجي للكتاب للقاء يعقد في معهد نوبل في السابع من ايار (مايو) من العام نفسه.
    طوت الرسالة القارة لتستقر حيث تستقر الرسائل التي يحملها بريد الطيب، لا يلتفت لها الا لماما. ففي تلك الرسائل فواتير الكهرباء والماء والغاز، ومتطلبات لندن كاونسل، واعلانات الناشرين.
    كثيرا ما يترك الطيب امر هذه الرسائل لأم زينب، في حين يفرق في صومعته مع صحب وثق عرى مودته معهم مثل الجاحظ وابي الطيب، وابي تمام: وصدق او لا تصدق، ذي الرمة والراعي النميري. لأمثال الطيب عوالمهم الخاصة، لا يهربون اليها فرقا من الحاضر او استهانة به، وانما لانهم يدركون في قراره انفسهم بانهم اتوا على شبيبته. والعودة الى أولئك حبيبة الى نفسه، دون ان يلهيه عما يدور حوله في عالم الفكر والادب.
    نعود بعد استطراد، الى زيننا الذي غاب عن العرس، ولم يستخففه الزهو بما نال من ميز ورفعه بعد ان بلغه الامر.
    قلت للطيب: ما القصة؟.قال: والله ناس النرويج دعونا لحفل في قاعة نوبل لانهم اختاروا 'موسم الهجرة' مع كتب لجماعة تانيين. قلت: ومن هم الجماعه التانيين؟. قال:شكسبير وبرونتي وهمنغواي. لو لم اكن اعرف الطيب صالح عن ظهر قلب، لقلت يا للافتراء. ولكني اعرف هذا 'الزول'، تواضعه يعتصر الدموع، بل ويثير الغضب لدى اصحابه في بعض الاحيان. هو صادق عندما يرفض التعالي، ومخلص عندما ينأى بنفسه عن التنفج وابغض الاشياء اليه التشدق بالتفصح، لم ار رجلا كالطيب يهضم حق حقه، وهو بذلك راض حامد شاكر. لم ينض الوطن ابدا عن ذاكرته وعن قلبه. هذا العمق في الجزور لم يمنعه من الافادة من ذلك المقام، وتلك الرفقة افاد منها فائدة لم تتوفر لكثيرين، ولم يحرصوا عليها، ولذا بقوا في مهجرهم، او عادوا الى ديارهم أخيب مما تركوها. ولعل من أهم ما أفاد الطيب ارهاف وعيه الجمالي على ارهاف، وتعميق شعوره الانساني على عمق، ولولا هذا الشمول الانساني الذي اضفى على ادب الطيب طابعا كوزموبوليتانيا، لما وجد كتابه الطريق الى عشرين لغة في هذا العالم الفسيح. الطيب لم يخلق ليعظ في الجبل، هو عصي على التصنيفات الجاهزه التي يجيدها من هم ليسوا على شيء. قلة هم الذين يستطيعون وضع بلادهم على خارطة الادب العالمي بكل ما في اهلها من تمزق وجودي يعترف به البعض وينكره الآخر، واستماتة للحفاظ على مناقب الخير التي ورثوها أو ظنوا انهم ورثوها، وبكل ما فيه ايضا من فحولة واستخذاء، وآمال وخيبات. لا يحسن القراءة من لا يرى ما في اقاصيص الطيب ورموزه من رسالات الرفض، والتحدي، والانتصار للانسانية. حتى 'الدومة' شجرة عظامية من الفصيلة النخلية، أصبحت عند الطيب رمزا للتحدي والرفض. ولعل اتخاذ تلك الشجرة محورا لنضال جبار ابلغ في تعبيره عن اتخاذ كافكا للقلعة محورا للحياة والنضال في قريته البوهيمية. يا زين، يا طيب، يا صالح، وتلك صفات لفضائل تتسابق......نحن بك فخورون. وفخورون بأن بعض ما اورثته لنا وجد في التاريخ مكانا له مع سفر ايوب......'ليت كلماتي الان تكتب. ليتها رسمت ونقرت الى الأبد في السخر بقلم حديد' 'الاصحاح التاسع عشر/3 '.
    لقد توجت يا زين فى مملكتك، مملكة الادب، مملكة الأثر الباقي..

