الطيب صالح ...موسم الحزن والرحيل ...ماذا قالوا عنه ؟......للتوثيق

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-27-2024, 07:09 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مكتبة الراحل المقيم الطيب صالح
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
02-19-2009, 10:38 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الرحيل المُر (Re: الكيك)

    التاريخ: الخميس 19 فبراير 2009م، 24 صفر 1430هـ


    .. ومضى صاحب «الموسم».. الصّالح الطّيب

    الطيب برير يوسف

    .. نعم؛ هي المحبة ولا شيء سواها، كانت شغل الطيب صالح في كل ما قام به وأبدعه.. هي المفتاح الذي بيدك الآن للدخول إلى عالمه في مفرق رحيله الحزين فجر أمس الأربعاء 23 صفر 1430هـ الموافق 18 فبراير 2009م.. انظر لشخوص رواياته جميعها تلحظ شغفه العريض بإعلاء هذه القيمة بوضوح؛ عند «الزين» و»الحنين» و»الطاهر ودالروّاس» و»نعمة» و»الشيخ نصرالله ود حبيب» و»بلال» وغيرهم ممن تعمّقت هالة «المحبة» حولهم في مرآة نقائضهم من الشخصيات التي بدأت على شيء من «الكُره»؛ ولكنها تستبطن شيئًا من محبّة تخرج واضحة في الصّهد ومحرقة الأحداث، وقوامها منظور عند «سيف الدين» في «عرس الزين»، و»مصطفى سعيد» في «موسم الهجرة إلى الشمال»..
    المحبّة يا «صالح».. زرعتها في لسان «الطاهر ود الرواس» طيّ روايتك «مريود»؛ فحدّث بها صاحبه «محيميد» في بساط الإلفة: «الإنسان يا محيميد.. الحياة يا محيميد ما فيها غير حاجتين إتنين.. الصّداقة والمحبة. ما تقول لي لا حسب ولا نسب ولا جاه ولا مال... ابن آدم إذا كان ترك الدنيا وعنده ثقة إنسان واحد يكون كسبان... وأنا المولى عز وجل أكرمني بالحيل، أنعم على بدل النعمة نعمتين.. أداني صداقة محجوب وحب فاطمة بت جبر الدار..»
    المحبّة يا «طيب» حملتك لتنزع عن النقد «الشوك» لتصيح في الجميع «أعظم النقد ما صدر عن محبة»..
    المحبة.. رافقتك وأنت تعبر الجسر الفاصل بين (رحم الأم) وتراب قريتك «كَرْمَكوْل» بالقرب من قرية (دبة الفقرا) في إقليم مروي شمالي السودان.. هناك كان الميلاد في محاضن أهلك «الركابية» في العام (1348) من الهجرة النبوية اتفاقًا مع العام 1929 من الميلاد..
    ألم تصادف «ود حد الزين» في تلك الديار..!
    ما أبعد المسافة بين «الميلاد» و»الرحيل»..
    هناك في عاصمة الضباب أسلمت الروح يا صالح يا طيب..
    كيف احتملت «المحبة» ذلك في كل هذا «الصقيع»..؟
    بين ذاك «الميلاد» في وضوح الاستواء المشمس و»الرحيل» في عتمة الضباب اللندني سأطالع سيرتك كما يطالعها المكلوم الحزين.. هل محبتك لـ «المتنبي» نابعة من «إصابتكما» معًا بداء الرحيل.. لم تنعم «كرمكول» بك إلا كما تنعم السّماء ببرقٍ مغامر.. غادرتها إلى الخرطوم شاباً بعد أن أودعتها «عبث» طفولتك، وحلم «صباك».. وعمّقت هي فيك كل «الشخوص» الذين برزوا في محيا أوراقك لاحقاً.. جئت إلى الخرطوم شاباً يطمح في إكمال الدراسة فكان لك ما أردت حصلت من جامعتها على درجة البكالوريوس في العلوم.. نعم العلوم وليس الأدب.. ثم ناداك الرحيل إلى حيث «الضباب».. إلى إنجلترا؛ هناك واصلت الدراسة مشيحاً بوجهك عن «العلوم» لصالح دراسة الشؤون الدولية..
    ألهذا يربطون بينك وبين «مصطفى سعيد» في «الموسم»..؟
    ما فتئت ترد «التهمة» بالإشارة إلى أن «مصطفى» كان كله «عقل»، أما أنت فكلك «محبة»، تقاربها بـ»السذاجة» التي يتألّق بها «الزين» في «عرسه»..