    من مقال طويل كتبه الدكتورمنصور خالد في صديقه الراحل الطيب صالح


    مخفور بهذا الشمال..
    من الجنوب حتى الموت

    يحيى امقاسم

    ونحن ــ جيل نحيل ـ أتينا لهذا الشمال بأقل ما يُمكن من الغربة وزوال الشمس، وبمعنى أدق صارت المراودات اليوم تُتقن بأشد مناجل الحياة من تجارب ونقائض وتصاريف حاجة، بينما نهضت أيها الطيب في زمن له أكثر من شمس وأكثر من نافذة للعشق الميسر منه والبسيط، دون ربكة الغريب وخجل اللسان في اللغات الأخرى، فشمخت بالرجل العربي والمرأة العربية، وآثرتهما في المكابدات ومعارج الكتابة؛ ولم تُشق لك ذاكرة الجنوب، تلك الذاكرة التي صرنا اليوم ندعيها على عجل ونكتبها ببرق المحاولات الرديئة؛ فضلاً عن شيخوخة الأمس القريب وافتعال التجريب الذي كنت فتاه في الرواية العربية، إضافة إلى 'هجرتك' الخاتمة لكل زمان نفتحه أو ندخر أصالته ـ إن تيسرت أصالة ـ بالكتابة والتسجيل، فلا سبق لنا ولا جدارة محاولة ـ كما أظن ـ حين لا يكون الطيب فيك سيد الكلام، حين لا يكون الطيب فيك هو الجميل الغفير كما وجدناك في 'مصطفى سعيد' ذلك المتسع بهاجس طيننا الأول ومعول صراخنا في الآخر. 'صالح الطيب'.. هكذا نتذرع أمام الموت باسم جديد كيلا نضطر لمخاطبة الغائب 'الطيب صالح'، إذ لا نجدي نفعاً بحديث أو رسالة، ولا إضمار محبة أو ود ليرأف هذا الموت بنا ويكشف كل هذا العراء فينا بعودتك. لقد آنست هذا الركض المستمر لـ'مصطفاك' في مخزون اجتهادنا إلى كتابة جديدة أكثر محاولة إليك وأكثر حنينا بك، فنقضت عهدك بالحياة لتُؤكد دوام هذا المصطفى في كل واحد منا، ونسيت يا سيدي الطيب أن تخليقك كان سبقاً وكان فعلاً فذاً، لا يُؤتى بذاكرة هشّة بي ولا بأمنية الــ'ربما'، إنما بأسئلة ذلك الجنوب الممُضّة، وبحيرة ذلك الرجل العربي ذي الأظافر القاسية حين جرّب أكثر من حياة ونحو أكثر الجهات مراودة.
    يا سيدي 'الطيب' لقد رحلتَ وغادرتْ من بعدك كل الأسئلة، فإِثرك لم تبق سوى الإجابات التي تقضّ حياتي، وما خلفت خياراً واحداً للخلاص من هذه الطمأنينة اليابسة!.. يا وجعاً إليك.. عُد قليلاً بسؤال آخر وحتى تُحتملُ مشقة هذا الغياب العريض..

    ' كاتب من السعودية


    رجل في حياتي

    رابح فيلالي



    أعرف السودان أكثر مما أعرف وطني الام الجزائر ولذلك قصة غريبة التفاصيل واحدة من أسبابها أنني كنت دائم الصلة بالسودان والشأن السياسي السوداني بصورة أحيانا كانت تدفع الكثر من أصدقائي السودانيين العديدين الى تقديم اقتراح الحصول على الجنسية السودانية وتتويج قصة هذا الحب الكبير التي تجمعني بهذا البلد الكبير الذي قدرت له أحكام الجغرافيا أن يتوسط عوالم ثلاثة مختلفة الخط الحضاري السياسي والاجتماعي. الطيب اسم لجأت اليه والدته الكريمة بعد أن فقدت اثنين من أبنائها على التتابع وعلى طيبة أهل السودان تعتقد الامهات منهن أن تسمية الطفل اللاحق بالطيب سوف يعطيه فرصة الحياة وهي نفس القصة حدثت معي شخصيا عندما انقطعت الخلفة عن أمي بعد خمس عشرة سنة من الزواج فكان نذرها على الله أن تسمي مولودها البكر برابح وتلك واحدة من عادات نساء شرق الجزائر وهي الجهة التي تتحدر منها عائلة أمي.
    عاش الطيب القروي الهادئ المسالم في جلبابه الاصل ولم يحاول أن يخلعه يوما غزا كل المدن الباردة والدافئة من عمق لندن وضبابها المزمن الى فضاء الدوحة المتسع حرا الى سماء أبوظبي المزدحم رطوبة الى فضاء باريس المتراكم بعناوين الجن والملائكة.
    كان الطيب صالح في روايته يأخذني الى حيث اسئلتي القلقة والتي يعجز أفراد عائلتي عن الاجابة عليها حول ماهية العلاقة المستقبلية بين ضفتي البحر الابيض المتوسط شماله وجنوبه.
    وحده الطيب صالح على بعد المسافة بين ثالوث المكان من أم درمان الى لندن الى جبال شرق الجزائر حيث قضيت جزءا من حياتي مع والدي كان يجيبني عن أسئلة هذا القلق.
    الطيب صالح وحده علمني المفهوم الاخر للعلاقة مع المحتل السابق علاقة تقوم على الافادة من أدواته اولها اللغة. وحده صاحب 'موسم الهجرة الى الشمال' بلغته الانكليزية الثانية أعاد ترتيب كينونتي الداخلية عندما علمني أن الاعجاب بلغة العدو التاريخي السابق مسألة تخلو من صفة الخيانة.
    أحب الطيب صالح الانكليزية كحالة عشق عميقة جدا وأجاد بناء علاقة من عشق متصل مع لغة المستعمر السابق لبلاده. وذلك قاسم اخر أشترك فيه مع صاحب موسم الهجرة.
    كانت هذه هي ملامح العلاقة الوجدانية التي جمعتني بالطيب صالح وأنا أقطع طريقي باتجاه العشرينات من عمري وأبدأ محاولات الاجابة عن أسئلة القلق في الهوية والكيان الحضاري.
    الان تحديدا أخاف أن أتحدث عن الطيب صالح كحالة راحلة لان الرجل الذي فضله أبناء وطنه عنوانا وانتماء أكبر من الموت و كلمات الوداع، ولكن بحسابات الغياب والحضور سيكون الطيب صالح بعد الان انسانا جميلا شرف عالمنا اليومي بالعبور عليه اسمعنا رؤاه تتابعا وعلمنا الكثير من عوالمه وأحالنا في الكثير من محطاته الى الحقائق الانسانية الثلاث التي تعلمتها بصورة مختلفة من الرجل وهي المحبة والتواضع والتسامح.
    في كل مرة أنزل فيها الخرطوم كنت دائم السؤال لنفسي في صمتي هذه المدينة وحدها تعرف الطيب صالح أكثر من كافة مدن الدنيا وهذه الخرطوم وحدها حجزت لنفسها مكانا أبديا في قلب الطيب صالح حتى وان عاش الرجل في صورة المواطن العالمي أكثر منه مواطنا سودانيا، ولكن هذه المدينة وحدها ستقول لي في كافة أسفاري القادمة الى الخرطوم هذه المدينة وحدها هي التي تشرفت بالنومة الابدية لانسان كان أبدا جميلا متسامحا مبدعا شفافا. كان بيننا هنا واختار أن يرحل كائن اختارت له أمه الطيب اسما فكان طيبا وبامتياز من المهد الى اللحد تلك حكايتي أنا مع الطيب صالح مبدعا وانسانا.
    ' كاتب واعلامي جزائري مقيم بواشنطن
    [email protected]