    في لندن.. لم تستقر على حال في البدء، مهنة تنقلك إلى أخرى مع قليل الخبرة فيها أو كثيرها، قدرك كان محتوماً بالتدبير في القسم العربي لهيئة الإذاعة البريطانية، هناك طاب لك المكوث ردحاً غير قليل من الزمن.. حيث «منسي» و»أيوب» وغيرهم من الأحباب.. تسنّمت ترقّياً وتدرجاً منصب مدير قسم الدراما.. فلم استقلت وقد بلغت كل هذا المجد يا صالح من الـ (بي بي سي)؟
    لتعود إلى السودان..؟ هل ناداك أثير الإذاعة السودانية..؟ نعم هو ذاك.. لكن وشيكاً ستغادر.. سيربط «النميري» بينك وبين من حاول الخروج عليه وقتذاك «حسن حسين».. وستهاجر إلى قطر في وزارة إعلامها وكيلاً ومشرفاً على أجهزتها.. كيف قلت عن قطر؟ بلدك الثاني؟ ما زال حمدك لها وفاء مسطورا.. لكن لم غادرت لتعمل مديراً إقليمياً بمنظمة اليونيسكو في باريس؟.. هو داء «الرحيل» الذي ربطك بـ»معشوقك» المتنبي.. ثم كان التقاعد..
    متى تزوّجت يا صالح من ابنة «الضباب»..؟
    ما «أحزن» صوتك و»أفرحه» وأنت تقول ذات يوم في محفل تكريمك من قبل سودانيي «الرياض»: (تزوجت هناك بعيداً عن أهلي بلا «حريرة» أو «ضريرة»).. ثم تبدو فرحاً يا «أبا زينب» بـ»زهراتك الثلاث» وهن يمضين قدماً في مسالك العلو.. بلا رفقة لوهج والدهن، وتتبع لظلاله..
    هكذا مضيت، وفي الخاطر معمل فوّار بكيمياء الإبداع والمحبة تخّلق قصصاً وروايات بدءاً بـ (موسم الهجرة إلى الشمال) في العام 1966م، ثم (عرس الزين) و(دومة ود حامد)، و(ضو البيت) و(مريود)..
    «الموسم» نال الحظوة من الشهرة، تلقفته ثلاثون لغة عالمية بالترجمة، لكن أحداً لم يجرؤ على التعامل معه درامياً بخلاف ما حصل مع «العرس» فهناك في ليبيا حولوه إلى دراما وفي الكويت أنتجه المخرج الكويتي خالد صديق في فيلم سينمائي في أواخر السبعينيات حيث فاز في مهرجان (كان)..
    عابوا عليك يا الطيب قلة الإنتاج.. فمنذ عهد ليس بالقصير كنت مكتفياً بما تبثّه في «المجلة» وأنت تنظر من نافذة «أفق بعيد» إلى عوالم شتى في الأدب والتاريخ والسياسة.. ما أقل اهتمامك بالسياسة، وعلى قلة ذلك لم تسلم من «طعان» و»مناوشة».. أزعجت القادمين في 30 يونيو 1989م بعبارتك السيّارة «من أين أتى هؤلاء؟».. وعدت عنها لاحقاً من «كثرة التهاوش» في خلائق «المحبة»..
    السودان.. أعطاك «موطناً» للميلاد و»حرّم» عليك الظهور «رواية» من بعد «الإنقاذ».. فما أحيف المقياس في موازين رد الديون.. هل تجد عزاء فيما قاله الدكتور هانز بيتر كُونش،Hans Peter Kunisch) .(Dr وهو يصف ما جرى: (قبل عامين مُنعت في السودان رواية (موسم الهجرة إلى الشمال)، أول رواية للكاتب الطيب صالح المولود عام 1929 والذي يعيش منذ سنوات في إنجلترا، وذلك لأنه كان قد أشار في صحيفة (الحياة اللندنية) إلى الوضع الاجتماعي والسياسي المحزن في وطنه، علماً بأن الاحتجاج الرسمي تمثّل في تصنيف الرواية كأدب «بورنوغرافي» ومخالفتها لأصول الإسلام. لقد جاء المنع بلا شك متأخّرًا بعض الشيء، فالرواية قد توطدت - من قبل - بين أوساط المثقفين «ككتاب مقدس» أوان نشرها لأول مرة في منتصف الستينيات وهي الآن في مصاف (الأدب العالمي)».
    لم يبعد هانز عن الحقيقة كثيراً فأخيراً سيمنحونك لقب «عبقري الأدب العربي»، وفي العام 2001 سيعترفون بها على أنها «الرواية العربية الأفضل في القرن العشرين» هناك؛ على يد الأكاديميا العربية في دمشق..
    لكنهم لم يقرأوا «ضو البيت» و«مريود» بعد.. ربما تبدو «كثافة» العامية حائلاً دون ذلك.. أرى قمتك فيهما.. ولا أنقص «الموسم» حق الجمال.. ولن أنزع عن «الزين» فرحة «عرسه» ولن أكف عن طلوع «النخلة على الجدول»، وقريباً سأمضي لأفك طلاسم «دومة ود حامد» لأعرف هل ما زال «الموروث» يقيّد حركة «الحاضر» ويعطّل «ماكينة» الإنتاج «تقديسًا» لما هو قائم..؟
    ثم إنك أيها الصالح الطيب وعلى غير سابق توقيت جئت بمؤلفات تسعة في دفعة واحدة.. أكان ذلك رداً على من أتهموك بـ»النضوب».. حملت «التسعة» أبوابًا متفرقة، جاء «منسي» في صدارتها.. سيرة صديق، أم رواية لشخص.. لا تجد ثمة فاصل بين هذا وذاك.. وإن دققت النظر سترى غشاء رقيقًا لا يمنع عنك المضي من نافذة الرواية إن وعيت خصائصها، ولا يحجب عن السيرة الذاتية إن لامست صدقها..