    الطيب الصالح كما أراه

    الدكتور حسان التليلي



    أحببت الطيب صالح خلال العطل الصيفية وأنا تلميذ في الثانوية. فقد كنت وقتها مولعا بالقراءة. وكنت في ريف 'عين الكرمة 'التونسي أقرأ 'موسم الهجرة إلى الشمال' أو 'عرس الزين' واعتبرهما وجبة دسمة تغنيك طوال أسبوع أو أكثر عن قراءة الكتب الصفراء أو الصحف اليومية التي كان 'يقرطس' فيها صاحب المحل التجاري الوحيد في القرية الشاي والسكر والصابون والبن. يطلب مني والداي شراءها فألح على أن تكون موضوعة في هذه الجرائد حتى أقرأها والحال أنه كان قد مرت على طبعها أحيانا أشهر عديدة.
    لا أزال أحب الطيب صالح حتى بعد رحيله لأني أعتبره من الكتاب العرب القليلين الذين استطاعوا تطعيم كل ما كتبوه في الأدب والسياسة والفلسفة والاقتصاد وفي كل التخصصات بعلاقاتهم مع الريف. وأعتقد شخصيا أن معين هذه العلاقة لا ينضب لأن الطيب صالح استطاع أن يكرع منه حتى آخر يوم من حياته في مجالسه الخاصة والعامة وبخاصة في عملية الإبداع عنده. وواضح أن هذه العلاقة هي التي جعلته يأنس كثيرا - عندما تقدمت به السن - إلى الجلوس في بلدان الخليج العربي لأن اللحن الخليجي يذكره بألحان قريته في صباه، ذلك أن هذا اللحن لا يزال قريبا من مشية الجمل وطلوع القمر و هدوء الصحراء الصاخب. فالطيب صالح لبسته ألوان الريف وأنوراه وليله وصمته حتى في الطريقة التي يكتب بها وفي صياغة الحوار بين شخوص إبداعه.
    أحب الطيب صالح لأني أعتبره أيضا من الكتاب العرب المعاصرين الذين تمكنوا من ترويض اللغة العربية على نحو يجعلها تتمنى ليل نهار أن تكتب بأقلامهم لأنها تصبح حبلى بالمعاني وشهية وعذبة و سخية دون أن تكون مطاطة أو متطفلة. وما يعجبني مثلا في طريقة تعامله مع الكلمات أنه كان رحمه الله يمنحها قدرة على الإيحاء ترقى به وبالقارئ وباللغة ذاتها إلى مراتب عليا. ويذكرني عبر إيحائه بالكاتب التونسي الراحل محمود المسعدي الذي يستخدم مثلا عبارة 'كنا في الشيطان' عندما يريد أن يصف جلسة حب حميمية بين رجل وامرأة تواقين إلى السفر بعيدا وهما لا يبرحان مكانهما. وشخصيا أعتقد أن الكاتب العربي الوحيد الذي ظل على قمة رأس هرم ترويض العربية من الكتاب الأحياء هو كاتبة لا تزال في مقتبل العمر والعطاء. وأعني أحلام مستغانمي. هذا رأيي وأتحمل مسؤوليته.