    ثم «المضيئون كالنجوم»، و»للمدن تفرّد وحديث»، و»في صحبة المتنبي»، و»في رحاب الجنادرية»، و«وطني السودان»، و»ذكريات المواسم»، و»خواطر وترحال» وفيها ستعرف أي نظر متجاوز للأمور كان يحمله الطيب صالح.. وأية سخرية «يستبطنها» من «نظريات» النقد الحديثة «في صحبة المتنبي».. وكيف يقرأ واقع بلده في «وطني السودان».. ستتعرف إلى أصدقائه البشر والكتب في «ذكريات المواسم» وستحل ضيفاً كريماً معه «في رحاب الجنادرية»..
    لم تكن حفياً يا صالح بكل الضوء الذي طوقوك به.. متنازل عن ذلك بسمت صوفي عذب.. حتى أثرت في ذلك غضب صاحبك «منصور خالد» فراح يصيح في الشرق الأوسط «الزين يغيب عن عرسه».. هناك ستعرف معنى آخر لروح هذا الأديب الكبير.. مضى متنازلاً عن كل شيء سوى المحبة.. هل كنتم تنتظرون كل هذه المدة يا أحبابنا في اتحاد الكُتّاب لترشحوه لجائزة نوبل..؟
    ما أنبل القصد.. لولا أنكم متأخّرون..!!
    فصالحنا الطيب مضى..
    رحمة الله عليك يا سيدي.


    ------------------------------------------


    التاريخ: الخميس 19 فبراير 2009م، 24 صفر 1430هـ

    لا أغار من مصطفى سعيد لكني أشبه الزين
    «الرأي العام» تعيد نشر آخر حوار مع الطيب صالح

    حوار: أحمد يونس

    عاد الطيب صالح ليس كما عاد مصطفى سعيد ، على الرغم مما بين العودتين من وشائج قربي ، فالطيب عاد بعد أن قضى آماداً في البلاد التي قال عنها تموت من البرد حيتانها ، وقد سبقه في العود مصطفى سعيد من ذات البلاد لكنها عودة بلا خروج، ومع أن الطيب صالح من لحم ودم ، ومصطفى سعيد محض خيال ، إلاّ أن من يجلس إلى صالح يلمس ذات الخيال ، ويلمس أن الحديث إليه رواية حية ، وسماعه يعيد إلى ذاكرة مستمعه ذات الأجواء الأسطورية التي صنعها خياله المحض ، كدت أتوه بين الراوي والرواية.
    قال إن مشروع سد مروي أعظم مشروع سوداني ، وأن مضيفيه كانوا خيرين ، وأنه مسافر بين حالين ، وأن ضو البيت ومريود أفضل في نظره من موسم الهجرة إلى الشمال ، وأنه يستغرب لماذا لم يفطن أحد للشبه بينه وبطله « الزين « في عرس الزين ، كان حوار (الرأي العام) إليه في غرفته بفندق القصر محطة وسطي بين الواقع والخيال ، وبين البطل والمؤلف ، لقد غاب الطيب صالح طويلاً لكنه عاد ليشرب مجدداً من ماء النيل ، وليسير في ذات الدروب الغبراء ذات الحر اللافح ، ولأنه ابن بار فقد غفر له التراب الغياب الطويل .
    ........................................................................................................................................................................
    * كيف تسير الأشياء ، أو كيف تراها بين بلد ( تموت من البرد حيتانها) وأخرى تعيش في الصيف القائظ ، والغبار الكثيف عصافيرها ؟
    ـ أنا مسافر بين الحالتين ، وأسمي حالتي هذه بالكلمة الإنجليزية « « commuteس ، والكميوت هو من يشتغل في المدينة ويسكن في الضواحي ، ويسافر كل يوم من الضاحية إلى المدينة بالقطارات والسيارات في المدن الأوروبية . كنت طوال الوقت أسافر بين هذه الأحوال ، هي أحوال صعبة ومنهكة نفسياً بالطبع ، لكنها منعشة ، ولها ردود فعلها ، كنت أسعد جداً عندما « أقوم « بالطائرة من لندن إلى الخرطوم ، وخلال أربع وعشرين ساعة أكون قد « تحولت « من لندن إلى « كرمكول «ـ في وقت ما كانت الطائرة منتظمة بين الخرطوم ومنطقتنا في الشمال ـ هذا الانتقال السريع يدخلني في حالة مختلفة تماماً ، أسعد بها أكثر من حياتي في لندن ، مع إنها كانت حياة محتملة!