    أحب الطيب صالح أيضا لأنه كان بحق حسب رأيي أحد بناة الحداثة التجديدية الأصيلة. فقد تمكن الراحل من نفث روح جديدة في لغة قديمة ومكنها من التعاطي مع لغة العصر. وبين من خلال أسلوبه وإبداعه أن الحداثة ليست مصطلحا نقديا ولكنها تداخل وتمازج مستمر منفتح على المستقبل وقائم على جذور لاءات من عدم أو من عوالم افتراضية.
    سأظل أحب الطيب صالح لأنه اهتدى بثقافته الموسوعية وإحساسه المرهف والعودة إلى التراث الذي طعمه برحيقه إلى كسر الحدود الممكنة أو المفتعلة بين أشكال الإبداع. ويتجلى ذلك أساسا من خلال ما كتبه طوال سنوات عديدة في مجلة 'المجلة' عبر زاوية 'نحو أفق بعيد'. والطريف في عملية كسر هذا الجدار أن صاحب العملية أي الطيب صالح -طيب الله ثراه- استخدم فيها أداة كان يمتلكها ولما يزل طفلا وهي التكنيك الروائي. فقد مكنته هذه الأداة مثلا عبر هذه الزاوية من أن يمزج في المقال الواحد بين فنون كثيرة منها فنون القصة القصيرة والخاطرة والسيرة والمقالة الساخرة والتأملات. والذين صادقوه كثيرا أو عرفوه عن كثب يقولون عنه إنه كان هكذا في أحاديثه اليومية مع المثقفين وغير المثقفين والمتعلمين والناس البسطاء. سأظل أحب الطيب صالح لأنه استطاع أن ينفس عن أبي حيان التوحيدي الذي كان يقول إن أقصى درجات الغربة هو أن يكون الشخص غريبا بين أهله وذويه. وتأتى للأديب الراحل الطيب صالح ذلك من خلال استلهام جزء كبير من إبداعه مما يجمع الثقافة الإفريقية والعربية والغربية. وأنا شخصيا أعتقد أن ثقافة المستقبل المرجعية هي ثقافة هجينة لأن العالم تغير ولأن 'الهويات القاتلة' التي يتحدث عنها الكاتب اللبناني اميل معلوف قد ألهت كثيرا من المبدعين العرب عن العودة إلى ما هو إفريقي في دمهم وثقافتهم وهي قريبة جدا من دم الثقافة العربية غير الإفريقية.
    أود أن أختم هذه المداخلة بالتأكيد على أني سأظل ما حييت أحب الطيب صالح لأنه كان فعلا متواضعا جدا، بل إنه قال ذات يوم إن 'قصيدة واحدة من المتنبي تساوي كل ما كتبته وأكثر'. أحب في الراحل تواضعه لأني أعتقد شخصيا أن الكاتب الذي ينظر إلى الآخرين من علياء متطفلٌ على الإبداع حتى ولو كان مبدعا جيدا. ذلك أن أفضل الكتاب عندي هو الإنسان.
    ' صحافي تونسي
    qad
    qpt86