    * بعين الروائي كيف تنظر للوطن بعد مرور عشرين عاماً ( تقريباً ) على آخر زياراتك له ، وهل شهدت متغيرات كثيرة توقفت عندها ؟
    ـ آخر مرة كنت فيها في الوطن على وجه التحديد كانت في أغسطس 1988م، كنت في تلك الأيام أعمل في مكتب منظمة اليونسكو في الخليج ، كنت أعود للوطن كثيراً ، لأن والدتي رحمها الله كانت « عايشة « ، وكان والدي قد توفي في السبعينات .
    في تلك السنة جئت مرتين ، في الأخيرة منهما كانت الوالدة قد توفيت إلى رحمة الله ، كان هذا آخر عهدي بهذا الوطن ، في مطار الخرطوم ـ وقفت فيه الساعة ، ولم تتحرك ـ وتوقف الساعة هذا صحيح إلى حد ما ! كتبت ثلاث مقالات ـ لعلك قرأتها ـ وصفت فيها الحالة المتداعية والانهيار « الحاصل « في البلد ، كانت خليط من السخط والحزن والحب . بعدها لم أرجع ، وهذه مشيئة الله .
    * لكنك لم تصف لي الحال بعد عودتك الحالية ، كيف وجدت البلاد؟
    ـ « دي حكاية معقدة « ، ما زلت أحاول معرفة طبيعة إحساسي بالضبط ، انطباعاتي للوهلة الأولى « ما في شيء تغير « ، في الخرطوم مثلاً « هنالك كباري جديدة ، طرق جديدة ، أشياء سيئة ، وأخرى حسنة « ، والناس كما يبدو لي هم كما عرفتهم نفس الوجوه ، نفس الطريقة ، نفس السماحة السودانية ، لكني أعلم بأن وراء هذا « لا بد » هناك أشياء أخرى « حصلت « إلى الآن لم أسبر غورها .
    * هل استطعت الإفلات من جو الوفد الرسمي لترى الأشياء كما تريد ؟
    ـ أولاً هذا ليس وفداً رسمياً بمعني الكلمة ، فنحن مجموعة من الناس جئنا من لندن من أجل « أخونا « الشيخ إبراهيم الطيب ، وهو رجل خير ، أنا أعرفه من أيام « رفاعة « ، لم نأت معه لأنه رجل ثري ، فهو من أهلنا الشايقية الذين نزحوا إلى رفاعة ، وأعرف والده الشيخ الطيب الريح ، أيام عملي في رفاعة كنت قريباُ ولصيقاً جداً بهم ، كما أنهم أصهار صديقي العزيز فتح الرحمن البشير ، لم آت مع إبراهيم الطيب لأنه مليونير فأنا « والله لا أعرف عندو ملايين ولا ما عندو « ، لكنه رجل فاضل ومحب للسودان ، أقام مؤتمرين كبيرين في لندن لجمع ولم شمل الناس هناك .
    اختار « أخونا » إبراهيم مجموعة فيها الفنان الكبير إبراهيم الصلحي ، والدكتور كمال أبوسن ، وهو من منطقتنا ـ أرقي شرق النيل ـ وهو رجل عظيم ظل طوال فترة وجوده يجري باستمرار عمليات ويعالج المرضي ، واختار الدكتور أحمد الشاهي وهو من أصل عراقي ويعمل أستاذاً في جامعة « أوكسفورد « ، ومتخصص في قبيلة الشايقية . وصديقنا الصحفي الكبير محمد الحسن أحمد ، ومحمد الحسن في نظري من أحسن المحللين في العالم العربي كله ، لو أنه كان مصرياً أو لبنانياً « لطبّل له الناس كثيراً « ، هذا فضلاً عن أنه محب للسودان و « يلم « بيته السودانيين ، ويكون ملتقيً لهم ، هو وصديقنا حسن تاج السر عندما يكون موجوداً هناك . نحن مجموعة من الناس ولسنا وفداً رسمياً .
    وأقولها بصراحة : « لحسن الحظ أخوانّا هنا ما معاملننا معاملة رسمية ، ما في محاولة للاستقطاب ، و لا كسب التأييد ، ولا أي شيء ، مخلننا على راحتنا » .
    لقد ظل يرافقنا باستمرار الرجل الفاضل وزير الثقافة الأستاذ عبد الباسط عبد الماجد ، وللحقيقة فهو رجل خيّر وبسيط ومتواضع ، كنت أشفق علىه وأقول له : « أنت راجل عندك أعباء أمشي أهلك ولا تتعب معنا « ، وهنالك خالد فتح الرحمن وهو شاب ممتاز جاء معنا من لندن ، وهو يعمل ملحقاً ثقافياً في السفارة هناك كما أظن .
    تحركاتنا كانت بسيطة وعادية لم نحس فيها بأننا موجهون أية جهة ، « وبعدين مهما كان فنحن ناس بلغنا من التجارب والسن بقينا مش قابلين للتوجيه إلاّ من تلقاء أنفسنا على أية حال» .
    * ولو على مستوى ازدحام البرنامج؟..
    ـ يعني شنو ؟!
    * يعني أن يصمم البرنامج لترون ما يراد لكم رؤيته ..
    ـ حتى الآن لم يأخذونا لأشياء رسمية ليقال لنا : « شوفوا نحن بنعمل ايه « ، لكننا زرنا « سد مروي » ، أنا حمدت الله أنهم «ودونا مروي » لأنها البيئة التي أنتمي إلىها بحق ، صحيح أنا أنتمي لكل السودان ، لكن هذه هي البيئة التي تغلغلت في عظامي وفي أعصابي وفي وجداني ، عندما حلقت الطائرة « فوق مروي وشفت النيل والمزارع والنخيل حدث لي شيء عظيم » .
    للحقيقة أقول إن السد عمل عظيم بغض النظر عن من أنشأه ، هنالك مشكلة سودانية « الناس إما أن يقبلوا الشيء كله أو يرفضوه كله « ، صحيح هنالك نظم سيئة مرت ، وأنا دائماً ضد الاستبداد ، واعتبر الشمولية والحكومات العسكرية حكومات مستبدة ، لأن الناس لا يشاركون في الحكم حقيقة ، « لكن ربنا سخر لنا هذه النظم السيئة لعمل أشياء حسنة ، نميري كان نظامه سيئاً وعمل « بلاوي « لكنه عمل « شوية حاجات كويسة « نحمد الله علىها ، ولانحمده هو . و» ديل ربنا وجههم أيضاً ـ خصوصاً هذه الأيام ـ لأعمال بناءة».
    في تقديري المتواضع هذا العمل ـ يقصد السد ـ عندما يكتمل سيكون من أهم ما أنجز في السودان ، ويمكن أن يعادل في أهميته قناة « جونقلي « لو تم إنشاؤها ، وسيغير الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية في منطقة شمال السودان.
    * بين موسم هجرتك الأولى إلى الشمال ، وموسم عودتك الحالية ) لدومة ود حامد) ، بهذا المعني الرمزي أين الروائي الطيب صالح بين كل هذه المواسم ؟
    ـ الروائي إنسان ولا توجد « حاجة متحركة كدة يقال لها دا روائي ، ودا شاعر ، ودا رسام « نحن نحمل في جوفنا أشياء كثيرة ، دائماً أقول حين أسأل إن الرواية نشاط بين عدة نشاطات إنسانية يقدر الإنسان على ممارستها معاً ، أنا لا أكتب الرواية فقط ، أكتب في أشياء كثيرة ، في النقد ، في البحث وغيرها ، ولم أتوقف عن الكتابة .
    على الرغم من وجود الروائي داخلي لكني في مرات عديدة أنظر للأشياء بعين الإنسان العادي ، وأسعد حين تتعطل عندي الحاسة الناقدة والمتفحصة للأشياء ، فآخذ الأشياء كما أراها أو كما هي .
    * بعض النقاد يرون أن منحك جائزة الرواية العربية ، لم يكن تكريماً لك ، بل يرون أن الجائزة تكرمت بك ، وأظن أن القول للأستاذ عيسي الحلو ..
    ـ أنتهز الفرصة لأثني على عيسي الحلو ، الذي أذكر أنه أجرى معي مقابلة قبل عشرين عاماً تقريباً ، لمس فيها أشياءً مهمة ، فقد جعلني أركز في المقابلة على « فكرة التعدد « ، التي منذ أن بدأت الكتابة وأنا أدعو لها ، أدعو لعالم متعدد ، وعلى تعدده واختلاف مناخاته الثقافية والعرقية لكنه عالم متعايش ، عيسي الحلو ركز في مقابلته على « حكاية التعدد» وأظن أن المقابلة كانت للرأي العام ـ أجريت المقابلة لجريدة الأيام السودانية ـ
    « كتّر خيره أن قال الجائزة تكرمت بي » .
    بهذه المناسبة أقول أن أول بلد عربي كرمني كان المغرب ، كرمني مرتين في « أصيلة « كرمني كشخص وأقام لي احتفالية ، وكرمني ثانية حين منحوني « جائزة « محمد زفزاف للرواية « ، وكنت أول من يعطي هذه الجائزة ، وأنا متصل بأصيلة في المغرب منذ بداية المهرجان قبل أن تصبح شهيرة ، وأنا من مؤسسيها ، الرجل الذي قاد هذا العمل الجبار وأحدث تغييراً كبيراً هو محمد بن عيسي ، وزير خارجية المغرب الحالي ، هو رجل فاضل وخلاق وتجمعني به صداقة حميمة ، هذا التكريم أسعدني جداً .
    أما حينما يكرم « الواحد » في مصر ، « ومهما قلنا فيها » : قلب الوطن العربي ، و« سرة » العالمين العربي والإسلامي ، عندما يكرم المرء هناك ، فهو قد كرم على نطاق عربي وإسلامي وربما عالمي . هذا التكريم أسعدني « أخوانا المصريين وجدوا في جهدي المتواضع ما يستحق هذا التكريم » .