    القدس العربى
                  

العنوان الكاتب Date
الطيب صالح ...موسم الحزن والرحيل ...ماذا قالوا عنه ؟......للتوثيق الكيك02-19-09, 04:46 AM
  Re: الطيب صالح ...موسم الحزن والرحيل ...ماذا قالوا عنه ؟......للتوثيق الكيك02-19-09, 04:49 AM
    Re: الطيب صالح ...موسم الحزن والرحيل ...ماذا قالوا عنه ؟......للتوثيق الكيك02-21-09, 12:37 PM
  Re: الطيب صالح ...موسم الحزن والرحيل ...ماذا قالوا عنه ؟......للتوثيق الكيك02-19-09, 04:52 AM
    Re: الطيب صالح ...موسم الحزن والرحيل ...ماذا قالوا عنه ؟......للتوثيق الكيك02-19-09, 04:59 AM
    Re: الطيب صالح ...موسم الحزن والرحيل ...ماذا قالوا عنه ؟......للتوثيق الكيك02-19-09, 05:05 AM
  الرحيل المُر عبدالله الشقليني02-19-09, 05:02 AM
    Re: الرحيل المُر الكيك02-19-09, 05:32 AM
      Re: الرحيل المُر الكيك02-19-09, 05:36 AM
      Re: الرحيل المُر الكيك02-19-09, 05:39 AM
    Re: الرحيل المُر محمد فضل الله المكى02-19-09, 05:39 AM
      Re: الرحيل المُر الكيك02-19-09, 06:19 AM
        Re: الرحيل المُر اسعد الريفى02-19-09, 06:44 AM
          Re: الرحيل المُر الكيك02-19-09, 07:45 AM
            Re: الرحيل المُر الكيك02-19-09, 10:31 AM
              Re: الرحيل المُر الكيك02-19-09, 10:38 AM
              Re: الرحيل المُر الكيك02-19-09, 10:41 AM
                Re: الرحيل المُر الكيك02-19-09, 10:50 AM
                  Re: الرحيل المُر الكيك02-19-09, 11:22 AM
                    Re: الرحيل المُر نصر الدين عثمان02-19-09, 12:00 PM
                      Re: الرحيل المُر Alfarwq02-19-09, 12:55 PM
                        Re: الرحيل المُر الكيك02-20-09, 11:19 AM
                          Re: الرحيل المُر الكيك02-20-09, 03:12 PM
                            Re: الرحيل المُر الكيك02-20-09, 04:24 PM
                              Re: الرحيل المُر عبدالباقى الظافر02-21-09, 05:26 PM
                                Re: الرحيل المُر الكيك02-22-09, 05:41 AM
                    Re: الرحيل المُر الكيك02-22-09, 11:31 AM
                Re: الرحيل المُر الكيك02-22-09, 06:10 AM
                  Re: الرحيل المُر waleed nayel02-22-09, 06:13 AM
                    Re: الرحيل المُر الكيك02-22-09, 06:19 AM
                      Re: الرحيل المُر الكيك02-22-09, 06:50 AM
                        Re: الرحيل المُر الكيك02-24-09, 06:13 AM
                          Re: الرحيل المُر الكيك02-24-09, 06:33 AM
                            Re: الرحيل المُر الكيك02-24-09, 08:13 AM
                              Re: الرحيل المُر الكيك02-24-09, 08:32 AM
                                Re: الرحيل المُر جعفر محي الدين02-24-09, 09:24 AM
                                  Re: الرحيل المُر الكيك02-24-09, 11:15 AM
                                    Re: الرحيل المُر munswor almophtah02-25-09, 00:07 AM
                                      Re: الرحيل المُر الكيك02-25-09, 04:59 AM
                                        Re: الرحيل المُر ضياء الدين ميرغني02-25-09, 05:46 AM
                                          Re: الرحيل المُر الكيك02-25-09, 08:59 AM
                                            Re: الرحيل المُر الكيك02-25-09, 10:58 AM
                                              Re: الرحيل المُر الكيك02-26-09, 05:16 AM
                                              Re: الرحيل المُر الكيك02-26-09, 05:20 AM
                                                Re: الرحيل المُر الكيك03-02-09, 05:19 AM
                                                  Re: الرحيل المُر الكيك03-02-09, 07:44 AM
                                                    Re: الرحيل المُر الكيك03-02-09, 07:49 AM
                                                      Re: الرحيل المُر الكيك03-02-09, 08:03 AM
                                                        Re: الرحيل المُر الكيك03-03-09, 05:19 AM
                                                          Re: الرحيل المُر الكيك03-03-09, 05:54 AM
                                                            Re: الرحيل المُر الكيك03-09-09, 07:38 AM
                                            Re: الرحيل المُر الكيك02-25-09, 10:58 AM
                                              Re: الرحيل المُر Hadeer Alzain03-14-09, 08:28 PM
                                                Re: الرحيل المُر الكيك03-15-09, 05:44 AM
                                                  Re: الرحيل المُر Hadeer Alzain03-15-09, 10:05 AM
                                                    Re: الرحيل المُر الكيك03-17-09, 05:19 AM
                                                      Re: الرحيل المُر الكيك03-19-09, 04:30 AM
                                                        Re: الرحيل المُر الكيك03-19-09, 05:00 AM
                                                          Re: الرحيل المُر الكيك03-31-09, 06:52 AM
                                                          Re: الرحيل المُر الكيك03-31-09, 06:55 AM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de