    * أثيرت وجهة نظر نقدية تقول إن كتابك ( موسم الهجرة إلى الشمال ) وضع سقفاً روائياً ، وحاجزاً أنطولوجياً لم تتجاوزه الرواية السودانية بعد ، إذا قرأنا وجهة النظر هذه مع جائزة الطيب صالح للإبداع الروائي ، والروايات الفائزة وغير الفائزة ، السؤال هل تشير إلى أعمال روائية تجاوزت هذا السقف إن كنت تؤيد الفكرة ؟
    ـ لا أفهم مثل هذا القول « حكاية سقف روائي » ، فالكاتب شاعراً أو روائياً يبذل جهده لا ليتجاوز شيئاً ، أو ليضع سقفاً ، فهو يشتغل ليقدم ـ كما يقولون ـ منظوره ورؤيته للأشياء ، يستحسنها الناس أم لا ، يقدرونها أو لا يقدرونها ، يعطوه جائزة أم لا ، هذا شيء ثانوي تماماً ، أنا لا ألقي بالاً لمثل هذا القول ولا أحس بأني « عملت سقف ، ولا أي شيء « . وأري أن أي صاحب موهبة يبذل جهداً لإبراز موهبته سيصل حتماً ، مثل هذا القول خارج مفهوم الأدب والفكر اللذان لا يقومان على سقوف ، الشعراء القدامى لم يكتبوا أشعارهم لتجاوز أبو تمام ، أو المتنبي ، أو البحتري « كل زول بقول كلامو « ، وكما تعلم فهنالك شعراء اكتفوا ببيتين ، وأن بعضهم عرف بقصيدة واحدة ، مثل هذا الفهم « كل زول يقول كلامو « هو الذي يثري الموروث الأدبي .
    والكاتب يكتب بالإضافة للتعبير عن الحالة التي يراها في الوقت الذي يعيشه ، ليعيش حواراً مع الذين سبقوه وتركوا أثراً في التراث العربي الزاخر ، وربما مع آخرين من التراث الإنساني .
    أما قضية سقف وحاجز أنطولوجي فهي قضية خارج مفاهيم الفكر والأدب « مجرد أكليشيهات قد يقلدها الناس بدون فائدة » .
    * هل قرأت روايتي (أحوال المحارب القديم )، و(قبيلة من وراء خط الأفق) الفائزتين بالجائزة التي تحمل اسمك ، وما رأيك فيهما ؟
    ـ نعم قرأتهما ، وهي روايات جيدة ، لكن لا يعني هذا أنه لا يوجد كتاب آخرون .. بالمناسبة أتعرف قصة هذه الجائزة ؟
    * لا ... !!
    ـ خطر للدكتور حسن ابشر الطيب أن يجمع مالاً ليبني لي بيتاً في السودان ، فقلت له لا أريد بيتاً ، ولا أملك وقتاً ، لكنه أصر ، « ولما لم قريشات يبدو أنها قلت عن القروش البتعمل البيت » ، فسألني ماذا نفعل ، وخطر لي في الأول إرجاع الفلوس للمتبرعين ، لكنا فكرنا والأخ محمود صالح عثمان صالح ـ وهو رجل عظيم ـ وقلنا : « والله كويس نخصصها لجائزة ، وهم من اقترحوا أن تكون باسمي ، مع إني كنت أفضل لو أنها كانت باسم التجاني يوسف بشير مثلاً ، « وختينا القريشات دي عشان تبقي نواة لهذه الجائزة » .
    أنا الآن أفكر في جمع المزيد من المال لجعلها جائزة كبيرة ، لا لتكون باسمي المتواضع ، بل باسم أحد عظماء السودانيين ، وأظن أن التجاني يوسف بشير مناسب جداً لتسمية الجائزة باسمه « جائزة التجاني يوسف بشير « .
    * لكن الجائزة أخذت اسمها واستقرت آليات عملها !
    ـ « معلىش » يمكن تغيير الأسماء ..
    * لديك مقولة نقدية تدعو فيها لما اسميته النقد القائم على المحبة ، أحدثت هذه المقولة إرباكاً للإبداع والنقد ، وعلاقتهما معاً ، لأنها تبدو كدعوة للنقد ليتحول إلى غزل في النص ، وأن يرى الناقد بعين ( المحب التي لا ترى إلا المحاسن ) ، كيف يفض هذا الاشتباك؟
    ـ هذا مذهبي ، ومع أني لست بناقد لكني لست بعيداً عنه وعلى بعد البصيرة ، النقد عندنا تحول إلى وسيلة لممارسة السلطة ، وأنا أنفر جداً من المتسلطين في هذه الدنيا عموماً ، حكاماً أو أصحاب نفوذ ، أو نقاد ، الناقد أحياناً يضع نفسه فوق المبدع ، ويتحدث بنبرة متعالية ويقول : « هذا كويس ، وهذا بطال ، وهذا كلام فارغ « .
    أنا أعد الكتاب الذي كتبه عميد الأدب العربي الدكتور طه حسين عن أبي الطيب المتنبي من أسوأ أنواع النقد ، وطه حسين « ما في كلام عالم كبير ، وفلتة من فلتات الزمان ، لكن لكل جواد كبوة « ، هذا كتاب سيء جداً ، أبو الطيب المتنبي من أعظم شعراء الإنسانية ، « قعد يتلكلك علىهو ، وطلعو كلام فارغ ، وشتمو ، وقال إنه لا يستاهل كل هذا الإعجاب لأنه أبغضه ، ودخل على عالمه بكراهية ». « أنت كاره الزول خليهو» ، هذا يشبه مسافر يبحث عن رفيق فيختار من لا يحبه لمرافقته ، سيزعج نفسه ويزعج من يرافقه .
    المحبة تفتح البصيرة في مذهبي ، وأرى أن أحسن النقد ما كتب عن محبة من قديم الزمان إلى يومنا هذا ، فأبو العلاء المعري تحيز للمتنبي وأحبه ، وأشاد ونوه به ، وفي الأدب العالمي هنالك نقاد كبار ، وأساتذة جامعات ، أحبوا كتاباً مثل « ليفس »، أحد كبار أساتذة جامعة كمبريدج الذي أحب د . هـ . لورنس وكتب عن كتابه « عشيقة ليدي شترلي » ونوه به ، وهكذا يكون النقد المفيد .
    وحتى الكتاب الذين ليست لديهم قيمة أدبية أمثال « إحسان عبد القدوس « و « يوسف السباعي « عند أخواننا المصريين ، عندما أقرأ كتاباتهم استمتع بها ، « إذا الواحد ما عاجبك خليهو « ، إلاّ إذا نصبوا كاتب « كان واضحاً أنه كاتب تافه ، وعملوه أعظم كتاب زمانه ، فليتصدى لهم الناس ويقولوا : لا يا أخوانا الكاتب دا ما عظيم « .في غير هذا يجب أن تتم عملية التواصل بين المبدع والجمهور بالمحبة وليس بالكراهية .
    * مصطفى سعيد شخصية من ابتداع خيالك ، لكنها استقلت وأقامت لها وجوداً خاصاً ، ونُسجت حولها كثير من الأحداث ، وصارت ذات لحم وعظم وروح ، ألا تحس بالغيرة منها ، ومن شهرتها إلى حد ما ؟
    ـ أبداً لا أحس بالغيرة من مصطفى سعيد مطلقا ، بالمناسبة هناك بعض الناس يقصرون اهتمامهم على أن مصطفى سعيد سوداني ، بينما أنا أقابل أناساً كثراً في هذا العالم يظنون أنهم مصطفى سعيد ، مثلاً قابلت أستاذاً أردنياً درس الاقتصاد في أوكسفورد فقال لي : « في حد حكي لك قصة حياتي ، وقال بالضبط أنه مصطفى سعيد « ، وقابلت شخصاً كندي الجنسية فقال لي شعرت بأن حياة مصطفى سعيد هي حياتي ، هنالك من يتساءلون هل هو أنا ، وفي ندوة قاعة الصداقة « عملت السيدة الفاضلة زوجة أستاذنا الراحل عبد الله الطيب قضية طويلة حول أن مصطفى سعيد واحد في متعدد ، وعددت أسماء سودانيين ذهبوا إلى لندن منهم الدكتور سعد الدين فوزي ، جمال محمد أحمد ، الدكتور أحمد الطيب ، وعبد الله الطيب زوجها ، فقلت لها يا سيدتي والله لم أفكر في هؤلاء الناس ، هذا محض خيال » .
    لم تصبني الغيرة من مصطفى سعيد لأن بعض الصفات التي أسبغتها علىه ليست هي الصفات التي أعتز بها ، لو جازت مقارنة بيني وبين شخصية من شخصياتي ، فليقارنوني بشخصية « الزين « في رواية عرس الزين ، وأنا أعجب لماذا لم يقل واحد من الناس أن الزين هو الطيب صالح ، لأن في ّ بعض صفات الزين أكثر مما عندي من صفات مصطفى سعيد .
    * هل لك أن تبوح لنا في الختام بخبر عن عملك الذي تشتغل علىه بعد منسي ..
    ـ دع الأخبار لحين حدوثها ، لكني أملك مشروعاً روائياً لم يكتمل ، أسأل الله أن يمد لي في الأجل لأفرغ منه ، وهو مشروع « بندر شاه « الذي أعده من أهم ما صنعت على علاته ،» ضو البيت « و « مريود « في تقديري المتواضع أهم من موسم الهجرة إلى الشمال ، هناك جزء ، أو جزءان ، أو ثلاثة ، سأكون سعيداً « لو خلصت منها».


    الراى العام ش
                  

العنوان الكاتب Date
الطيب صالح ...موسم الحزن والرحيل ...ماذا قالوا عنه ؟......للتوثيق الكيك02-19-09, 04:46 AM
  Re: الطيب صالح ...موسم الحزن والرحيل ...ماذا قالوا عنه ؟......للتوثيق الكيك02-19-09, 04:49 AM
    Re: الطيب صالح ...موسم الحزن والرحيل ...ماذا قالوا عنه ؟......للتوثيق الكيك02-21-09, 12:37 PM
  Re: الطيب صالح ...موسم الحزن والرحيل ...ماذا قالوا عنه ؟......للتوثيق الكيك02-19-09, 04:52 AM
    Re: الطيب صالح ...موسم الحزن والرحيل ...ماذا قالوا عنه ؟......للتوثيق الكيك02-19-09, 04:59 AM
    Re: الطيب صالح ...موسم الحزن والرحيل ...ماذا قالوا عنه ؟......للتوثيق الكيك02-19-09, 05:05 AM
  الرحيل المُر عبدالله الشقليني02-19-09, 05:02 AM
    Re: الرحيل المُر الكيك02-19-09, 05:32 AM
      Re: الرحيل المُر الكيك02-19-09, 05:36 AM
      Re: الرحيل المُر الكيك02-19-09, 05:39 AM
    Re: الرحيل المُر محمد فضل الله المكى02-19-09, 05:39 AM
      Re: الرحيل المُر الكيك02-19-09, 06:19 AM
        Re: الرحيل المُر اسعد الريفى02-19-09, 06:44 AM
          Re: الرحيل المُر الكيك02-19-09, 07:45 AM
            Re: الرحيل المُر الكيك02-19-09, 10:31 AM
              Re: الرحيل المُر الكيك02-19-09, 10:38 AM
              Re: الرحيل المُر الكيك02-19-09, 10:41 AM
                Re: الرحيل المُر الكيك02-19-09, 10:50 AM
                  Re: الرحيل المُر الكيك02-19-09, 11:22 AM
                    Re: الرحيل المُر نصر الدين عثمان02-19-09, 12:00 PM
                      Re: الرحيل المُر Alfarwq02-19-09, 12:55 PM
                        Re: الرحيل المُر الكيك02-20-09, 11:19 AM
                          Re: الرحيل المُر الكيك02-20-09, 03:12 PM
                            Re: الرحيل المُر الكيك02-20-09, 04:24 PM
                              Re: الرحيل المُر عبدالباقى الظافر02-21-09, 05:26 PM
                                Re: الرحيل المُر الكيك02-22-09, 05:41 AM
                    Re: الرحيل المُر الكيك02-22-09, 11:31 AM
                Re: الرحيل المُر الكيك02-22-09, 06:10 AM
                  Re: الرحيل المُر waleed nayel02-22-09, 06:13 AM
                    Re: الرحيل المُر الكيك02-22-09, 06:19 AM
                      Re: الرحيل المُر الكيك02-22-09, 06:50 AM
                        Re: الرحيل المُر الكيك02-24-09, 06:13 AM
                          Re: الرحيل المُر الكيك02-24-09, 06:33 AM
                            Re: الرحيل المُر الكيك02-24-09, 08:13 AM
                              Re: الرحيل المُر الكيك02-24-09, 08:32 AM
                                Re: الرحيل المُر جعفر محي الدين02-24-09, 09:24 AM
                                  Re: الرحيل المُر الكيك02-24-09, 11:15 AM
                                    Re: الرحيل المُر munswor almophtah02-25-09, 00:07 AM
                                      Re: الرحيل المُر الكيك02-25-09, 04:59 AM
                                        Re: الرحيل المُر ضياء الدين ميرغني02-25-09, 05:46 AM
                                          Re: الرحيل المُر الكيك02-25-09, 08:59 AM
                                            Re: الرحيل المُر الكيك02-25-09, 10:58 AM
                                              Re: الرحيل المُر الكيك02-26-09, 05:16 AM
                                              Re: الرحيل المُر الكيك02-26-09, 05:20 AM
                                                Re: الرحيل المُر الكيك03-02-09, 05:19 AM
                                                  Re: الرحيل المُر الكيك03-02-09, 07:44 AM
                                                    Re: الرحيل المُر الكيك03-02-09, 07:49 AM
                                                      Re: الرحيل المُر الكيك03-02-09, 08:03 AM
                                                        Re: الرحيل المُر الكيك03-03-09, 05:19 AM
                                                          Re: الرحيل المُر الكيك03-03-09, 05:54 AM
                                                            Re: الرحيل المُر الكيك03-09-09, 07:38 AM
                                            Re: الرحيل المُر الكيك02-25-09, 10:58 AM
                                              Re: الرحيل المُر Hadeer Alzain03-14-09, 08:28 PM
                                                Re: الرحيل المُر الكيك03-15-09, 05:44 AM
                                                  Re: الرحيل المُر Hadeer Alzain03-15-09, 10:05 AM
                                                    Re: الرحيل المُر الكيك03-17-09, 05:19 AM
                                                      Re: الرحيل المُر الكيك03-19-09, 04:30 AM
                                                        Re: الرحيل المُر الكيك03-19-09, 05:00 AM
                                                          Re: الرحيل المُر الكيك03-31-09, 06:52 AM
                                                          Re: الرحيل المُر الكيك03-31-09, 06:55 AM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de